The Holy See Search
back
riga

 

سينودس الأساقفة

[حُدِّث في: 23/10/2010]


 

معلومات عامّة عن السينودس

 

  

4.1. مجموعة القوانين الكنسيّة (ق 342-348)

4.2. مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة (ق 46)

4.3. رسالة رسوليّة "إرادة رسوليّة" لقداسة البابا بولس السادس، 15 أيلول/ سبتمبر 1965 (النصّ الكامل لوثيقة تأسيس سينودس الأساقفة للكنيسة الجامعة)

4.4. نظام سينودس الأساقفة

 

خلال عمل المجمع الفاتيكانيّ الثاني، تمعّن آباء المجمع في فكرة إحياء الروح الحقيقيّ لعمل الكرادلة المشترك (المُعبَّر عنها في مرسومَي المسيح الربّ [رقم 5] وإلى الأمم [رقم 29])، أي القناعة بأنّ البابا، في عمله كراعي الجميع في الكنيسة، يستطيع أن يمارس اتحاده، بشكل أوضح وأكثر فاعليّة، مع الأساقفة أعضاء الجسم الأسقفيّ ذاته.

من أجل تحقيق ذلك، أصدر البابا بولس السادس رسالة رسوليّة، "إرادة رسوليّة" في 15 أيلول/سبتمبر 1965 قضت بتأسيس سينودس الأساقفة للكنيسة جمعاء (أعمال الكرسيّ الرسوليّ 57[1865]775-780)، محدّدًا هيكليّته ومهمّته المؤسّساتيّة، وكان هذا ثمرة اختبارات مجمعيّة: «إنّ الاهتمام الرسوليّ الذي يقودنا إلى أن نتفحّص بعمق علامات الأزمنة، ونقوم بكلّ ما في وسعنا كي تتلاءم طرق رسالة الخدمة المقدسة وأساليبها  وتغيُّرات ظروف عصرنا واحتياجاته، هذا الاهتمام الرسوليّ ذاته يدفعنا إلى تأسيس روابط أعمق مع الأساقفة كي نُقوّي اتحادنا معهم، "هم الذين وضعهم الروح القدس [... ] لحكم كنيسة الله" (أع 20: 28)» (مقدّمة، العناية الرسوليّة). «إنّ سينودس الأساقفة، الذي يجمع الأساقفة المختارين من مختلف أطراف العالم ليُقدّموا مساعدة أكثر فاعليّة للراعي الأعلى، يجب أن يتشكّل بطريقة معيّنة كالتالي: (أ) مؤسّسة كنسيّة مركزيّة، (ب) تُمثّل الأساقفة الكاثوليك، (ج) دائمة من حيث طبيعتها، (د) وتقوم من، حيث بُنيَتها، بوظيفتها لوقت معيّن وكلّما طُلِب منها ذلك» (الفصل 1، العناية الرسوليّة). «الأهداف العامّة للسينودس هي: (أ) تنشيط اتحاد أعمق وتعاون أكبر بين الحبر الأعظم وأساقفة العالم أجمع؛ (ب) السهر على أن تكون المعلومات المُعطاة، المُتعلّقة بالأمور والأوضاع التي تؤثّر على الحياة الداخليّة للكنيسة وعلى نوع العمل الواجب القيام به في عالمنا الحاضر، مباشرة ودقيقة؛ (ج) تسهيل الاتفاق على الأقلّ حول الأمور العقائديّة الأساسيّة وحول طريقة العمل في حياة الكنيسة» (الفصل الثاني، العناية الرسوليّة). «أمّا أهدافه الخاصّة والمباشرة فهي: (أ) تبادل المعلومات المؤاتية؛ (ب) التعبير عن وجهة النظر الخاصّة حول المسائل التي من أجلها يُدعى السينودس مرّةً تلوَ أخرى» (الفصل الثاني، العناية الرسوليّة). "يخضع مجمع الأساقفة مباشرةً وفورًا لسلطة البابا" (الفصل الثالث، العناية الرسوليّة). «يستطيع سينودس الأساقفة أن يلتئم في جمعيّة عامّة، في جمعيّة غير عاديّة، وفي جمعيّة خاصّة» (الفصل الرابع، العناية الرسوليّة).

أعطى البابا بولس السادس تحديدًا لسينودس الأساقفة، خلال صلاة التبشير الملائكيّ، يوم الأحد 22 أيلول/سبتمبر 1974، قائلاً: «إنّه مؤسّسة كنسيّة، ونحن، من خلال تفحّص علامات الأزمنة، ومحاولة تقديم تفسير أعمق لمقاصد الله ولبنية الكنيسة الكاثوليكيّة، قمنا بتأسيسه بعد المجمع الفاتيكانيّ الثاني، لتنشيط الوحدة والتعاون بين الكرسيّ الرسوليّ وأساقفة العالم أجمع. من خلال دراسة مشتركة لأوضاع الكنيسة يتمّ تسهيل الوحدة والتعاون وتقديم الحلول المتّفق عليها للمسائل المتعلّقة برسالتها. هو ليس مجمعًا ولا مؤتمرًا ولا برلمانًا وإنّما سينودسٌ ذات طبيعة خاصّة».

وضع الأساس اللاهوتيّ لسينودس الأساقفة خادم الربّ البابا يوحنّا بولس الثاني، الذي، في خطابه الذي ألقاه على مجلس الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة في 30 نيسان/أبريل 1983، أعلنَ أنّ سينودس الأساقفة هو "تعبيرٌ عن الشراكة الأسقفيّة وأداته الثمينة". إنّه جمعيّة الأساقفة الكاثوليك التي تساعد البابا من خلال إسداء النصح في حكم الكنيسة الجامعة، في ما يتعلّق بالحفاظ على سلامة الإيمان والتقاليد وتنميتها، والمحافظة على الانتظام الكنسيّ وتثبيته، ودراسة المعضلات المتعلّقة بنشاط الكنيسة في العالم. وكما أكدّ قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في التأمل خلال الاحتفال بصلاة الساعة الثالثة عند بداية أعمال الجمعيّة العامّة العاديّة الحاديّة عشرة لسينودس الأساقفة (أعمال الكرسيّ الرسوليّ 97 951[2005])، يحدث هذا في جوّ من المحبّة والمساعدة المتبادلتين، والمشاركة، "والإصلاح الأخويّ"، والتعزية، التي تُشَكّل، من حيث كونها "مهمّات الشراكة"، "عملاً عظيمًا يُعبّر عن المحبّة المجمعيّة الحقيقيّة".

خلال وليمة الغداء الأخويّة التي أُقيمت في ختام الجمعيّة العامّة العاديّة السابعة لسينودس الأساقفة في 30 تشرين الأوّل/أكتوبر 1983 في دوموس سانتا مارتا في الفاتيكان، قال يوحنّا بولس الثاني: "تحمل خبرة السينودس بحدّ ذاتها شيئًا مقدّسًا، شيئًا من سرّ الكنيسة، فنعيش واقع الكنيسة، واقعها حتّى "العرقيّ"، واقعها المنتشر، كلام الله المنتشر، الذي تمّ تلقّيه في البلدان والثقافات والقارّات. كلّ هذا نختبره من خلال الإصغاء إلى مختلف المتكلّمين ومداخلاتهم؛ نعيش اختبارات الكنائس المحلّيّة، اختبارات مختلفة جدًّا، أحيانًا أليمة جدًّا، وأخرى صعبة جدًّا. هكذا، ومن خلال مداخلات الآباء كلّها، وأحيانًا مع الآباء، ولكن أيضًا من خلال مداخلات إخوتنا وأخواتنا العلمانيّين، تنبثق صورة، هي رؤية: إنّها رؤية للكنيسة. لكنّها ليست فقط رؤية بالمعنى الوصفيّ لطريقة عيش الكنيسة، للكنيسة كواقعٍ بشريّ أو عرقيّ، ولكن، في الوقت ذاته، هي رؤية للكنيسة كسرٍّ. وهنا تبدأ نقطة معيّنة حيث تبقى خبرة السينودس، لكونها خبرة دينيّة عميقة يصعب نقلها للآخرين وإخراجها إلى العلن، فهي تظلّ داخل السينودس، تبقى فينا، في من عاشها واشترك فيها؛ كلّ المشتركين فيها، جميعهم يؤكّدون ذلك معًا، تلك الخبرة، واليوم يتحدّثون عن هذه الخبرة في السينودس، عن هذه الخبرة في الكنيسة. يتحدّثون بفرحٍ كبير. المقصود هو غنىً جديد أُعطيَ لنا، لكلّ فردٍ منّا، غنىً لكي نتمكّن من أن نعيش طوال أربعة أسابيع خبرة الكنيسة التي هي شعب الله؛ نعم، شعب الله السائر، ولكن، كونها شعب الله، هي في نفس الوقت جسد المسيح. إنّه سرّ".

من خلال تمثيل سينودس الأساقفة لجميع الأساقفة الكاثوليك بنوعٍ ما، يُظهر، بطريقةٍ خاصّة، روح الشراكة التي توحّد الأساقفة مع البابا وفي ما بينهم. إنّ السينودس هو المكان المميّز حيث يجتمع الأساقفة تحت سلطة البابا المباشرة، حيث تظهر المحبّة المجمعيّة وعناية الأساقفة بخير الكنيسة جمعاء. إنّها الجمعيّة التي تعبّر، بفعل الروح القدس، عن المشورة الأكيدة حول المشاكل الكنسيّة المختلفة. من حيث تأسيس سينودس الأساقفة، يعود إلى هذا الأخير أن يعطي المعلومات، ويناقش المسائل المقترحة، ويعبّر بالتصويت. كلّ هذه تُقَدَّم للحبر الأعظم في شكل مقترحات، حتّى يستطيع أن يُعِدّ، إذا أمكن، بمساعدة المجلس العاديّ للأمانة العامّة لسينودس الأساقفة، وثيقة ما بعد السينودس للكنيسة جمعاء. على كلّ حال، كون السينودس عادةً مؤسّسة استشاريّة، فهذا لا يُقلّل من أهمّيّته. في الواقع، إنّ هدف كلّ جسم في الكنيسة ، أكان مجمعيًّا أم استشاريًّا أم تداوليًّا، هو البحث دومًا عن الحقيقة أو عن خير الكنيسة. وعندما يتعلّق الأمر بالتدقيق في الإيمان ذاته، فإنّ إجماع الكنيسة لا يكون بتعداد الأصوات، ولكنّه ثمرة "عمل الروح، الذي هو نَفْسُ كنيسة المسيح الواحدة".

 

1
. مقدّمة لسينودس الأساقفة

 إنّ سينودس الأساقفة هو مؤسّسة دائمة أنشأها البابا بولس السادس في 15 أيلول/سبتمبر 1965 استجابة لرغبة آباء المجمع الفاتيكانيّ الثاني في إحياء الروح الإيجابي المتولّد من الخبرة المجمعيّة.

إنّ المعنى الحرفي لكلمة "سينودس" المشتقّة من كلمتين يونانيّتين، هما "سينsyn-" أي "معًا"، و"هودسhodos-" أي "طريق"، هو "السير سويّة". فالسينودس هو لقاء أو اجتماع دينيّ بين الأساقفة الملتفّين حول قداسة البابا، وفيه يتفاعلون مع بعضهم البعض، ويتقاسمون المعلومات والخبرات في سعيٍ حثيث للوصول إلى الحلول الرعويّة المشتركة والمناسبة ذات الصلاحيّة والتطبيق العالميَّين. بشكل عامّ، يمكن تعريف السينودس بأنّه اجتماع الأساقفة الممثّلين للأسقفيّة الكاثوليكيّة، والمُلقاة على عاتقهم مساعدة البابا في حكم الكنيسة كلّها بتقديم مشورتهم ونصائحهم. وقد أشار البابا يوحنّا بولس الثاني إلى السينودس على أنّه "تعبير مثمر بشكل خاصّ وأداة لمجمعيّة الأساقفة" (خطاب أمام مجلس أمانة سينودس الأساقفة، 30 نيسان/أبريل 1983: أوسّرفاتوري رومانو، 1 أيار/مايو 1983). حتّى قبل عقد المجمع الفاتيكانيّ الثاني، كانت قد تبلورت ونمت فكرة وجود كيان يستطيع إمداد الأساقفة بالوسائل اللازمة لمساعدة البابا، بشكل يمكن تحديده، في حكم الكنيسة الجامعة.

في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1959، اقترح نيافة الكاردينال سيلفيو أودّي، آنذاك رئيس أساقفة والقاصد الرسوليّ في الجمهوريّة العربيّة المتّحدة (مصر)، إنشاء هيئة حكم مركزيّة للكنيسة أو لنَقُلْها بكلماته، "هيئة استشاريّة". وقال: "تأتي الشكاوى من جهات كثيرة من العالم بأنّ الكنيسة ينقصها هيئة استشاريّة دائمة غير الهيئات الرومانيّة. ولذلك، يجب تأسيس نوع من "المجلس المصغّر"، وإشراك أشخاص من الكنيسة في العالم أجمع ليلتقوا بشكل دوريّ، وحتّى مرّة واحدة في السنة، ليناقشوا المشاكل الأهمّ وليقدّموا مقترحات لحلول جديدة ممكنة في أعمال الكنيسة، أي أنّه هيئة تطال الكنيسة جمعاء، تمامًا مثلما تجمع المجالس الأسقفيّة كلّ أو قسم من رؤساء بلدٍ ما أو عدة بلدان. هيئات أخرى مثل ألـC.E.L.A.M. (المجلس الأسقفيّ لأمريكا اللاتينيّة)، تقوم بنشاطاتها وأعمالها لصالح القارّة بأسرها".

وكتب نيافة الكاردينال برناردوس ألفرينك، رئيس أساقفة أوترخت، في 22 كانون الأول/ديسمبر 1959ما يلي: "بعبارات واضحة يعلن المجمع على أنّ ممارسة حكم الكنيسة الجامعة هو من حقّ مجمع الأساقفة وعلى رأسهم الحبر الأعظم. يترتّب على ذلك، من جهة، أنّ رعاية الكنيسة الجامعة هي مسؤوليّة كلّ أسقف على حدة، ومن جهة أخرى، يشترك جميع الأساقفة في حكم الكنيسة ككلّ. يتمّ ذلك ليس فقط عن طريق إعلان وعقد مجمع مسكونيّ، ولكن أيضًا بخلق مؤسّسات جديدة. ويمكن إنشاء مجالس دائمة لأساقفة خبراء، مختارين من الكنيسة ككلّ، ليُؤَدّوا وظيفتهم التشريعيّة، متّحدين مع الحبر الأعظم وكرادلة الكوريا الرومانيّة. ويمكن للهيئات الرومانيّة أن تحتفظ فقط بالسلطة الاستشاريّة والتنفيذيّة". وكان بولس السادس آنذاك رئيس أساقفة ميلانو، هو مَن أعطى قوّة لهذه الأفكار. وفي خطاب الرثاء في ذكرى رحيل يوحنا الثالث والعشرين، أشار إلى "التعاون المُستمرّ للهيئة الأسقفيّة الذي لم تتمّ ممارسته بعد (والذي سيبقى شخصيًّا واتّحاديًّا)، ولكنّه سيحمل مسؤوليّة حكم الكنيسة ككلّ". بعد انتخابه بابا ظلّ يعود باستمرار إلى مفهوم التعاون في ما بين الهيئة الأسقفيّة – الأساقفة بالاتّحاد مع خليفة القدّيس بطرس – في خطابٍ ألقاه أمام الكوريا الرومانيّة (21 أيلول/سبتمبر 1963)، خلال افتتاح الجلسة الثانية للمجمع الفاتيكانيّ الثاني (29 أيلول/سبتمبر 1963)، ومرّة أخرى خلال اختتامها (4 كانون الأوّل/ديسمبر 1963). وفي نهاية الخطاب الافتتاحيّ في آخر فترة للمجمع الفاتيكانيّ الثاني (12 أيلول/سبتمبر 1965) قام بولس السادس بنفسه بإعلان الخبر السارّ عن سينودس الأساقفة: "الشيء الثاني هو إعلان مسبق، نعطيكم إياّه بأنفسنا وبكلّ سرور حول تأسيس سينودس الأساقفة، المرجوّ من قبل المجمع، والمكوّن من أساقفة معيّنين في أكثر الأحيان من قبل المجالس الأسقفيّة بموافقتنا. إنّ هذا السينودس سيَطلب عقدَه الحبر الأعظم تبعًا لاحتياجات الكنيسة، للتشاور والتعاون كلّما رأى لذلك ضرورة من أجل الخير العامّ للكنيسة. ولا داعي للقول بأنّ تعاون الأساقفة هذا سيعود حتمًا بالفائدة العظيمة على الكرسيّ الرسوليّ وعلى الكنيسة جمعاء، وبخاصّة سيكون مفيدًا للعمل اليوميّ للكوريا الرومانيّة التي تستحقّ منّا الكثير من العرفان بالجميل لمساعدتها الفاعلة التي، تمامًا كما يحتاجها الأساقفة في أبرشيّاتهم، نحتاجها نحن أيضًا وباستمرار في أعمالنا الرسوليّة. سيتمّ إيصال الأخبار والقوانين لهذه الجمعيّة في أسرع وقتٍ ممكن. لم نرد أن نحرم أنفسنا من هذا الشرف ومن هذا السرور في إعلان هذا الخبر الوجيز لنعبّر لكم شخصيًّا ومرّة أخرى عن ثقتنا واحترامنا وأخوّتنا. نحن نضع هذا التجدّد الواعِد والجميل تحت حماية مريم الأمّ القدّيسة".

