Index   Back Top Print

[ AR  - DE  - EN  - ES  - FR  - IT  - PL  - PT ]

APOSTOLIC JOURNEY OF HIS HOLINESS POPE FRANCIS
TO PANAMA ON THE OCCASION OF THE 34th WORLD YOUTH DAY

 

كلمة قداسة البابا فرنسيس

خلال اللقاء مع أساقفة أمريكا الوسطى

الزيارة الرسولية إلى بنما – كنيسة القدّيس فرنسيس

الخميس 24 يناير/كانون الثاني 2019

[Multimedia]


 

أيّها الإخوة الأعزّاء!

أشكر مونسنيور خوسيه لويس إسكوبار ألاس، رئيس أساقفة سان سلفادور، على كلمات الترحيب التي وجّهها إلي باسم الجميع. أرى هنا رفيق فكاهة الصّبا: وهذا جميل للغاية... يسعدني أن ألتقي بكم وأن أشارككم، بشكل ودّي ومباشر، رغباتكم ومشاريعكم وأحلامكم كرعاة قد عهد الربّ إليهم بشعبه المقدّس. شكرًا على استقبالكم الأخوي.

أن ألتقي بكم يعني أيضًا "أن أمنح نفسي" فرصةَ معانقة شعبكم والشعور بالقرب منهم، وتبنّي رغباتهم، وإحباطهم أيضًا، وقبل كلّ شيء، إيمانهم الشجاع الذي يعرف كيف يحرّك الرجاء ويثير المحبّة. أشكركم لأنكم أتحتم لي الفرصة كي أتقرّب من الإيمان البسيط الظاهر على وجه شعبكم الذي يعرف أن "الله موجود، لا ينام، بل يعمل، ويسهر ويساعد" (القدّيس أوسكار روميرو، عظة، 16 ديسمبر/كانون الأول 1979).

يذكّرنا هذا اللقاء بحدث كنسي ذو أهمّية كبرى. فقد كان رعاة هذه المنطقة أوّل من أنشأ في أمريكا هيئة شركة ومشاركة أعطت -وما زالت تعطي- ثمارًا وفيرة. أشير إلى أمانة سرّ أسقفيّة أمريكا الوسطى، الـ SEDAC. فسحة من التواصل والتمييز والالتزام، تغذّي كنائسكم وتنشّطها. رعاة استطاعوا القيام بخطوات إلى الأمام وإعطاء علامة، بعيدًا عن كونها مجرّد عنصر برنامجي، تشير إلى أن مستقبل أمريكا الوسطى -وأيّ منطقة أخرى من العالم- يمرّ بالضرورة عبر الفطنة والقدرة على توسيع الرؤية، وتوحيد الجهود في عمل صبورٍ وسخّي من الإصغاء والتفهّم والتفاني والالتزام، والقدرة بالتالي على تمييز الآفاق الجديدة التي يقودنا الروح إليها (را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 235)[1].

في هذه السنوات الخمسة والسبعين لتأسيسها، قد حاولت هيئة الـ SEDACمشاركة أفراح وأحزان شعوب أمريكا الوسطى وكفاحها ورجاءها، هي التي تشابَك تاريخها بتاريخ شعبكم وصاغه. وقد قدّم العديد من الرجال والنساء، والكهنة، والمكرّسين والمكرّسات، والعلمانيّين، حياتهم حتى بذلِ دمائِهم كي يحافظوا على صوت الكنيسة النبويّ في مواجهة الظلم، وإفقار العديد من الناس، وإساءة استخدام السلطة. أذكر أن اسم البعض منكم، عندما كنت في بدء خدمتي الكهنوتية، كان يُعتبر ككلمة رذيلة، ولكن ثباتكم قد دلّ على السبيل: شكرًا. إنهم يذكّروننا بأن "كلّ مَن يرغب حقًّا في أن يمجّد الله بحياته الخاصّة، ومَن يتوق حقًّا إلى تقديس نفسه كيما تمجّد حياتُه القدّوسَ، هو مدعوّ إلى إرهاق نفسه، وبذلها وإتعابها محاولًا أن يعيش أعمال الرحمة" (الإرشاد الرسولي افرحوا وابتهجوا، 107). يعيش هذا، لا كزكاة، بل كرسالة. 

من بين الثمار النبوية للكنيسة في أمريكا الوسطى، يسعدني أن أسلّط الضوء على شخصيّة القدّيس أوسكار روميرو، الذي كان لي الشرف بأن أعلن قداسته مؤخّرًا في إطار سيندس الأساقفة حول الشبيبة. إن حياته وتعليمه يشكّلان مصدرًا دائمًا لإلهام كنائسنا، ولا سيّما لنا نحن الأساقفة. واسمه أيضًا كان يعتبر كلمة رذيلة: مشتبه به، محروم من الشركة وفقًا لثرثرة العديد من الأساقفة.  

