The Holy See Search
back
riga

 

SYNODUS EPISCOPORUM
نشرة

الجمعيّة الخاصّة
من أجل الشرق الأوسط
لسينودس الأساقفة
10 – 24 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010

الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة و شهادة.
"وكان
جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة
" (أع 4: 32)


هذه النشرة هي فقط وثيقة عمل للاستعمال الصحافيّ.
ليس للترجمات عن الأصل صفة رسميّة.


الطبعة العربيّة

 

[08 - 2010/10/13]

مُلَخص

- وفد من آباء السينودس في زيارة إلى قصر رئاسة الجمهوريّة

- حلقات العمل المُصغّرة – الدورة الأولى (الأربعاء، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر)

- الجمعيّة العامّة الخامسة (الأربعاء، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر)

- إعلانات

 وفد من آباء السينودس في زيارة إلى قصر رئاسة الجمهوريّة

 استقبل رئيس الجمهوريّة الإيطاليّة السيّد جورجيو نابوليتانو في قصر رئاسة الجمهوريّة وفدا من الجمعيّة العامّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة.

وحضر كلّ من الرئيس المنتدب فخريًّا صاحب الغبطة نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية للموارنة، أسقف الجبّة وصربا وجونيه للموارنة. والرؤساء المنتدبون، نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة، وصاحب الغبطة أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكية للسريان. وضمّ الوفد كذلك المقرّر العام صاحب الغبطة أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندريّة للأقباط، وصاحب الغبطة غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية للروم الملكيّين الكاثوليك، ورئيس أساقفة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك، وصاحب الغبطة نرسيس بيدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كيليكية للأرمن، ورئيس أساقفة بيروت للأرمن، وصاحب الغبطة فؤاد طوال، بطريرك أورشليم للاّتين.

وفي قصر رئاسة الجمهوريّة حضر أيضًا إلى اللقاء الأمين العامّ صاحب السيادة المونسنيور نيكولا إتيروفيتش، رئيس أساقفة سيبال شرفًا، والسكرتير المساعد المونسنيور فورتوناتو فريتسا وحضرة الأب إيفان سامس.

وبعد مداخلات رئيس الأساقفة نيكولا إتيروفيتش، والبطاركة أنطونيوس نجيب، وأغناطيوس يوسف الثالث يونان، والكاردينال ليوناردو ساندري، ألقى رئيس الدولة الإيطالي كلمةً ترحيبيّة.

وحضر اللقاء السيّدة ستيفانيا كراكسي المحترمة، نائبة وزير الخارجيّة الإيطالي، وسعادة السفير الدكتور أنطونيو زاناردي لاندي، سفير إيطاليا لدى الكرسي الرسولي.

[00106-08.05] [NNNNN] [Testo originale: Italiano]

 حلقات العمل المُصغّرة – الدورة الأولى (الأربعاء، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر)

 بدأت صباح اليوم، الأربعاء 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010، أعمال حلقات العمل المصغّرة للجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة، والتي حضرها 165 أبًا سينودسيًّا، لانتخاب المُديرين والمُقرّرين لحلقات العمل المُصغّرة ولبدء المناقشة حول موضوع السينودس.

 تُنشر في هذه النشرة أسماء المُديرين والمُقرّرين المُنتخبين لحلقات العمل المُصغّرة، والتي تمّ الإعلان عنها من قِبَل الأمين العام لسينودس الأساقفة خلال الجمعيّة العامّة الخامسة من بعد ظهر اليوم.

 الجمعيّة العامّة الخامسة (الأربعاء، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر)

 - قائمة بأسماء مُديري حلقات العمل المُصغّرة ومُقرّريها

- مُداخلات في القاعة (مُتابعة)

- مُداخلة المدعوّ الخاصّ، حضرة الرابّي الجزيل الاحترام دافيد روزن، مستشار حاخام إسرائيل الأكبر، مدير قسم شؤون ما بين الأديان للّجنة اليهوديّة الأمريكيّة ومعهد هايلبرنّ لتفاهم دوليّ بين الأديان (إسرائيل)

 عند الساعة 16:30 من اليوم الأربعاء، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2010، مع تلاوة صلاة الأدسوموس (Adsumus)، بدأت الجمعيّة العامّة الخامسة أعمالها، لمُتابعة مداخلات آباء السينودس في القاعة حول موضوع السينودس "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة. ’وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدةً‘ (أع 4: 32)".

 الرئيس الدوريّ المنتدب نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان).

استتبع مداخلات آباء السينودس وقتٌ لمداخلات حرّة بحضور الأب الأقدس.

 عند الساعة 18:30 أعطى الرئيس المُنتدب الكلمة للمدعوّ الخاصّ، حضرة الرابّي الجزيل الاحترام دافيد روزن، مستشار حاخام إسرائيل الأكبر، مدير قسم شؤون ما بين الأديان للّجنة اليهوديّة الأمريكيّة ومعهد هايلبرنّ لتفاهم دوليّ بين الأديان (إسرائيل)، الذي قام بمداخلة حول الموضوع "العلاقة اليهوديّة-المسيحيّة والشرق الأوسط".

 حَضَرَ هذه الجمعيّة العامّة التي اختتمت عند الساعة 18:55، بصلاة التبشير الملائكيّ، 160 أبًا.

 قائمة بأسماء مُديري حلقات العمل المُصغّرة ومُقرّريها

 عند افتتاح الجمعيّة العامّة الخامسة قام الأمين العامّ لسينودس الأساقفة، سيادة المطران نيكولا إتيروفيتش السامي الاحترام، بقراءة قائمة أسماء مُديري حلقات العمل المُصغّرة ومُقرّريها، المُنتخبين خلال الدورة الأولى هذا الصباح:

 المُديرين

 أنجليكوس أ

- سيادة المطران بول هِنْدِر، كبّوشيّ، أسقف ماكون شرفًا والنائب الرسولي للعربيّة، السامي الاحترام (الإمارات العربية، العربية السعودية، البحرين، عُمان)

 أنجليكوس ب

- سيادة المطران سرهد يَوسِب جمّو، أبرشيّة القدّيس بطرس الرسول في سان دييجو للكلدان السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)

 أرابيكوس أ

- سيادة المطران منجد الهاشم، رئيس أساقفة دارنيس شرفًا، سفير بابويّ السامي الاحترام (لبنان)

 أرابيكوس ب

- سيادة المطران رمزي كرمو، رئيس أساقفة طهران للكلدان، المدبّر البطريركيّ للكلدان في الأهواز، رئيس مجلس الأساقفة الإيرانيّ السامي الاحترام (إيران)

 جالّيكوس أ

- سيادة المطران كاميلّو بالاّن، كومبونياني، أسقف أرنا شرفًا، النائب الرسوليّ السامي الاحترام في الكويت (الكويت)

 جالّيكوس ب

- سيادة المطران بول-نبيل الصيّاح، رئيس أساقفة حيفا والأرض المقدّسة للموارنة، الإكسرخوس البطريركيّ لبطريركيّة أنطاكية للموارنة السامي الاحترام (إسرائيل)

 جالّيكوس ج

- سيادة المطران بيتر بورتشير، أسقف ريكجافيك (إسلندا) السامي الاحترام (إسلندا)

 جالّيكوس د

- نيافة الكاردينال أندريه فانت تروا، رئيس أساقفة باريس، أسقف مؤمنيّ الطقس الشرقيّ المقيمين في فرنسا ولا أسقف لهم من طقسهم، رئيس مجلس الأساقفة السامي الاحترام (فرنسا)

 جالّيكوس هـ

- سيادة المطران ديميتريوس سلاخَس، الإكسرخوس الرسوليّ للإكسرخوسيّة الرسوليّة لكاثوليك الطقس البيزنطيّ المقيمين في اليونان السامي الاحترام (اليونان)

 جالّيكوس و

- سيادة المطران أنطوان-نبيل عنداري، أسقف طرسوس للموارنة شرفًا، أسقف مساعد ونائب بطريركيّ على جونيه السامي الاحترام (لبنان)

 المُقرّرين

 أنجليكوس أ

- قدس الأرشمندريت غبريال غنوم، مخلّصيّ، مدبّر بطريركيّ للروم الملكيّين، سيّدة الفردوس، المكسيك، السامي الاحترام (المكسيك)

 أنجليكوس ب

- سيادة المطران غريغوري جون منصور، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في بروكلين للموارنة السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)

أرابيكوس أ

- سيادة المطران بشّار وردا، رئيس أساقفة إربيل للكلدان السامي الاحترام (العراق)

 أرابيكوس ب

- سيادة المطران غالب موسى عبدالله بدر، رئيس أساقفة الجزائر السامي الاحترام (الجزائر)

 جالّيكوس أ

- سيادة المطران جوزيف عبسي، بولسيّ، رئيس أساقفة طرسوس شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد ونائب عامّ في دمشق السامي الاحترام (سوريا)

 جالّيكوس ب

- سيادة المطران بولس يوسف مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 جالّيكوس ج

- سيادة المطران جان بنجامين سليمان، كرمليّ، رئيس أساقفة بابل للاتين السامي الاحترام (العراق)

 جالّيكوس د

- سيادة المطران فنسان لاندل، كهنة بيتارّام، أسقف الرباط السامي الاحترام (المغرب)

 جالّيكوس هـ

- سيادة المطران بولس دحدح، كرمليّ، رئيس أساقفةعكّا نوميديا شرفًا، النائب الرسولي للاتين في بيروت السامي الاحترام (لبنان)

 جالّيكوس و

- سيادة المطران ميشال أبرص، حلبيّ، رئيس أساقفة ميرا شرفًا للروم الملكيّين، أسقف كوريا لبطريركيّة أنطاكية للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

 المُداخلات في القاعة (متابعة)

 قام يمداخلات الآباء التالية أسماؤهم:
 - حضرة الأب أومبرتو باراتو، فرنسيسكانيّ، النائب البطريركي الأورشليميّ للاتين المتقاعد في قبرص (قبرص)
 