وفي اليوم التالي، 15 أيلول/سبتمبر 1965، في بداية الجلسة العامّة المائة والثامنة والعشرين، أعلن سيادة المطران بيريكلي فيليتشي، أمين عامّ المجمع آنذاك، عن إصدار "الإرادة الرسوليّة" التي بها تمّ تأسيس السينودس رسميًّا. تتكوّن الميزة الرئيسيّة لسينودس الأساقفة من خدمة الشركة والمجمعيّة لأساقفة العالم مع الأب الأقدس. لا يتعلّق الأمر بهيئة خاصّة ذات صلاحيّات محدودة كما هو الحال مثلاً بالنسبة إلى المجامع والمجالس، ولكن بمؤسّسة ذات صلاحيّة مطلقة لمعالجة أيّ موضوع تبعًا للإجراءات الموضوعة من قبل الأب الأقدس في رسالة الدعوة. إنّ سينودس الأساقفة مع أمانته العامّة الدائمة لا يُشكّل جزءًا من الكوريا الرومانيّة ولا يتبعها، بل يقع مباشرة وفقط تحت سلطة الأب الأقدس، ومعه يشترك في الحكم العالميّ للكنيسة. مع أنّ لتأسيس سينودس الأساقفة صفةً دائمة، إلاّ أنّ الحال مختلف بالنسبة إلى عمله وتعاونه الواقعيّ. وبعبارة أخرى، يجتمع سينودس الأساقفة ويعمل فقط عندما يرى الأب الأقدس أنّه من الضروريّ والمناسب أن يستشير الأساقفة، الذين يعبّرون خلال السينودس عن "رأيهم الحكيم حول مواضيع ذات أهمّيّة وخطورة كُبريَين" (بولس السادس، خطاب أمام الكرادلة، 24 حزيران/يونيو 1967). إنّ لمهمة كلّ جمعيّة سينودسيّة صفة مجمعيّة يضعها الأساقفة في خدمة الأب الأقدس. عندما يتسلّم الأب الأقدس توصيات وقرارات جمعيّة معيّنة، يُمارس الأساقفة نشاطًا مجمعيًّا مشابهًا، ولكن ليس مطابقًا لتلك التي يُعبّر عنها في مجمعٍ مسكونيّ. هذه هي النتيجة المباشرة لعوامل عدّة: وجود جميع الأساقفة، الدعوة من قبل الأب الأقدس و"وحدة الأساقفة، الذين، ليكونوا واحدًا، يحتاجون إلى رئيس للمجمع" (يوحنّا بولس الثاني، راعي القطيع، 56)، يكون الأوّل في هيئة الأساقفة.

[صدر النصّ الأصليّ بالإنجليزيّة عن الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة]

 

2
ملاحظات حول مجرى أعمال السينودس

من أجل إتمام مهمّته، يعمل سينودس الأساقفة بحسب منهج يرتكز على المجمعيّة، مفهوم يميّز كلّ مرحلة من عمل السينودس منذ بدء التحضير وحتّى النتائج الحاصلة في كلّ جمعيّة سينودسيّة. بعبارات أخرى، فإنّ منهج العمل يُناوب بين التحليل والتلخيص، ومشاورات الجهات المعنية والقرارات المتّخذة من السلطات المختصّة تبعًا لديناميكيّة الاستجابة التي تسمح بالتحقّق المستمرّ من النتائج وبتفحّص مقترحات جديدة. تحدث كلّ مرحلة من هذه الإجراءات في جوٍّ من الشركة المجمعيّة.

بدءًا من المرحلة التحضيريّة يكون موضوع الجمعيّة السينودسيّة، ثمرة المجمعيّة، أوّلَ خطوة رسميّة في مجرى عمل التحضير هي التشاور مع الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة المستقلّة، المجالس الأسقفيّة، رؤساء أقسام الكوريا الرومانيّة واتّحاد الرؤساء العامّين من أجل المقترحات حول مواضيع محتملة لأيّ سينودس. كقاعدة، في الجمعيّات الدوريّة العامّة، يتمّ استباق هذه المشاورات بطلب غير رسميّ لآباء السينودس في نهاية الجمعيّة العامّة حول أفضليّاتهم في ما يتعلّق بالموضوع المُتداول. وعلى أيّ حال، على الأساقفة أن يأخذوا بعين الاعتبار المعايير التالية:

أ‌.                    أن يكون الموضوع شموليًّا، أي يمكن إرجاعه إلى الكنيسة وتطبيقه عليها ككلّ؛

ب‌.               أن يكون الموضوع عصريًّا وطارئًا، بشكل إيجابيّ، أي فعّال في تطوير طاقات جديدة وفي الدفع نحو نموّ الكنيسة؛

ج‌.             أن يكون رعويًّا، واقعيًّا وذات أساس عقائديّ متين؛

د‌.               يمكن تنفيذه، أي إمكانيّة التطبيق العمليّ؛

تُصَنَّف المقترحات– التي يجب أن تحتوي على أسباب الاختيار – حول موضوع ما وتُحلَّل وتُدرَس خلال اجتماع مجلس الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة. ومن ثمّ يُقدّم المجلس نتائج الاجتماع، مع توصيات خاصّة بها، إلى الأب الأقدس الذي يأخذ القرار النهائيّ المتعلّق بالموضوع المطروح في الجمعيّة السينودسيّة.

خلال اللقاء اللاحق يُحضّر المجلس الخطوط الرئيسيّة لتقديم وتطوير موضوع السينودس في وثيقة تُدعى الخطوط العريضة. إنّ كتابة هذه الوثيقة يُمثّل العمل المشترك لأعضاء المجلس، اللاهوتيّين المختصّين في المادّة التي ستُعالج في الجمعيّة السينودسيّة، وفريق العمل للأمانة العامّة الذي يُنسّق مختلف الجهود. بعد تفحّص النصّ وإدخال التعديلات الضروريّة، يكتب المجلس النسخة النهائيّة التي تُقدّم للأب الأقدس للموافقة عليها. يتمّ إذًا ترجمة الوثيقة إلى اللغات الرئيسيّة في العالم ويُبعث إلى الأساقفة بهدف توليدالدراسة والنقاش والصلاة حول موضوع السينودس على المستوى المحلّيّ.

للخطوط العريضة بطبيعتها انتشار واسع وهي موجَّهة لتنتج ردود فعلٍ وملاحظات على مستوى واسع. بالرغم من أنّ مَن هم موجَّهة إليهم (مُستلميّ) الخطوط العريضة الرئسيّين وذات السلطة هم طبعًا الأساقفة والمجالس الأسقفيّة، إلاّ أنّ لهم مطلق الحريّة لتوسيع دائرتهم الاستشاريّة. بعد جمع وتدوين لائحة مُقترحات، ردود فعلٍ وأجوبة على مختلف جوانب موضوع الخطوط العريضة، يُحضّر الأساقفة تقريرًا يبعثونه بعد ذلك إلى الأمانة العامّة قبل الموعد المحدّد.

بعد استلام المادّة المذكورة أعلاه، يكتب مجلس الأمانة العامّة، دائمًا بمساعدة الخبراء في الموضوع، وثيقة أخرى تُسمّى وثيقة العمل، التي ستخدم كقاعدة وكنقطة محوريّة خلال النقاش في السينودس. وثيقة العمل هذه، حتّى وإن تمّ نشرها، هي نصّ مؤقّت يُشكّل مادّة النقاش خلال السينودس. ليست الوثيقة نسخة مؤقّتة للنتائج النهائيّة، ولكنّها فقط مجرّد نصّ هدفه تركيز النقاش على موضوع السينودس. بعد تقديم الوثيقة للأب الأقدس وموافقته عليها، يتمّ ترجمتها إلى اللغات الرئيسيّة وبعثها إلى الأساقفة وإلى الأعضاء الذين سيشاركون في الجمعيّة السينودسيّة. سمح الأب الأقدس، في بعض الأحيان، أن يتمّ نشر النصّ وبالتالي أن يكون له انتشار أوسع. مثلاً، سنة 1983 حدثَ هذا لوثيقة العمل لبعض الجمعيّات السينودسيّة. منذ 1983 تمّ نشر وثيقة عمل كل جمعيّة سينودسيّة لتسهيل انتشارها بشكل أوسع. يقوم الأساقفة المندوبون والأعضاء الآخرون بقراءة النصّ ليعرفوا المحتويات التي ستُناقش خلال الجمعيّة السينودسيّة. الفضل يعود للعمل التحضيريّ في الكنائس المحليّة المرتكز على الوثائق المذكورة أعلاه، أي على الخطوط العريضة ووثائق العمل، حيث يستطيع آباء السينودس أن يعرضوا على الجمعيّة السينودسيّة اختبارات وتطلّعات كلّ جماعة، كما ثمار نقاشات المجالس الأسقفيّة.

تتميّز جلسات الأعمال في السينودس بثلاث مراحل:

(أ) خلال المرحلة الأولى يعرض كلّ عضوّ الوضع في كنيسته الخاصّة. يُحفّز هذا تبادل الإيمان والاختبارات الثقافيّة حول موضوع السينودس ويُساهم في تزويد رؤية مبدئيّة عن وضع الكنيسة، التي، على أيّ حالٍ، يجب تطويرها والتعمّق فيها أكثر فأكثر.

(ب) على ضوء هذه المقدّمات، يضع المتكلّم في السينودس لائحة بنقاطٍ تُناقَش في المرحلة الثانية، التي خلالها ينقسم آباء السينودس إلى فرق عمل صغيرة تدعى "لجان عمل مُصغّرة"، على أساس اللغات التي يتكلّمونها. تتمّ قراءة تقارير كلٍّ من هذه اللجان في الجلسة العامّة. في هذه المرحلة يستطيع آباء السينودس طرح الأسئلة لتوضيح المواضيع المطروحة وللقيام بتعليقاتهم.

(ج) في المرحلة الثالثة، يُتابَع العمل في لجان العمل المصغّرة بتشكيل المقترحات والملاحظات بشكل أكثر دقّة وتحديدًا، لتمكين الجمعيّة من التصويت على مقترحات واقعيّة في الأيام الختاميّة. يَتكوّن العمل المبدئيّ لآباء السينودس في لجان العمل المصغّرة من تشكيل مقترحات مُختلفة على أساس النقاش في قاعة السينودس وتقارير لجان العمل المُصغّرة. يستطيع آباء السينودس في لجان العمل المُصغّرة التصويت على مُقترحٍ بـ"نعم" أو بـ"لا". من ثمّ يتمّ جمع مقترحات لجان العمل المُصغّرة من قبل المُقرّر العامّ والسكرتير الخاصّ، ووضعها في لائحة موحّدة للمقترحات يتمّ تقديمها من قبل المقرّر العام في الجلسة العامّة. ثمّ تجتمع لجان العمل المصغرّة مجدّدًا لمناقشة المقترحات. في هذه المرحلة يستطيع آباء السينودس عرض التعديلات الفردية لعناية الفريق، وهذه ستُستعمل في إدخال التعديلات، المُصوَّت عليها جماعيًّا، على المقترحات المُنتظرة من قبل كلّ لجنة عمل. يتفحّص المُقرّر العامّ والسكرتير الخاصّ هذه التعديلات الجماعيّة التي يستطيعون ضمّها أو عدمه إلى اللائحة النهائيّة للمقترحات، وعلى أساس قرارهم الذي، في حال الرفض، يجب شرحه في وثيقة تُدعى "إكسبنسيو مودوروم". يتمّ إذًا تقديم اللائحة النهائيّة للمقترحات في الجلسة العامّة، ومن ثمّ يُصبح الكُتيّب القسيمة التي يستطيع كل أب سينودسيّ من خلالها التصويت مع المقترحات أو ضدّها.

يُراقب الأمين العامّ، في نهاية كلّ جمعيّة سينودسيّة، تخزين المعلومات وتدوين التقرير حول العمل السينودسيّ لتقديمه إلى الأب الأقدس. لا توجد قاعدة معيّنة حول الوثيقة النهائيّة الناجمة عن الجمعيّة السينودسيّة. في نهاية أول ثلاث جمعيّات سينودسيّة (الجمعيّة العاديّة العامّة لسنة 1967 و1971، والجمعيّة غير العاديّة العامّة سنة 1969)، تمّ تقديم الاستنتاجات لعناية البابا مُرفقةً بمقترحاتٍ كردٍّ على المشاكل المطروحة. بعد الجمعيّة العاديّة العامّة الثالثة سنة 1974، كتب الأب الأقدس بنفسه الإرشاد الرسوليّ التبشير بالإنجيل، آخذًا بعين الاعتبار مقترحات السينودس والتقارير النهائيّة. تمّ اتّباع الطريقة ذاتها في الجمعيّات السينودسيّة العاديّة العامّة الأخرى (1977، 1980، 1983، 1987، 1990، 1994، 2001، 2005)، التي بها ترتبط وثائق الإرشاد الرسوليّ التالية، بالتتابع: نقل الكرازة، الشراكة العائليّة، المصالحة والتوبة، العلمانيّون المؤمنون بالمسيح، أعطيكم رعاة، الحياة المكرّسة، رعاة القطيع وسرّ المحبّة. في نهاية الجمعيّة الخاصّة من أجل أفريقيا (1994)، أصدر الأب الأقدس الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس الكنيسة في أفريقيا الذي أعطى نتائج إيجابيّة في المبادرات الرعويّة في هذه القارّة. بعد نشر وثيقة حول أثر وتطبيق الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس على مستوى الكنيسة المحليّة، تركّزت الأنظار على تنظيم جمعيّة خاصّة ثانية. في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني عن دعوة جمعيّة خاصّة ثانية من أجل أفريقيا، التي تمّ تثبيتها لاحقًا من قبل الأب الأقدس بنديكتوس السادس عشر خلال المقابلة الأسبوعيّة العامّة في 22 حزيران/يونيو 2005.