والرمز الذي اختاره لشعاره الأسقفي، والمكتوب على قبره، يعبّر بوضوح عن مبدئه المُلهِم وعمّا كانت حياته كراعٍ: "التضامن مع الكنيسة". لقد كانت بوصلة طبعت حياته بالأمانة، حتى في اللحظات العصيبة.

إنه ميراث يمكن أن يصبح شهادة ناشطة وحيويّة بالنسبة لنا، نحن المدعوّين بدورنا إلى تفانٍ مطبوع ببذل الذات في خدمة شعبنا اليوميّة؛ وأودّ أن أستند على هذا الميراث في هذا التأمّل: "التضامن مع الكنيسة". التأمّل الذي أودّ أن أشارككم به حول شخصيّة روميرو. أعلم أن هناك في وسطنا أشخاص عرفوه شخصيّا -مثل الكاردينال روزا شافيز... كان يقول الكادينال كواراتشينو أنه كان مرشّحًا لجائزة نوبل للأمانة!- وبالتالي، صاحب النيافة، إذا كنتم تعتقدون أني مخطئ في بعض الملاحظات فبإمكانكم تصحيحي، دون أيّ مشكلة. إن مناشدة شخصيّة روميرو تعني مناشدة القداسة ومناشدة الطابع النبوي الذي يحيا في الـحِمْضُ النَوَوِيّ الخاصّ بكنائسكم. 

التعاطف مع الكنيسة

1.     امتنان وشكر

عندما اقترحَ القدّيس اغناطيوس قواعد التعاطف مع الكنيسة –آسف على الدعاية -، حاول أن يساعد مَن يريد عيشها في التغلّب على أيّ نوع من الانقسامات الخاطئة أو التناقضات التي قد تحصر الحياة الروحيّة في الميل المعتاد إلى تكييف كلمة الله مع المصالح الخاصّة. وهكذا، يسمح للذي يعيشها بنعمة الشعور والإدراك بأنّه جزء من جسم رسوليّ أكبر منه مع الوعي الحقيقي، في الوقت عينه، لقوّته وإمكانيّاته: ليس ضعيفًا، لكنّه ليس انتقائيًا ولا جريئًا. الشعور بأنه جزء من الكلّ الذي يبقى على الدوام أكبر من مجموع الأجزاء (را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 235) والذي يصحبه حضورٌ يتفوّق عليه على الدوام (الإرشاد الرسولي افرحوا وابتهجوا، 8).

أودّ بالتالي أن يكون هذا "التعاطف مع الكنيسة" الأوّل، الذي نلناه من القدّيس أوسكار، بمثابة امتنان، أيّ بمثابة شكر، على الخير الكثير الذي نلناه ودون استحقاق. لقد استطاع روميرو التناغم مع الكنيسة، وتعلّم كيف يعيش الكنيسة لأنّه أحبّ بشدّة الذين ولدوه في الإيمان. ومن الصعب جدًّا فهم تاريخه وتوبته، من دون هذا الحبّ الشديد، لأن هذا الحبّ وحده هو الذي قاده إلى حدّ بذل ذاته في الشهادة؛ هذا الحبّ الذي ينبع من قبول هبة مجّانية تمامًا، لا نملكها، وتحرّرنا من أيّ ادّعاء أو ميل للاعتقاد بأننا نملكها أو أنناالمترجمون الوحيدون لها. لم نخترع الكنيسة، ولم تولد معنا وستستمرّ من دوننا. إن هذا الموقف، بعيداً عن أن يكون استسلاما إلى اللامبالاة، يثير امتنانًا عميقًا لا يمكن تصوّره يغذّي كلّ شيء. فالاستشهاد ليس مرادفاً للجبن أو موقفَ شخصٍ لا يحبّ الحياة ولا يعرف قيمتها. بل إن الشهيد هو الشخص القادر على تجسيد وترجمة هذا الشكر في حياته.

لقد تضامن روميرو مع الكنيسة لأنه، قبل كلّ شيء، قد أحبّ الكنيسة كأمّ ولدته في الإيمان وشعر بأنه عضو وجزء منها.