- سيادة المطران بشاره الراعي، مريميّ، أسقف جبيل للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

-  سيادة المطران غريغوري جون منصور، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في بروكلين للموارنة السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)

 - صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كيلكيا للأرمن، رئيس أساقفة بيروت للأرمن الكلّيّ الطوبى (لبنان)

-  سيادة المطران بول هِنْدِر، كبّوشيّ، أسقف ماكون شرفًا والنائب الرسولي للعربيّة، السامي الاحترام (الإمارات العربية، العربية السعودية، البحرين، عُمان)

 - سيادة المطران نقولا صواف، رئيس أساقفة اللاذقيّة للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

-  سيادة المطران غي-بولس نجيم، أسقف قيصريّة فيليبّس شرفًا، أسقف مساعد ونائب عامّ على صربا للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران إيلي بشاره حدّاد، مخلّصيّ، رئيس أساقفة صيدا للروم الملكيّين السامي الاحترام (لبنان)

-  حضرة الأب خليل علوان، مرسل لبنانيّ، أمين عامّ مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك المحترم (لبنان)

 - سيادة المطران أنطوان أودو، يسوعيّ، أسقف حلب، بيرويا، للكلدان السامي الاحترام (سوريا)

-  سيادة المطران برهانييسوس سورافييل، عازاريّ، رئيس أساقفة أدّيس أبابا، رئيس مجلس كنيسة إثيوبيا، رئيس المجلس الأسقفيّ السامي الاحترام (إثيوبيا)

 - سيادة المطران يوسف أنيس أبي عاد، برادوزيّّ، رئيس أساقفة حلب، بيرويا، للموارنة السامي الاحترام (سوريا)

-  سيادة المطران بوهدان دزيوراخ، الفادي الأقدس، أسقف فاغادا شرفّا، أسقف كوريا كييف-هاليتش السامي الاحترام (أوكرانيا)

 - سيادة المطران فيرجل بيرسيا، أسقف أوراديا، رومانيا، السامي الاحترام (رومانيا)

-  سيادة المطران يوحنّا جولتا، أسقف أندروبولي شرفًا، أسقف كوريا الإسكندريّة للأقباط السامي الاحترام (مصر)

 سننشر في ما يلي مُلخص المداخلات:
 

- حضرة الأب أومبرتو باراتو، فرنسيسكانيّ، النائب البطريركي الأورشليميّ للاتين المتقاعد في قبرص (قبرص)

 في حزيران الماضي، عاشت جزيرة قبرص أيّامًا مكثّفة وخالدة، عندما زارها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر. فلنصلِّ لكي يبقى تأثير الزيارة المفيد روحيًّا مستمرًّا.

قبرص جزء من بطريركيّة أورشليم. وفيها أربع رعايا: ثلاث منها تدار من قبل فرنسيسكان الأرض المقدّسة: والرابعة من أحد كهنة البطريركيّة.

عدد الكاثوليك اللاتين منخفض. فالأربع رعايا بالاضافة إلى أربع جمعيّات رهبانيّة نسائيّة تعمل خصوصًا مع الوافدين وأيضًا مع السيّاح.

ويشكّل المهاجرون غنى إضافيًا لكنيسة قبرص. والعمل الرعويّ المكرّس لهم خاصّ وضيّق. فهم يمكثون في الجزيرة لسنوات قليلة، ولا يملكون وقتًا حرًّّا سوى أيّام الآحاد. بيد أنّ العمل الرعويّ يجب بالمقابل أن يتمّ كأنّهم باقون دائمًا في الرعيّة. التعليم المسيحيّ أساسيّ، خصوصًا من أجل التحضير للأسرار. وتشكّل المجموعات الكنسيّة (مثل جنود مريم، والحركات الكاريسماتيّة، والموعوظين الجدد، والمدارس الفرنسسكانيّة، والمجموعات الوطنيّة للصلاة، إلخ.) سندًا كبيرًا للعلاقة مع المؤمنين ولثقافتهم الروحيّة، ولإشتراكهم في الأنشطة الرعويّة.

وعلى العمل الرعويّ، أن يستلهم المحبّة وتقبّل الآخرين بدون تمييز، اقتداء بمثال يسوع.

[00071-08.06] [IN048] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران بشاره الراعي، مريميّ، أسقف جبيل للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 نقرأ في الفقرة 34 من ورقة العمل: "في لبنان، المسيحيّون منقسمون على الصعيدَين السياسيّ والطائفيّ، ولا أحد عنده مشروعٌ مقبول من الجميع". لا يوجد انقسامٌ على الصعيد الطائفيّ، بل تنوّعُ كنائس كاثوليكيّة ذات حقٍّ خاصّ وأرثوذكسيّة وإنجيليّة لكلٍّ منها تراثها، الليتورجيّ، اللاهوتيّ، الروحانيّ والنظاميّ. بالعكس، يوجد انقسامٌ على الصعيد السياسيّ لا يمسّ الجوهر بل الخيارات الإستراتيجيّة. أمّا في ما يخصّ الجوهر، فيتّفق المسيحيّون حول الثوابت الوطنيّة المحدّدة في الوثيقة المعروفة بـ"الثوابت" المنشورة من قِبل البطريركيّة المارونيّة في 6 كانون الأوّل/ديسمبر 2006، والتي وافق عليها ووقَّعها رؤساء الأحزاب السياسيّة المسيحيّة. طُوِّرَت هذه الثوابت في وثيقةٍ أخرى ظهرت سنة 2008 بعنوان: شرعة العمل السياسيّ في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصيّة لبنان.

أمّا في ما يختصّ بالخيارات السياسيّة، فإنقسامُ المسيحيّين مُركّزٌ على الإستراتيجيّة المتعلّقة بحماية الثوابت المذكورة والحضور الفعّال والفعليّ للمسيحيّين. سبَّبَ هذا الانقسام الشروط السياسيّة الحاليّة أكانت داخليّةً أمّ إقليميّةً أمّ عالميّة.

إذ إنّه يوجد انقسامٌ قويٌّ في العالم العربيّ بين السنّة والشيعة، ظاهرٌ على الصعيد الإقليميّ في التحالف، من الناحية السنّيّة، بين المملكة العربيّة السعوديّة ومصر والأردن، ومن الناحية الشيعيّة، بين إيران وسوريا. تحوّل هذا الانقسام إلى صراعٍ دمويٍّ بين السنّة والشيعة في العراق. أمّا على الصعيد العالميّ، فيقع الصراع بين الولايات المتّحدة وحلفائها لصالح السنّة من جهة وإيران من جهةٍ أخرى بسبب طموحاتها الإقليميّة وبرنامجها النوويّ. في لبنان يقع انقسام المسيحيّين، في إطار النـزاع السياسيّ بين الشيعة والسنّة. لإنقاذ النظام اللبنانيّ والحضور الفعليّ للمسيحيّين، يختار قسم منهم التحالفَ مع السنّة وقسمٌ آخر مع الشيعة وقسم ثالثٌ يدعو إلى علاقاتٍ جيّدة مع السنّة والشيعة على السواء وإلى عدم الانسياق في سياسة المحاور الإقليميّة والعالميّة.

يرتكز المشروع السياسيّ المقبول من الجميع على إكمال الدولة المدنيّة، وتوجدُ مقوّماتها في "الثوابت" و"شرعة العمل السياسيّ" والدستور. هذا ما يميّز لبنان عن سائر بلدان الشرق الأوسط التي تتبع جميعًا أنظمةً دينيّة.

[00069-08.05] [IN046] [Testo originale: Francese]

- سيادة المطران غريغوري جون منصور، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في بروكلين للموارنة السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)

 تذكّرنا مقدّمة الخطوط العريضة بأنّ الوضع المرتبط بالالتزام الرسوليّ للمسيحيّين الأوائل هو شبيه جدًّا بوضعنا في هذه الأيّام. في بداية الكنيسة، واجهت الجماعات المسيحيّة الصغيرة في الشرق الأوسط، وكانت أقلّيّة، تحدّيات عديدة. اليوم، بعد قرون من التاريخ، ما زلنا أقلّيّة ويجب علينا مواجهة تحدّيات عديدة.

من وجهة نظر مارونيّ يعيش في الولايات المتّحدة، كلّما أذهب إلى الشرق الأوسط، ألاحظ بارتياح كبير كيف أنّ الكاثوليك قادرون على إحداث تغيير عميق في حياة مَن هم حولهم. المدارس، الجامعات، المستشفيات، العيادات، مراكز التأهيل للمُدمنين، دُور العجزة، ودُور الأيتام، وغيرها من المؤسّسات التي يديرونها، هي مفتوحة للجميع، مسلمين، ويهود، ومسيحيّين. هؤلاء المسيحيّون هم "ملح الأرض" و"نور العالم" (مت 5: 13-14).

 كالمسيحيّين الأوائل، نحن أيضًا نواجه التحدّيات التي تظهر مستعصية على الحلّ، وفُرَصنا في النجاح ضئيلة جدًّا. لكنّنا نعيش في الايمان، وليس بما يُرى (2 كو 5: 7). يمكننا ألاّ ننجح في إقناع جيراننا المسلمين أو اليهود، بواسطة الكلمات، بأنّ وجودنا هو فعلاً بركة لهم، ولكننّا نتمتّع بنفس العلاج الذي ساعد المسيحيّين الأوائل على البقاء وتخطّي التحدّيات كلّها: المشاركة في روح الله القدّوس السخيّ، والمحبّة الرسوليّة المتبادلة التي لها القدرة على أن تجعلنا مرّة أخرى قادرين على أن نكون "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32).

 [00072-08.05] [IN049] [Testo originale: Inglese]

 - صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كيلكيا للأرمن، رئيس أساقفة بيروت للأرمن الكلّيّ الطوبى (لبنان)

 إنّ كلمة الله التي اختيرَت كموضوع لهذا السينودس: "كان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32)، هي مثل منارة تنير الطريق التي يجب أن نسلكها من أجل حياة الإيمان، والشهادة المسيحيّة، مع إخوتنا غير المنضمّين كليًّا إلى كرسيّ بطرس ومع إخوتنا الآخرين، المختلفين عنّا في العقيدة.