في شهر أيار/مايو 1997، خلال زيارة حبريّة إلى لبنان، تمّ إصدار الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس للجمعيّة الخاصّة من أجل لبنان (1995)، رجاء جديد للبنان، كجزء مكمّل للمرحلة الاحتفاليّة للجمعيّة الخاصّة. في 23 كانون الثاني/يناير 1999، في معبد سيّدة غوادالوبي في المكسيك، قام الأب الأقدس بإصدار الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس للجمعيّة الخاصّة من أجل أمريكا، الكنيسة في أمريكا. في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1999، وَقَّع الأب الأقدس الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس، الكنيسة في آسيا في العاصمة دلهي في الهند.

منذ سينودس 1987، تمّ إشراك العديد من مجالس الأمانة العامّة والأمين العامّ مجمعيًّا، في مجرى الأعمال الذي أدّى إلى إصدار الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس، الوثيقة الحبريّة الناتجة عن السينودس. من المثير للاهتمام معرفة تاريخ هذه المجالس وتطوّرها.

بين الجمعيّة السينودسيّة الثانية والثالثة، تمّ تأسيس مجلس استشاريّ للأمانة العامّة، يتكوّن من 12 أسقفًا معيّنين ومن 3 بتسمية حبريّة. مجلس كهذا اجتمع للمرّة الأولى من 12 إلى 15 أيار/مايو 1970؛ كان له هدف تسهيل التواصل مع المجالس الأسقفيّة ووضع جدول الأعمال للجمعيّة اللاحقة. بعد هذا اللقاء، بدأت مشاورات أساقفة العالم أجمع الهادفة إلى اقتراح مواضيع للجمعيّات المستقبليّة (مثل هذه المشاورات تبدأ حاليًّا في الأيام الختاميّة للجمعيّة العاديّة العامّة).

منذ ذلك الحين، أصبحت المجالس العاديّة المُشكَّلة في كلّ سينودس لتحضير السينودس اللاحق، عنصرًا دائمًا للأمانة العامّة:

-         المجلس العاديّ الثاني (6 تشرين الثاني/نوفمبر 1971 – 27 أيلول/سبتمبر 1974)؛

-         المجلس العاديّ الثالث (26 تشرين الأول/أكتوبر 1974 – 30 أيلول/سبتمبر 1977)؛

-         المجلس العاديّ الرابع (29 تشرين الأول/أكتوبر 1977 – 26 أيلول/سبتمبر 1980)؛

-         المجلس العاديّ الخامس (25 تشرين الأول/أكتوبر 1980 – 29 أيلول/سبتمبر 1983)؛

-         المجلس العاديّ السادس (29 تشرين الأول/أكتوبر 1983 – 1 تشرين الأول/أكتوبر 1987)؛

-         المجلس العاديّ السابع (30 تشرين الأول/أكتوبر 1987 – 30 أيلول/سبتمبر 1990)؛

-         المجلس العاديّ الثامن (28 تشرين الأول/أكتوبر 1990 – 2 تشرين الأول/أكتوبر 1994)؛

-         المجلس العاديّ التاسع (29 تشرين الأول/أكتوبر 1994 – 25 نيسان/أبريل 2001)؛

-         المجلس العاديّ العاشر (26 تشرين الأول/أكتوبر 2001 – 2 تشرين الأول/أكتوبر 2005)؛

-         المجلس العاديّ الحادي عشر (15 تشرين الأول/أكتوبر 2005 – 5 تشرين الأول/أكتوبر 2008).

مع عقد الجمعيّات المتعلّقة بالقارات والمناطق، قرّر الأبّ الأقدس خلال الجمعيّات الخاصّة تأسيس مجالس ما بعد السينودس عن طريق الانتخاب والتسمية البابويّة: نتيجةً لذلك، بالإضافة إلى مجلس ما بعد السينودس العاديّ، لدى الأمانة العامّة أيضًا مجالس ما بعد السينودس العاديّة التالية من تاريخ تأسيسها. مع مراجعة قانون سينودس الأساقفة (2006)، تُدعى هذه المجالس الآن "مجالس خاصّة":

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل هولندا (31 كانون الثاني/يناير 1980)؛

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل أفريقيا (8 أيار/مايو 1994)؛

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل لبنان (14 كانون الأول/ديسمبر 1995)؛

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل أمريكا (12 كانون الأول/ديسمبر 1997)؛

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل آسيا (14 أيار/مايو 1998)؛

-         مجلس ما بعد السينودس من أجل أوقيانيا (11 كانون الأول/ديسمبر 1998)؛

-         مجلس ما بعد السينودس الثاني من أجل أوروبّا (22 تشرين الأول/أكتوبر 1999)؛

بالطريقة عينها، خلال تحضير الجمعيّة الخاصّة، قام الأب الأقدس بتسمية فريق من الأساقفة، بشكل عامّ من القارّة ومن المنطقة التي شُكّل من أجلها السينودس، لكي يُشكّلوا مجالس ما قبل السينودس. تستمر هذه المجالس من تاريخ تسميتها حتى أوّل يوم من الجمعيّة السينودسيّة. في ما يلي لائحة بالمجالس ما قبل السينودس السابقة مع تاريخ وجودها:

- مجلس ما قبل السينودس من أجل أفريقيا (6 كانون الثاني/يناير 1989 – 10 نيسان/أبريل 1994)؛

- مجلس ما قبل السينودس من أجل لبنان (24 كانون الثاني/يناير 1992 – 26 تشرين الثاني/نوفمبر 1995)؛

- مجلس ما قبل السينودس من أجل أمريكا (12 حزيران/يونيو 1995 – 16 تشرين الأول/نوفمبر 1997)؛

- مجلس ما قبل السينودس من أجل آسيا (10 أيلول/سبتمبر 1995 – 19 نيسان/أبريل 1998)؛

-  مجلس ما قبل السينودس من أجل أوقيانيا (7 حزيران/يونيو 1996 – 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1998)؛

- مجلس ما قبل السينودس الثاني من أجل أوروبّا (9 شباط/فبراير 1997 – 1 تشرين الأول/أكتوبر 1999)؛

كما يمكن الملاحظة، فإن المنهج المجمعيّ يعمل في المرحلة الابتدائيّة (من خلال اختيار الموضوع)، خلال التحضير (عن طريق تطوير الموضوع في الخطوط العريضة) والاحتفال بالجمعيّة السينودسيّة، وحتّى إصدار الوثيقة التي هي ثمرة وقمّة السينودس نفسه. لذلك يمكن القول بأنّ السينودس يعمل كهيئة مجمعيّة، التي من خلالها وفي المرحلة الأولى، يُؤخذ بعين الاعتبار اختبارات الإيمان والحياة للجماعة المسيحيّة؛ بعد ذلك، في الجلسات العامّة يتمّ إعادة النظر فيها وتنويرها بالإيمان، وأخيرًا، بروح الشركة، يتمّ تشكيل المقترحات التي يُعيدها الأب الأقدس، وهو مبدأ الوحدة للكنيسة، إلى الكنائس الخاصّة، تمامًا كما يجري الدم بالأوكسجين مجدّدًا في العروق ليُحيي الجسم البشري.

حتى تستطيع المجمعيّة تحقيق طاقاتها الكامنة بشكل كلّيّ، من الضروريّ وجود روح تعاون غَيريّ بين جميع المدعوّين لتحضير جمعيّة سينودسيّة، خاصّةً بين الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة المستقلّة والمجالس الأسقفيّة التي تجمع رعاة الكنائس المحلّيّة التي فيها يُعاش ويُحسّ إيمان شعب الله بكلّ قوّته وغناه. يتمّ التعبير بشكل واقعيّ عن المشاركة المجمعيّة لجميع الهيئات الأسقفيّة من خلال الردود على الخطوط العريضة. كلّما زاد عدد الهيئات الأسقفيّة التي تتجاوب، كلّما كانت العوامل أكثر غنىً وتعدّديّة التي، بينما تعكس بأمانة حياة الكنائس المحليّة، تُشكّل نقاط مرجعيّة حقيقيّة لتدوين "وثيقة العمل" وللمناقشة في قاعة السينودس.

[صدر النصّ الأصلي بالإنجليزية عن الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة]

 

3
ملخّص عن جمعيّات السينودس

1. الجمعيّة العاديّة العامّة الأولى

في الجلسة: 29 أيلول/سبتمبر – 29 تشرين الأول/أكتوبر 1967

آباء السينودس: 197

الموضوع: "الحفاظ على الإيمان الكاثوليكيّ وتقويته، وعلى كماله، على حيويّته، على تطوّره وانسجامه العقائديّ والتاريخيّ".

حدّد البابا بولس السادس نفسه الأهداف: " الحفاظ على الإيمان الكاثوليكيّ وتقويته، على كماله، على حيويّته، على تطوّره وانسجامه العقائديّ والتاريخيّ". أحد نتائج الجمعيّة هو توصية آباء السينودس، آخذين بعين الاعتبار انتشار الإلحاد وأزمة الإيمان والآراء اللاهوتيّة الخاطئة في العالم، بتأسيس لجنة لاهوتيّين دوليّة لمساعدة مجمع عقيدة الإيمان، ولتوسيع النقاش حول مناهج البحث اللاهوتيّ. فعليًا قام البابا بولس السادس بتأسيس لجنة اللاهوت الدوليّة عام 1969.

طلب السينودس أيضًا مراجعة مجموعة القوانين الكنسيّة الموضوعة عام 1917 بهدف إعطائها صفةً أكثر رعويّة وعصريّة في تشكيلها. بدأ العمل البابا بولس السادس وأُنهي في أيّام البابا يوحنّا بولس الثاني بإصدار المجموعة الجديدة للقوانين الكنسيّة عام 1983.

تمّت مناقشة ضرورة أن تقوم المجالس الأسقفيّة بدور أكثر أهميّة في تجديد المعاهد الإكليريكية وفي تنشئة الكهنة. وقد وافق البابا عام 1970 على بعض الإجراءات المتعلّقة بالزيجات المختلطة التي أوصت بها الجمعيّة. كما تمّ تفحّص جوانب مختلفة تتعلّق بالإصلاح الليتورجيّ، التي تمّ تحقيق الكثير منها بعد ذلك عندما دخل قانون القدّاس الجديد حيّز التنفيذ عام 1969.
 

2. الجمعيّة غير العاديّة العامّة الأولى

في الجلسة: 11 تشرين الأول/أكتوبر - 28 تشرين الأول/أكتوبر 1969

آباء السينودس: 146

الموضوع: "التعاون بين الكرسي الرسوليّ والمجالس الأسقفيّة"

كان في جدول أعمال هذه الجمعيّة غير العاديّة العامّة البحث عن طرق ووسائل تضع مجمعيّة الأساقفة مع البابا حيّز التنفيذ ودراستها، موضوع أعطي اهتمامًا كبيرًا في الإعلانات عن الكنيسة التي وُضِعَت خلال المجمع الفاتيكانيّ الثاني. فتحت هذه الجمعيّة الطريق أمام مشاركة أكبر للأساقفة مع البابا وللأساقفة في ما بينهم في العناية الرعويّة للكنيسة العالميّة.

في هذه الجمعيّة تمّ التركيز بشكل رئيسيّ على نقطتين أساسيّتين: (1) مجمعيّة الأساقفة مع البابا؛ (2) المجالس الأسقفيّة في علاقتهم مع البابا ومع الأساقفة بمفردهم. تمّ تقديم توصيات عدّة للأب الأقدس وثلاثة منها أُخِذت مباشرة بعين الاعتبار: (1) أن يجتمع السينودس بشكل منتظم، كلّ عامين، بعد ذلك كلّ ثلاثة أعوام؛ (2) أن تستطيع الأمانة العامّة بأن تعمل بين جلسات السينودس وأن تنظّم هذه الاجتماعات؛ (3) أن يكون مسموحًا لآباء السينودس بأن يقترحوا مواضيعًا للجمعيّات المستقبليّة.

تمّ تأسيس مجلس استشاريّ للأمانة العامّة بين الجمعيّة السينودسيّة الثانية والثالثة، مشكَّلاً من 12 أسقفًا منتَخبًا ومن 3 معيَّنين من قبل الأب الأقدس. اجتمع المجلس للمرّة الأولى من 12 إلى 15 أيار/مايو عام 1970 بهدف تسهيل العلاقات مع المجالس الأسقفيّة ولتشكيل جدول الأعمال للجمعيّة اللاحقة. بعد هذا الاجتماع بدأت المشاورات العامّة لأساقفة العالم أجمع لتحديد موضوع الجمعيّات المستقبليّة. تبدأ هذه المشاورات حاليًّا في آخر أيام الجمعيّة السينودسيّة. منذ ذلك الحين أصبح مجلس الأمانة العامّة، المنتخب من قبل كلّ سينودس لتحضير السينودس اللاحق، عنصرًا دائمًا للأمانة العامّة.
 

3. الجمعيّة العاديّة العامّة الثانية

في الجلسة: 30 أيلول/سبتمبر – 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1971 (الأطول حتى اليوم)

أباء السينودس: 210

الموضوع: "الخدمة الكهنوتيّة والعدالة في العالم"

مدح آباء السينودس، خلال المناقشة، الكهنة في كلّ العالم لتكرّسهم في الخدمة لكلمة الله وللأسرار، كما لتكرّسهم لعملهم الرعويّ الرسوليّ. في الوقت ذاته، تمّ تركيز الانتباه على الصعوبات المختلفة التي يواجهها الكهنة خلال خدمتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تكلّم آباء السينودس عن موضوع العدالة مؤكّدين ضرورة ربط الإنجيل بالظروف العالميّة والمحلّيّة. وكردّ على ذلك، وضعوا برنامجًا من ثماني نقاط من أجل عملٍ عالميّ وأوصوا بأن تُقوّي الكنيسة، على المستوى المحلّيّ، التربية والتعاون ما بين الكنائس في مجال العدالة.
 

4. الجمعيّة العاديّة العامّة الثالثة

في الجلسة: 27 أيلول/سبتمبر – 26 تشرين الأول/أكتوبر 1974

آباء السينودس: 209

الموضوع: "التبشير الإنجيليّ في العالم المعاصر"

في هذه الجمعيّة ركّزَ آباء السينودس على الصفة التبشيريّة للكنيسة وعلى مَهَمّة كلّ عضوٍ فيها ليشهد للمسيح في العالم أجمع. في هذا الوضع، تمّ ربط موضوع "الحرّيّة" المنتشر آنذاك بعمل التبشير الإنجيليّ في البحث عن تحرير الشعوب والأشخاص من الخطيئة. استعملت التوصيات والمقترحات التي قدّمها آباء السينودس للأب الأقدس في تدوين الإرشاد الرسوليّ إعلان البشارة الإنجيليّة المؤرّخ 8 كانون الأول/ديسمبر 1975.
 

5. الجمعيّة العاديّة العامّة الرابعة

الجلسة المنعقدة: 30 أيلول/سبتمبر – 29 تشرين الأوّل/أكتوبر 1977

آباء السينودس: 204

الموضوع: "التعليم الدينيّ في عصرنا"

أدّى نقاش آباء السينودس، الذي أعطى اهتمامًا خاصًّا للتعليم الدينيّ للأطفال والشباب، إلى سلسلة مكوّنة من 34 مقترح أو "عرض" وأكثر من 900 من المقترحات حول الموضوع. في هذه التوصيات تمّ علاج ستة مجالات عامّة: أهمّيّة التجدّد في مجال التعليم الدينيّ، طبيعة التعليم الدينيّ الحقيقيّة، الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، ضرورة التعليم الدينيّ المستمرّة لجميع المسيحيّين، وسائل أو قنوات التعليم الدينيّ والأوجه الخاصّة التي تؤثر على التعليم الدينيّ.

في هذه المناسبة أصدر آباء السينودس لأوّل مرّة بيانًا بعنوان "رسالة إلى شعب الله" أكّدوا فيها على أنّ المسيح هو مركز الخلاص، وبالتالي مركز التعليم الدينيّ. في نفس الوقت، شدّدوا على أنّ جميع المسيحيّين يتحمّلون مسؤوليّة جلب المسيح إلى العالم.