2.     محبة تعرف الشعب

لقد جعله هذا الحبّ، المصنوع من المشاركة والامتنان، يتبنّى بشغف، ولكن أيضاً بتفانٍ ودراسة، كلّ الإسهام والتجديد التعليمي الذي اقترحه المجمع الفاتيكاني الثاني. لقد وجد فيه مرشدًا قويًّا لاتّباع المسيح. لم يكن صانع ايديولوجيات أو ايديولوجيّ. بل إن أعماله هي نتيجة تداخله مع وثائق المجمع. فالتضامن مع الكنيسة، مستنيرا بهذا الأفق الكنسي، يعني بالنسبة لروميرو أن يتأمّل بها كشعب الله. لأن الربّ لم يرد أن يخلّصنا كلًّا بمفرده أو مفصولًا عن الآخرين، ولكنّه أراد أن يبني شعبًا يؤمن به بالحقّ ويخدمه بالقداسة (را. الدستور العقائدي نور الأمم، 9). شعب بأكمله يملك، ويحفظ ويحتفل بـ "مسحة القدّوس" (نفس المرجع، 12) وأمامه وقف روميرو وقفة إصغاء كيلا يرفض إلهامه (را. القدّيس أوسكار روميرو، عظة، 16 يوليو/تموز 1978). فيبيّن لنا بهذه الطريقة أنه على الكاهن، في بحثه عن الربّ ولقائه به، يجب أن يتعلّم وأن يسمع نبضات قلب شعبه، وأن يتشمّم ''رائحة" رجال ونساء اليوم حتى يتشرّب أفراحهم وآمالهم، حزنهم وقلقهم (را. الدستور الرسولي فرح ورجاء، 1) فيفهم بالتالي كلمة الله بالعمق (را. الدستور العقائدي كلمة الله، 13). يصغي إلى الشعب الذي في عهدته، حتى يستنشق ويكتشف، من خلاله، إرادة الله الذي يدعونا (كلمة البابا خلال سهرة الصلاة التحضيرية للسينودس حول الأسرة، 4 أكتوبر/تشرين الأوّل 2014). بدون انقسامات أو تناقضات خاطئة، لأن محبّة الله وحدها هي التي تستطيع أن تناغم كلّ حبّنا في وحدة الشعور والنظرة.

باختصار، إن التضامن مع الكنيسة بالنسبة له هو المشاركة في مجد الكنيسة، الذي يقضي بأن نحمل في عمق كياننا "التنازل" الكامل الذي عاشه المسيح. إن المسيح يعيش بيننا في الكنيسة، ولذلك عليها أن تكون متواضعة وفقيرة، لأن الكنيسة المتعجرفة، والكنيسة المليئة بالافتخار، والكنيسة المكتفية ذاتيا، ليست كنيسة "التنازل" (را. القديس أوسكار روميرو، عظة، 1 أكتوبر/تشرين الأوّل 1978).

3.     أن نحمل في عمق كياننا "تنازل" المسيح

إن هذا ليس مجد الكنيسة فحسب، بل هو أيضًا رسالة، ودعوة إلى أن يكون مجدنا الشخصي وسبيل القداسة. إن "تنازل" المسيح ليس شيئًا من الماضي، ولكنه ضمانة حاضرة، كي نشعر ونكتشف حضوره العامل في التاريخ. حضور لا نستطيع ولا نريد أن نصمت عنه لأننا نعرف، وقد اختبرنا، أنّه هو وحده "الطريق والحقّ والحياة". إن "تنازل" المسيح يذكّرنا بأن الله يخلّص في التاريخ، في حياة كلّ إنسان، وأن هذا هو أيضًا تاريخه، وفيه يأتي للقائنا (را. نفس الكاتب، عظة، 7 ديسمبر/كانون الأوّل 1978). من المهمّ، أيها الإخوة، ألّا نخاف من التقرّب من جراح شعبنا ومن لمسها، والتي هي أيضًا جراحنا، وأن نصنعه بأسلوب الربّ. لا يقدر الأسقف أن يكون بعيدًا عن معاناة شعبه. بل يمكننا القول إن قلب الراعي يُقاس بقدرته على التأثّر إزاء الكثير من الأرواح المجروحة والمهدّدة. وأن نصنعه بأسلوب الربّ يعني السماح لهذه المعاناة بأن تؤثر وأن تطبع أولويّاتنا وأذواقنا، وأن تؤثر وتطبع كيفيّة استخدام وقتنا ومالنا، وطريقة صلاتنا، كيما نقدر أن نمسح، كلّ شيء، وكلّ شخص، بتعزية صداقة يسوع في جماعة مؤمنة تشمل وتفتح آفاقًا جديدة تعطي معنى ورجاء للحياة (را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 49). إن تنازل المسيح يتطلّب التخلّي عن فلسفة الوجود والخطابات، من أجل الاصغاء إلى صوت أشخاص حقيقيّين وندائهم المستمر، والذين يدفعوننا إلى إنشاء روابط. واسمحوا لي أن أقول إن الشبكات تُستخدم لإنشاء تواصل ولكنها لا تنشئ جذورا، فهي غير قادرة على منحنا الانتماء، على جعلنا نشعر بأننا جزء من شعب واحد. بدون هذا الشعور، يكون كلّ حديثنا، واجتماعنا، ولقائنا، وكتابتنا، علامة على إيمان لم يكن قادراً على مرافقة تنازل الربّ، إيمان بقي في منتصف الطريق، وأسوأ من ذلك -أتذكّر مفكّرًا من أمريكا اللاتينية- هذا إذا لم ينتهي بكونه دينًا له إله بدون المسيح، ومسيح بدون الكنيسة، وكنيسة بدون الشعب.