إنّ العودة إلى الجماعة المسيحيّة الأولى تُظهر لنا أنّ المسيحيّين الأوائل لم يتمتّعوا بحياة سهلة، خالية من المشقّات والشدّة؛ لا بل على العكس، واجه أفرادها الإهانات والاضطهادات. لكنّ ذلك لم يمنعهم من إعلان تعليم المسيح الشامل والمسامحة.

نجد أوضاعًا مشابهة لوضعنا الحاليّ. المسيحيّون غير المستنيرين بالروح القدس يعتقدون أنّه يجب أن يكونوا بمنأى عن المتاعب. هذا هو المهمّ للملاحظة، وبهذا المعنى، يجب إعادة أنجَلة مؤمنينا، بتقديم الإيمان المعاش في القرون الأولى للمسيحيّة لهم.

هذا لا يعني أنّه يجب ألاّ نناضل من أجل إعادة السلام والعدل إلى الشرق الأوسط. لكن، يكون من الخطأ الاعتبار أنّه من دون هذا السلام وهذا العدل، لا يمكن للمسيحيّ أن يعيش ملء الإيمان أو أنّ عليه الهجرة. علاوة على ذلك، لا أحد يهاجر من أجل البحث عن حياة مسيحيّة أفضل.

المسيحيّ المقتنع بأنّه مدعوّ، ومنذ عماده، للشهادة لايمانه والذي يسلك حياة مسيحيّة في جماعة ما، لا يكون له الشاغل الرئيسيّ البحث عن الترفّه المادّيّ أو السلام، أوالتهرّب من المشاكل من أجل المزيد من الهدوء له ولخاصّته. على العكس، بالاقتداء بشهادة الأسلاف في الشرق الأوسط، يعمل كمجموعة مع إخوة مسيحييّن آخرين، للشهادة بالعيش والمثال، وجعل رسالة المسيح المُحِبّة أكثر إقناعًا.

استنادًا إلى هذا المبدأ، على مسيحي الشرق الأوسط الملتزم أن يعيش، بتوجيه الأسقف وبالشركة مع مسيحيّين آخرين، للمضيّ قدمًا في نشر روح الشراكة للمسيحيّين الأوائل، الذين "كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32)، والذين كانوا يضعون كلّ أملاكهم في شركة، كما يفعل في أيّامنا أعضاء بعض الجماعات، كالموعوظين الجدد (Néocatéchuménat) والـفوكولاري، والـتجدّد الكاريسماتيّ (Renouveau Charismatique)، المنتشرة في عدّة بلدان في الشرق الأوسط.

يعد يسوع التلاميذ الذين سيعيشون وفق هذه المبادئ، "بالفرح والابتهاج، وبأجر عظيم في السماوات" (مت 5: 12).

 [00073-08.03] [IN051] [Testo originale: Francese]

- سيادة المطران بول هِنْدِر، كبّوشيّ، أسقف ماكون شرفًا والنائب الرسولي للعربيّة، السامي الاحترام (الإمارات العربية، العربية السعودية، البحرين، عُمان)

 إنّ النيابتين في شبه الجزيرة العربيّة، بما في ذلك الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربيّة المتّحدة وسلطنة عمان واليمن والمملكة العربيّة السعوديّة، لا تضمّ مسيحيّين متحدّرين من تلك البلدان. الــ3 ملايين كاثوليكّي، من أصل عدد سكانها الذي يبلغ 65 مليون نسمة، هم من العمّال الوافدين من حوالى مئة بلد، ومعظمهم من الفيلبّين والهند. حوالى 80 ٪ منهم من الطقس اللاتينيّ، وآخرون ينتمون إلى الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة. إنّ النيابتين، الواحدة كما الأخرى، تتّبعان الطقس اللاتينيّ. أمّا رهبانيّة الإخوة الأصاغر، فلديها لجان ذات حكم ذاتيّ (ius commissionis) على الإقليم، لذا ثلثا الكهنة هم رهبان كبّوشيون من رعايا الهند والفيلبّين وأوروبّا وأمريكا، وينتمون إلى مختلف الطقوس.

الحالة الخاصّة لنيابات الخليج:

1. وجود الكاثوليك في البلدان العربيّة، حيث الإسلام هو دين الدولة. قوانين تقييديّة خاصّة بالهجرة (الحدّ من عدد الكهنة)، ونظام الأمن. حقوق فرديّة ومساعدات اجتماعيّة محدودة جدًّا. لا حرّيّة دينيّة (المسلم لا يمكنه الاهتداء، ولكنّ المسيحيّين هم موضوع ترحيب في قلب الإسلام)، وتقتصر الحرّيّة الدينيّة على مناطق معيّنة، مُنِحت من قبل القادة المستنيرين (باستثناء المملكة العربيّة السعوديّة). عدد ضئيل جدًّا من الكنائس، ونسبة حضور عالية جدًا؛ تستضيف أبرشيّة واحدة ما يصل إلى 25000 شخصٍ يوم الجمعة، مع 10 قداديس، حتّى أكثر. المشاركة مستحيلة لِعدد كبير من المؤمنين، بسبب بعد المسافة عن الكنيسة، وبسبب وظيفتهم أو قواعد المكان. الكنيسة الكاثوليكيّة تحترم القانون، والحكومة تثق بها.

2. وحدة الكنيسة الكاثوليكيّة في تنوّع الطقوس والجنسيّات. يجب على الكنيسة أن تكيّف بنياتها وحدود عملها الرعويّ مع القيود المفروضة من الظروف الخارجيّة. تُعطي " Rescript ex audientia" الموافق عليها من قِبل البابا يوحنّا بولس الثاني، سنة 2003 ، والتي ثبّتها البابا بندكتوس السادس عشر في عام 2006، ولايةً قضائيّة على جميع المؤمنين من أيّ طقس كنسيّ أو جنسيّة، إلى الأسقفَين العاديّيين اللذين يعمل تحت رئاستهما جميع كهنة النيابة. على هذين الأسقفين أن يؤمّنَا لمؤمنيّ الكنائس الأخرى ذات الحكم الخاصّ إمكانيّة ممارسة قوانينهم وطقوسهم. لقد ساعد  "Rescript" على صيانة الوحدة وتعزيزها، وعلى تجنّب التشرذم، وعلى ضمان أفضل وجه ممكن للعمل الرعويّ لجميع المؤمنين الكاثوليك. على جميع الكهنة أن يخدموا جميع المؤمنين، بمساعدة آلاف المتطوّعين العلمانيّين في التعليم المسيحيّ، وخدمة الشباب والأسرة ، والعمل التبشيريّ في المستشفيات والسجون والعمل الاجتماعيّ.

وبفضل العلاقات الأخويّة بين النيابتَين الرسوليّتَين ورؤساء الكنائس الشرقيّة ذات الحقّ الخاصّ، سيتمّ تعزيز الشركة، وستُنفَّذ اتفاقات التعاون في ما يتعلّق باحترام أيّ حالة معيّنة، لجعل الشهادة أكثر حيويّة في كنيسة الخليج، التي تتألّف فقط من الحجّاج والوافدين.

[00074-08.03] [IN052] [Testo originale: Inglese]

 - سيادة المطران نقولا صواف، رئيس أساقفة اللاذقيّة للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا) 

"لا وطن، ولا لغة، ولا لباس يميّز المسيحيّين عن سائر الناس. لا يقطنون مدنًا خاصّة بهم، ولا يتفرّدون بلهجة تخرج عن المألوف من اللهجات. لا يتفرّدون بطريقة عيش… كلّ أرض غريبة هي وطن لهم، وكلّ وطن أرض غريبة. بوجيز الكلام، يقيم المسيحيّون في العالم كما تقيم الروح في الجسد" (الرسالة إلى ديوجنس).

نحن نعيش في عالم مُعَلمَن ومُعَولَم ، حيث لا يقاس عدد الرجال الذين لا يُعنَون بشأن الله، أو الذين يعملون دون مرجعيّة مسيحيّة بالنسبة إلى عدد أولئك الذين يعرفون أنفسهم على أنّهم مسيحيّون ومؤمنون.

أمّا أولئك الذين يتوجّه إليهم التعليم المسيحيّ، فعليهم أن يكونوا في علاقة مزدوجة: علاقة الانتماء إلى جماعة تقوم على وحدة الإيمان، والعلاقة مع جماعة قوم على وحدة قبول التعدّديّة والتنوّع.

الإيمان المسيحيّ يعبَّر عنه دائمًا في مجال الثقافات الإنسانيّة.

 إنّنا نفتقر في الشرق الأوسط إلى التعليم المسيحيّ الذي يعكس ثقافتنا العربيّة وتقاليدنا المسيحيّة وثرواتنا الليتورجيّة.

إنّنا نفتقر إلى برنامج تعليم دينيّ للموعوظين.

نحن نطلب جهدًا في تنشئة الإكليريكيّين الروحيّة.

[00075-08.03] [IN053] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران غي-بولس نجيم، أسقف قيصريّة فيليبّس شرفًا، أسقف مساعد ونائب عامّ على صربا للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 إنّ ورقة العمل (رج "ورقة العمل" الفقرة 76)، تقتبس من المجمع الفاتيكانيّ الثاني، وتعلن أنّ الإنقسام ما بين المسيحيّين هو سبب عثرة ويشكّل عائقًا أمام أقدس قضيّة : بشارة الإنجيل. في مكانٍ لاحق (رج "ورقة العمل" الفقرة 78)، تُذكّر هذه الورقة بأنّ قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني تمنّى أن تكون هناك صيغة جديدة لممارسة الأوليّة بحيث لا تمسّ رسالتها، وتكون مستوحاة من الصيغ الكنسيّة للألفيّة الأولى، التي وبالرغم من تنوعّها،لم تكن تمنع المسيحيّين من أن يشعروا بأنّهم في المجال الخاصّ بهم، عبر كلّ تلك الصيغ، أكانت متعلّقة  بالروحانيّة، بالحياة الإخلاقيّة أو بالبنية الإداريّة.