بعد اختتام هذا السينودس بقليل، أصدر البابا يوحنّا بولس الثاني العناية الرسولية نقل الكرازة بتاريخ 17 تشرين الأوّل/أكتوبر 1979، حيث تمّ استخدام عدد كبير من أفكار ومقترحات آباء السينودس.
 

6. الجمعيّة الخاصّة من أجل هولندا

الجلسة المنعقدة: 14– 31 كانون الثاني/يناير 1980

آباء السينودس: 19

الموضوع: "الوضع الرعويّ في هولندا"

إنّ "السينودس الخاصّ من أجل هولندا"، كما سُمّي، أو كما هو معروف شعبيًّا "السينودس الهولنديّ"، هو فعليًّا، تبعًا للقانون الكنسي (ق 345)، والصادر سنة 1983، أوّل جمعيّة خاصّة لسينودس الأساقفة. بحثت هذه الجمعيّة السينودسيّة التي عُقِدت في روما، في مفهوم المجمع الفاتيكانيّ الثاني لسرّ الشركة في الكنيسة ولتطبيقاته العمليّة في الميدان المحلّيّ كما في الميدان العالميّ، مع التركيز على وجه الأسقف كمعلّم للإيمان وراعٍ للنفوس، في أبرشيّته وفي المجلس الأسقفيّ. في الختام، تبنّت الجمعيّة قرارات تتعلّق بالخدمة الكهنوتيّة، بالحياة الدينيّة، بمشاركة العلمانيّين في مهمّة الكنيسة، بالأسرار، بالافخارستيّا والاعتراف، بالليتورجيّا، بالتعليم الدينيّ والحوار بين مختلف الكنائس المسيحيّة، مُرتكزةً في ذلك على تعاليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني. إنّ المجلس السينودسيّ، الذي تمّ تشكيله خصيصًا في نهاية هذه الجمعيّة السينودسيّة، يجتمع دوريًّا مع الأمانة العامّة لتقييم الوضع الرعويّ باستمرار ولتسهيل تطبيق القرارات السينودسيّة. مع أنّ هذا المجلس ما زال في حيّز الوجود تقنيًّا، إلاّ أنّه لم يجتمع مجدّدًا من 10-11 تشرين الثاني/نوفمبر 1995.
 

7. الجمعيّة العاديّة العامّة الخامسة

الجلسة المنعقدة: 26 أيلول/سبتمبر – 25 تشرين الأوّل/أكتوبر 1980

آباء السينودس: 216

الموضوع: "العائلة المسيحيّة"

أكدّ هذا السينودس مجدّدًا على تعاليم الكنيسة حول أبديّة الزواج وحول محتويات الرسالة الحياة البشريّة. قام آباء السينودس خلال هذه الجمعيّة السينودسيّة بكتابة رسالة إلى العائلات المسيحيّة في العالم المعاصر، واقترحوا خريطة لحقوق العائلات، التي حقّقها البابا يوحنّا بولس الثاني في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1983. نشرَ البابا أيضًا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1981 العناية الرسوليّة الشراكة العائليّة، ثمرة النقاش واقتراحات الجمعيّة.
 

8. الجمعيّة العاديّة العامّة السادسة

الجلسة المنعقدة: 29 أيلول/سبتمبر – 29 تشرين الأوّل/أكتوبر 1983

آباء السينودس: 221

الموضوع: "التوبة والمصالحة في رسالة الكنيسة"

اتفق عقد الجمعيّة السينودسيّة وموضوعها مع احتفال السنة المقدسة "غير العاديّة" المُعلنة من قبل الأب الأقدس للاحتفال بيوبيل  1950 عامًا على خلاص العالم من خلال موت المسيح. خلال هذه الجمعيّة بحث آباء السينودس الأمور المتعلّقة بالموضوع مُبيّنين الحاجة إلى تطبيق ثمار خلاص المسيح على حياة كلّ شخص، وبالتالي على المجتمع. في بيانٍ صدرَ عن الجمعيّة، طالب آباء السينودس العالم "بالمصالحة"، وأعلنوا "الكنيسة كسرّ مصالحة وعلامة رحمة الله للخطأة". خدمَ العملُ، الذي قام به الآباء خلال هذا السينودس، كقاعدة لوثيقة العناية الرسوليّة ما بعد السينودس "المصالحة والتوبة" بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 1984، والذي دُعيَ لأول مرّة وثيقة "ما بعد السينودس".
 

9. الجمعيّة غير العاديّة العامّة الثانية

الجلسة المنعقدة: 24 تشرين الثاني/نوفمبر – 8 كانون الأول/ديسمبر 1985

آباء السينودس: 165

الموضوع: "اليوبيل العشرون لاختتام المجمع الفاتيكاني الثاني"

بدعوة خاصّة من البابا يوحنّا بولس الثاني (ق 345)، كان هدف هذه الجمعيّة السينودسيّة الاحتفال بذكرى مرور عشرين عامًا على اختتام المجمع الفاتيكانيّ الثاني وتقييم وضع تجدّد الكنيسة. بحسب القانون الأساسيّ، جمع هذا السينودس جميع رؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم أجمع، التي تتعدّى المائة، وأشخاص آخرين. ركّزت المداولات على وثائق المجمع الفاتيكانيّ الثاني وعلى تطبيقها في الكنيسة حول العالم. في هذه الجمعيّة حرّر آباء السينودس تقريرًا نهائيًا، نُشِرَ في الجلسة النهائيّة مع الرسالة إلى شعب الله. في ردٍّ على اقتراح آباء السينودس في هذه الجمعيّة، سمح الأب الأقدس تعبئة ونشر التعليم الدينيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الصادر عام 1992. في الوقت ذاته، كانت الجمعيّة "تطلب دراسة أشمل وأعمق للوضع اللاهوتيّ وبالتالي للوضع القانونيّ للمجالس الأسقفيّة، وخاصّةً لمسألة سلطتها العقائديّة، على ضوء الرقم 38 من القرار المجمعيّ "المسيح الربّ"، والقانونَين 447 و753 من مجموعة القانون الكنسي (التقرير النهائيّ، 2، ج،8، ب)"، الذي تمّت معالجته في الرسالة الرسوليّة ليوحنّا بولس الثاني "إرادة رسوليّة" عن الطبيعة اللاهوتيّة والقانونيّة للمجالس الأسقفيّة (21 أيار/مايو 1998)، 7.
 

10. الجمعيّة العاديّة العامّة السابعة

الجلسة المنعقدة: 1– 30 تشرين الأول/أكتوبر 1987

آباء السينودس: 232

الموضوع: "دعوة العلمانيّين ورسالتهم في الكنيسة وفي العالم"

بواسطة التفكير مليًّا حول مفهومَين، هما الدعوة ("الكينونة") والرسالة ("العمل") في السياق المجمعيّ لشركة الكنيسة، حاول آباء السينودس إبراز الصفة الخاصّة للعلمانيّين المؤمنين في حياة الكنيسة، في مشاركتهم أو شركتهم في القداسة، وفي عمل التبشير الإنجيليّ للكنيسة في العالم، بفضل ميزتهم المدنيّة. نظرًا للموضوع المطروح، سجّل هذا السينودس حضورًا مهمًّا للعلمانيّين كمستمعين؛ دُعِيَ بعض العلمانيّين للكلام في الجمعيّة العامّة وللتعبير عن رأيهم في لجان العمل المصغّرة، وللمرّة الأولى ملأ رجل وامرأة علمانيَّين وظيفتَي سكرتير خاصّ مساعد. تمّ استخدام المعلومات الناتجة عن السينودس، خاصّة المقترحات الـ54 للجمعيّة العامّة، لتحرير العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، العلمانيون الأمناء للمسيح، ليوحنّا بولس الثاني، بتاريخ 30 كانون الأوّل/ديسمبر 1988.
 

11. الجمعيّة العاديّة العامّة الثامنة

الجلسة المنعقدة: 30 أيلول/سبتمبر – 28 تشرين الأوّل/أكتوبر 1990

آباء السينودس: 238

الموضوع: "تنشئة الكهنة في الظروف الحاليّة"

تمّ الأخذ بعين الاعتبار عمل الجمعيّة العاديّة العامّة الثانية لسينودس الأساقفة (1971)، التي عالجت، من وجهة نظر لاهوتيّة، الكهنوتَ وتضميناتِه في العمل الكهنوتيّ، كان لهذا السينودس صفة أكثر رعوية، مع التركيز على التنشئة الكهنوتيّة وعلى "شخص" الكاهن نفسه، الأبرشيّ كان أو الراهب، قبل وبعد الرسامة. من الجدير بالملاحظة في الجلسات العامّة هو الاتّفاق العامّ بين آباء السينودس في نقاشهم وفي معالجة الموضوع. في نهاية السينودس، قدّم آباء السينودس للأب الأقدس 41 مقترحًا، استُخدِمَت، مع معلومات أخرى ناتجة عن المجرى السينودسيّ، لتحضير العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، أعطيكم رعاة، بتاريخ 25 آذار/مارس 1992.

في 25 تشرين الأوّل/أكتوبر، خلال الجمعيّة الثامنة والعشرين، قام سيادة المطران إميل عيد، الأسقف المساعد لصرفت للموارنة ونائب رئيس لجنة مراجعة مجموعة القوانين الكنائس الشرقيّة، بتقديم المجموعة المنقّحة، ووزّع نسخة منها على آباء السينودس وعلى المشاركين الآخرين.
 

12. الجمعيّة الخاصّة الأولى من أجل أوروبّا

الجلسة المنعقدة: 28 تشرين الثاني/نوفمبر – 14 كانون الأوّل/ديسمبر 1991

آباء السينودس: 137

الموضوع: "نحن شهودٌ للمسيح الذي حرّرنا"

خلال زيارته الرسوليّة إلى يوغسلافيا في مدينة بلغراد، في 22 نيسان/أبريل 1990، بالقرب من ضريح القديس ميتوديوس، راعي القارّة الأوروبّيّة مع القدّيسَين سيريل ومبارك، عبّرَ الأب الأقدس عن رغبته في الدعوة إلى عقد جمعيّة خاصّة من أجل أوروبّا لسينودس الأساقفة، لتمييز "الزمن" (كايْروس) للوضع الناتج عن التغييرات الكبيرة الحاصلة في أوروبّا، ولتقييم دور الكنيسة في جهود التجدّد وإعادة البناء المبذولة في القارّة. إنّ الطبيعة الخاصّة للسينودس وفترة تحضيره القصيرة تطلّبت تعديلات مختلفة على إجراءات السينودس، على سبيل المثال، بدلاً من تحضير وثائق الخطوط العريضة ووثيقة العمل، تمّ تحضير دليل مختصر للتفكير (إيتينيريرايوم) ومُلَخّص (سومّاريوم)؛ تمّ إدخال معايير خاصّة للأساقفة المفوّضين كي يسمحوا أيضًا بتمثيل أوسع لأساقفة أوروبّا الوسطى والشرقيّة، الخ. أحد الأحداث الأكثر أهمّيّة في التحضير كاننت ندوة ما قبل السينودس التي دعا إليها المجلس البابويّ للثقافة، اجتمع خلالها مُفكِّرو أوروبّا الشرقيّة والغربيّة ليتمعّنوا سويًّا في موضوع السينودس. في الوقت عينه، تمّت دعوة ممثّلين عن الكنيسة الأرثوذكسيّة وعن الجماعات المسيحيّة الرئيسيّة الأخرى في أوروبّا في روح الحوار بين الكنائس ليشاركوا للمرّة الأولى في جمعيّة سينودسيّة كإخوة مندوبين. كانت قمّة عمل الجمعيّة الخاصّة في نشر التصريح (ديكلاراتسيو) الذي وضع فيه آباء السينودس برنامجًا جديدًا للبشارة الإنجيليّة في أوروبّا، وأطلقوا نداءًا لجميع المواطنين الأوروبّيّين ليحيوا التضامن العالميّ. في ما بعد، تمّ تكليف فريق من أعضاء الجمعيّة الخاصّة لإيجاد السبيل الأفضل لتنفيذ قرارات البيان من خلال تقوية مجمع المجالس الأسقفيّة الأوروبّيّة على ضوء الأوضاع الحاليّة.
 

13. الجمعيّة الخاصّة الأولى من أجل أفريقيا

الجلسة المنعقدة: 10 نيسان/أبريل – 8 أيار/مايو 1994

آباء السينودس: 242

الموضوع: "الكنيسة في أفريقيا ورسالتها الإنجيليّة نحو العام 2000: وتكونون لي شهودًا (أع 1: 8)"

أعلن الأب الأقدس في 6 كانون الثاني/يناير 1989 عن نيّته في دعوة هذه الجمعيّة الخاصّة، وأسّس لجنة ما قبل التحضير، مكوّنةً بشكل رئيسيّ من أعضاء المجالس الأسقفيّة الإفريقيّين. في حزيران/يونيو التالي وُسِّعَ هذا الفريق لتشكيل مجلس الأمانة العامّة وكُلِّفَ بالمشاركة في تحضير الجمعيّة السينودسيّة. بمناسبة لقاء ممثليّ الأساقفة الإفريقيّين في لومي - توغو، في شهر تمّوز/يوليو عام 1990، تمّ إصدار الخطوط العريضة التي حدّدت موضوع السينودس والتي بها بدأت فترة صلاة وتفكير عميق على المستوى المحلّي. تمّ استعمال أجوبة الكنائس المحلّيّة لتحرير وثيقة العمل، التي نُشِرَت خلال الزيارة الرعويّة التاسعة للأب الأقدس إلى أفريقيا، في كامبالا – أوغندا في شهر شباط/فبراير 1993.

عن طريق استعمال هذه الوثيقة كنقطة مرجعيّة، عالج آباء السينودس، في الجلسة التي استمرّت شهرًا، موضوع التبشير الإنجيليّ العامّ من وجهات النظر التالية: (1) إعلان الرسالة؛ (2) التثقيف؛ (3) الحوار؛ (4) العدالة والسلام؛ (5) وسائل الاتصال الاجتماعيّ. بالإضافة إلى النقاش الحيويّ والعميق حول الموضوع خلال المراحل المختلفة لنشاطات السينودس، كانت احتفالات افتتاح واختتام هذه الجمعيّة الخاصّة التي احتوت على عناصر كثيرة من التراث الليتورجيّ الأفريقيّ حدثٌ هام. من بين الوثائق الصادرة عن الجمعيّة الخاصّة كانت الرسالة المطوّلة إلى شعب الله، التي وُزِعّت في نهاية الجمعيّة الخاصّة، ووثيقة العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، الكنيسة في أفريقيا، المؤرّخة 14 أيلول/ سبتمبر 1995، موّقعة ومُهداة إلى الكنيسة خلال الزيارة السينودسيّة للأب الأقدس إلى أفريقيا، من 14 إلى 20 أيلول/ سبتمبر 1995، بمناسبة المرحلة الاحتفاليّة للجمعيّة الخاصّة.
 