تنازل المسيح هو شاب

إن هذا اليوم العالمي للشبيبة هو فرصة فريدة للالتقاء والتقرّب من واقع شبابنا بشكل أكبر، واقع مليء بالآمال والرغبات، إنما مطبوع بعمق أيضًا بالكثير من الجراح. يمكننا أن نقرأ عصرنا معهم بطريقة متجدّدة، ونرى علامات الأزمنة لأن الشبيبة، كما قال آباء السينودس، هم أحد "الأماكن اللاهوتية" التي يعرّفنا الربُّ عبرها بعض تطلّعاته وتحدّياته من أجل بناء الغد (را. سينودس حول الشبيبة، الوثيقة الختامية، 64). ومعهم يمكننا أن نرى بشكل أفضل كيف نجعل الإنجيل سهل المنال وذات مصداقيّة في العالم الذي نعيش فيه. إنهم مثل ميزان حرارة يسمح لنا بمعرفة نقطة وجودنا كجماعة وكمجتمع.

إنهم يحملون في داخلهم قلقًا علينا أن نقدّره، ونحترمه، ونرافقه؛ وكم هو مفيد لنا جميعًا، لأنه يدفعنا للتحرّك ويذكّرنا أن الراعي لا يكفّ أبدًا عن أن يكون تلميذًا وأنه في مسيرة دائمة. هذا القلق السليم يدفعنا للسير ويسبقنا. وهذا ما ذكّر به آباء السينودس عندما قالوا: "إن الشبيبة، في بعض النواحي، يسبقون الرعاة" (نفس المرجع، 66). فالراعي، مقارنة بقطيعه، لا يسير دائماً في المقدّمة: عليه أن يسبقه أحيانًا كي يدلّ على الطريق. وعليه أن يبقى في وسطه أحيانا كي "يتنشّق" ما يحدث، ويفهم القطيع. وعليه أحيانًا أخرى أن يسير خلفه كي يحمي الأخيرين، بحيث لا يبقى أحد خلفه ويصبح عرضة للنبذ. علينا أن نمتلئ فرحًا عندما نرى أن الزرع لم يذهب عبثًا. فأكثر تطلّعات الشبيبة هذه ورؤاهم قد نمت في قلب الأسرة، وتغذّت على يد الجدّة أو معلّم الدين.بالحديث عن الجدّات، إنها المرّة الثانية التي أراها فيها: لقد رأيتها بالأمس وأراها اليوم، امرأة عجوز، نحيفة، من عمري أو أكثر، تلبس تاجًا، كانت قد وضعت على رأسها تاجًا مصنوعًا من الكرتون عليه جملة تقول: "صاحب القداسة، الجدّات أيضًا تثير الضجيج". أشخاص رائعين! لقد تعلّم الشبيبة الأشياء في الأسرة، أو في الرعية، أو في العمل الرعوي التربوي أو النشاطات الرعوية الخاصّة بالشبيبة. وقد نمت هذه الرغبات عبر الاصغاء للإنجيل، وفي مجتمع إيمانه حيّ وثابت، يجد الأرض الطيّبة لينبت. وكيف لا نشكر على وجود شبيبة يتوقون إلى الإنجيل! يُتْعِبون بالطبع، وأحيانًا يُزعِجون بالطبع. أتذكّر هذه العبارة التي استخدمها فيلسوف يوناني ليقول عن نفسه، عن الشبيبة: "[الشبيبة] هم مثل النعرة على ظهر حصان نبيل كيلا يغفو" (را. بلاتون، دفاع سقراط). والحصان هو نحن! وهذا الواقع يحفّزنا على التزام أكبر في مساعدتهم على النموّ من خلال توفير مساحات أكبر وأفضل من شأنها أن تولدهم في حلم الله. الكنيسة هي أمّ بطبيعتها، وكأمّ تولّد وتحتضن الحياة وتحميها من كلّ ما يمكنه أن يهدّد نموّها. حَبَلٌ بحرّية ومن أجل الحرّية. لذا فأنا أحثّكم على تشجيع برامج تربويّة ومراكز تربوية تعرف كيف ترافق، وتساند الشبيبة وتعلّمهم حسّ المسؤولية؛ من فضلكم "انتشلوهم" من الطرقات قبل أن تسرق ثقافةُ الموت قلقَهم وخيالَهم وتستخدمهم، إذ "تبيعهم الدخان" وحلول سحريّة. واصنعوا ذلك، لا بأبويّة، لأنهم لا يتحمّلونها، ولا من فوق إلى أسفل، لأنه ليس حتّى هذا ما يطلبه الربّ منّا، إنما كإخوة. فهم وجه المسيح بالنسبة لنا، ولا يمكننا أن نصل إلى المسيح من فوق إلى أسفل، بل من أسفل إلى فوق (را. القديس أوسكار روميرو، عظة، 2 سبتمبر/أيلول 1979).