نجد هنا دعوة إلى إعادة النظر في دور بطاركة الشرق وفي موقعهم وفقًا للأصول. كان يسيطر مبدأ على تنظيم الكنيسة: لمكانٍ واحدٍ، يوجد سلطة دينيّة واحدة. والكنيسة، التي كان إنبثق منها كنائس أخرى أو التي كانت أكثر مركزيّةً من كنائس أخرى، كانت تؤمّن الوحدة بإرتقائها إلى درجة البطريركيّة. إنّ مجمع نيقيا الذي عُقِد سنة 325 ذكر ثلاث بطريركيّات: روما، إسكندريّة، وإنطاكيا. في القرن الخامس، تمّ الوصول إلى البطريركيّات الخمس حسب الترتيب التالي: بابا روما أوّلاً، ثم بطريرك القسطنطينّية، ثمّ بطريرك الإسكندريّة، يليه بطريرك إنطاكيا، وأخيرًا بطريرك أورشليم.

العودة إلى الوحدة تفترض إذًا نظرة لاهوتيّة وتنظيم قانونيّ للكنيسة يعيدان إلى بطاركة الشرق إمتيازاتهم حسب العصور الأولى في الكنيسة، قرب البابا، رأس الكنيسة كلّها.

الصعوبات الأساسيّة لهذا المشروع:

-       تأسيس بطريركيّات جديدة، منذ الألفيّة الأولى

-       وجود بطاركة كاثوليك عديدين وبطريرك أورثوذكسيّ لكرسٍ واحد

-       كوريا رومانيّة ذات إمتيازات غير محدّدة بالنسبة إلى إمتيازات البطاركة

إقتراح: يكلّف قداسة البابا لجنة مؤلّفةً من خبراء لاهوتيّين، ومؤرّخين، ورعاة، أن يقترحوا حلولاً عمليّة لهذه الصعوبات والكنيسة تلتزم بتطبيقها بدون تأخير.

[00076-08.05] [IN054] [Testo originale: Francese]

  - سيادة المطران إيلي بشاره حدّاد، مخلّصيّ، رئيس أساقفة صيدا للروم الملكيّين السامي الاحترام (لبنان)

 بات بيع أراضي المسيحيّين في لبنان ظاهرة خطيرة قد تهدّد الحضور المسيحيّ حتّى إنهاكه إلى الحدّ الأدنى في السنوات القليلة الآتية. من أجل تدارك هذه الظاهرة، نقترح التالي:

- بلورة استراتيجيّة تضامن بين الكنائس برعاية الكرسيّ الرسوليّ.

- تعديل خطاب الكنيسة إزاء الإسلام بهدف التمييز الواضح بين الإسلام والأصوليّة، ما يسهّل حوارنا مع المسلمين لمساعدتنا على الاستمرار والبقاء في أرضنا.

- الانتقال من مفهوم مساعدة مسيحيّي الشرق إلى مفهوم التنمية من أجل تثبيت المسيحيّين في أرضهم واستحداث فرص عمل لهم.

إنّ تجربتنا في أبرشيّة صيدا راجحة على هذا المستوى.

 [00077-08.04] [IN055] [Testo originale: Francese]

 - حضرة الأب خليل علوان، مرسل لبنانيّ، أمين عامّ مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك المحترم (لبنان)

 إنّ الفقرة 55 من ورقة العمل لم تلحظ الدور الكبير الذي لعبه مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك على مستوى تقوية الشركة بين الكنائس الكاثوليكيّة بالإضافة إلى تشجيع الحوار المسكونيّ والدينيّ.

بعد عشرين سنة على نشأته وحضوره في مجال اللاهوت الرعويّ والمسكونيّة والرعويّة المشتركة والتنسيق بين الكنائس الكاثوليكيّة، يعاني مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك من عائق على صعيد التواصل. أقترح للجمعيّة السينودسيّة:

- تعديل النظام الداخليّ لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك لكي يفسح المجال أمام جمعيّات الأساقفة لدى كلّ بلد أن تكون ممثَّلة في مؤتمرات المجلس السنويّة، وأن يحظى ممثّلوها بالقدرة على نقل القرارات وتنفيذها كلٌّ داخل جمعيّته.

- تنظيم مؤتمر للبطاركة والأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط.

نهايةً، ألاحظ أنّ السلطات الكنسيّة، أي الدوائر الرومانيّة والمؤتمرات الأسقفيّة في الغرب، فضلاً عن جمعيّاتها، يبدو أنّها تجهل هذا الواقع جرّاء نقص في المعلومات. لذلك أقترح أيضًا أن يتمّ إدراج مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في "الدليل الحَبريّ"، على غرار جميع الهيئات البابويّة وغيرها.

 [00078-08.05] [IN056] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران أنطوان أودو، يسوعيّ، أسقف حلب، بيرويا، للكلدان السامي الاحترام (سوريا)

معالجة التنشئة الروحيّة والفكريّة لكهنة المستقبل.

أوّلاً- التنشئة

على الرغم من تناقص عدد الدعوات، امتحانُ المرشّحين قبل قبولهم في المدرسة الإكليريكيّة.

تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين على المعنى العميق لكلّ ليتورجيّا وعلى أن يكون قادرًا على الانفتاح على شموليّة الكنيسة. في اللاهوت، الاعتماد على المجمع الفاتيكانيّ الثاني، الإجابة على مسائل الحداثة في الإطار العربيّ الإسلاميّ، مكرّسين انتباهًا خاصًّا لاستخدام صحيح للّغة العربيّة. أخيرًا، على خطى بندكتوس السادس عشر ووفق نصائحه، إعطاء الأهمّيّة إلى تنشئةٍ عقائديّةٍ متينةٍ وحيّة، مترجَمة في الحياة اليوميّة. البعد الرعويّ: التعلّم على الوعظ، تعليمُ التعليم المسيحيّ، مرافقة العائلات، سماع الاعترافات، إنّها عناصر حيويّة في التنشئة.

ثانيًا- المرافقة الرعويّة والروحيّة خلال ممارسة الخدمة الكهنوتيّة

أ. السهر على أن يحرّك الكاهنَ شغفُ إعلان البشرى السارّة.

ب. تأمين تنشئةٍ دائمة ذات نوعيّة.

ج. الاكثار من وسائل القراءة للخدمة الرعويّة وللتقدّم الروحيّ والإنسانيّ (الرياضة الروحيّة السنويّة، دورات، الخ.) التذكّر أنّ الكاهن هو قبل كلّ شيء رجلُ الله.

ثالثًا- التأمين، المحاسبة الشفّافة

أ. النظر بموضوعيّة إلى حاجات الكهنة والوصول إلى محاسبةٍ شفّافة للأبرشيّة تساعد على تنمية الثقة بين الكهنة والمؤمنين.

ب. ليساعدْ مجمع الكنائس الشرقيّة كلَّ بطريركيّةٍ وأبرشيّة على وضع نظامٍ للتأمين الصحيّ ولضمان الشيخوخة. الموارد موجودة، تنقص الكفاءة والدقّة.

 [00092-08.04] [IN057] [Testo originale: Francese]

- سيادة المطران برهانييسوس سورافييل، عازاريّ، رئيس أساقفة أدّيس أبابا، رئيس مجلس كنيسة إثيوبيا، رئيس المجلس الأسقفيّ السامي الاحترام (إثيوبيا)

 تعدّ أثيوبيا حوالي 80 مليون نسمة، وقد يكون نصفهم تقريبا أقل من عمر 25 سنة. وأكبر تحدٍ بواجهه هذا البلد هو الفقر وتوابعه، مثل البطالة. وإذ يرغب العديد من الشباب بالهروب من الفقر، فإنّهم يحاولون بكافة السبل أن يهاجروا. وغالبية الذين يهاجرون إلى الشرق الأوسط هم من النساء اللواتي يذهبنَ بطريقة شرعيّة أو غير شرعيّة للبحث عن عمل كخادمات في البيوت، إذْ ينقص غالبيتهنّ التدريب المهني. ولكي تسهّل الرحلات، يبدّل المسيحيّون أسماءهم المسيحيّة بأخرى مسلمة، ويلبسون مثل المسلمين لكي يحصلوا على تأشيرات سفر بسهولة. وبهذا، يُجبر المسيحيّون بطريقة غير مباشرة على إنكار جذورهم وإرثهم المسيحيّ.

وبحسب المعلومات الواردة من وزارة العمل والشؤون الإجتماعيّة والمنظمة الدولية للهجرة، إنّ 13,489 أثيوبيا قد هاجروا إلى الشرق الأوسط، في الفترة من أيلول 2005 إلى آب 2006

(www.americanchronicle/ethiopiahumantraffickinghubinthehornofafrica.html  ). أمّا وجهتهم فهي لبنان والإمارات العربيّة المتحّدة، والكويت واليمن والسعوديّة. حيث يهاجر إلى الشرق الأوسط ما معدله 12،500 أثوبياًّ سنويّا.

حتى وإنْ وُجدت استثناءات بأنّ العاملين يعامَلون جيّدا وبلطف، لكنّ الغالبيّة يعانون من الإستغلال والإعتداء. ويخجل الكثير منهم من العودة إلى أثيوبيا، حيث تتوقّع عائلاتهم أن يعودوا بمال كثير. وأيضا يجبَر بعضهم على العودة يائسين ومرضى ومشوّشين عقليا. أمّا المسيحيّون الذين يموتون داخل الأراضي السعوديّة، فيبدو أنّه من غير المسموح أن يدفنوا هناك، فتنقل جثامينهم إلى أثيوبيا للدفن. فهل من الممكن الطلب من السلطات السعوديّة أنْ تفرز مقابر للمسيحيّين في السعوديّة؟

يرجع كثير من الإثيوبيّين إلى الكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط طلبا للمساعدة والاسترشاد. وبودّي أن أشكر الرئاسات الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط التي تبذلُ كلّ ما بوسعها لمساعدة ضحايا والإستغلال والإعتداء، ونحن ممتنّون، مثلا، للعمل الكبير الذي تقوم به كاريتاس لبنان. ينظَر اليوم إلى الهجرة المعاصرة " كعبوديّة معاصرة" ولكن علينا أن نتذكّر بأنَّ مهاجريّ اليوم سيكونون مواطني الغد وقادتَه، سواء في البلدان المضيفة أو في بلدانهم الأصليّة.