14. الجمعيّة العاديّة العامّة التاسعة

الجلسة المنعقدة: 2– 29 تشرين الأول/أكتوبر 1994

آباء السينودس: 245

الموضوع: "الحياة المُكرّسة ورسالتها في الكنيسة وفي العالم"

أعلن الأب الأقدس في 30 كانون الأوّل/ديسمبر 1991 عن دعوة جمعيّة سينودسيّة حول موضوع الحياة المُكرّسة. فسّرَ البعض هذه اللفتة كتكملة موضوعيّة للبحث في أنواع الحياة في الكنيسة، التي بدأت في الجمعيّتين العاديّتين السابقتين حول العلمانيّة والكهنوت. كانت فترة الصلاة والتمعّن العميق التي تسبق الجمعيّة السينودسيّة خصبة بشكل خاصّ، فاسحةً المجال أمام مُقايضات مكثّفة، ليس فقط في مؤسّسات الحياة المكرّسة وفي جمعيّات الحياة الرسوليّة، ولكن أيضًا في هيئات وطنيّة ودوليّة، ناهيك عن مختلف المبادرات الفرديّة والجماعيّة مع التسلسل الهرميّ للهيئة الكهنوتيّة في الكنيسة ومختلف أقسام الكوريا الرومانيّة. قام آباء السينودس بمعالجة عدد كبير من الجدالات المتعلّقة بالموضوع، واستمعوا بانتباه كبير إلى المداخلات الكثيرة للمستعمين. من الجدير بالذكر كانت مشاركة عدد كبير من آباء السينودس المنتمين إلى جمعيّات دينيّة، وتسمية راهبة وراهب كسكرتيرين خاصّين مساعدَين، وعدد كبير من النساء والرجال المجتهدين في الحياة المكرّسة كخبراء ومستمعين. بتاريخ 25 آذار/مارس 1996 نُشِرَت العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، الحياة المكرّسة.
 

15. الجمعيّة الخاصّة من أجل لبنان

الجلسة المنعقدة: 26 تشرين الثاني/نوفمبر – 14 كانون الأوّل/ديسمبر 1995

آباء السينودس: 69

الموضوع: "المسيح رجاؤنا: بروحه نتجدّد، ومعًا للمحبّة نشهَد"

نظرًا للاحتياجات الخاصّة لكنيسة لبنان، الناتجة عن فترة الحرب الطويلة، أعلن الأب الأقدس في 6 حزيران/يونيو 1991 عن نيّته دعوة جمعيّة خاصّة من أجل لبنان لسينودس الأساقفة. بعد بضعة اجتماعات مبدئيّة مع بطاركة الكنائس الشرقيّة في لبنان، شُكِّل مجلس من عشرة أعضاء في كانون الثاني/يناير 1992، ممثّلين عن الكنائس الكاثوليكيّة الستّ المستقلّة في لبنان، للمشاركة في عمل التحضير الضروريّ. في الوقت عينه، تمّت تسمية أسقف لبناني كمنسّق "محلّيّ".

تمّ نشر الخطوط العريضة للجمعيّة الخاصّة في 13 آذار/مارس 1993، بادئةً بذلك مرحلة الصلاة والتفكير العميق حول موضوع السينودس من قبل الأبرشيّات المحلّيّة ومختلف الهيئات الكنسيّة في لبنان، فترة امتدّت حتّى 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1994. أُدخِلَت الإجابات على "الخطوط العريضة" في "وثيقة العمل" التي خدمت كنقطة مرجعيّة خلال الجمعيّة السينودسيّة. في 12 كانون الأول/ديسمبر تمّ توزيع نسخة مشروحة لمجموعة القانون الكنسيّ للكنائس الشرقيّة على آباء السينودس. صدرت هذه النسخة تحت رعاية المجلس البابويّ لتفسير النصوص القانونيّة.

صدرت العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، رجاء جديد للبنان، في 10 أيار/مايو 1997، بمناسبة زيارة الأب الأقدس إلى لبنان من أجل المرحلة الاحتفاليّة للجمعيّة الخاصّة. تمّ إعداد الترجمة العربيّة للوثيقة من قبَل جمعيّة البطاركة والأساقفة في لبنان، ونُشِرَت عام 1998. يستمرّ مجلس ما بعد السينودس، وهو ثمرة الجمعيّة الخاصّة، بعقد اجتماعات لتقييم تأثير وتطبيق وثيقة العناية الرسوليّة في لبنان. ولهذا الغرض تمّ إعداد وثيقة تقييم بُعِثَت في ما بعد عام 2003 إلى الجسم الكهنوتيّ في لبنان، إلى رؤساء أقسام الكوريا الرومانيّة، إلى البطاركة، إلى رؤساء الأساقفة، وإلى أساقفة الكنائس الشرقيّة المستقّلة، إلى رؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم، وإلى الهيئات المعنيّة الأخرى. منذ ذلك الحين يجتمع المجلس الخاصّ بشكلٍ دوريّ لتقييم الوضع في لبنان.
 

16. الجمعيّة الخاصّة من أجل أمريكا

الجلسة المنعقدة: 16 تشرين الثاني/نوفمبر – 12 كانون الأول/ديسمبر 1997

آباء السينودس: 233

الموضوع: "اللقاء مع يسوع المسيح الحيّ: الطريق إلى التوبة، الشركة والتضامن في أمريكا"

في الرسالة الرسوليّة إطلالة الألف الثالث، عبَّر الأبّ الأقدس عن رغبته في استمرار الحركة السينودسيّة على المستوى القارّيّ التي بدأت بالجمعيّات الخاصّة من أجل أوروبّا (1991) ومن أجل أفريقيا (1994)، وفي دعوة لعقد جمعيّات سينودسيّة خاصّة، بما فيها الجمعيّة الخاصّة من أجل أمريكا، كجزء من البرنامج الذي سيقود إلى الاحتفال باليوبيل الكبير للعام 2000. في 12 حزيران/يونيو 1995 تمّت تسمية مجلس ما قبل السينودس للتعاون في تحضير الجمعيّة الخاصّة. بمساعدة هذا المجلس، تمّ نشر الخطوط العريضة في 3 أيلول/سبتمبر 1996 ووثيقة العمل في 10 أيلول/سبتمبر 1997.

خلال الجمعيّة، تفحّص آباء السينودس الأوجه المختلفة للحياة الكنسيّة والاجتماعيّة في القارّة الأمريكيّة، وبحثوا عن الطريقة والوسائل الأفضل لتمكين شعب أمريكا من أن يلتقي مع يسوع المسيح. لهذا الغرض، قاموا بمناقشة العلاقة بين الإنجيل والثقافة ومفاهيم التوبة، الشركة والتضامن المهمّة، للإجابة على التحديّات الكبرى في المجتمع المعاصر في القارّة. في اختتام الجمعيّة الخاصّة نشر آباء السينودس الرسالة المعتادة إلى شعب الله.

اجتمع مجلس ما بعد السينودس، المُنتخب خلال الجمعيّة، في عدة مناسبات لتقييم نتائج السينودس ولمساعدة الأب الأقدس في تحرير وثيقة العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، الكنيسة في أمريكا، بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير 1999، الصادرة عن الأب الأقدس في 23 كانون الثاني/يناير 1999 خلال المرحلة الاحتفاليّة للجمعيّة الخاصّة في مدينة المكسيك. في اليوم التالي، شارك الكثير من المشاركين في السينودس القادمين من كل أرجاء القارّة في الليتورجيّا الافخارستيّة التي احتُفِل بها في معبد سيّدة جوادالوبي.

في ما بعد، عقد مجلس ما بعد السينودس لقاءات عدّة للتحقّق من تطبيق الوثيقة ولتشجيع الأساقفة في مبادراتهم في القارّة ردًّا على وثيقة ما بعد السينودس. في عام 2002 تمّ تحضير وثيقة تقييميّة حول هذا الموضوع، بُعِثت إلى كلّ عضوٍ من الهيئة الكهنوتيّة في أمريكا، إلى رؤساء دوائر الكوريا الرومانيّة، إلى البطاركة، إلى رؤساء الأساقفة وأساقفة الكنائس الشرقيّة المستقلّة، إلى رؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم، وإلى هيئات أخرى معنيّة. يجتمع المجلس الخاصّ بشكل دوريّ لتكملة النقاش حول المسائل ذات الأولويّة في القارّة المُبيّنة في وثيقة التقييم.
 

17. الجمعيّة الخاصّة الأولى من أجل آسيا

الجلسة المنعقدة: 19 نيسان/أبريل – 14 أيار/مايو 1998

آباء السينودس: 191

الموضوع: "يسوع المسيح المخلِّص ورسالته للمحبّة والخدمة في آسيا: Â’جئتُ لتكون لهم الحياة، بل مِلءُ الحياة‘ (يو 10: 10)"

في الرسالة الرسوليّة إطلالة الألف الثالث، أعلن الأب الأقدس عن رغبته في الدعوة إلى جمعيّات سينودسيّة خاصّة على المستوى القارّيّ، كجزء من البرنامج التحضيريّ الذي سيقود إلى الاحتفال بيوبيل العام 2000. في 10 أيلول/سبتمبر 1995، أسّس الأب الأقدس مجلس ما قبل السينودس للجمعيّة الخاصّة من أجل آسيا مكوَّنًا بشكل رئيسيّ من كرادلة، رؤساء أساقفة وأساقفة من آسيا. من بين مهمّاتهم كانت مساعدة الأمانة العامّة في تحرير الخطوط العريضة الصادرة في 3 أيلول/سبتمبر 1996 ووثيقة العمل الصادرة في 13 شباط/فبراير 1998.

خلال الجمعيّة الخاصّة قام آباء السينودس، آخذين بعين الاعتبار بأنّ الكنيسة هي قطيع صغير، ولكنّه حيويّ، في القارّة الآسيويّة، حيث توجد ديانات العالم الكُبرى، بتركيز انتباههم على فرادة شخص يسوع المخلّص وعلى هبته الحياة بوفرة في سياق برنامج الكنيسة لتبشيرٍ إنجيليٍّ جديد. اهتمام خاصّ أُعطي للطريقة التي من خلالها تستطيع الكنيسة إتمام رسالة الربّ، رسالة المحبّة والخدمة في آسيا، من خلال برنامج رعويّ واقعيّ. في النهاية، أصدر آباء السينودس الرسالة إلى شعب الله التي عالجت أوجهًا مختلفة من موضوع السينودس.

قامت الجمعيّة بانتخاب مجلس ما بعد السينودس الذي اجتمع لاحقًا بشكلٍ دوريّ. قدّمَ هذا المجلس المساعدة في تحليل توصيات الجمعيّة الخاصّة وفي تحرير وثيقة العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، الكنيسة في آسيا، المُوقّعة من قِبَل الأب الأقدس في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1999 في كاتدرائيّة القلب الأقدس، خلال المرحلة الاحتفاليّة من 5 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1999 في مدينة نيودلهي في الهند. لاحقًا، اجتمع مجلس ما بعد السينودس بشكل منتظم لتقييم توزيع وتطبيق الوثيقة في الكنيسة في آسيا. في عام 2002 تمّ تحضير وثيقة التقييم التي أُرسِلَت في ما بعد إلى كل عُضوٍ من الهيئة الكهنوتيّة في آسيا، إلى رؤساء مكاتب الكوريا الرومانيّة، إلى البطاركة، إلى رؤساء الأساقفة ومطارنة الكنائس الشرقيّة المستقلّة، إلى رؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم وإلى الهيئات المعنيّة الأخرى.

يجتمع المجلس الخاصّ دوريًّا لمواصلة مناقشة المسائل ذات الأولويّة للقارّة والمشار إليها في التقرير.
 

18. الجمعيّة الخاصّة من أجل أوقيانيا

الجلسة المنعقدة: 22 تشرين الثاني/نوفمبر – 12 كانون الأول/ديسمبر 1998

آباء السينودس: 117

الموضوع: "يسوع المسيح وشعوب أوقيانيا: إتّباع طريقه، إعلان حقيقته، عيش حياته"

كانت الجمعيّة الخاصّة من أجل أوقيانيا هي الجمعيّة السينودسيّة القاريّة أو الإقليميّة الثالثة من السلسلة المُعلنة من قِبَل الأب الأقدس في الرسالة الرسوليّة إطلالة الألف الثالث، كجزء من التحضيرات لليوبيل الكبير لعام 2000. في 7 حزيران/يونيو 1996، عيَّنَ الأب الأقدس مجلس ما قبل السينودس المكوّن أساسًا من أساقفة أوقيانيا. في سلسلة من الاجتماعات التي عُقِدَت في روما وفي ويللينكتون (نيوزيلندا) ساعد هذا المجلس في تحرير الخطوط العريضة، في وضع معايير المشاركة وفي إكمال كتابة وثيقة العمل.

الصفة الفريدة لهذه الجمعيّة السينودسيّة هي أنّه كان على جميع أساقفة المنطقة أن يشاركوا كأعضاء "بحكم المنصب". ولتقليل صعوبات السفر وحصر غياب الأساقفة عن كنائسهم المحليّة، تمّ اتخاذ الترتيبات اللازمة لإتمام الزيارات الاعتياديّة إلى الأعتاب الرسوليّة بالتزامن مع الجمعيّة الخاصّة. بالرغم من الاختلافات الكبيرة المتعلّقة بالأوضاع الرعويّة في المنطقة، ظهر خلال الأعمال السينودسيّة الكثير من الهموم المشتركة، على سبيل المثال حول إدخال الإنجيل في الحضارة المحلّيّة، الاهتمام المتجدّد بالتعليم الدينيّ وفي التنشئة، تقوية إيمان المؤمنين، الاهتمام رعويًّا بالشباب، بالمهاجرين وبالشعوب المحليّة الأصليّة، الخ؛ الكلّ يتمحور بالتركيز على شخص المسيح الذي هو الطريق والحقّ والحياة.

في 11 كانون الأول/ديسمبر 1998 انتخب أعضاء الجمعيّة الخاصّة مجلس ما بعد السينودس، مع ثلاثة أعضاء بتعيين حبريّ. عقد المجلس بعض الاجتماعات لمناقشة نتائج الجمعيّة الخاصّة ولمساعدة الأب الأقدس في تحرير العناية الرسوليّة ما بعد السينودس، الكنيسة في أوقيانيا، الصادرة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2001 مع احتفال تاريخيّ مهمّ في الفاتيكان تمّ خلاله بعث الوثيقة بالتزامن عن طريق الموقع الإلكترونيّ إلى جميع أبرشيّات المنطقة. أصبحت الكنيسة في أوقيانيا أوّل وثيقة حبريّة من العصر الإلكترونيّ تُبعَث عن طريق الموقع الإلكترونيّ. في عام 2003 اجتمع مجلس ما بعد السينودس لبدء إجراء تفحّص التأثير والتطبيق للوثيقة الكنيسة في أوقيانيا في المنطقة، والذي انتهى بكتابة تقرير بُعِث إلى أساقفة أوقيانيا، وتمّت مشاطرته مع الكنيسة جمعاء في العام 2006. في اجتماع شباط/فبراير 2008 قرّر أعضاء المجلس أن يعقدوا الاجتماع التالي في أستراليا في شهر أيار/مايو عام 2010، بالتزامن مع الجمعيّة العامّة لهيئة المجالس الأسقفيّة الكاثوليكيّة في أوقيانيا.
 

19- الجمعيّة الخاصّة الثانية من أجل أوروبّا

الجلسات: 1 - 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 1999

آباء السينودس: 117

الموضوع: "يسوع المسيح حيٌّ في كنيسته، ينبوع الرجاء لأوروبّا"

إنّ الجمعيّة الخاصّة الثانية من أجل أوروبّا هي الأخيرة من سلسلة الجمعيّات السينودسيّة القارّيّة التي دعا إليها الأب الأقدس في رسالته الرسوليّة إطلالة الألف الثالث (Tertio millennio adveniente كجزء من الإعداد ليوبيل عام الألفين الكبير. على الرغم من أنّ الجمعيّة الخاصّة الأولى من أجل أوروبّا كانت قد عقدت سنة 1991، فإنّ الأوضاع الاجتماعيّة والثقافيّة القائمة في القارّة، على أثر التغيّرات السياسية الطارئة على أوروبّا الشرقيّة، قد خلقت تحدّيّات رعويّة جعلت الدعوة إلى انعقاد جمعيّة خاصّة ثانية من أجل أوروبّا أمرًا ملائمًا جدًّا.

بتاريخ 9 شباط/فبراير 1997، عيّن الأب الأقدس مجلس ما قبل السينودس لتسهيل إعداد هذه الجمعيّة السينودسيّة. وبمساعدة لاهوتيّين أوروبيّين وفريق عمل أمانة السرّ العامّة نشرت هذه المجموعة الخطوط العريضة للجمعيّة الخاصّة في ربيع 1998، وورقة العمل الخاصّة بها في 21 حزيران/يونيو 1999.