هناك العديد من الشبيبة الذين قد أغوتهم لسوء الحظ، إجابات فوريّة تراهن على حياة. وأُعطي لكثير غيرهم وهمًا قصيرَ النفس، في بعض الحركات، ثمّ حوّلهم إلى بيلاجيين أو إلى أشخاص مكتفين بذواتهم، وثمّ يتخلّون عنهم في منتصف الطريق. لقد قال لنا آباء السينودس: ولأنهم مجبرون أو لعدم وجود أيّة بدائل، يجد الشبيبة أنفسهم منغمسين في أوضاع متضاربة للغاية وبدون حلّ سريع: العنف الأسري، قتل النساء –وكم كبير هو الجرح الذي تعاني منه قارتنا في هذا الأمر!- العصابات المسلّحة والإجرامية، والاتّجار بالمخدّرات، والاستغلال الجنسي للقاصرين وغير القاصرين، وما إلى ذلك؛ ومن المؤلم أن نرى أن هناك، في أساس العديد من هذه الحالات، يُتْمٌ ناتجٌ عن ثقافةٍ ومجتمعٍ قد "فقد صوابه" – دون أمّ، صاروا أيتام. فغالبًا ما تهلك الأسر بسبب نظام اقتصادي لا يضع الناس والصالح العام في المقام الأوّل، بل يجعل من المضاربة "جنّته" حيث يستمرّ في الاغتناء، ولا يهمّ على حساب مَن يكون هذا. وهكذا، يبقى شبابنا دون دفء بيت، ودون أسرة، ودون مجتمع، ودون انتماء، تحت رحمة أوّل من يخدعه.

لا يجب أن ننسى أن "الألم الحقيقي الذي يخرج من الإنسان، هو في المقام الأوّل ملك الله" (ج. بيرنانوس، يوميات كاهن ريف، ميلانو 1998، 72). لا نفرقنّ ما أراد هو أن يجمعه بابنه!

إن المستقبل يتطلّب احترام الحاضر، والاعتراف بكرامة ثقافات شعوبكم والعمل على تعزيزها. وفي هذا أيضًا توضع الكرامة على المحكّ: في احترام-الذات الثقافي. إن شعوبكم ليسوا "أدنى" من المجتمع أو من أيّ شخص. لديهم تاريخ غنيّ يجب قبوله وتقديره وتشجيعه. وقد زُرِعت بذور الملكوت في هذه الأرض. وعلينا أن نراها، ونعتني بها ونحميها، كي لا يجفّ أيّ شيء مما زرعه الله من صالح، بسبب مصالح كاذبة تنشر الفساد في كلّ مكان، وتنمو إذ تجرّد الفقراء. إن الاعتناء بالجذور هو حماية التراث التاريخي والثقافي والروحي الغني الذي استطاعت هذه الأرض أن تدمجه طيلة القرون. اعملوا إذًا وارفعوا صوتكم ضدّ تصحّر شعوبكم الثقافي وتصحّرهم الروحي، الذي يولّد الحاجة الجذرية، لأنه يحرم من الحصانة الضرورية والحيويّة التي تحافظ على الكرامة في أوقات الشدّة. وأهنئكم على المبادرة، إذ بدأتم هذا اليوم العالمي للشبيبة بيوم شبيبة السكّان الأصليّين –أظن في أبرشية دافيد- وبيوم الشبيبة الذين هم من أصل أفريقي: كانت هذه خطوة جيّدة لإظهار الأوجه المتعدّدة في شعبنا.

لقد أكّدتم في الرسالة الرعوية الأخيرة: "لقد تضرّرت منطقتنا في الآونة الأخيرة من الهجرة التي تمّت بطريقة جديدة، كونها جماهيرية ومنظّمة، وقد سلّط هذا الأمر الضوءَ على الدوافع التي تسبّب الهجرة القسرية وما تحمله من مخاطر لكرامة الإنسان" (SEDAC، رسالة إلى شعب الله وإلى ذوي النوايا الحسنة، 30 نوفمبر/تشرين الثاني، 2018).

إن العديد من المهاجرين ما زالوا في شبابهم، يبحثون عن شيء أفضل لعائلاتهم، ولا يخافون من المخاطرة ومن ترك كلّ شيء بهدف إيجاد الشروط الدنيا التي تضمن مستقبلًا أفضل. لا تكفي الشكوى من هذا، إنما علينا أيضًا أن نعلن بشكل ملموس عن "بشارة سارّة". فالكنيسة تستطيع، بفضل عالميتها، أن تقدّم هذه الضيافة الأخويّة والحفيّة بطريقة تجعل جماعات السكان الأصليّين والجماعات المهاجرة، تتحاور وتساهم في تخطّ المخاوف وعدم الثقة وتقوّي الروابط التي تهدّد الهجراتُ، في الخيال الجماعي، بتفكيكها. ويمكن لـ "استضافة الناس، وحمايتها، ومساندتها، ودمجها" أن تكون الأفعال الأربعة التي تصرّف بها الكنيسة، في حالة الهجرة هذه، فعل أمومتها في تاريخ اليوم (را. سينودس حول الشبيبة، الوثيقة الختامية، 147). لقد نشر مؤخّرًا النائبُ العام لأسقف باريس، مونسنيور بونوا دي سينتي، كتابًا تحت عنوان: "استضافة المهاجرين، دعوة للشجاعة" (را. يجب أن ترتفع الأصوات. استضافة المهاجرين، دعوة للشجاعة، باريس 2018). إنه نداء للشجاعة؛ هذا الكتاب هو فرحة. إنه هنا، يشارك في اليوم العالمي للشبيبة.