 [00093-08.10] [IN058] [Testo originale: Inglese]

 - سيادة المطران يوسف أنيس أبي عاد، برادوزيّّ، رئيس أساقفة حلب، بيرويا، للموارنة السامي الاحترام (سوريا)

 "لا يمكننا أن نستقبل أولئك الذين يضعهم الله في طريقنا إن لم نستقبل الله بذاته. كلّّما اكتشفنا الله، كلّما اكتشفنا قداسة الإنسان".

إنّ المكان بامتياز لاستقبال إخواننا، وفي الحالة هذه إخواننا المسلمين، هو من غير شكّ ولا ريب الصلاة.

توجد صلاة تسمّى صلاة تأمّليّة.

التأمّل هو أوّلاً التأمّل في الله الثالوث. التأمّل هو أيضًا التأمّل في حياة البشر، من خلال الروح، وعليه، تقديمها إلى الله بأفراحها وأتراحها، بتقدّماتها وتراجعاتها... في الوقت الذي لا يغيب عن ذهننا أنّنا لا نرى كلّ شيء من حياة الآخر، فهي تبقى لغزًا لنا.

في التأمّل، يحدث أن نلتقي في لحظة هاربة بانعكاس لنظرة الله على الناس. هي لحظة نِعمٍ، لحظة فرح، لأنّ تلك النظرة نظرة خلقٍ، مخلِّصة، وملؤها الحبّ.

من الضروريّ السعي إلى إرساء حضور مع إخواننا المسلمين، ومع الآخرين ممّن نعيش معهم: حضور بسيط، متواضع، أخويّ، من شأنه تشجيع الحوار بكلّ أشكاله، وتفاهم متبادل. 

 [00094-08.05] [IN059] [Testo originale: Francese]

- سيادة المطران بوهدان دزيوراخ، الفادي الأقدس، أسقف فاغادا شرفّا، أسقف كوريا كييف-هاليتش السامي الاحترام (أوكرانيا)

 أودّ أن ألفت انتباهكم إلى منحى خاصّ من رعويّة الدعوات، ألا وهو تنشئة الآباء الروحيّين المدعوّين إلى إتمام رسالتهم لدى المدارس الإكليريكيّة ومعاهد تنشئة رجال الدين. يلعب الأب الروحيّ دورًا حاسمًا في التمييز بين كلّ دعوة ويضطلع بمسؤوليّة محدّدة أساسيّة في مسار نضوج كلّ دعوة. وبرأيي لا يتوقّف هذا الدور بطبيعة الحال عند لحظة السيامة الكهنوتيّة أو إبراز النذور الدائمة. أطرح عليكم إذًا الأسئلة التالية: إلى أي مدى نهتمّ بتنشئة الآباء الروحيّين المستقبليّين لإكليريكيّاتنا ومعاهدنا الدينيّة؟ يبدو لي أنّ الخيار غالبًا ما يكون مبنيًّا على أساس الطوارئ الملحّة وانطباع أنّ هذا الكاهن أو ذاك ملائم للرسالة لأنّه يبدو أنّه يعيش حياة روحيّة شخصيّة جيّدة. لكن ماذا عن باقي المهارات المطلوبة والتي لا تقلّ أهمّيّة؟ أسمح لنفسي في هذا الصدد بتوصيتنا جميعًا إيلاء الاهتمام الأكبر إلى تنشئة هذه الشخصيّة الغالية وغير القابلة للاستبدال من رعويّة الدعوات، مع الحرص على مدّ هؤلاء الأشخاص المعتبرين ملائمين بجميع أدوات اللاهوت وعلم النفس وكلّ ما هو ضروريّ خلال مسارات التنشئة المتخصّصة.

أودّ، بادئ ذي بدء، أنّ أعبّر عن عميق الشكر للأساقفة اللاتين لضيافتهم الأخويّة المكرّسة لمؤمنينا، وللاهتمام الذي يولونه إليهم. لكن الأمر لا يقتصر بطبيعة الحال وببساطة على ضمان هذا "الإطار الليتورجيّ"، وهنا أقتبس حرفيًّا، على "تقوية الصلة بجماعات المؤمنين المنتمين إلى الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة في بلدان الهجرة"، بل يتعلّق الأمر بشيء أهمّ وأعمق. في ممارسة رسالتهم الرعويّة، لا يمكن لرؤساء الأبرشيّات أن يكتفوا بهذه الضمانات، ولا حتّى بمجرّد "زيارة". أطرح السؤال التالي: هل يمكن لأب أن يختزل مهمّته الطبيعيّة إزاء أولاده البعيدين بمجرّد "زيارة"؟ الإجابة واضحة جليّة لا تحتاج إلى التفسير. إذًا، ينبغي بروح من المسؤوليّة تعميق هذا الموضوع حول أبوّة البطاركة والأساقفة رؤساء الأبرشيّات، بالإضافة إلى تحديد الأدوات القانونيّة والتنظيميّة التي تسهم بتنفيذ فاعل لمسؤوليّاتهم الرعويّة حيث تعيش جماعاتهم المؤمنة، بالتعاون طبعًا مع الأساقفة المحلّيّين.

أوجّه انتباهي إلى الرهبانيّات التأمّليّة، مذكّرًا بأهمّيّتها القصوى. ولا يسعني إلاّ أن أشعر بواجب ذكر مثال المتروبوليت الكبير خادم الله كير أندريا سيبتيشكي الذي أراد، هو الباسيليّ، تأسيس الرهبان "الستوديتيّين" في أوكرانيا، محدّدًا رسالتهم التي تميّزها حياة الصلاة والتأمّل، على أنّها "رئة حياة الكنيسة". أسمح لنفسي تذكير جميع الآباء السينودسيّين الموقّرين بهذه الهبة الفريدة الثمينة، هبة نشعر دائمًا بضرورتها ونزرعها وننمّيها بتفانٍ من أجل خير جميع مكوّنات كنائسنا.

 [00080-08.08] [IN060] [Testo originale: Italiano]

 

 - سيادة المطران فيرجل بيرسيا، أسقف أوراديا، رومانيا، السامي الاحترام (رومانيا)

 أوجهٌ عدّة توحّد كنيستنا مع الكنائس الشقيقة في الشرق الأوسط: قبل كلّ شيء، كونها "قطيعًا صغيرا". تعيش كنيسة الروم الكاثوليك الرومانيّة رسالتها أيضًا كأقلّيّة؛ حضورٌ في تاريخ بلدنا إذًَا قويٌّ بما يعبّر عن هذه الخلاصة السعيدة والناتجة عن العناية الإلهيّة بين كونه في ملء الشركة مع كرسيّ بطرس وغنى كنوز التقليد الروحيّ والليتورجيّ والنظاميّ البيزنطيّ.

أخوتي الشرقيين الأعزّاء، نحن مدعوّون معكم أن نواجه تحدّيات أزمنتنا: موجة الهجرة الكبيرة والعولمة مع ما تحمل من استفزازاتٍ ومع أصنامها التي كلّمَنا عنها البابا بندكتس السادس عشر والتي نحن جميعُنا مدعوّون لفضحها. علاوةً على ذلك، إن وضع الهجرة هذا –الذي لم نختبر أبدًا مثله في تاريخ شعبنا الرومانيّ- والذي فيه، على مجموع 22 مليونًا من السكان المواطنين 5 ملايين منهم تقريبًا موجودون الآن في أوروبّا والعالم، يفتح أيضًا إمكانيّة مجابهةٍ خصبةٍ وغنىً متبادل.

الهجرة في المشاركة تعطي قيمةً للجميع؛ لنثبّت إذًا نظرنا على يسوع، أوّل من كان عليه الانتقال إلى أرض مصر، من أجل الطلب منه وتلقّي ذلك الاندفاع الدائم التجدّد والذي علينا إيصاله فيما بعد إلى مؤمنينا وجماعاتنا.

 [00082-08.03] [IN061] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران يوحنّا جولتا، أسقف أندروبولي شرفًا، أسقف كوريا الإسكندريّة للأقباط السامي الاحترام (مصر)

 العلاقات مع الكنائس الأرثوذكسيّة في بلداننا:

هي جذورنا، أسلافنا، هي من كافح في سبيل الدفاع عن الإيمان المسيحيّ والمحافظة عليه من أجلنا لغاية اليوم. هي من قدّم الشهداء والقدّيسين واللاهوتيّين الكبار. بالتالي، تبقى دائمًا وحدة الكنيسة، التي هي صلاة الكنيسة، رجاء التاريخ المسيحيّ.

العلاقة مع المواطنين المسلمين:

تركت لنا القرون الوسطى ثمارًا مُرّةً مجبولة بالحقد والاحتقار... مأساة حقيقيّة.

هلاّ أمكننا، مسلمون ومسيحيّون سويًّا، أن نكتب صفحة جديدة من التاريخ والحبّ والاحترام والمغفرة، لكي نبني معًا، ومن أجل الأجيال المقبلة، مستقبلاً خاليًا من المأساة.

 [00083-08.03] [IN062] [Testo originale: Francese]

 مُداخلة المدعوّ الخاصّ، حضرة الرابّي الجزيل الاحترام دافيد روزن، مستشار حاخام إسرائيل الأكبر، مدير قسم شؤون ما بين الأديان للّجنة اليهوديّة الأمريكيّة ومعهد هايلبرنّ لتفاهم دوليّ بين الأديان (إسرائيل)

 ننشر في ما يلي الترجمة باللغة العربيّة للنصّ الكامل للمداخلة.

 اليوم، تشهد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والشعب اليهوديّ تحوّلاً سعيدًا يتمّ في حاضرنا، وربما لا نظير له في التاريخ.

في الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر داخل الكنيس هنا في روما في كانون الثاني/يناير الماضي، أشار إلى تعليم المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني على أنّه "علامة تحوّل واضحة تشكّل مرجعًا دائمًا في تصرّفاتنا وعلاقاتنا مع الشعب اليهوديّ، ما يسِم مرحلة جديدة وبالغة الأهمّيّة".

من الطبيعيّ كان على هذا التحوّل اللافت في الطريقة التي يُنظَر فيها إلى الشعب اليهوديّ ويُقدّم، ولا يزال عليه أن يجابه تأثير قرون، إن لم يكن ألفيّات، من "تعليم الازدراء" بحقّ اليهود واليهوديّة، ما لا يمّحي بين ليلة وضحاها ولا حتّى بعد خمس وأربعين سنة. مّما لا ريب فيه أنّ نتائج هذا التحوّل على العلاقات الكاثوليكيّة-اليهوديّة تختلف كثيرًا من سياق إلى آخر، لأنّها تتأثّر بعوامل سوسيولوجيّة، تربويّة وحتّى سياسيّة. يمكن القول إنّ الاستبطان الأكثر دراماتيكيّةً حصل في الولايات المتحدّة الأمريكيّة، حيث يعيش اليهود والمسيحيّون في مجتمع مفتوح جنبًا إلى جنب في أقليّات نابضة بالحياة، واثقة بنفسها وملتزمة مدنيًّا. نتيجةً لذلك، تطوّرت هذه العلاقة في الولايات المتّحدة بطريقة إستثنائيّة لتشمل التعاون والتبادلات بين الجماعات ومؤسساتها التربويّة؛ واليوم تفتخر الولايات المتحدة بنشوء عشرات المؤسسات الأكاديميّة للدراسات والعلاقات الكاثوليكيّة-اليهوديّة، فيما لا توجد ربما إلاّ ثلاثة منها في سائر العالم. بالفعل، داخل الجماعات اليهوديّة في الولايات المتحدة يتمّ النظر بشكل واسع إلى الكنيسة الكاثوليكيّة كصديق حقيقيّ يحمل قيمًا عميقة ومصالح مشتركة. إنّه لمن دواعي شرفي أن أترأّس التمثيل الدوليّ ما بين المذاهب للّجنة اليهوديّة الأمريكيّة التي كانت ولا زالت المنظّمة اليهوديّة الأكثر أهمّيّة في هذا التحوّل الإستثنائيّ والتاريخيّ.

غير أنّ بلدانًا عديدة تغيب فيها هذه العوامل الإجتماعيّة والديموغرافيّة. وفي معظم البلدان حيث الكثلكة هي القوّة الإجتماعيّة المسيطرة، تكون الجماعات اليهوديّة صغيرة، إن وجدت، وغالبًا ما لا تحظى العلاقة بين الكنيسة واليهوديّة إلاّ بالقليل من الانتباه. أعترف بأنّي فوجئت لاكتشافي أنّ رجال دين كاثوليكيّين وأحيانًا السلطة الدينيّة في بعض الدول يجهلون كلّ شيء ليس فقط عن اليهوديّة المعاصرة، بل غالبًا عن البيان "في عصرنا" عينه أيضًا، والوثائق الفاتيكانيّة التي أُلحقت بها، وعليه، التعاليم المتّصلة "بالتعليم" حول اليهود واليهوديّة.

في الوقت الذي حقّقت التجربة اليهوديّة الكثير في الولايات المتحدة، كما ذكر، في سبيل التخفيف من الانطباعات السلبيّة النابعة عن الماضي المأساويّ، يبقى جهل واسع حول المسيحيّة في العالم اليهوديّ، بخاصّة حيث الاتصال مع مسيحيّين من أبناء الحداثة قليل أو غائب كليًّا.

في النظام السياسيّ الوحيد في العالم حيث يشكّل اليهود أكثريّة، أي دولة إسرائيل، تتفاقم هذه المشكلة  من جرّاء السياق السياسيّ والسوسيولوجيّ. في الشرق الأوسط، كما في معظم أنحاء العالم، تميل الجماعات إلى العيش في بيئاتها اللغويّة والثقافيّة والطائفيّة الخاصّة، وإسرائيل ليست استثناء. علاوةً على ذلك، يشكّل المسيحيّون العرب في إسرائيل أقليّة داخل أقليّة، أي حوالي 120000 عربيّ مسيحيّ من بين حوالي مليون ونصف المليون من السكّان العرب الذين هم في أغلبيّتهم مسلمون ويشكّلون ما يناهز العشرين في المئة من مجموع سكّان إسرائيل (ما يقارب سبعة ملايين ونصف مليون نسمة).

لا شكّ في أنّ الإسرائيليّين العرب المسيحيّين هم أقليّة دينيّة ناجحة على نحو ملحوظ في مجالات عديدة. مستوياتهم الاجتماعيّة-الاقتصاديّة والتربويّة تفوق المعدّل بكثير، فمدارسهم تحصل على العلامات الأعلى في الامتحانات السنويّة للدخول إلى الجامعات، والعديد منهم قاموا بدور بارز على الصعيد السياسيّ، كذلك تمكّنوا من اكتساب فائدة كبرى من النظام الديمقراطي الذي يشكّلون منه جزءًا لا يتجزّأ. لكنّ الحياة اليوميّة لأكثريّة العرب واليهود تجري في بيئاتهم الخاصّة. نتيجةً لذلك، لا يلتقي معظم الإسرائيليّين اليهود المسيحيّين المعاصرين. حتّى عندما يسافرون إلى الخارج، يميلون إلى الالتقاء بالأشخاص غير اليهود وليس كمسيحيّين معاصرين. وهكذا، حتّى عهد قريب، كان قسم كبير من المجتمع الإسرائيليّ غير مدرك للتغيّرات العميقة في العلاقات الكاثوليكيّة-اليهوديّة. لكن الوضع بدأ يشهد تغيّرًا ملموسًا خلال السنوات العشر الأخيرة لأسباب متنوعة، منها اثنان جديران بالملاحظة بشكل خاصّ.

السبب الأوّل هو تأثير زيارة البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني عام 2000، بعد ست سنوات على تأسيس علاقات ثنائيّة كاملة بين إسرائيل والكرسيّ الرسوليّ. وفيما كان لتأسيس تلك العلاقات بعض التأثير على التصوّرات في إسرائيل، إنّ قوّة الصور المرئيّة، التي أدرك البابا يوحنّا بولس الثاني أهمّيّتها جيّدًا، هي التي كشفت بوضوح لأغلبيّة المجتمع الإسرائيليّ التحوّل الذي حصل على صعيد مواقف المسيحيّين والتعاليم المسيحيّة تجاه الشعب اليهوديّ الذي كان البابا بنفسه قد حافظ معه على صداقة واحترام متبادلين وسعى إلى تعزيزهما. للإسرائليّين، إنّ رؤية البابا عند الجدار الغربيّ لبقايا الهيكل الثاني، واقفًا احترامًا للتقليد اليهوديّ وواضعًا هناك النصّ الذي كان ألّفه لاحتفال ليتورجيّ من أجل المغفرة نُظِّم قبل أسبوعين هنا في بازيليكا مار بطرس، وسائلاً فيه المغفرة الإلهيّة عن الخطايا المرتكبة بحقّ اليهود على مرّ العصور، كلّ ذلك كان نتائج مذهلة ولا تقاوم. ما زال الطريق طويلاً أمام الجماعة اليهوديّة في إسرائيل لتخطّي ماضيه السلبيّ، لكن لا ريب في تبدّل المواقف منذ الزيارة التاريخيّة. أضف إلى أنّ الزيارة أدّت إلى نشوء إمكانية كبيرة للحوار والتفاهم والتعاون على شاكلة لجنة ثنائيّة تضمّ الحاخاميّة الكبرى في إسرائيل ولجنة الكرسيّ الرسوليّ للعلاقات الدينيّة مع اليهود، التي تأسّست بمبادرة من البابا يوحنّا بولس الثاني والتي أثنى عليها بشكل واسع البابا بندكتس السادس عشر خلال حجّه إلى الأراضي المقدّسة السنة الماضية وفي الكلمة التي ألقاها في الكنيس الكبير هنا في روما أوّل السنة.

العامل الثاني المهمّ هو تدفّق مسيحيّين جدد ضاعفوا حجم المسيحيّة الديموغرافيّ في إسرائيل.

أشير أوّلاً إلى مجموع المسيحيّين الممارسين الذي يقدّر بنحو خمسين ألف مسيحيّ كانوا جزءًا لا يتجزّأ من الهجرة من الاتحاد السوفياتيّ السابق إلى إسرائيل في العقدين المنصرمين. وبما أنّهم متّصلون في الوقت عينه بالمجتمع اليهوديّ من خلال أواصر عائليّة وثقافيّة، يمكن القول إنّهم يمثّلون دون شك الأقليّة المسيحيّة الأولى التي ترى نفسها في الوقت ذاته جزءًا لا يتجزّأ من لأكثريّة اليهوديّة، منذ الجماعة المسيحيّة الأولى.

هؤلاء المسيحيّون، كجماعات مسيحيّة عربيّة، هم مواطنون إسرائيليّون يتمتّعون بكامل حقّهم في التصويت والمساواة أمام القانون. لكن تبقى مجموعة سكّانيّة مسيحيّة ثالثة في إسرائيل يثير وضعها القانونيّ إشكالية أحيانًا.

يُعنى بذلك الآلاف من المسيحيّين الممارسين بين 250.000 عامل تقريبًا آتين، من الفيليبين، أوروبا الشرقيّة، أمريكا اللاتينيّة وإفريقيا جنوب الصحراء. معظمهم يقيمون في البلد بشكل قانونيّ ومؤقت، غير أنّ حوالي النصف منهم دخلوا أو يقيمون على نحو غير شرعيّ ووضعهم القانونيّ غير مستقرّ.