خلال الجمعيّة الخاصّة الثانية أعارَ آباء السينودس اهتمامًا بالوقائع المختلفة في الكنيسة في أوروبّا وبالفترة التاريخيّة الخاصّة المتمثّلة بمشروع توحيد القارّة. سيطر موضوع يسوع المسيح الحيّ في كنيسته على المناقشات السينودسيّة حول الجذور الثقافيّة للقارّة كما كان قد اعتُبِر في الوقت عينه ينبوع رجاء بهدف بناء أوروبا جديدة مؤسّسة على الإيمان.

اجتمع مجلس ما بعد السينودس، المنتخب خلال الجمعيّة، لمرّات متكرّرة من أجل تحليل نتائج السينودس والإسهام مع الأب الأقدس في صياغة الإرشاد الرسوليّ ما بعد السينودس، الكنيسة في أوروبّا، والصادر عن الفاتيكان في 28 حزيران يونيو 2003 خلال صلاة مساء عيد الرسولين بطرس وبولس.

لاحقًا، باشرَ مجلس ما بعد السينودس بتقييم وقع الإرشاد الرسوليّ المذكور وتنفيذه في القارة الأوروبيّة. وفي هذا الصدد، كان قد أُعدّ استبيان وأُرسل إلى المجالس الأسقفيّة وإلى منظمات قاريّة أوروبيّة. واستخدمت إجابات هذا الاستبيان لتقييم جوانب معيّنة من رسالة الكنيسة في أوروبّا.
 

20- الجمعيّة العامة العاديّة العاشرة

الجلسات: 30 أيلول/سبتمبر - 27 تشرين الأوّل/أكتوبر 2001

آباء السينودس: 247

الموضوع: "الاسقف: خادم إنجيل يسوع المسيح من أجل رجاء العالم"

من أجل إعداد الجمعيّة العامّة العاديّة العاشرة وفي سياق المشاورات خلال سلسلة لقاءات دوريّة، ساعد مجلس أمانة السرّ العامّة العادي في تحديد موضوع السينودس وساهم في صياغة الخطوط العريضة التي أرسلت في 16 حزيران/يونيو 1998 إلى أساقفة العالم وإلى جميع الذين يتمّ الاتّصال بهم عادة من أجل الاستشارة. بعدئذ، تمّ تحليل الإجابات وأُخِذَت بعين الاعتبار في عمل المجلس في تحرير أداة العمل التي نشرت في 1 حزيران/ يونيو 2001.

خلال الجمعيّة السينودسيّة، تركّز انتباه آباء السينودس على شخص الأسقف ودوره في أبرشيّته في بداية الألف الثالث. في 26 تشرين الأوّل أكتوبر 2001، انتخبت الجمعيّة السينودسيّة أعضاء المجلس العادي العاشر لأمانة السرّ العامّة الذي من أجله عيّن الأب الأقدس ثلاثة أعضاء. في الاجتماعات التالية، حلّل المجلس المواد الناتجة عن المسار السينودسيّ وخصوصًا مقترحات السينودس، من أجل مؤازرة الأب الأقدس في صياغة الإرشاد الرسوليّ لما بعد السينودس رعاة القطيع، الصادرة في 16 تشرين الأوّل/أكتوبر 2003 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانتخاب الأب الأقدس.
 

21- الجمعيّة العامة العاديّة الحادية عشرة

الجلسات: 2 - 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 2005

آباء السينودس: 258

الموضوع: "الإفخارستيّا، ينبوع حياة الكنيسة ورسالتها وذروتهما"

في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2003، قرّر البابا يوحنّا بولس الثاني الدعوة إلى انعقاد الجمعيّة العامّة العاديّة الحادية عشرة من أجل معالجة موضوع الإفخارستيّا، آخذًا بعين الاعتبار رأي أعضاء المجلس العاديّ لأمانة سرّ سينودس الأساقفة العامّة ومستندًا على استشارة مجالس أساقفة العالم والأفرقاء الآخرين المعنيين بالأمر. إنّ كون اختيار الأب الأقدس قد حصل بعد وقت قصير من نشر رسالته الحبريّة حول الموضوع ذاته، يستحقّ الاهتمام. في الواقع، إنّ هذه الجمعيّة السينودسيّة دعاها الأب الأقدس إلى الانعقاد من أجل تزويده بأفكار أساقفة العالم الرعويّة بشأن موضوع حيويّ لحياة الكنيسة ورسالتها.

إنّ الخطوط العريضة التي حرّرها المجلس العاديّ العاشر لأمانة السرّ العامّة بمساعدة لاهوتيّين، أُرسلت في 31 آذار/مارس 2004 إلى المجالس الأسقفيّة، إلى الكنائس الشرقيّة المستقلّة، إلى رؤساء دوائر الكوريا الرومانيّة، إلى اتّحاد الرؤساء العامّين وسائر المعنيّين. وخلال اجتماع لاحق حلّل المجلس الإجابات على الأسئلة المطروحة في الخطوط العريضة وبمساعدة أخصّائيّين قام بتحرير أداة العمل التي نشرت في 7 تمّوز/يوليو 2005.

بعد انتخاب البابا بندكتوس السادس عشر، ثبَّت هذا الأخير تواريخ هذه الجمعيّة السينودسيّة وصدّق أيضًا على التجديدات في العمليّة السينودسيّة، وهي التالية: تخفيض مدّة الجمعيّة السينودسيّة إلى ثلاثة أسابيع؛ ساعة من النقاش الحرّ خلال مرحلة المداخلات في ختام الجلسة العامّة في فترة ما بعد الظهر؛ اقتراع الأعضاء الإلكترونيّ - بالإضافة إلى التصويت الخطّيّ المعتاد- على الاقتراحات أو التوصيات السينودسيّة، وتسليم الجمهور في هذه المناسبة ترجمة إيطاليّة للمقترحات. تمّ انعقاد جلسة خاصّة للاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس سينودس الأساقفة، وخلالها أورَدَ العديد من آباء السينودس الأوجه اللاهوتيّة والقانونيّة والتاريخيّة لهذا الأخير. لاحقًا، نشرت تقديمات السينودس هذه والمواد التي تشكّل مرجعًا للجمعيّات السينودسيّة في كتاب اسمه: سينودس الأساقفة: أربعون سنة من التاريخ (مطبعة جامعة اللاتران).

تتضمّن الوثائق الرسميّة الصادرة عن الجمعيّة السينودسيّة رسالةً إلى شعب الله (Nuntius - رسالة)، حُرِّر  خلال الجمعيّة، ووافق عليه آباء السينودس، كما تتضمّن أيضًا الأرشاد الرسوليّ لما بعد السينودس، سرّ المحبّة (Sacramentum Caritatis)، للأب الأقدس في 22 شباط فبراير 2007.
 

22- الجمعيّة العامة العاديّة الثانية عشرة

الجلسات: 5 - 26 تشرين الأوّل/أكتوبر 2008

آباء السينودس: 253

الموضوع: "كلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها"

في 6 تشرين الأوّل/أكتوبر 2006، أعلن البابا بندكتوس السادس عشر عن قراره بالدعوة إلى عقد الجمعيّة العاديّة العامّة الثانية عشرة من أجل معالجة موضوع كلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها. كانت النيّة من هذا السينودس أن يكون في تواصل مع سينودس 2005 الذي كان حول الإفخارستيّا وأن يبيّن التواصل الجوهريّ بين الإفخارستيّا وكلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها.

وخلال مرحلة الإعداد حرّر أعضاء المجلس بمساعدة الخبراء الخطوط العريضة التي نشرت في 27 نيسان/أبريل 2007 مثبّتين الأفكار الرئيسيّة التمهيديّة حول الموضوع والمتضمِّنة سلسلة من الأسئلة للمناقشة وللصلاة على المستوى المحلّي. خلال اجتماعات لاحقة، حلّل المجلس إجابات الأسئلة المطروحة في الخطوط العريضة التي قُدِّمت إلى أمانة السرّ العامّة، كما أيضًا الملاحظات التي قدّمتها مختلف الفرق والأفراد، وحرّر أداة العمل التي أُعلنت في 12 حزيران/يونيو 2008.

لقد كانت هذه الجمعيّة السينودسيّة الأولى بعد مراجعة نظام سينودس الأساقفة الذي صدّقه الأب الأقدس في 29 أيلول/سبتمبر 2006، وفقا لرأي مجلس أمانة سرّ سينودس الأساقفة العامّة، المتعلّق بفرص تحديث القوانين من أجل مطابقتها مجموعة القوانين الكنسيّة ومجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة.

إنّ لهذه الجمعيّة السينودسيّة ميزة خاصّة ألا وهي انعقادها خلال السنة البولسيّة التي بدأت في 29 حزيران/يونيو 2008. ومن أجل إحياء ذكراها، احتُفل بليتورجيّة افتتاح السينودس في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار.

في الوقت عينه، استنادًا إلى الموضوع المطروح، دُعيَ للمرّة الأولى رابّي يهوديّ لكي يُوجِّه كلمة إلى آباء السينودس وإلى المشاركين. كما شهدت أيضا هذه الجمعيّة السينودسيّة ولأوّل مرّة حضور قداسة بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ، برتلماوس الأوّل، الذي وجّه كلمة إلى المشاركين قي السينودس خلال خدمة صلاة المساء في كابيلاّ سيكستين في الفاتيكان.

وكما جرى في الجمعيّة العامّة العاديّة الحادية عشرة، نشرت في هذه المناسبة في ترجمة إيطاليّة المقترحات الخمسة والخمسين التي نتجت عن العمل المشترك لآباء السينودس. في ختام السينودس، نشر الأعضاء رسالةً إلى شعب الله (Nuntius - رسالة). وتنتظر الكنيسة حاليًّا بفارغ الصبر أن يصدر الأب الأقدس الإرشاد الرسوليّ لما بعد السينودس، والذي سيقدّم غِنى التفكير والمناقشة، ليس فقط في الجمعيّة السينودسيّة، بل أيضًا طوال المسار السينودسيّ.
 

23- الجمعيّة الخاصّة الثانية من أجل أفريقيا

الجلسات: 4 - 25 تشرين الأوّل/أكتوبر 2009

آباء السينودس: 244

الموضوع: "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدل والسلام. Â’أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم‘(مت 5: 13، 14)"

في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، خلال ندوة أساقفة أفريقيا وأوروبا التي عُقِدَت في روما، أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني أنّه، "استجابةً لرغبة المجلس الخاصّ من أجل أفريقيا"، وتلبيةً "لآمال الرعاة الأفارقة"، سيدعو إلى انعقاد الجمعيّة الخاصّة الثانية من أجل أفريقيا. وخلال المقابلة الأسبوعيّة العامّة في 22 حزيران/يونيو 2005، أكّد البابا بندكتوس السادس عشر مجدّدًا هذا القرار.

على أثر الإعلان الأوّلي عن جمعيّة خاصّة ثانية، وبمعاونة المجلس الخاصّ من أجل أفريقيا، صاغ الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر موضوع السينودس: "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدل والسلام. Â’أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم‘ (مت 5: 13، 14)". إثر ذلك، وبمساعدة خبراء، شَرَعَ المجلسُ في وضع مسوّدة الخطوط العريضة، التي تقدّم الموضوع، وتتضمّن سلسلة أسئلة للمناقشة والصلاة على المستوى المحلّي، والتي أُعلِنت في 27 حزيران/يونيو 2006. بعد ذلك، أُرسلت الإجابات على الأسئلة إلى أمانة السرّ العامّة من أجل استخدامها في تحرير "أداة العمل"، الوثيقة التي تتضمّن روزنامة أعمال الجمعيّة السينودسيّة. سَلَّم الأب الأقدس، بندكتوس السادس عشر، شخصيًّا الوثيقة إلى رؤساء مجالس الأساقفة في أفريقيا، في 19 آذار/مارس 2009، خلال زيارته الرسوليّة إلى الكاميرون وأنغولا.

ونظرًا إلى طبيعة الجمعيّة القارّيّة، ومن أجل ضمان أقصى قدر من التزام أعضائها، ابتكر المجلس الخاصّ من أجل أفريقيا معايير خاصّة للاشتراك، التي، بعد الحصول على الموافقة البابويّة عليها، استعملتها المجالس الأسقفيّة في أفريقيا لانتخاب أعضاء للجمعيّة الخاصّة، إضافة إلى الذين يشاركون بحكم منصبهم وبتعيين بابويّ.

خلال الجمعيّة الخاصّة الثانية، أَوْلَى آباء السينودس اهتمامًا خاصًّا بمختلف الوقائع في كنيسة القارّة الأفريقيّة، وخصوصًا المصالحة، والعدل، والسلام، كي تكون الكنيسة قادرة على أداء رسالتها باعتبارها "ملح الأرض ونور العالم"، في المجالات الاجتماعيّة، والثقافيّة، والدينيّة. وانطلاقًا من كون الكنيسة هي في خدمة المصالحة، هي مدعوّة إلى إحلال السلام، وتحفيز العدالة، فتسهم هكذا في تعزيز جميع شعوب أفريقيا وتنميتها. إنّ الجمعيّة السينودسيّة الأولى، ولأنّها  دعت كنيسةَ القارّة الأفريقيّة إلى تجديد الديناميكيّة والأمل، صارت تُعرَف بسينودس القيامة والأمل؛ أمّا الثانية، ولأنّها ركّزت على رسالة الكنيسة، فقد صارت تُدعى وبشكل متزايد سينودسَ عنصرةٍ جديدة.

وافقت الجمعيّة السينودسيّة على "الرسالة الختاميّة"، التي كانت في آنٍ معًا بمثابة نداء للتشجيع ومصدرًا له في رسالة كنيسة أفريقيا، كما أيضًا الـ57 مقترحًا" التي رُفَعت إلى الأب الأقدس، والتي سعى آباء السينودس من خلالها إلى التطرّق رعويًّا إلى الموضوعات المختلفة التي نوقشب في الجمعيّة. لقد عَقَدَ مجلسُ ما بعد السينودس، الذي انتُخِب خلال الجمعيّة، لقاءاتٍ عدّة لتحليل ما نتجَ عن السينودس، وللإسهام في وضع مسوّدة الإرشاد الرسوليّ لما بعد السينودس الذي يصدره الأب الأقدس.

 [صدر النصّ الأصلي بالإنجليزية عن الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة – ترجمة غير رسميّة لهذا العمل صادرة عن المكتب الصحافي للكرسي الرسولي]

 

4
وثائق رسميّة

يدين سينودس الأساقفة بوجوده إلى الإرادة الرسوليّة  (Motu proprio Apostolica sollicitudo) للبابا بولس السادس الصادرة بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر 1965. نسمّي إرادة رسوليّة (Motu proprio) نصًّا منبثقًا من قرار يتّخذه الأب الأقدس بمبادرة خاصّة منه. تؤخذ قواعد الـ Motu proprio من الحقّ القانونيّ الكنسيّ، من القانون 342 إلى القانون 348.

4.1- مجموعة القوانين الكنسيّة  (ح ق ك) (القوانين 342-348)

4.2- مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة (م ق ك ش)  (القانون 46)

4.3. رسالة رسوليّة "إرادة رسوليّة" لقداسة البابا بولس السادس، 15 أيلول/ سبتمبر
 1965 (النصّ الكامل لوثيقة تأسيس سينودس الأساقفة للكنيسة الجامعة)


4.4. نظام سينودس الأساقف
ة


4.1-
مجموعة القوانين الكنسيّة (ح ق ك) (القوانين 342-348)

القانون 342- إنّ سينودس الأساقفة هو اجتماع أساقفة تمّ اختيارهم من مختلف أنحاء العالم ويجتمعون في أوقات معيّنة لتمتين الوحدة الوثيقة بين الحبر الرومانيّ والأساقفة، ومساعدة الحبر الرومانيّ بمشوراته، من أجل المحافظة على الإيمان والأخلاق والتقدّم فيهم، والحفاظ على النظام الكنسيّ وتعزيزه، كما أيضًا من أجل دراسة القضايا المتعلّقة بعمل الكنيسة في العالم.

القانون 343- دور سينودس الأساقفة هو أن يناقش المسائل المطروحة على جدول أعمالهم، وأن يعبّر عن أمانيهم حول هذه المسائل، ولكن ليس البتّ فيها أو إصدار مراسيم، إلاّ في حالات محددة، إذا منح الحبر الرومانيّ للسينودس سلطةً تداوليّةً، وفي هذه الحالة، يعود له التصديق على قرارات السينودس.

القانون 344- إنّ سينودس الأساقفة خاضع مباشرة لسلطة الحبر الرومانيّ الذين يعود إليه:

1 ً- الدعوة إلى سينودس كلّما رأى ذلك مناسبًا، وتعيين مكان انعقاد الجمعيّات؛

2 ً- التصديق على انتخاب الأعضاء الذين سيتمّ انتخابهم استنادًا إلى قاعدة قانون خاصّ، وتعيين أعضائه الآخرين وتسميتهم؛

3 ً- تحديد موضوعات النقاش في الوقت المناسب، وفقًا للشرع الخاصّ، وقبل الاحتفال بالسينودس؛

4 ً- تحديد جدول الأعمال؛

5 ً- ترؤّس السينودس شخصيًّا أو تكليف آخرين بذلك؛

6 ً- اختتام السينودس، ونقله، وتعليقه، وحلّه.

قانون 345- يستطيع سينودس الأساقفة أن يلتئم في جلسة عامّة، عادية كانت أم غير عاديّة، لمعالجة القضايا التي تتعلّق بشكل مباشر بخير الكنيسة الجامعة، أو في جمعية خاصّة تعالَج فيها شؤون تتعلّق مباشرةً بمنطقة محدّدة أو أكثر.

القانون 346 - 1. يتألّف سينودس الأساقفة الذي يلتئم في جمعيّة عامّة عاديّة، من أعضاء غالبيّتهم من الأساقفة، الذين تنتخبهم جمعيّات المجالس الأسقفيّة، حسب الشرع الخاصّ بالسينودس؛ ويُعيَّن أساقفة آخرون استنادًا إلى الشرع ذاته؛ ويسمّي الحبر الرومانيّ أساقفة آخرين. يُضاف إلى هذه العضويّة بعض يلتئم سينودس الأساقفة في جلسةٍ عامّة غير عاديّة لمعالجة أمور تتطلّب حلاًّ سريعًا، ويتكوّن من أعضاء غالبيّتهم من أساقفة يختارون وفق الشرع الخاصّ بالسينودس بحكم المنصب الذي يشغلونه؛ آخرون يعيّنهم مباشرة الحبر الرومانيّ؛ ويشارك أيضًا بعض أعضاء الجمعيّات الرهبانيّة الإكليريكيّة ينتخبون وفقًا لهذا الشرع ذاته.

3. يتألَّف سينودس الأساقفة المنعقد في جمعيّة خاصّة من أعضاء يتم اختيارهم بشكل خاصّ في المناطق التي من أجلها ينعقد حسب الشرع الخاصّ الذي ينظّم السينودس.

القانون 347 -  1. عندما يعلن الحبر الرومانيّ اختتام جمعيّة سينودس الأساقفة، تنتهي المسؤوليّة المُوكلة في السينودس إلى الأساقفة وإلى الأعضاء الآخرين.

2. إذا شغر الكرسيّ الرسوليّ بعد الدعوة إلى السينودس أو أثناء انعقاده تُعلَّق الجمعيّة السينودسيّة وكذلك المسؤوليّة الموكلة إلى أعضائها، حتّى يصدر البابا الجديد مرسومًا يقضي بحل الجمعيّة العامّة أو استمرارها.

القانون 348 - 1. إنّ لسينودس الأساقفة أمانة سرّ عامّة دائمة يترأسها الأمين العامّ الذي يعيّنه الحبر الرومانيّ، والذي يعاونه مجلس أمانة السرّ العامّة المؤلّف من أساقفة، بعضهم يتمّ انتخابهم من قبل سينودس الأساقفة نفسه حسب الشرع الخاصّ، والبعض الآخر يعينه الحبر الرومانيّ. تنتهي مسؤوليّة هؤلاء جميعًا عندما تبدأ الجمعيّة العامّة التالية.

2. في كلّ جمعيّة لسينودس الأساقفة، يوضع أمين خاصّ واحد أو أكثر يعيّنهم الحبر الرومانيّ؛ تنتهي مسؤوليّتهم مع نهاية جمعيّة السينودس.

 4.2- مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة (م ق ك ش)  (القانون 46)

القانون 46
 1. يُساعِد الأساقفةُ الحبرَ الرومانيّ في قيامه بمهمّته، ويمكنهم مؤازرته بأوجه متنوّعة، منها سينودس الأساقفة. ويعاونه، علاوة على ذلك، الآباء الكرادلة، والكوريا الرومانيّة، والممثّلون الحبريون، وأشخاص آخرون، ومؤسسات متنوّعة بحسب ما تقتضيه الأزمنة. يقوم جميع هؤلاء الأشخاص والمؤسّسات باسمه وبسلطانه بالمهمّة الموكولة إليه في سبيل خير الكنائس جمعاء، وفقًا للقواعد التي يُقرُّها الحبر الرومانيّ.

2. مشاركة البطاركة والرؤساء الكنسيّين الآخرين الذين يرئسون كنائسهم المستقلّة في سينودس الأساقفة تحدّدها القوانين الخاصّة التي يقرّها الحبر الرومانيّ.

4.3- رسالة رسوليّة. إرادة رسوليّة (Motu Proprioلقداسة البابا بولس السادس.

النصّ الكامل لوثيقة تأسيس سينودس الأساقفة للكنيسة الجامعة

من خلال مراقبة علامات الأزمنة عن كثب، نجهد في ملاءَمة سبل الرسالة ووسائل عملها بالاحتياجات الملحة في أيّامنا وبالشروط الجديدة للحياة الاجتماعيّة. إنّ عنايتنا الرسوليّة تحثّنا على تعزيز وحدتنا بروابط أكثر متانة مع الأساقفة "[...] الذين أقامهم الروح القدس لتدبير كنيسة الله" (أع 20: 28). وما يحثّنا على ذلك، ليس الاحترام والتقدير والعرفان بالجميل الذي نكنّه لجميع إخوتنا بالأسقفيّة الموقّرين فحسب، ولكن أيضًا عبء مسؤوليّتنا الثقيل كراع للجميع، وهو ما يفرض علينا واجب قيادة شعب الله إلى المراعي الأبديّة. إنّ خبرتنا اليوميّة في عصرنا هذا المضطرب جدًّا والحرج للغاية، ولكن في نفس الوقت المنفتح على النداءات الخلاصيّة للنعمة، تبيّن لنا كم هي مفيدة لمهمّتنا الرسوليّة هذه الوحدة مع الأساقفة. لهذا السبب نريد أن نفعل كلّ ما في وسعنا لتعزيز هذه الوحدة وتنميتها، وكما قلنا في مناسبة أخرى، "من أجل أن نجد حولنا التعزية الناتجة من حضوركم، ومساعدة خبرتكم، ودعم مشوراتكم، وثقل سلطتكم" (خطاب إلى آباء المجمع، الدورة الثالثة: أعمال الكرسيّ الرسوليّ 56 [1965] 1011).
كان ينبغي إذًا، بالنسبة إلينا، وخصوصًا خلال احتفال المجمع الفاتيكانيّ المسكونيّ الثاني، أن نعي بعمق أهمّّية وضرورة اللجوء أكثر فأكثر إلى تعاون الأساقفة من أجل خير الكنيسة الجامعة، لا بل كان المجمع المسكونيّ سبب القرار الذي اتخذناه لإنشاء مجلس خاصّ ثابت من الأساقفة، ساعين بذلك إلى تمكين الشعب المسيحيّ من أن يستمر بعد المجمع في الاستفادة من الخيرات الوافرة التي أسعدنا أن نراها تفيض على المسيحيين المؤمنين خلال زمن المجمع كنتيجة تعاوننا الوثيق مع الأساقفة.
والآن ونحن نقترب من نهاية المجمع الفاتيكانيّ المسكونيّ الثاني، يبدو لنا أنّ الوقت قد حان لتنفيذ هذا المشروع المقرّر منذ فترة طويلة. ونحن نفعل ذلك بالمزيد من طيب الخاطر لما نعرف جليًّا ما للأساقفة في العالم الكاثوليكيّ من تأييد لهذه الخطوة؛ هذا واضحٌ من خلال وجهات النظر العديدة التي تمّ التعبير عنها في هذا الصدد في المجمع المسكونيّ. لذلك، وبعد دراسة متأنّية، وبسبب تقديرنا واحترامنا لجميع الأساقفة الكاثوليك، وبهدف توفير مشاركة أكبر وأكثر فاعليّة، بوسائل أوفر، في عنايتنا للكنيسة الجامعة، وبمبادرتنا الخاصّة وبسلطتنا الرسوليّة، ننشئ ونكوّن هنا في روما مجمعًا دائمًا للأساقفة للكنيسة الجامعة، يكون خاضعًا مباشرة وفوريًا لسلطاننا. يكون اسمه سينودس الأساقفة. إنّ السينودس، الذي هو ككلّ المؤسسات البشريّة، يمكن تحسينه بمرور الزمن، ويجب أن يخضع للترتيبات التالية:
1
ً حيث يوجد أساقفة مختارون في بلدان مختلفة يقدّمون عونًا فعّالاً إلى راعي الكنيسة الأعلى، يتمّ تشكيل سينودس الأساقفة بحيث يصبح:
أ- جهازًا كنسيًّا مركزيًّا؛
ب- ممثّلاً الجسم الأسقفيّ بأكمله؛
ج- ذات طابع دائم؛
د- ذات هيكليّة تجعل من وظيفته مؤقّتة وعرضيّة.

2 ً
إنّ سينودس الأساقفة يضطلع بحكم طبيعته بمهمّة الإعلام وتقديم المشورة. يجوز له أيضًا التمتّع بسلطة تقريريّة عندما يتمّ منحها له من قبل الحبر الأعظم الذي له يعود، في هذه الحالة، الحقّ على الموافقة على قرار السينودس. والأهداف العامّة لسينودس الأساقفة هي:
- الحفاظ على الوحدة والتعاون بين الحبر الأعظم وأساقفة العالم أجمع؛
- التأكد من أن تعطى معلومات صحيحة ومباشرة عن الأوضاع الراهنة والقضايا المتّصلة بالحياة الداخليّة للكنيسة وبالإجراءات التي ينبغي اتّخاذها في عالم اليوم؛
- تسهيل توافق وجهات النظر، أقلّه على النقاط الأساسيّة المتعلّقة بالعقيدة وعلى طرق حياة الكنيسة. أمّا أهدافه الخاصّة والقريبة فهي:
- إقامة آليّة لتبادل معلومات فعّالة؛
- تقديم المشورة بشأن المسائل التي من أجلها تم استدعاء السينودس.

3 ً
يخضع سينودس الأساقفة رأسًا ومباشرة لسلطة الحبر الرومانيّ، الذي له يعود أن:
1. يدعو إلى انعقاد السنيودس كلّما رأى ذلك مناسبًا، مشيرًا إلى المكان حيث سينعقد؛
2. يصدّق على انتخاب الأعضاء المشار إليهم في العددين 5 ً و8 ً؛
3. يحدّد مواضيع المسائل التي يجب معالجتها، إذا كان ذلك ممكنا على الأقل ستة أشهر قبل اجتماع السينودس؛
4. يقرّر في إرسال مادّة المسائل التي ستعالَج إلى أولئك الذين سيشاركون في النظر فيها؛
5. يعدّ جدول المسائل التي يجب معالجتها؛
6.  يترأس المجمع الكنسيّ بشخصه أو ممثَّلا بآخرين.

4
ً يمكن عقد سينودس الأساقفة في جمعيّة عامّة [عاديّة]، في جمعيّة [عامّة] استثنائيّة، وفي جمعيّة خاصّة.
5 ً

وعندما ينعقد في جمعيّة عامّة [عاديّة]، يشمل سينودس الأساقفة أوّلاً وتلقائيًّا:
1.
 أ) البطاركة، رؤساء المطارنة الكبار والميتروبوليتِين الذين لا ينتمون إلى بطريكركيّات الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة؛
ب) الأساقفة المنتخبين من قبل كلّ من المجامع الأسقفيّة الوطنية، كما يقال في العدد 8 ً؛
ج) الأساقفة المنتخبين من قبل المجامع الأسقفيّة التابعة للعديد من البلدان، مؤلّفة من أجل البلدان التي ليس لها مجامع خاصّة بها، وفقا للرقم 7 ً؛
د) وعلاوة على ذلك ، يمثّل الجمعيّات الدينيّة الإكليريكيّة عشرة مكرّسين منتخبين من قبل الاتحاد الرومانيّ للرؤساء العامّين.
2.
 كما يشارك في الجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة، الكرادلة رؤساء الدوائر التابعة للكورية الرومانيّة.

6
 ً عندما ينعقد سينودس الأساقفة في جمعيّة [عامّة] استثنائيّة يشمل:
1.
أ) البطاركة، رؤساء المطارنة الكبار والميتروبوليتين الذين لا ينتمون إلى بطريكركيّات الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة؛
ب) رؤساء المجامع الأسقفيّة الوطنيّة؛
ج) رؤساء المجامع الأسقفيّة التابعة للعديد من البلدان والمؤلّفة من أجل البلدان التي ليس لها مجامع خاصّة بها؛
د) يمثّل الجمعيّات الدينيّة الإكليريكيّة ثلاثة مكرّسين منتخبين من قبل الاتحاد الرومانيّ للرؤساء العامّين.

2.
 كما يشارك في الجمعيّة [العامّة] الاستثنائيّة لسينودس الأساقفة، الكرادلة رؤساء الدوائر التابعة للكورية الرومانيّة.

7
 ً عندما يعقد في جمعيّة خاصّة، يشمل سينودس الأساقفة البطاركة، رؤساء المطارنة الكبار والميتروبوليتين الذين لا ينتمون إلى بطريكركيّات الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، وممثّلي المجامع الأسقفية لدولة واحدة أو أكثر، أو ممثّلي الجمعيّات الدينيّة، كما جاء في الأرقام 5 ً و8 ً. ولكن يجب أن ينتموا جميعهم إلى المناطق التي من أجلها يعقد سينودس الأساقفة.

8
 ً يتمّ اختيار الأساقفة الذين يمثّلون كلّ المجامع الوطنيّة على النحو التالي:
أ) واحد لكلّ مجمع أسقفيّ وطنيّ بحيث لا يتخطّى العدد خمسة وعشرين عضوًا؛
ب) اثنان لكلّ مجمع أسقفيّ بحيث لا يزيد العدد عن خمسين عضوًا؛
ج) ثلاثة لكلّ مجمع أسقفيّ وطنيّ بحيث لا يتجاوز العدد المائة عضو؛
د) أربعة لكلّ مجمع أسقفيّ وطنيّ يتخطّى عدد أعضائه المائة. تنتخب المجامع الأسقفيّة المشتركة لعدّة دول ممثّليها وفقًا للقواعد نفسها.

9
 ً من أجل انتخاب ممثّلي المجامع الأسقفيّة لدولة واحدة أو أكثر والجمعيّات الدينيّة، على سينودس الأساقفة أن ينظر بشكل خاصّ ليس فقط على معرفتهم وفطنتهم بشكل عامّ، إنّما على إلمامهم النظريّ والعمليّ بالمسألة التي سيعالجها السينودس.

10
 ً يجوز للحبر الأعظم، إذا أراد، زيادة عدد أعضاء سينودس الأساقفة، من خلال إضافة أساقفة أو مكرّسين ممثّليّ الجمعيّات الدينيّة، أو أخيرًا رجال كنيسة خبراء، في نسبة لا تتجاوز 15 ٪ من إجماليّ الأعضاء المشار إليهم في الأرقام 5 ً و8 ً.

11
 ً عند انتهاء الدورة التي عقد من أجلها سينودس الأساقفة ينتهي بالفعل نفسه دور جمعيّة الأشخاص الذين يؤلّفون السينودس، كما الوظائف والمسؤوليّات المتعلّقة بكلّ عضو بحدّ ذاته.

12
 ً إنّ لسينودس الأساقفة أمينَ سرٍّ دائم أو عامّ، ويساعده العدد المطلوب من المعاونين. بالإضافة إلى ذلك، لكلّ دورة من دورات سينودس الأساقفة أمينها الخاصّ الذي يتولّى منصبه حتّى نهاية الدورة. يتمّ تعيين كلّ من الأمين العامّ كما الأمناء الخاصّين من قبل الحبر الأعظم. وهكذا قرّرنا وشرّعنا على الرغم من كلّ شيء مخالف. نشر في روما، بالقرب من القدّيس بطرس، في 15 أيلول سبتمبر 1965، السنة الثالثة من حبريّتنا.

البابا بولس السادس.

4.4. نظام سينودس الأساقفة
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، اللاتينيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]
 

5
 

خطاب قداسة البابا  يوحنّا بولس الثاني
لمجلس الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة (30 نيسان/إبريل 1983)

 الأساس اللاهوتيّ لسينودس الأساقفة

أيها الأخوة الأعزاء،

 1. خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة، وضعتم مسودة خطوط أداة العمل (laboris Instrumentum)، وأردتم اقتراح عقد دورة غير عاديّة لكي تكرّس خاصّة للمعضلات الداخليّة لهذه المؤسّسة الكنسيّة الفتيّة، علمًا أنها اكتسبت خبرة كنسيّة جيّدة. غالبَا ما بذلتم جهدَا على العمل الإضافيّ. والآن أنتم على وشك الانتهاء منه. أشكركم من كلّ قلبي، وأشكر أيضًا أعضاء الأمانة العامّة والخبراء الذين، من خلال هذه الدراسة الشاملة، سعَوْا لتأمين قاعدة واسعة للتفكير على مهمّة سينودس الأساقفة وكيفيّة عمله.

لقاؤكم هذا كان بمثابة وقفة العامل الذي، بعد أن أنهى جزءًا من مهمّته، يتوقّف برهةٍ ليعد النظر في الدوافع التي ألهمته، ويستجمع شجاعته من أجل أن يواجه عمله المتبقّي. لقد نبتَ سينودس الأساقفة في تربة المجمع الفاتيكانيّ الثاني الخصبة، وقد رأى النور بفضل بصيرة سلفي المتوَقِّدة، البابا بولس السادس، وبدأت تؤتي ثمارها منذ الجمعيّة العاديّة الأولى سنة 1967، التي عُقِدَت في المكان ذاته حيث نحن الآن. منذ ذلك الحين، راح سينودس الأساقفة يلتئم بوتيرةٍ منتظمة، ولكن أيضًا، في بعض الأحيان، كان يُجرِّب نموذجًا آخر من الاجتماعات، فساهم بطريقةٍ ملفتة جدًّا للانتباه في تطبيق تعاليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني وتوجيهاته العقائديّة والرعويّة في حياة الكنيسة الجامعة. لقد أضحى المفتاح السينودسيّ لقراءة المجمع، كما كان، مكانًا لتفسير المجمع الفاتيانيّ الثاني، وتطبيقه وتنميته. إنّ اللائحة الغنيّة بحدّ ذاتها للموضوعات التي عولجت في السينودسات المختلفة، تُبيّن أهمّيّة هذه الاجتماعات بالنسبة إلى الكنيسة، وإلى تطبيق الإصلاحات التي أرادها المجمع.

بالنظر إلى وفرة الثمار التي أنتجَتها هذه المؤسسة الكنسيّة الفتيّة، وأمام النتائج المحتملة التي لم تحققها بعد، من الحقِّ،ّ قبل كلّ شيء، تأدية الشكران لله لأنه أراد أن يُلهم تأسيسها، وأن يقود عملها. ولكنه من الحقِّ أيضًا، وعلى مسافةٍ من تلك السنوات، التوّقف للقيام بتفكير مبنيّ على الخبرة المكتسبة.

 2. إذًا، لقد قدّم سينودس الأساقفة خدمة عظيمة للمجمع الفاتيكانيّ الثاني، وما زال بإمكانه أن يقدّم أكثر في تطبيق توجيهات المجمع وتنميتها. تُبيِّن خبرة مرحلة ما بعد المجمع بوضوح إلى أيّ حدّ يُعطي النشاطُ السينودسيُّ إيقاعَ الحياةِ الرعويّة في الكنيسة الجامعة.

خلال اللقاءات السينودسيّة، تتمثّل كلّ كنيسة محلّيّة من كلّ قارةٍ بمندوبيها الرعويّين الخاصّين بها. خلال مرحلة التحضير، تتمّ  استشارتها، ويُنقل اختبارها لحياة الإيمان إلى لقاء الأساقفة. خلال الاجتماع يتمّ تبادل المعلومات والمقترحات، وعلى ضوء الانجيل وعقيدة الكنيسة، تُحدَّد التوجيهات المشتركة لتعاليم الكنيسة التي، عندما يتمّ التوقيع عليها، ويُصادق عليها خليفة القدّيس بطرس، تعودُ بالخير إلى الكنائس المحليّة ذاتها، بحيث تستطيع الكنيسة كلّها أن تحافظ على الشركة ضمن تعدُّد الثقافات والأوضاع. بهذه الطريقة، يُضحي سينودس الأساقفة أيضًا بكونِه تثبيتًا رائعًا لحقيقة الكنيسة التي فيها يُعبِّر مجموع الأساقفة، الذي "يتألّف من كثيرين، عن تنوّع وشموليّة شعب الله، الملتئم تحت رأسٍ واحد، وفي هذا تعبيرٌ عن وحدة قطيع المسيح" (نور الأمم، 22).

بكلّ تأكيد، إنّ السينودس هو أداة مجمعيّة، وعاملاً قويًّا للشركة يختلف عن المجمع المسكونيّ. مع هذا يتعلّق الأمر دائمًا بأداة فعّالة، مطواعة، ملائمة، و دقيقة، في خدمة جميع الكنائس المحليّة، والشركة المتبادلة. لقد كان هذا الهدف الذي يواكب دائمًا "مجمع الرعاة القدّيسين الخاصّ والدائم"، حاضرًا فيه باستمرار منذ تأسيسه. وعلى حدّ قول بولس السادس في رسالته الرسوليّة العناية الرسوليّة (Apostolica Sollicitudo)، أنّه، "حتّى بعد المجمع، يستمر فيض الخيرات، التي تمّ الحصول عليها خلال المجمع من اتحادنا الوثيق مع الأساقفة، في البلوغ إلى الشعب المسيحيّ". من أجل أن يتمكّن السينودس من أن يحمل أكثر فأكثر هذه الخيرات، يعتمد الأمر كثيرًا على التطبيق الملموس لخُلاصات  السينودس، بقيادة الرعاة ومجالس الأساقفة في الكنائس المحليّة. تتطلب مرحلة ما بعد السينودس هذه، بالتالي، انتباهًا كبيرًا وعنايةً خاصة.
 
3. تتجذر قوّة سينودس الأساقفة الديناميكيّة - كما لاحظتم جيدًا- في الفهم الدقيق لمجمعيّة الأساقفة وفي حياة هذه المجمعيّة. في الواقع، إن السينودس هو تعبيرٌ مثمرٌ بنوع خاصّ وأداة صالحة جدًا للمجمعيّة الأسقفيّة، أي للمسؤوليّة الخاصّة للأساقفة الملتئمين حول أسقف روما.

إنّ السينودس هو شكل من أشكال التعبير عن البعد المجمعيّ للأساقفة. إنّ جميع أساقفة الكنيسة برئاسة أسقف روما، خليفة بطرس، "مصدر منظور ودائم للوحدة، وأساسٌ لها" (نور الأمم، 23)، يكوّنون المجمع الأسقفي الذي يخلف المجمع الرسوليّ، وعلى رأسه بطرس الرسول. يتجلّى التضامن الذي يوحّدهم، والعناية تجاه الكنيسة جمعاء إلى درجة عالية جدًا، عندما يجتمع كلّ الأساقفة "مع بطرس وتحت بطرس" في المجمع المسكونيّ. بين المجمع والسينودس هناك بالتأكيد فرقٌ نوعيّ واضح، ولكن على الرغم من ذلك، يُعبِّر السينودس عن البعد المجمعيّ بطريقة مكثّفة جدًا، حتى لو كانت المجمعيّة الأسقفيّة مختلفة عن تلك التي يحققها المجمع.
يتجلى هذا البعد المجمعيّ أساسًا بالطريقة المجمعيّة التي بها يُعبِّر رعاة الكنائس المحليّة عن ذاتهم، خاصّة بعد التحضير الجماعيّ الجيد في كنائسهم والتحضير بداعي الحياة المجمعيّة خلال مجالسهم الأسقفيّة، وعيًا منهم لمسؤوليتهم تجاه كنائسهم الخاصّة ولكن أيضًا في الاهتمام بالكنيسة الجامعة، يشهدون معًا للإيمان ولحياة الإيمان، وحين تصويتهم، إذا كان ذلك بالإجماع، يكون له شأن كنسيّ نوعيّ يتجاوز الجانب الرسميّ للتصويت الإستشاريّ.

تعتمد حيويّة السينودس في واقع الأمر على كثافة تحضيره على صعيد الجماعات الكنسيّة والمجالس الأسقفيّة، فبقدر ما تكون الحياة المجمعيّة بين الأساقفة، التي تعّبر عن الشراكة بين الكنائس المحليّة، واقعيّة، بقدر ما تكون المساهمة  التي يقدّمونها إلى الجمعيّة الأسقفيّة غنية. إنّ ممارسة المسؤوليّة الجماعيّة للرعاة في السينودس قائمٌة على التبادل المشترك في ما بينهم الذي يخدم كثيرًا على حدٍّ سواء شراكة الأساقفة وشراكة المؤمنين لأنّه، في نهاية المطاف، يخدم الوحدة العميقة والأكثر عضويّة في الكنيسة؛ فالسينودس إذًا هو في في خدمة الشركة الكنسيّة التي ليست سوى وحدة الكنيسة في بعدها الديناميكيّ.

في سرّ الكنيسة، يجد الجميع مكانتهم ووظيفتهم. وهكذا يدخل أسقف روما، انطلاقًا من وظيفته، بطريقة عميقة في الجسم الأسقفيّ، كونه مركز الشركة الأسقفيّةومحورها؛ تضعه أوّليّته، التي هي خدمة لخير الكنيسة الجامعة، في علاقة وحدة وتعاون وثيق. يُبرز السينودس ذاته أنّة الرباط الحميم بين المجمعيّة والأوليّة: إنّ مهمّة خليفة بطرس هي أيضًا خدمة لمجمعيّة الأساقفة، وبالمقابل المجمعيّة الفعّالة والمؤثّرة هي عونٌ هام في خدمة بطرس الأوليّة.


4. على غرار باقي المؤسّسات الإنسانيّة، كذلك ينمو سينودس الأساقفة، وبإمكانه أن ينمو أكثر ويطوّر قدراته، كما سبق وتوقع سلفي في الرسالة العناية الرسوليّة (
Apostolica Sollicitudo). إنّ بعض الصيغ المجمعيّة، على الرغم من أنّه تمّ بالفعل التخطيط لها، لم تتحقّق حتى الآن بالطريقة المناسبة. لقد دقّقتم أنتم بأنفسكم في الاحتمالات الإجرائيّة والمنهجيّة المختلفة، وفي المقترحات المتنوّعة التي قُدِّمت، طوال وجود هذه المؤسّسة. من جهتي، يمكنكم أن تتأكدوا من تقديري الكبير جدًّا لمهمّة سينودس الأساقفة في الكنيسة، ومن الثقة الكبيرة جدًّا التي أضعُها في نشاطه في خدمة الكنيسة الجامعة.

في هذا السياق، أجدد تقديري وامتناني لجهودكم، مستمطرًا على أعمالكم بركة الله وحماية أمّ الكنيسة.

 

6
مقتطفات من خطاب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني

 في الاجتماع غير العاديّ لمجمع الكرادلة

(من 13 إلى 14 حزيران/يونيو 1994)

(في قاعة السينودس في الفاتيكان)

 6. أتوجّه الآن، مرّة ثانية، إلى عميد مجمع الكرادلة، نيافة الكاردينال برناردان غانتين، لكي أشكره على الكلمات التي وجهها إليّ قبل قليل باسمكم جميعًا أنتم الحاضرين هنا. إنّه أيضًا رئيس مجمع الأساقفة، وبهذه الصفة، فانه يقوم بعملٍ سخيٍّ من أجل خير الكنيسة: لهذا أيضًا أود أن أعرب عن خالص امتناني له. يهتمُّ مجمع الاساقفة، وفقا للتقاليد، بالمسائل المتعلّقة بكلّ من الأبرشيّات، وببنيتها الجغرافيّة، وبتعيين الأساقفة، والجوانب المتّصلة باستقالتهم.

عند هذه النقطة، من المناسب التوقّف عند عمل المجالس الأسقفيّة  في جميع القارّات، كما، على سبيل المثال، المجلس الأسقفيّ لأمريكا اللاتينيّة (CELAM)، ومجلس المجالس الأسقفيّة الأوروبيّة (أوروبا الوسطى والشرقيّة)، ندوة المجالس الأسقفيّة في أفريقيا ومدغشقر (SECAM)، واتحاد المجالس الأسقفيّة في آسيا (FABC).

في السنوات الأخيرة، تطوّرت الحركة السينودسيّة إلى حدّ كبير في الكنيسة. تصلنا معلومات حول مسار العديد من السينودسات الأبرشيّة، والإقليميّة أو الوطنيّة. لكنّ المجامع القاريّة تستحق انتباهًا خاصًّا. هكذا، على سبيل المثال، كان سينودس الأساقفة من أجل أوروبا، ولاحقًا سينودس الأساقفة من أجل أفريقيا، الذي أنهى أعماله في 8 أيار/مايو الماضي. وهكذا سيكون أيضًا بالنسبة إلى السينودس من أجل لبنان، الذي، بمعنىً ما، يبدو وكأنّه "سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط". من المتوقّع أنّه في العام 2000، سينعقد سينودس أساقفة الأمريكيّتين: أمريكا الشماليّة وأمريكا الجنوبيّة، كما أيضًا، إن شاء الله بطبيعة الحال، سينودس أساقفة آسيا والشرق الأقصى. هنا يتوجّه فكري بالامتنان إلى المطران يان سكوت، الأمين العامّ لسينودس الأساقفة، على خدمته السخيّة في البُعْد المجمعيّ لحياة الكنيسة" (أوسيرفاتوري رومانو، مجلّة أسبوعيّة، تصدر في اللغة الفرنسيّة، 21 حزيران/يونيو 1994، صفحة 4).

ملاحظات

[1] في سينودس الأساقفة، يجوز للمقرّر العام والسكرتير الخاصّ رفض إدخال تعديلات مقتَرَحَة في الوثيقة النهائيّة؛ في هذه الحالة ،يجب إعطاء سبب لهذا القرار في وثيقة تسمَّى إكسبنسيو مودوروم.

 

 

 العودة لِـ:

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[
الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[
الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top