إن كلّ الجهود التي باستطاعتكم أن تبذلوها عبر بناء الجسور بين المجتمعات الكنسية والراعوية والأبرشية، كما ومن خلال مجمع الأساقفة، هي بادرة نبوية للكنيسة التي تشكّل في المسيح "العلامة والأداة في الاتّحاد الصّميم بالله ووحدة الجنس البشريّ برمتّه" (الدستور العقائدي نور الأمم، 1). وهكذا يتلاشى الميل إلى الاكتفاء بمجرّد الاستنكار، وتتحقّق البشارة بالحياة الجديدة التي يعطينا إياها الربّ.

لنتذكّر إرشاد القدّيس يوحنا: "مَن كانَت لَه خَيراتُ الدُّنْيا ورأَى بِأَخيهِ حاجَةً فأَغلَقَ أَحشاءَه دونَ أَخيه فكَيفَ تُفيمُ فيه مَحبَّةُ الله؟ يا بَنِيَّ، لا تَكُنْ مَحبَّتُنا بِالكلام ولا بِاللِّسان بل بالعَمَلِ والحَقّ" (1 يو 3، 17- 18).

كلّ هذه المواقف تطرح أسئلة، إنها مواقف تدعونا إلى التوبة والتضامن وإلى عمل تربوي حاسم في مجتمعاتنا. لا يمكننا أن نبقى غير مبالين (را. سينودس الأساقفة حول الشبيبة، الوثيقة الختامية، 41- 44). إن العالم ينبذ، روح العالم ينبذ، نعرف ذلك ونعاني منه؛ أما تنازل السيد المسيح فلا، وقد اختبرناه في جسدنا وما زلنا نختبره عبر المغفرة والتوبة. يفرض علينا هذا التوتر أن نسأل أنفسنا باستمرار: إلى أيّ جانب نريد أن نكون؟

تنازل المسيح هو كهنوتي

إن صداقة مونسنيور روميرو مع الأب روتيليو غراندي، وتأثير اغتيال هذا الأخير على حياته، معروفان جيّدًا. لقد طبع هذا الحدثُ قلبَه بالنار، كرجلٍ وككاهنٍ وكراعٍ. لم يكن روميرو مديراً للموارد البشرية، ولم يدير الناس أو المنظمات، بل كان يحمل روميرو شعورًا، شعور محبّة الوالد والصديق والأخ. مقياس "مرتفع"، لكنه مقياس مفيد لتقييم قلبنا الأسقفي، وهو مقياس يمكننا أن نتساءل إزاءه: كم أتأثّر بحياة كهنتي؟ إلى أيّ مدى أسمح لنفسي بأن أتأثر لما يعيشونه، من بكائهم لآلامهم، من احتفالهم وسرورهم بأفراحهم؟ وعبر هذه الأسئلة، نحن نبدأ بقياس الوظائفية الكنسية والإكليروسيّة –المنتشرة على نطاق واسع للأسف، والتي تمثل صورة كاريكاتورية وتحريف للخدمة-. إنها ليست مسألة تغييرات في الأنماط والأساليب أو اللغة –كلّها أمور مهمّة بالطبع- ولكن قبل كلّ شيء، هي مسألة تأثير وقدرة برامجنا الأسقفية على إيجاد فسحة لاستقبال كهنتنا ومرافقتهم ودعمهم، وإيجاد فسحة حقيقية للاعتناء بهم. هذا ما يجعل منا آباء خصبين.