وبرغم ذلك، يحافظ الوجود المسيحيّ المهمّ بين هؤلاء السكّان على حياة دينيّة نابضة ويشكّل بعدًا ثالثًا هامًّا للواقع المسيحيّ في إسرائيل اليوم. لقد ساهمت هذه العوامل، من بين عوامل أخرى، إلى المزيد من التعريف بالمسيحيّة المعاصرة في إسرائيل. فضلاً عن ذلك، وفيما توجد حوالى مئتي منظّمة إسرائيليّة تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين العرب والإسرائيليّين بشكل عامّ، تعمل أيضًا عشرات الهيئات على تعزيز اللقاء والحوار بين الأديان والدراسات ذات الصلة، وإنّ الحضور المسيحيّ فيها كبير جدًّا وبالغ الأهمّيّة. يعود ذلك، بشكل جوهريّ إلى وجود المؤسسات المسيحيّة وإكليروسها، والاختصاصيّين وممثّلي الكنائس الدوليّين إلى ما هنالك، والذين يساهمون بشكل متفاوت نسبة إلى أعدادهم في هذه الجهود، بخاصّة في مجال المعرفة. أضف إلى ذلك، أنّ الواقع الذي بموجبه يمثّل المسيحيّون، كالمسلمين، في إسرائيل أقليّةً بحاجة إلى أن تُقبل وتُفهم من قبل الأكثريّة اليهوديّة، يخدم أيضًا كمحفّز للتلاقي بين الأديان (بعكس ما يحصل غالبًا في بلدان أخرى).

من الجليّ أنّ المسيحيّين في إسرائيل يختلف وضعهم كثيرًا عن جماعات اخوتهم في الأرض المقدّسة، وهم جزء لا يتجزّأ من المجتمع الفلسطينيّ الذي يكافح من أجل استقلاله، وهم عالقون لا محالة في النـزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ يوميًّا. بالفعل، إنّ وجود بعض تلك الجماعات على نقطة تقاطع بين نطاقي السلطتين الإسرائيليّة والفلسطينيّة يعني أنّها غالبًا الأكثر تحمّلاً لوطأة الإجراءات الأمنيّة التي تشعر الدولة اليهوديّة نفسها مضطرّةً لاتخاذها في سبيل حماية مواطنيها من العنف المستمرّ القادم من داخل الأراضي الفلسطينيّة. من العادل والمحقّ أن يعبّر هؤلاء الفلسطينيّون المسيحيّون عن أساهم وآمالهم حيال هذا الوضع. لكن تجدر الإشارة بأسف إلى أن هذه التعابير ليست متناغمة دائمًا مع رسالة وروح "التعليم" حول العلاقات مع اليهود واليهوديّة. يبدو أنّ ذلك ينعكس في إطار جغرافيّ أوسع، حيث غالبًا ما سبّب أثر النزاع العربيّ-الإسرائيليّ شعورًا بالانزعاج لدى العديد من المسيحيّين بمواجهة إعادة اكتشاف الكنيسة لجذورها اليهوديّة وأحيانًا تفضيلاً للأفكار المسبقة التاريخيّة.

ومع ذلك ، إنّ أسى الفلسطينيين، بشكل عام، والمسيحيين الفلسطينيّين بشكل خاصّ، لا بد من أن يشكّل قلقًا عميقًا لليهود في إسرائيل أو في الشتات.

بداية، ولأنّ اليهودية قد جلبت المعرفة للعالم، بأنّ كلّ شخص بشريّ إنّما خُلق على صورة الله ومثاله. وإنّه، بالتالي كما يعلم حكماء التلمود، كلّ ازدراء لشخصٍ آخر، يمثل ازدراء للخالق تعالى نفسه. علينا إذا مسؤولية خاصّة تجاه جيراننا الذين يتألمّون. وتتضاعف هذه المسؤوليّة، بشكل أخصّ عندما تنجم آلامهم عن صراع نحن طرف فيه، وبمفارقة ، بالتحديد عندما يترتّب علينا واجب دينيّ وأخلاقيّ بأن نحمي أنفسنا وندافع عنها.

وبالنسبة لي كاسرائيليّ من القدس، انّ الحالة المحزنة في الأرض المقدّسة، وآلام العديد من الأشخاص من الأطراف المتعدّدة تبعا للهوّة السياسيّة، هي مصدر حزن كبير. حتّى إن كنت أعي كليًّا كيف تمّ استعمال ذلك وأسيء استعماله لابراز التوترات المتنوّعة خارج الإطار الجغرافيّ للصراع نفسه.

مع ذلك، اشكر الله على التصاعد الملموس، لعدد الجمعيّات التي تعمل في مجتمعنا، على تخفيف الآلام قدر المستطاع، في هذا الاطار الصعب.

وأنا فخور بتأسيس إحدى هذه التنظيمات: حاخامات من أجل حقوق الإنسان. ورئيسها وأعضاؤها بما هم مواطنون اسرائيليون مخلّصون، ماضون في جهودهم للحفاظ على الكرامة الإنسانية للجميع، ودعمها، وبخاصّة للضعفاء.

أعرف تماما المذابح التي حصلت من زمن قريب في شوراع مدننا، وأعرف التهديدات المستمرة دائمًا بهدف هدم إسرائيل والقضاء عليها. على الرغم من ذلك، علينا أن نسعى بكلّ قوانا، لتخفيف المعاناة المرتبطة بهذه الحالة، وبخاصّة تلك التي تمسّ المسيحيّين في القدس وضواحيها.

بالفعل، في الأشهر الماضية تحسّنت الأحوال بوضوح، على سبيل المثال، في ما يتعلّق بحرّيّة التنقّل لرجال الدين، وهنالك إشارات لفهم متزايد من قبل السلطات، لحاجات الجماعات المسيحيّة المحليّة، بالرغم من التحديّات المرتبطة بالأمن. ونحن مستمرّون في الضغط بهذا الاتجاه، لأنّنا مؤمنون في النهاية بأنّها قضايا تهمّ الجميع.

في الواقع، المسؤوليّة اليهوديّة لضمان أنّ الجماعات المسيحيّة تزدهر بيننا، مع الاحترام لحقيقة أنّ الأرض المقدّسة هي أرض ولادة المسيحيّة، والأرض المقدّسة، هي توجّه يتقوّى تدريجيًّا، مع إعادة اكتشاف أخوّتنا.
ولكن بغض النظر عن علاقتنا الخاصّة، يقوم المسيحيّون، كأقلية وسط أكثريّة مسلمة ويهوديّة، بدور خاصّ في مجتمعاتنا بشكل عامّ. فأوضاع الأقليات هي دائمًا انعكاس حقيقيّ للحالات الإجتماعيّة والأخلاقية في المجتمع ككل.  وانّ العيش الكريم للجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط، ليس أكثر من مقياسٍ للحالة الأخلاقيّة في بلداننا. وأنّ درجة الحقوق والحرّيّات المدنيّة والدينيّة التي ينعم بها المسيحيّون، تشهد على سلامة أو مرض المجتمعات في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، وكما أسلفت، يلعب المسيحيّون دورًا كبيرًا في تنمية التفهم والتعاون ما بين الأديان في البلد. وقد اسمح لنفسي بأن أقترح بأنّه بات "من وظيفة المسيحيّ الإسهام في تخطّي سوء الفهم والأحكام المسبقة التي تشوّش الأرض المقدّسة وتنتشر في المنطقة بشكل عام. ولئن كان من غير المنصف أن نتوقع من الجماعات المسيحيّة المحليّة الصغيرة أن تكون قادرة وحدها على حمل هذه المسؤوليّة، لكنّنا يجب أن نأمل بأنّ الجماعات المسيحيّة سوف تحظى، بهذا المعنى، بدعمٍ الكنيسة الجامعة وسلطاتها المركزيّة، وهي تستطيع أن تصبح بانية للسلام مفضّلةً في المدينة التي يعني إسمها السلام وتعني ذلك لجماعاتنا. وفعلا لدينا اليوم العلامات الملموسة والواضحة في دور للقيادة المحليّة الكاثوليكيّة مثل إنشاء مجلس المؤسّسات الدينيّة في الأرض المقدّسة منذ سنوات، وهو ويجمع الحاخام الأكبر في إسرائيل والمحاكم الشرعيّة ووزارة الشؤون الدينيّة في السلطة الفلسطينيّة، كما الرئاسة المسيحيّة الرسميّة في الأرض المقدّسة. وهذا المجلس، لا يسهّل التواصل بين مختلف القيادات الدينيّة فحسب، وإنّما يلتزم بالعمل على محاربة سوء الفهم والتعصّب والتحريض، ويتطلّع إلى أن يكون قوّة للسلام والمصالحة، فينعم الشعبان والديانات الثلاث بالعيش على الأرض نفسها بالكرامة والحرّيّة والطمأنينة.

تقتبس ورقة العمل الأساسيّة لهذا السينودس من أجل الشرق الأوسط، من البابا بندكتوس السادس عشر في مقابلته مع صحيفة الاوسرفاتوري رومانو، في طريقه إلى الأرض المقدّسة، وتقول: "من المهمّ أن يكون هنالك، من جهة، حوار ثنائي -مع اليهود والمسلمين-، ومن جهة أخرى، حوار ثلاثيّ" (96). وبالفعل، تمّ في السنة الماضيّة، ولأوّل مرّة عقد أوّل حوار ثلاثي في اشبيلية في إسبانيا، دعا إليه المجلس الحبريّ للعلاقات بين الأديان، والمجلس الحبريّ للعلاقات الدينيّة مع اليهود، مع اللجّنة اليهوديّة الدوليّة للإستشارات بين الأديان، ومؤسسة الحضارات الثلاث في اشبيلية. امتلأت فرحًا لذلك، لأنّ الاقتراح قد قدّم بينما كنت رئيسًا للّجنة اليهوديّة للاستشارات، وأنّني لآمل جدًا أن يكون ذلك فاتحة وبداية لتكثيف الحوار الثلاثيّ، لتخطّي الشكّ والأحكام المسبقة وسوء الفهم، فنتمكن من تسليط الضوء على قيمنا المشتركة داخل بيت إبراهيم، لصالح الإنسانيّة جمعاء.

برأي يبدو أنّ اللّجنة الثنائيّة المذكورة سابقًا مع الحاخاميّة الكبرى لإسرائيل ومجلس المؤسسات الدينيّة للأرض المقدّسة تقدّم معًا ظرفًا ملائمًا وتحدّيًّا في هذا الخصوص.

تقدّم الوثيقة الأساسيّة كذلك إضاءات حول طبيعة علاقات المسيحيّين مع كلّ من المسلمين واليهود. وتقتبس كذلك من البابا بندكتوس السادس عشر في كولونيا في آب 2005، عندما وصف العلاقات مع الإسلام بأنّها "ضرورة حيويّة، يتعلّق عليها مستقبلنا إلى حد كبير" (رقم 95). وهذا بديهي في الشرق الأوسط. سواء قرأ المرء مفهوم "دار الإسلام" من منظور جغرافيّ وثقافيّ، أو من منظور لاهوتيّ، فالسؤال الحاسم لمستقبل جماعاتنا يتعلّق باستعداد أخوتنا المسلمين، أو لا، لاعتبار الحضور المسيحيّ واليهوديّ جزءا شرعيًّا وكاملاً في المنطقة ككلّ. ولا شيء يعبّر عن الحاجة إلى هذه الدعوة أكثر من "ضرورة حيويّة... وعليها... يعتمد مستقبلنا".

في الواقع، يرتبط كلّ ذلك "بالموضوع الأهمّ" والمتعلّق بجذور الصراع العربيّ الاسرائيليّ. وأولئك الذين يدّعون بأنّ الاحتلال هو السبب الرئيسيّ للصراع هم مخطئون. فالصراع يمتد لعقود سابقة لحرب الأيّام الستة عام 1967، التي نجم عنها ضمّ الضفة الغربيّة وغزة تحت السيطرة الإسرائيليّة. أمّا الاحتلال فهو تحديدًا نتيجة للصراع. والسبب الحقيقيّ الذي هو في أساسه هو البحث في مدى سماح العالم العربيّ بسياسة ذات سيادة غير عربيّة للبقاء داخل حدوده.

مع ذلك، تقتبس الوثيقة الأساسيّة من الدستور المجمعيّ حول "كلمة الله" وتصف حوار الكنيسة مع "أخوانها الأكبر" ليس فقط "بالضروريّ" وإنّما " بـ"الجوهريّ" (رقم 87). وفي زياره للكنيس اليهوديّ في روما هذا العام، قال مقتبسًا من تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة (رقم 839): "إنّ الكنيسة، شعب الله في العهد الجديد، تكتشف، وهي تتقصّى سرّها الخاصّ، علاقتها بالشعب اليهوديّ، الذي "كلّمه الله أوّلاً"، واضاف: " إنّ الايمان اليهوديّ، بعكس الديانات الأخرى غير المسيحيّة، هو جواب على وحي الله".

هذه الكلمات هي صدى لما قاله البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني في زيارته التاريخيّة إلى ذات المركز اليهوديّ للعبادة في هذه المدينة عام 1986، عندما صرّح: " أنّ الديانة اليهوديّة ليست أمرًا خارجًا عنّا، إنّما هي بطريقة خاصّة داخل ديانتنا. ومع اليهوديّة تربطنا علاقة لا نملكها مع أية ديانة أخرى. وفي إرشاده الرسولي في 28 حزيران 2003، وصف الحوار والتعاون مع المؤمنين من الديانة اليهودية" بأنّهما "أساسيّان ومهمان ليعرف المسيحيّون أنفسهم"، وبحسب دعوة السينودس " لمعرفة الجذور المشتركة بين المسيحيّة والشعب اليهوديّ المدعوّين من الله لعهد لا يُنقض".

وكما ذكرت، إنّ الوقائع السياسيّة في المنطقة، لا تجعل من السهل دائمًا على مسيحيّي المنطقة، أن يعرفوا، لوحدهم، هذه الارشادات. مع ذلك، أصلّي، لكي تتحقّق المعجزة التي وصفها يوحنّا بولس الثاني بقوله" ازهار ربيع جديد في العلاقات المتبادلة"، فتصبح رويدًا رويدًا حقيقة ناصعة في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع كذلك.

وأخيرًا، فلنكرّس أنفسنا لذلك، بمزيد من التقوى، بالصلاة وبالعمل من أجل السلام والكرامة للجميع. لنصلّ بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني عند الجدار الغربيّ في القدّس، والتي استخدمها البابا بندكتوس السادس عشر في كلمته في مجمع روما:

"أرسل سلامك لهذه الأرض المقدّسة، للشرق الأوسط والعائلة البشريّة جمعاء؛ أيقظ قلوب الذين يدعون اسمك ليسيروا بتواضع على درب العدالة والرحمة".

واسمحوا لي، كشخص قادم إليكم من المدينة المقدّسة والحبيبة لنا جميعا، بأن أختم مع كلمات صاحب المزامير: "ليباركك الرب من صهيون فترى أورشليم تنعم بالخيرات جميع أيّام حياتك" (مزمور 128: 5).

 [00066-08.04] [NNNNN] [Testo originale: Inglese]

إعلانات

- لقاء صُحُفيّ

لقاء صُحُفيّ

 بهدف توفير معلومات أكثر إفادةً حول أعمال السينودس، تمّ تنظيم 4 فرق لغويّة للسادة الصحافيّين المعتمدين.

نورد في ما يلي المعلومات حول مكان اللقاء الإعلامي وإسم الملحق الصحافيّ لكلّ فريقٍ لغويّ:

 فريق اللغة الإيطاليّة

الملحق الصحافيّ: حضرة المنسنيور جورجو كوستانتينو الجزيل الاحترام

المكان: قاعة الصحفيّين، المكتب الصحافِيّ للكرسيّ الرسولِِِيّّ

فريق اللغة الإنجليزيّة

الملحق الصحافيّ: الدكتورة تريسي أليسيا مكّلور المحترمة

المكان: قاعة يوحنّا بولس الثاني، المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ

فريق اللغة الفرنسيّة

الملحق الصحافيّ: السيّدة روميلدا فيرّاوتو المحترمة

المكان: القاعة الزرقاء "Blu" في الطابق الأوّل، المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ

 فريق اللغة العربيّة

الملحق الصحافي: الأب المحترم جان مهنّا، مريميّ

المكان: قاعة الاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة "telecomunicazioni"، المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ

 سيعقد الملحقون الصحفيّون "اللقاءات الصحفيّة" (Briefing) حوالى الساعة 13:30، في الأيّام التالية:

- الخميس 14 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010

- الجمعة 15 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010 (بحضور أحد آباء السينودس)

- السبت 16 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010

- الثلاثاء 19 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010 (بحضور أحد آباء السينودس)

- الخميس 21 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010 (بحضور أحد آباء السينودس)

- الجمعة 22 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010

 

سيُعلَن عن أسماء المشاركين وأيّ تغييرات محتملة في التواريخ وساعات الدوام المذكورة أعلاه في أقرب وقت ممكن.

 تنبيه للقرّاء

 القواعد المطبّقة في الكتابة

 يرجى الملاحظة بأنّه في الطبعة العربيّة لنشرة سينودوس الأساقفة طُبِّقت قواعد الكتابة التالية، منذ ورود قائمة المشاركين في النسخة المتعدّدة اللغات.

 في ما يتعلّق بإستخدام حروف الرموز إلى (Sigle) للرهبانيات الدينيّة: إن ّ إستخدام الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة في اللغة العربيّة تُبرز بعض الصعوبات ولذلك في النشرة –التي ليست طبعةً رسميّة، بل أداة عمل للإستخدام الصحافيّ- تمّ إختيار الحلّ الأقل مشقةً والأكثر بساطة. ليس من المعتاد الإشارة إلى الانتسابات إلى الرهبانيّات الدينيّة في العمل الاكاديميّ، لكنّ هذا الحلّ لم يؤخذ به كملائمٍ للنشرة. قد يكون الحلّ بتحديد أسماء الرهبانيّات الدينيّة كاملةً، لكنّ هذه الممارسة قد تكون بعيدةً جدًّا عن الطبعات اللغويّة الأخرى. وعليه، للطبعة العربيّة تقرّر الإستعاضة عن الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة بالإسم المستخدم عامةً (يسوعيّون، ساليزيانيّون، فرنسيسكانيّون، إلخ).

 في ما يتعلّق بأسماء المشاركين وعناوينهم: لأسماء المشاركين غير العربيّة إتَّبَع تحرير النشرة الطريقة المعتادة في النقل الكتابيّ وفق اللفظ. للأسماءِ ذات الأصل العربيّ  للمشاركين، في غياب النسخة العربيّة لقائمة المشاركين، أُجري بحث منهجيّ من قبل تحرير النشرة. لحوالي 5% من الأسماء العربيّة، التي لم يتمّ الحصول على الإسم الأصلي في العربيّة في حينه، تقرّر إعادة نقل الإسم بالأحرف العربيّة حسب قائمة المشاركين المودعة في النسخة المتعدّدة اللغات بالأحرف اللاتينيّة، للحفاظ على النمط الخطيّ الواحد للطبعة العربيّة.

في غياب النص باللفظ العربيّ، تمّ النقل الحرفيّ (أو إعادة النقل الحرفيّ) لعناوين المشاركين جميعهم، حتى وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء.

 تصحيح الأخطاء

 في حال تمّ اكتشاف الأخطاء، يُرجى من المعنيّين أن يشيروا إلى تحرير النشرة بالأسماء و/أو العناوين الخاطئة وكتابتها الصحيحة عبر خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) إلى: fungogenerale@pressva-fungo.va

يمكن استخدام عنوان البريد الإلكتروني عينه للإشارة إلى الأخطاء المتعقلة بمحتوى النشرة بكامله.

 

 

العودة لِـ:

- فهرس نشرة سينودس الأساقفة – الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط – 2010
[متعدّد اللغات، العربيّة، الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top