مسؤولية أن يكون هذا الشعبُ شعبَ الله تقع على عاتقهم. إنهم في الطليعة. ويحملون على أكتافهم ثقل اليوم والحرارة (را. متى 20، 12)، ويتعرّضون لسلسلة من المواقف اليومية التي يمكن أن تضعفهم وبالتالي يحتاجون إلى قربنا وتفهمنا وتشجيعنا، إنهم بحاجة إلى أبوّتنا. إن نتيجة العمل الرعوي، والتبشير في الكنيسة والرسالة، لا تقوم على غنى الوسائل والموارد المادّية، أو على كمّية الأحداث أو الأنشطة التي نقوم بها، إنما على مركزية التعاطف: إحدى أعظم كبر الخصائص التي نستطيع ككنيسة أن نقدّمها لإخوتنا. لقد فقد التعاطف دوره المركزي في الكنيسة وهذا أمر يقلقني. لقد فقدته حتى الجماعات الكاثوليكية -أو أنها تخسره حاليًّا، كي لا أكون متشائماً. حتى في وسائل الإعلام الكاثوليكية، ليس هناك من تعاطف. هناك انشقاق، وإدانة، وحقد، وغضب، ومبالغة في تقدير الذات، وإدانة لما ينعتوه بالهرطقة... لا يجب أن نفقد هذا التعاطف في كنيستنا، ولا أن تضيع مركزيّة التعاطف عند الأسقف.. إن تنازل المسيح هو العبارة الأعظم عن تعاطف الآب. كنيسة المسيح هي كنيسة التعاطف، وهذا يبدأ في البيت. من الجيد دائمًا أن نسأل أنفسنا كرعاة: كم تؤثّر فيّ حياة كهنتي؟ هل أنا قادر على أن أكون أبًا أو أرتاح لكوني مجرّد منفّذ؟ هل أسمح بأن أُزعَج؟ أذكر كلمات بندكتس السادس عشر في بداية حبريته وهو يتحدّث إلى مواطنيه: "لم يعدنا المسيح بحياة مريحة. ومَن يسعى للراحة معه قد أخطأ. فهو يدلنا على الطريق المؤدّي إلى أشياء عظيمة، إلى الخير، إلى حياة إنسانية حقيقية" (كلمة البابا إلى الحجاج الألمان، 25 أبريل/نيسان 2005). يجب أن تزداد يوميّا قدرةُ الأسقف على الانزعاج، على أن "يضعف" أمام كهنته. أفكّر في أسقف، أسقف فخريّ في أبرشية كبيرة، كان يعمل كثيرًا، فيستقبل الأشخاص يوميّا في الصباح، وغالبًا، عندما تنتهي جلسات الاستماع الصباحية، ويريد الذهاب لتناول الطعام، يجد هناك اثنين من الكهنة في انتظاره، دون موعد. فكان يعود ويستمع إليهما كما لو كان لديه سعة الوقت. أن نسمح لأنفسنا بالانزعاج، وأن نترك المعكرونة تذبل وشرائح اللحم تبرد. نسمح للكهنة بأن يزعجونا.

نحن نعلم أن عملنا، في الزيارات واللقاءات التي نقوم بها، وخاصّة في الأبرشيّات، له بعد ومكوّن إداري نحتاج إلى المضي به قدمًا. يجب التأكّد من إتمامه، ولكن هذا لا يعني أن الأمر متروك لنا كي نستخدم الوقت القليل الذي نملكه في الإجراءات الإدارية. الشيء الأساسيّ في الزيارات، الذي لا يمكننا تفويضه، إنما هو الاصغاء. هناك الكثير من الأشياء التي نقوم بها كلّ يوم يجب أن نعهد بها للآخرين. لكن ما لا يمكننا تفويضه هو القدرة على الاصغاء والقدرة على متابعة صحّة كهنتنا وحياتهم. لا يمكننا أن نفوّض للآخرين الباب المفتوح لهم. باب مفتوح لخلق الظروف التي تجعل الثقة ممكنة أكثر من الخوف، والصدق أكثر من النفاق، والتبادل الصريح والمحترم أكثر من المونولوج التأديبي.

أتذكّر كلمات الطوباوي روزميني –الذي اتُّهِمَ بالهرطقة وهو اليوم طوباوي-: «بالطبع، وحدهم الرجال العظماء يستطيعون تنشئة رجال عظماء آخرين [...]. في القرون الأولى، كان بيت الأسقف هو إكليريكية الكهنة والشمامسة؛ كان حضور أسقفهم ومحادثته المقدّسة درسًا ناريًا، متواصلًا، ساميًا، حيث يتعلّمون النظريّات عبر كلماته الحكيمة، إضافة إلى التطبيق عبر اهتماماته الرعوية الدؤوبة. وهكذا، بجانب أمثال الكسندروس، نرى شبيبة أمثال أثناسيوس ينمون بكلّ جمال" (من جراح الكنيسة المقدسة الخمسة، بريشيا 1966، 40).

من المهمّ أن يجد الكاهن أبًا له، راعيًا "يعكس ذاته" فيه، لا مسؤولًا يريد "استطلاع عسكره". ومن الضروري أن يرى الكهنة في أسقفهم، مع كلّ الأشياء التي نتباين فيها، وحتى تلك التي نختلف عليها، والمناقشات التي قد تحدث (وهو أمر طبيعي ومستصوب)، رجلاً قادرًا على بذل ذاته وأن يخاطر من أجلهم، أن يجعلهم يتقدّمون ويمدّ يده لهم عندما يتعثّرون. رجل تمييزٍ يعرف كيف يوجّه ويجد طرقًا ملموسة وعمليّة في مختلف تقاطعات القصص الشخصية. عندما كنت في الأرجنتين، سمعت أحيانًا أشخاصًا يقولون: "لقد اتصلت بالأسقف -كهنة- وقالت لي السكرتير أن جدول أعماله مليء، ويجب أن أتّصل بها خلال عشرين يومًا. ولم تسألني ماذا أريد، لا شيء". "أود أن أرى الأسقف" - "ليس بإمكانه، أضعك في القائمة". من الواضح أن الكاهن لم يتّصل من ثم، وتابع حياته مع ما أراد أن يسأله -سواء كان جيدًا أم سيئًا- داخل نفسه. هذه ليست نصيحة، إنما أمر أقوله لكم من قلبي: إذا كان جدول أعمالك مليء، نشكر الله، فسوف تأكل بسلام لأنك قد كسبت خبزك. لكن إذا رأيت اتّصالًا من كاهن، اليوم، عليك أن تتّصل به على الأكثر غدًا، وتقول: "لقد اتّصلت بي، ماذا يحدث؟ يمكنك الانتظار حتى ذلك اليوم أم لا؟". فيعرف ذلك الكاهن منذ ذلك الحين أنه لديه أب.

تشتقّ كلمة "السلطة" من الجذر اللاتيني augereالذي يعني زيادة، تعزيز، تقدّم. وتتكوّن سلطة الأسقف بشكل خاص من المساعدة على النموّ، وتشجيع كهنته، بدلًا من الترويج لنفسه -فهذا يجعل منه عانسًا، لا أبًا-. فرحة الأب/الأسقف هي أن يرى أن أولاده قد كبروا وكانوا مثمرين. أيها الإخوة، فلتكن هذه هي سلطتنا وعلامة خصبنا.

النقطة الأخيرة: تنازل المسيح هو فقير

أن نشعر مع الكنيسة يعني أن نشعر مع المؤمنين، مع شعب الله الذي يعاني ويرجو. يعني أن نعرف أن هويّة خدمتنا تولد وتفهم في ضوء هذا الانتماء الفريد والمكوّن لوجودنا. وبهذا المعنى، أودّ أن أتذكّر معكم ما كتبه القدّيس أغناطيوس لنا نحن اليسوعيّين: "الفقر هو أم وجدار"، يولّد ويدعم. هو أمّ، لأنه يدعونا إلى الخصوبة، إلى الأبوّة، إلى القدرة على العطاء الذي يكون مستحيلًا في قلب بخيل أو في قلب يراكم الأشياء. وجدار، لأنه يحمينا من إحدى التجارب الأكثر دهاء التي نواجهها نحن المكرّسين، الدنيوية الروحية: أن نُلبِسَ العطشَ إلى السلطة والشهرة والغرور وحتى الكبرياء والغطرسة، قيمًا دينية "تقيّة". جدار وأمّ يساعداننا على أن نكون كنيسة أكثر حرّية لأن محورها يكمن في تنازل ربّها. كنيسة لا تريد أن تكمن قوّتها -على حدّ تعبير المونسنيور روميرو- في دعم الأقوياء أو السياسة، إنما تتحرّر بنبل كي تسير، تدعمها فقط أذرع المصلوب، الذي هو قوّتها الحقيقية. وهذا يترجم إلى علامات ملموسة وواضحة. هذا يطرح علينا أسئلة ويدفعنا إلى فحص الضمير حول خياراتنا وأولويّاتنا في استغلال الموارد واستخدام النفوذ والمواقف. الفقر هو أمّ وجدار لأنه يحفظ قلبنا من الانزلاق نحو التنازلات والمساومات التي تقوض الحرّية وواجب الصراحة الذي يدعونا الربّ إليه.

قبل أن نختتم، لنضع أنفسنا في ظلّ حماية العذراء، ولنصلِّ معاً كي تحرس قلوبنا كأساقفة، وتساعدنا على تقديم خدمة أفضل لجسد ابنها، أهل الله القدّيسين الذين يسيرون ويعيشون ويصلّون هنا في أمريكا الوسطى.

لنصلّ للأمّ. "السلام عليك يا مريم..."

ليبارككم يسوع ولتحمكم العذراء. ورجاء لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي، كيما أصنع كلّ ما قلته. شكرًا!

 

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2019


 

[1]أريد أن أسترجع ذكرى رعاة، دفعهم حماسهم الرعوي وحبهم للكنيسة، فوهبوا حياتهم لهذه الهيئة الكنسية، مثل المونسنيور لويس شافيز إي غونزاليز، رئيس أساقفة سان سلفادور، والمونسينيور فيكتور سانابريا، رئيس أساقفة سان خوسيه في كوستاريكا، من بين آخرين.

 

 


Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana