The Holy See Search
back
riga

 

SYNODUS EPISCOPORUM
نشرة

الجمعيّة الخاصّة
من أجل الشرق الأوسط
لسينودس الأساقفة
10 – 24 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010

الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة و شهادة.
"وكان
جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة
" (أع 4: 32)


هذه النشرة هي فقط وثيقة عمل للاستعمال الصحافيّ.
ليس للترجمات عن الأصل صفة رسميّة.


الطبعة العربيّة

 

[13 - 2010/10/15]

مُلَخص

 

- الجمعيّة العامّة الثامنة (الجمعة، 15 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر)

- تصحيح الأخطاء

 

الجمعيّة العامّة الثامنة (الجمعة، 15 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر)

 

- مُداخلات المندوبين الإخوة (I)

- المداخلات في القاعة (متابعة)

- مداخلات المستمعين (III)

- مداخلة غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكليّ الطوبى (العراق)، الرئيس المنتدب فخريًّا

 

عند الساعة 09:00 من اليوم، الجمعة 15 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، عيد القديسة تريزيا الآفيليّة، عذراء و ملفانة الكنيسة، كرمليّة حافية القدمين، وبحضور الأب الأقدس، بدأت بترتيلة "الساعة الثالثة"، الجمعيّة العامّة الثامنة، لمتابعة المداخلات في القاعة حول موضوع السينودس "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة. ’وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدةً‘ (أع 4: 32)".

 

الرئيس الدوريّ المنتدب كان نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان).

 

عند اختتام الجمعيّة تكلّم غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكليّ الطوبى (العراق)، الرئيس المُنتدب فخريًّا

 

حَضَرَ هذه الجمعيّة العامّة التي اختتمت عند الساعة 12:30، بصلاة التبشير الملائكيّ، 168 أبًا.

 

مُداخلات المندوبين الإخوة (I)

 

قام بمداخلات المندوبون الإخوة التالية أسماؤهم:

 

 - صاحب النيافة ماكاريوس تيليريديس، متروبوليت كينيا، بطريركيّة الإسكندريّة وكلّ أفريقيا للروم الأرثودوكس السامي الاحترام (كينيا)

 - سيادة المطران جورج خضر، متروبوليت جبيل والبترون وجبل لبنان للروم الأرثوذكس السامي الاحترام (لبنان)

 - صاحب السيادة مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم، متروبوليت حلب، بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس السامي الاحترام (سوريا)

 - سيادة المطران أرمش نالبانديان، أسقف دمشق السامي الاحترام

 - سيادة المطران شاهان ساركيسيان، أسقف أبرشيّة حلب وأسقف الأرمن المُتقدّم في سوريا السامي الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران مايكل لانغريش، أسقف إكستر السامي الاحترام (بريطانيا العُظمى)

 - صاحب السيادة مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم، متروبوليت حلب، بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس السامي الاحترام (سوريا)

 - صاحب السيادة مار جيوارجِس سليوا، متربوليت بغداد والعراق السامي الاحترام (العراق)

ننشر في ما يلي مُلخص مداخلات المندوبين الإخوة:

 

- صاحب النيافة ماكاريوس تيليريديس، متروبوليت كينيا، بطريركيّة الإسكندريّة وكلّ أفريقيا للروم الأرثودوكس السامي الاحترام (كينيا)

 

في هذا اليوم الخاص، يشرّفني وبكلّ تواضع أن أتحدّث أمامكم. وإنّني، يا صاحب القداسة، لأعتبرها بركة أن يتاح لي التحدّث بحضوركم، من هذه المنطقة التي ستكون على الدوام فريدة في تاريخ المسيحيّة، لأنّ الخلق قد نشأ فيها. وفيما تعتبر غالبيّة العالم الشرق الأوسط منطقة غليان، لكنّنا نحن المؤمنين بإنجيل المسيح، نفكّر بطريقة مختلفة، لأنّ إيماننا مؤسّس على تعاليم أمير السلام.

صاحب القداسة، إّن كلماتكم النيّرة، في حديثكم للمجتمع البريطاني، مؤخّرا، قد عبّرت عن قناعة مفادها: "إنّني أدعو إلى الحاجة المتبادلة ، بين عالم العقل وعالم الإيمان - عالم الإنتماء المدني وعالم المعتقد الدينيّ، ولا يجب أن يخاف أحدهما من الدخول في حوار مع الآخر، لصالح حضارتنا". وهذه رسالة قابلة للتطبيق جدّا وبوضوح هنا في الشرق الأوسط حيث المسامحة والحب والتفهم عناصر أساسيّة للعيش المشترك بسلام وتعاون.

قال القديس توما الأكوني: "بسبب أحوال الناس المتعدّدة، تأتي بعض الأفعال حسنة بنظر البعض ، لأنها ملائمة ومناسبة لهم، بينما ينظر آخرون لها بأنّها قاتلة وغير مناسبة لهم". وهذا يعّبر حالنا في هذه المنطقة حيث تجتمع الديانات والثقافات العديدة. وحيث إيمان الواحد يختلف عن الآخر. وفي الشرق الأوسط، تعني الحريّة الدينيّة حريّة العبادة، وليس حريّة الضمير، أي حريّة أن يغيّر الإنسان دينه ويعتنق آخر. ويواجه المرء هنا واقعا يعتبر الدين خيارا إجتماعيّا وحتى قوميّا، وليس خيارا شخصيّا وفرديّا. ويعتبر تغيير الدين واعتناق آخر خيانة لمجتمع مؤسّس أصلا على تقاليد دينيّة. ومع ذلك، علينا أن نتذكّر أنّ ذلك لا يخنق الحبّ المطلوب للوحدة، والعمل المشترك بين الكنائس المسيحيّة في الشرق الأوسط. ومن المهمّ جدّا لنا نحن الرعاة، أن ننمّي روح العمل المشترك، وبحبّ صادق، متذكرين كلمات الأم تريزيا: "إذا أردت إسماع رسالة حب، قم بإرسالها أوّلا". علينا إذا أن نوجّه رسائل حبّ لجميع المحيطين بنا، والذين يؤثّرون في حياتنا بأشكال عدّة.

وفيما يخصّ أخوتنا وأخواتنا المسلمين وأيضا اليهود، لا يمكن إلاّ أن نحترم معتقداتهم وطرق حياتهم. علينا أن ننمّي الإحترام والتقدير لمختلف المعتقدات حولنا، بينما نعظ برسائل السلام والمحبّة بين مختلف الأديان. وإنّ التعاون مع غير المسيحييّن لمهم في معالجة مظالم الماضي، ولدعم مسيرة التعايش السلمي. وكرعاة في كرم الربّ الواسع، أحثّكم على مواصلة الدرب بتواضع ومحبّة وعيش لوصيّة الرب في (متى 28: 19-20).

بالتواضع ستصل رسالة الربّ بالتأكيد إلى جميع الأجناس والمعتقدات والثقافات المحيطة بنا في هذه المنطقة.

مرّة أخرى، أسمحوا لي أن أعبّر عن امتناني الخاص لهذه الدعوة الكريمة، وبخاصّة لكم يا صاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر، طالبا لكم السلام من ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. فليحفظنا موحّدين في الإيمان دائما.

 

[00145-08.11] [DF001] [Testo originale: Inglese]

- سيادة المطران جورج خضر، متروبوليت جبيل والبترون وجبل لبنان للروم الأرثوذكس السامي الاحترام (لبنان)

 

يتمحور موضوع مداخلتي حول النصّ التالي: "تتجلّى هذه الشركة داخل الكنيسة الكاثوليكيّة بعلامتين: المعموديّة والإفخارستيّا في الشركة مع أسقف روما".

إنّ الغموض في هذا التأكيد يدور حول استخدام المصطلح "الكنيسة الكاثوليكيّة"، بالإضافة إلى الصلة بين "الإفخارستيا" والبابا. إلاّ أنّ العبارة تبدأ مع القديس إغناطيوس الإنطاكيّ، وتشير إلى الشركة في كنيسة محليّة مجتمعة في الإيمان الأرثوذكسيّ، مع أسقفها، حتّى أنّ الليتورجيّا تذكر الأسقف من دون الإشارة إلى أي سلطة كنسيّة أخرى. إنّ ذكر أسقف روما في الليتورجيّا، خارج أبرشيّته الخاصّة، يدخل فكرة كنيسة شاملة مذكورة في ورقة العمل ومكرّرة في سياق القدّاس الاحتفاليّ الافتتاحيّ لهذا السينودس. إنّ المصطلح يُدخل مفهومًا عدديًّا، مكانيًّا وسوسيولوجيًّا، فيما تتشكّل الكنيسة الكاثوليكيّة عينها محليًّا أوّلاً عبر الربّ وجسده. أليس  للكنيسة الشاملة لازمة طبيعيّة وهي وجود أسقف شامل يمارس سلطته على العالم، بمعزل عن الإفخارستيّا، علامة الشركة الوحيدة بين المسيحيّين. إنّ الإفخارستيّا هي التي تجعل منّا أينما كنّا "شعبًا مختارًا، كهنوتًا ملوكيًّا، أمّة مقدّسة".

في ذكر بابا روما في الليتورجيّات الشرقيّة، تتمّ دعوة هذه الكنائس إلى ممارسة لم يشهدها الشرق من قبل.

 

[00149-08.04] [DF005] [Testo originale: Francese]

 

- صاحب السيادة مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم، متروبوليت حلب، بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس السامي الاحترام (سوريا)

 

قدّم أوّلاً نيافة مار غريغوريوس تحيّات ومحبّة قداسة البطريرك إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر مع التمنّيات بالنجاح لسينودس الأساقفة. ثمّ تطرّق إلى ثلاث مواضيع هامّة هي:

هجرة المسيحيّين من الشرق الأوسط، وسمّاها آفةً فتّاكةً، وقال أنّ هذا الوضع لم يعطَ الأهميّة الكافية حتّى الآن، والدليل أنّ الهجرة مستمّرة بعنفٍ في كلّ مكان، وعدد المسيحيّين يتناقص كلّ يوم، ويحتاج الأمر إلى مؤتمرٍ خاصٍ لمعالجة هذه الآفة،  ووضع الحلول الناجعة للحدّ من هذه الظاهرة.

في موضوع المسيرة المسكونيّة، أعلن نيافته عن إقتراح جديد قدّمه إلى قداسة البابا وهو الفصل بين الشراكة والسلطة. وهكذا تدخل الكنيسة كلّها في شركةٍ واحدة وتعود الوحدة في الإيمان قبل عهد الإنقسامات.

أما العلاقة مع المسلمين، فبيّن نيافته بأنّ أخطر عدو يواجه المسلمين والمسيحيّين هو الجهل، وهو الذي يسيطر في كثير من الأحيان على الخطاب الديني، فيخلق الإضطرابات، والقلاقل، والفتن بين المسلمين والمسيحيّين. واقترح أن تهتمّ الكنيسة  المسيحيّة بالفكر التنويري والإعتماد على المعتدلين.

وفي ختام كلمته قدّم الإقتراحَين التاليَين:

الأول: ربّما تكرّر أكثر من مرّة في هذا السينودس على لسان بعض الآباء، ولكن هذا هو المكان والزمان المناسبيْن لطرحه أوّلاً، ولدراسةٍ معمّقةٍ وسريعة لتحقيقه ثانيةً. إنّه مطلبٌ عام يتداوله كلّ المسيحيّين في الشرق الأوسط، وهو إيجاد حلّ لتوحيد زمن عيد الفصح. لقد تشوّق المسيحيّون في أن يروا وحدتهم من خلال هذا الرمز.

فهل يكون قرار توحيد عيد الفصح من هذا السينودس الموقّر؟؟وغبطة البطريرك غريغوريوس لَحّام أعلن أكثر من مرّة، بل كان على وشك أن يحقّق حلم كلّ كنائس الشرق الأوسط بتوحيد عيد الفصح. هذه الخطوة قد تكون بداية الخطوات نحو الوحدة المسيحيّة المنشودة.

الثاني: كنائسنا هي متجذّرة في الإضطهاد، ونحن في الشرق أبناء الشهداء. هنا لا ننسى شهداء القرنَين التاسع عشر والعشرين الذين كانوا ضحايا المجازر اللانسانيّة، أو ما نسمّيه نحن السريان بالسيفو.

اقتراحي هو ان تتبنّوا قداستكم فكرة عيد موحّد للشهداء المسيحيّين عالميًّا، وهذا لا يحتاج إلا إلى اتفاق مع الكنائس المسيحيّة من أجل تحديد يوم يكون عيدًا للشهداء في كلّ مكان. وهكذا نكون قد خطونا خطوة جديدة نحو الوحدة المسيحيّة، وفي الوقت ذاته نخلّد ذكرى شهدائنا الأبرار سنويًّا.

 

[00147-08.03] [DF003] [Testo originale: Arabo]

 

- سيادة المطران أرمش نالبانديان، أسقف دمشق السامي الاحترام

 

1. الهجرة

نحن، الكنائس المسيحيّة، نتألّم من مشكلة كبيرة تتعلّق بهجرة جماعاتنا من المؤمنين، ليس للأسباب أو الظروف السياسيّة أو الإقتصاديّة في البلدان التي نعيش فيها، رغم وجود الصعوبات الكثيرة الناشئة عن النزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، والحرب في العراق وعدم الاستقرار السياسيّ في لبنان وفي بلدان شرق أوسطيّة أخرى. إنّ السبب الرئيس وراء الهجرة يكون في غالب الأحيان مخطّطات السياسات الغربيّة أو الدوليّة، عندما تتجاهل هذه الأخيرة وجود المسيحيّين في الشرق الأوسط وفي الأرض المقدّسة، وعندما تسمّي بلداننا بلداناً أو مجتمعات إرهابيّةً. كون بلد بلداً إسلاميًّا لا يعني تلقائيًّا أنّه بلد إرهابيّ.

2. الحوار مع الإسلام

نشهد كلّ يوم لإيماننا المسيحيّ، عندما نُرغم على إيضاح روح رسالة الإنجيل، رسالة حبّ وسلام وتسامح إلخ.، في البلدان غير المسيحيّة، بسبب السياسات الدوليّة التي تميل إلى إعلان كلّ بلد شرق أوسطيّ تقريباً بلداً إسلاميًّا راديكاليًّا وإرهابيًّا. غالباً ما يستدعي الحوار بين الأديان جهوداً كبيرة من أجل إيجاد مسار موحّد مع إخواننا وأخواتنا المسلمين، ومن أجل أن نتقبّل ونحترم حقيقة أنّ الإسلام هو أيضاً يحتوي على مبادئ الحبّ والسلام والتضامن والشهادة لله الرحيم، الخالق العظيم. لا يسعنا إلاّ أن نتوقّع من الكنائس في الغرب أن ترفع صوتها أو أن تصبّ جهودها في وجه السياسيّين وكلّ من ينوي استغلال الدين لتبرير الحرب ذات المنافع الإقتصاديّة والسياسيّة. فالسلطة المعنويّة للكنيسة لها ثقلها وقيمتها الخاصَّتان على مستوى القرارات السياسيّة الدوليّة.

3. البعد المسكونيّ

إنّ علاقة مسكونيّة سليمة للغاية وحيويّة وجيّدة موجودة بين كنائس مختلف الطوائف في الشرق الأوسط. كلّنا أمل أن تقدّم لنا الجمعيّة الخاصّة للأساقفة من أجل الشرق الأوسط فرصا جديدة لإيجاد سبل جديدة للحوار المسكونيّ والتعاون والشهادة لرسالة الإنجيل. لكنّنا نشعر بعبء عندما نقرأ في الفقرة 9 من الخطوط العريضة التعبير التالي: "وبعد الانقسامات والانشقاقات، كانت هناك، على فترات متكرّرة، جهود لإعادة بناء وحدة جسد المسيح. وفي إطار تلك الجهود المسكونيّة، تكوّنت الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة". كنائسنا موجودة في بلدان كانت مهد المسيحيّة. وهي الحارس الحيّ لأصلنا المسيحيّ. وقد بوركت هذه الأراضي بحضور المسيح نفسه وبالجماعات المسيحيّة الأولى. ينبغي علينا أن نقبل بالوقائع التاريخيّة، لكن، دون أن نطلق عليها صفة "الجهود المسكونيّة".

نأمل، من خلال هذه الجمعيّة الخاصّة للأساقفة من أجل الشرق الأوسط، إعادة تنظيم الكنائس الكاثوليكيّة فتتحقّق إعادة إنعاش شهادة الإيمان. غير أنّ رسالة الكنائس الكاثوليكيّة، وبالتالي حضورها، يمكن أو يجب أن تُفهَم فقط في الشركة المسكونيّة والوحدة مع الكنائس الأخرى في المنطقة (38). 

 

[00146-08.08] [DF002] [Testo originale: Inglese]

 

- سيادة المطران شاهان ساركيسيان، أسقف أبرشيّة حلب وأسقف الأرمن المُتقدّم في سوريا السامي الاحترام (لبنان)

 

في كتاب قداسة آرام الأوّل "المسيحيّة عند مفترق الطرق في الشرق الأوسط" الذي نُشِر عام 1981، أكّد بالعبارات التاليّة: "كان الشرق الأوسط مهد الكنيسة لكنّ الحضور المسيحيّ فيه مهدّد اليوم. في هذه المنطقة التي كانت منبع الثقافة المسيحيّة والفكر اللاهوتيّ، تضعف الثقافة والهويّة المسيحيّة. كذلك، تكافح الكنيسة من أجل وجودها وبقائها في الشرق الأوسط". إنّ القلق الذي عبّر عنه قداسته حتّى قبل ذاك لا يزال يشكّل إلى اليوم أكثر من حقيقة. في بعض الحالات، تبقى جهود الكنيسة محدودة، ما يعني أنّه من المستحيل بطبيعة الحال تغيير الأحوال التي تحيط بنا بشكل جذريّ. لكن يمكننا ككنيسة أن نحدّد سويًّا عمليّات تتعلّق بالتزامنا المستقبليّ من أجل تجديد وتضامن داخليّ أكثر فعاليّة. الأولويّات التالية تُطرح أمام السينودس:

1. يتعيّن علينا أن نظهر بشكل أوضح وملموس أكثر وحدة الكنائس التي تشكلّ اليوم أكثر من أي وقت مضى شرطًا ضروريًّا للشرق الأوسط. في احترام الفروقات الكنسيّة، يجب على الكنائس دائمًا أن تكون معًا، أن تصمّم معًا وأن تعمل معًاز

2. يشكّل كلّ من الاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل قواعد الحوار والتعايش الإسلاميّ-المسيحيّ. فلا بدّ من تعميق التعايش مع الإسلام مع البقاء على الأمانة للرسالة والهويّة المسيحيّة.

3. الشهادة المسيحيّة هي دعوة الكنيسة بحدّ ذاتها؛ يعتبر أولويّةً: إعادة إطلاق التربية المسيحيّة وتعزيزها، التجدّد الروحيّ والدياكونيّة، التبشير الداخليّ ونقل القيم المسيحيّة إلى الشباب، بالإضافة إلى مشاركة العلمانيّين الفعّالة في حياة الكنيسة ودعوتها.

4. التشديد على أهمّيّة التعاون المسكونيّ المؤسّساتيّ والحوار اللاهوتيّ الثنائيّ. يشكّل إصلاح مجلس كنائس الشرق الأوسط وإعادة تنظيمه أولويّة كبرى اليوم تتكرّس أصلاً لها الكنائس الأعضاء.

يعتبر قداسته آرام الأوّل هذا السينودس، نوعًا ما، كسينودس جميع كنائس الشرق الأوسط، لأنّنا نعيش في الأحوال ذاتها، ونتقاسم المشاكل عينها ونواجه التحديّات ذاتها. وعليه، ينبغي علينا أن نركّز جماعيًّا على الحضور والشهادة المسيحيَّين في الشرق الأوسط، وأن ونتكرّس معًا لإعادة تنظيم التزامنا ورسالتنا وتجديدهما.

 

[00150-08.05] [DF006] [Testo originale: Francese]

 

- سيادة المطران مايكل لانغريش، أسقف إكستر السامي الاحترام (بريطانيا العُظمى)

 

أحمل لكم تحيّات صاحب السيادة رئيس أساقفة كانتربري. تقلقنا هجرة المسيحيّين بكثافة من الشرق الأوسط، والأوضاع التي تجعل من الصعب عليهم البقاء والإزدهار. وهنالك جهل كبير في أوساط المسيحيّين في الغرب بهذه الأوضاع الصعبة. وتتطلّع الكنيسة الأنجليكانيّة إلى لعب دورها، مع الكنائس التاريخيّة في الشرق الأوسط، عبر تنمية وعي الحكومات ووسائل الإعلام وأعضائها في العالم. إنّنا نتطلّع إلى أن نتحّد معا بالتزام نبويّ، مستنيرين بالكتب المقدّسة، وأقوياء برجاء وحقيقة الكلمة المتجسّد. وقد كانت هذه الأمور موضوعَ حديث رئيس الأساقفة مع الأب الأقدس في زيارة البابا إلى بريطانيا مؤخّرا. فبالدراسة والصلاة والدفاع والحج، ومن خلال إدخال الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة ككلّ، في حوارنا المسكوني، وكذلك مع أخوتنا وأخواتنا من الكنيسة الأرثوذكسيّة، نأمل أن نستمر بقدرتنا، وبنعمة الله، لكي نتمكّن من التوحّد في جسد واحد، وفي ربّ واحد دعانا جميعا وقدّسنا.

 

[00148-08.06] [DF004] [Testo originale: Inglese]

 

- صاحب السيادة مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم، متروبوليت حلب، بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس السامي الاحترام (سوريا)

 

شرف وفخر لنا في مجلس الكنائس العالمي أن نتحدّث في هذا السينودس الموقر الملتئم في جمعيّته الخاصة، من أجل الشرق الأوسط. وهو مناسبة حقيقيّة لتقوية جميع مسيحيّي المنطقة، الأرثوذكس الشرقيّين والكاثوليك والأنجلكان، في حضورهم وشهادتهم.

وقد شكّل هذا الأمر، على مدار السنوات السابقة، اهتماماً ومسعى للأسرة المسكونيّة، لأنّنا جميعا ثابتون في إيماننا الرسولي المتجذّر في كلّ من: المكان الذي جرت فيه أحداث الخلاص، والمنطقة التي انطلقت منها البشرى السارّة إلى العالم أجمع (أويكونيا). ويواجه إيماننا تحدّيا كبيرا ويتقوّى بذات الوقت من شركتنا وتضامننا مع أخوتنا وأخواتنا في المنطقة. ونحن نعرف بأنّهم يستمرّون في أداء شهادتهم لهذا الإيمان ذاته، لأنّ الله "لم يعطِنا روح الخوف، بل روح القوّة والمحبّة والفطنة" (2 تيم 1: 7). ونحن نرى أنّ الروح القدس يقوّيهم في ثباتهم ورجائهم وفي صراعهم من أجل السلام العادل والكرامة الإنسانيّة والحريّة والمساواة في المواطنة. في الحقيقة، يدعونا هذا الروح جميعا إلى القيام بأعمال واقعيّة، بينما نرافق كنيستنا والكنائس الشقيقة، في المنطقة في الرسالة التي أئتمنها الربّ عليها.

انّ الكنائس الأعضاء في مجلس الكنائس العالميّ، قد أكّدت بوضوح، أنّنا كمسيحيّين مدعوّون للصلاة والعمل من أجل سلام عادل في مدينة القدس ولكلّ الشعوب التي تعيش فيها وفي كافة بلدان الشرق الأوسط. نعرف بأنّ للقدس مكانة خاصّة، وبأنّ للصراع الفلسطيني والاسرائيلي الحاليّ انعكاسات سلبيّة على كلّ المنطقة وأكثر. كما نؤمن كذلك بأنّ سلاما عادلا في القدس في المستقبل، سيحدث تاثيرا إيجابيا سيطال أيضا الكنائس وحضورها وشهادتها في الشرق.

في حزيران 2007، نظم مجلسنا مؤتمرا مسكونيّا في عمّان. حيث وجّه رؤساء الكنائس في القدس نداء ملحّا إلى أخوتهم وأخواتهم في المسيح: قالوا فيه: "كفى تعني كفى، لا كلام بدون أعمال. لقد آن أوان العمل" . وقد وعدناهم، نحن الكنائس والشركاء المسكونيّين من العالم، بأنّ: "معاً سنتحرّك ونصلي ونتكلم ونعمل ونضحّي بالسمعات والحيوات كي نبني معكم الجسور من أجل سلام دائم بين شعوب هذا المكان المعذب والجميل، وكي نضع حدّا لعقود من اللاعدالة والإذلال وعدم الإستقرار الأمني، ومن العيش كلاجئين وتحت الاحتلال. لقد سمحنا بأنْ يمرّ الكثير من الوقت. والزمن لم يخدم قضيّة السلام، إنّما التطرّف. هذه هي قضيّتنا العاجلة التي لم يعد يمكن أنْ تنتظر".

وفي زيارتي الحديثة للقدس، سئلت من جديد من قبل رؤساء الكنائس المحليّة للتدخّل في سبيل وضع حدّ للإحتلال، الأمر الذي سيجلب عدالة وسلاما لصالح الفلسطينييّن والإسرائيليّين، ولإستعادة كرامتهم الإنسانيّة. وهو أيضا دعاء سمعناه من مسيحيّي فلسطين الذين وضعونا أمام تحدّي "وقفة حق ورجاء ومحبّة"، التي صدرت من قلب معاناتهم. فوثيقة "الكايروس" تجلب أملا حيث لا يتوقّع المرء أن يجد أملاً، وهي تعبّر عن إيمانهم بالله الذي يحبّ جميع شعوب هذه الأرض بالتساوي، كما تدعو إلى مقاومة متجّذرة في منطق المحبّة التي تحثّ وتخاطب إنسانيّة المحتل.

إنّ هذا السينودس الموقّر يحمل فرصة فريدة من يدي الله، لملء دعوة الله الشاملة في الكنيسة الكاثوليكيّة وإيصالها إلى مسامع العالم حاملة السلام والعدالة للجميع. وهو سينودس ينهض بتطلّعات غير مسبوقة لمسيحيّي الشرق الأوسط، وبخاصّة للعراقيين والفلسطينيّين الواقعين تحت مصائب خطيرة.

وفي الواقع يحتاج مسيحيّو المنطقة جميعا إلى تجديد التزامهم المسكونيّ وإعادة إحياء الأداة المميّزة لذلك، "ي "مجلس كنائس الشرق الأوسط".

لقد حان الوقت لنعمل معا. والعمل بالنسبة للمسيحيّين ينبغي أن يقوم على مقتضيات ثلاثة: مقتضى أخلاقي ولاهوتيّ للسلام العادل، ومقتضى مسكونيّ للعمل من أجل الوحدة، ومقتضى الإنجيل لتضامن مكلف ومحبّة لكلّ قريب.

دعونا نعمل معا ونوحّد دعوتنا للحكومات المعنيّة في المنطقة والعالم لكي يحلّ السلام العادل والدائم في كلّ المنطقة.

دعونا نصلّي معا ونعمل معا لكي يستمرّ مسيحيّو الشرق الأوسط في أن يكونوا "ملح الأرض ونور العالم" ( مت 5: 13-14).

دعونا نرافق كنائس المنطقة في أدوارهم المتغيّرة في مجتمعاتهم.

دعونا  نصلّي ونعمل معاً لتقوية حضورهم المشترك وشهادتهم.

ليبارككم الله الآب في هذا السينودس. وليقدكم إبن الله، وربّنا الواحد، ولينر عقولكم  في قراراتكم. وليقوّكم الروح القدس ويحفظكم وكنائسكم الخاصّة في محبّة الآب.

 

[00152-08.17] [DF008] [Testo originale: Inglese]

 

 - صاحب السيادة مار جيوارجِس سليوا، متربوليت بغداد والعراق السامي الاحترام (العراق)

 

يسرّني أن أنقل إليكم تحيّات وصلوات بطريركنا صاحب القداسة مار دينخا الرابع.

إنّ جميع المسيحيّين في الشرق الأوسط وبخاصّة المواطنين المسيحيّين العراقيّين قد سمعوا عن هذه الإجتماعات. وكلّهم يعتبرونه تجمّعا روحيّا مقدّسا، ويؤمنون بأنّه مهما وحينما نسأل الله من أجل سلامتهم وسعادتهم فإنّه تعالى سيستجيب. وأظنّ بأنّ هذه الإجتماعات ستحمّلنا مسؤوليّة كبيرة إذا لم نحقّق شيئًا مِمّا يتوقّعونه. وعلينا التنبّه إلى ضرورة الإعتناء بإيمانهم وباعتمادهم على الكنيسة.

دعونا نعمل معًا من خلال حدائقنا الجميلة، المقدّسة والمتنوّعة، بصداقة وبأخوّة وبروحانيّة، لكي نستمرّ بإرواء جذورنا المسيحيّة في هذه الأرض ولإنقاذ العالم من الويلات المرعبة، ولكي نعيش بإحترام وصداقة مع المؤمنين بالله تعالى في كلّ مكانٍ وفي كلّ بلد، ولنعيش حسنًا كمواطنين محترمين من خلال مدّ يد العون لجيراننا المحتاجين.

جميع شعوب العالم والحكومات، وكلّ الكنائس والمؤسّسات الإنسانيّة، في كلّ أنحاء العالم، يعرفون جيّداً ماذا يجري في العراق ويدركون تمامًا الظروف الطارئة والحالات المروّعة التي تواجه الشعب العراقي بشكلٍ عام، والمسيحيّين منهم بشكل خاص، منذ الغزو في نيسان2003.

المشاكل والمعاناة التي يقاسيها مسيحيّو العراق هي مختلفة تمامًا عن مسيحيّي بلدان الشرق الوسط.

علينا أن نبحث وأن ندرس الأسباب التي سمحت بحدوث هذه الحالات الطارئة المروّعة، والوقوف على حقيقة  مَن يقف وراء هذا كلّه،  لكي يوجد هذا المؤتمر حلاًّ نِهائيًّا  لِمَ يجري في بلدنا، فيكفّ المواطنون المسيحيّون العراقيّون عن التفكير بالفرار من بلدهم.

إنّ الوضع يستدعي إتخاذ خطوات سريعة، حكيمة وعاجلة. وإلاّ فإنّ المواطنين المسيحيّين العراقيّين التعبين والمعذّبين، لن يثقوا بأحد، ولن يعلقوا أملا على مثل هذه الإجتماعات. وسوف يقولون:" حتّى متى ننتظر؟" ثُمّ يحضّرون لترك  المهد التاريخي للحضارة والمسيحيّة.

  أغتنم هذه المناسبة الهامّة لكي أسألكم، إخوتي وأخواتي الأعزّاء، انطلاقًا من مواقعكم ومسؤوليّاتكم، أن تحثّوا  المؤسّسات الإنسانيّة العالميّة والمنظّمات السياسيّة، لإنقاذ الشعب العراقي عامّةً من هذا الوضع المدمّر وخلق ظروف سلميّة تساعد المسيحييّن على البقاء في هذا البلد، وسيسهم ذلك في توقيف الهجرة، وتخفيف "وجع الراس" على الحكومات الغربيّة لقبول أو رفض هؤلاء المهاجرين.
أتمنّى أن يكون هذا اللقاء مباركًا ومثمرًا ليضاعف لدى المؤمنين الإيمان والرجاء بالكنيسة المقدّسة.

 

[00151-08.05] [DF007] [Testo originale: Inglese]

المداخلات في القاعة (متابعة)

قام بمداخلات الآباء التالية أسماؤهم:

  - نيافة الكاردينال جان-لوي توران، رئيس المجلس البابويّ للحوار بين الأديان السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 - سيادة المطران جاتشينتو-بولس ماركوتسو، أسقف عمّاوس شرفًا، أسقف القدس المساعد للاتين، النائب البطريركيّ لإسرائيل السامي الاحترام (القدس)

-  سيادة المطران ريكاردو فونتانا، رئيس أساقفة أريتسو- كورتونا - سان سيبولكرو السامي الاحترام (إيطاليا)

 - سيادة المطران جوزيف خوري، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في مونتريال للموارنة السامي الاحترام (كندا)

-  سيادة المطران يوسف كلاّس، بولسيّ، رئيس أساقفة بيروت وجبيل للروم الملكيّين السامي الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران باتريك ألثام كلّي، رئيس أساقفة ليفربول، ممثّل مجالس الأساقفة للتنسيق الدوليّ لدعم الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة في الأرض المقدّسة (بريطانيا العُظمى)

-  سيادة المطران توماس أوسمان، كبّوشيّ، أسقف بارنتو السامي الاحترام (إريتريا)

 - قدس الأرشمندريت جان فرج، مخلّصيّ، الرئيس العامّ للرهبنة الباسيليّة المخلصيّة للملكيّين السامي الاحترام (إتحاد الرؤساء العامّين) (لبنان)

 - سيادة المطران جوزبّي ناتسارو، فرنسيسكانيّ، أسقف فورما شرفًا، النائب الرسوليّ في حلب السامي الاحترام (سوريا)

سننشر في ما يلي ملخّص المداخلات:

 

- نيافة الكاردينال جان-لوي توران، رئيس المجلس البابويّ للحوار بين الأديان السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 

تمثّل الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة فرصة وتحدّيًا!

هي فرصة، لأنّها من المفترض أن تسمح، على نحو أفضل، أن نفهم:

- أنّ النـزاعات غير المحلولة في المنطقة لم تسبّبها دوافع دينيّة، ويشهد على ذلك حضور ممثّلين عن اليهوديّة والإسلام في ما بيننا؛

- إلحاحيّة تأمّل وتفكير ثلاثيّ الجهات (يهود ومسيحيّون ومسلمون) حول موقع الديانات في المجتمعات الشرق-أوسطيّة.

وهي تحدٍّ، تحدّي مدّ مسيحيّي الشرق الأوسط بتوجيهات ملموسة:

- فلاّ نكن خجولين في مطالبتنا ليس بحرّيّة المعتقد فحسب، بل أيضًا بالحريّة الدينيّة: يجب على المجتمع والدولة ألاّ يُرغِما الشخص على العمل ضدّ ضميره، وألاّ يمنعاه من العمل بحسب ما يملي عليه ضميره.

- لنستثمر بعد في مدارسنا وجامعاتنا التي يرتادها المسيحيّون والمسلمون، فهي مختبرات ضروريّة للعيش معًا.

لنسأل أنفسنا إن كنّا نفعل القدر الكافي، على مستوى الكنائس المحليّة، لحثّ المسيحيّين على البقاء في مكانهم: المأوى وتكاليف الدراسة والصحّة. لا يمكننا أن ننتظر كلّ شيء من الآخرين...

اقتراح

إنّ تثمين الأدب العربيّ-المسيحيّ قد يلعب دورًا في الحوار بين المسيحيّين والمسلمين، لا سيّما في بعده الثقافيّ (فقرة 96). من واجبنا، على الأقلّ، أن نعلّمه في مدارسنا بالتزامن مع الأدب العربيّ.

 

[00159-08.03] [IN105] [Testo originale: Francese]

 

- سيادة المطران جاتشينتو-بولس ماركوتسو، أسقف عمّاوس شرفًا، أسقف القدس المساعد للاتين، النائب البطريركيّ لإسرائيل السامي الاحترام (القدس)

 

1. الأمر يتعلّق، في المطلق، بالحاجة الكبرى للكنيسة في الشرق الأوسط: التنشئة هي الأولويّة الرعويّة التي يتعيّن على السينودس الخاصّ من أجل الشرق الأوسط اعتمادها. صحيح أنّ الشرق الأوسط المسيحيّ متعلّق بقوّة بالإيمان، لكنّ هذا الإيمان وراثيّ، إجتماعيّ وطائفيّ. لكي نجعل إيماننا شخصيًّا بقدر أعمق، مشغفًا وحيًّا، نحن بحاجة إلى وساطة ثقافيّة تاريخيّة للإيمان.

2. إنّ الطريقة الفضلى لتنفيذ هذه العمليّة الرعويّة المتعلّقة بالإيمان وبالكنيسة، هي، وإنّي مقتنع بذلك، الطريقة التقليديّة التي تبقى على الرغم من ذلك دائمة التجدّد: أي الرؤية والحكم والعمل. رؤية الحقيقة، تغيّرات و"علامات الأزمنة"؛ الحكم على الحقيقة في ضوء كلمة الله والإيمان والتمييز بوضوح؛ أخيرًا، ترجمة كلّ ذلك في الحياة ببرمجة مسارات عمل والتزام. هي طريقة الإنجيل، طريقة التجسّد، طريق عمّاوس، تقليد الكنيسة، لا سيّما الشرقيّة، طريقة المجمع الفاتيكانيّ الثاني وورقة عملنا أيضًا.

3. هل هي طريقة فعّالة في الحقيقة؟ نعم، تاريخيًّا وحاليًّا. في القرنين السابع والثامن، استطاعت الكنائس الشرقيّة أن تخلّص نفسها لأنّها عرفت كيف تضمن هذه الوساطة الثقافيّة والتاريخيّة الكبيرة للإيمان، وساطة خلّصت حَرفيًّا الوجود المسيحيّ في الشرق الأوسط، بينما اختفى في بلدان أخرى. وهبتنا هذه الوساطة "اللاهوت العربيّ المسيحيّ"، إرثًا للكنيسة في الشرق لا يُقدّر. في الأرض المقدّسة اليوم، حقّقت الكنائس الكاثوليكيّة كلّها وساطة ثقافيّة كبيرة جديدة، وعاشت تجربة السينودس الرعويّ الأبرشيّ الذي أعاد إحياء إيماننا وأعاد إنعاشه بكلّ ما للكلمة من معنى، وقد أعطانا "خطّة عامّة رعويّة" مشتركة لزمننا.

4. في ما يتعلّق بالوساطة التي هي الطريقة الأنجع للتطبيق في أوقات التجدّد والتغيير، إنّ الوساطة الثقافيّة للإيمان هي أيضًا الوساطة الأنسب لوضعنا مع إسرائيل، حيث لنا حقيقتان جديدتان تاريخيتان كبيرتان على الصعيد الكنسيّ:

أ) جماعة عربيّة فلسطينيّة تعيش كأقليّة داخل أكثريّة يهوديّة؛

ب) نشوء جماعة كاثوليكيّة ذات "تعبير يهوديّ".

 

[00138-08.04] [IN097] [Testo originale: Italiano]

 

- سيادة المطران ريكاردو فونتانا، رئيس أساقفة أريتسو- كورتونا - سان سيبولكرو السامي الاحترام (إيطاليا)

 

أودّ أن أعبر عن امتناني الحار للأب الأقدس الذي، بدعوتي إلى السينودس، أتاح لي أن أعيش هذا الاختيار الكنسيّ الثمين.

يشرّفني أن أنقل إلى هذه الجمعيّة تحيّات الأساقفة الإيطاليّين وقربهم الروحيّ. أوّد أن أسلّط الضوء  على الفقرتين 54 و59 من "ورقة العمل" وعلى موضوع الفقرة "أ" القسم الثاني من التقرير الثمين قبل المناقشة العامّة.

تولي كنائسنا الإيطاليّة بحقّ الكثير من الاهتمام للأماكن المقدّسة. خلال الأشهر الستة الأولى فقط من 2010، ذهب 1600000 حاجٍّ بإتجاه فلسطين. باسم إخوتي الأساقفة، أجيء وأقول للسينودس إن ما نكتسبه في مجال الحياة الروحيّة والبحث عن الإيمان بفضل حجّاجنا هو أكثر أهمّيّة ممّا ننجح في إعطائه من خلال التضامن.

بموازاة رحلات الحجّ كتقليد، يتمّ الذهاب أكثر فأكثر إلى الأرض المقدّسة بحثًا عن الطرق العيش الرسوليّة.

تولي الكنيسة الإيطاليّة أيضًا إهتمامًا كبيرًا بأوضاع الألم الحقيقيّ للشعب الفلسطينيّ ولهذا الجزء الصامت من اليهود الإسرائليّين الذين لا يقبلون حالات التمييز باسم الأمن والتي تطلق الإرهاب والعنف.

إنّ الفقر المدقع لمسيحيّي الأرض المقدّسة والشرق الأوسط قد ضاعف في إيطاليا من عدد المشاريع الخيريّة. على سبيل المثال، في فترة السنوات الخمسة الأولى من الألفية، موّل مجلس الأساقفة الإيطالين مشاريع في المنطقة بمقدار أكثر من 25 مليون يورو. أضف  إليها مشاريع المؤسسات الرهبانيّة والأبرشيّات الخاصّة.

من الضروريّ القيام بالمزيد. غالبًا ما تتكرّر على مسامعنا مقولة إنّ جزءًا كبيرًا من القرارات التي يمكن أن تساعد الكنائس في الشرق الأوسط تؤخذ في الغرب. إنّ الكرسيّ الرسوليّ بمساعيه الدبلوماسيّة، ونحن الأساقفة الذين نستطيع التأثير في الرأي العامّ، يمكننا معًا أنّ نذكّر الحكومات بأنّ القدس والكنائس المسيحيّة في الشرق الأوسط تُعَدّ من بين الأولويّات التي يستحيل تفاديها بالنسبة للمسيحيّين جميعهم. من بين الثمار التي نتوقّع أن يؤتي بها هذا السينودس، نأمل أن نعرّف كنائس الغرب بشكل أفضل عن سبب عذاب كنائس الشرق. والتعريف هذا يعتبر الخطوة الأولى نحو إيجاد حلول. التوعية وابتكار الآراء أمر ممكن في الغرب، ومفيدٌ جدًّا للخير المشترك.

 

[00139-08.06] [IN098] [Testo originale: Italiano]

 

- سيادة المطران جوزيف خوري، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في مونتريال للموارنة السامي الاحترام (كندا)

 

تودّ أبرشيّة مار مارون في كندا أن تعبّر بادئ ذي بدء عن امتنانها لقداسة البابا بندكتس السادس عشر على عنايته بمسيحيّي الشرق. إنّ هذا السينودس المخصّص لهم بعث على تأمّل عميق في وضعهم الراهن وفي مستقبلهم. ولا شكّ في أنّه يسائل ضمير كلّ مسيحيّ في المنطقة ومسؤوليّته ، وبخاصّة الرعاة والقادة السياسيّين والاجتماعيّين. يجب أن تستقطب الجمعيّة انتباهًا خاصًّا من قبل مجمل النخبة الفكريّة والطبقة الحاكمة في بلدان الشرق الأوسط.

مسيحيّو الشرق في موطنهم منذ غياهب الزمن. هم شهود لأزمنة المسيحيّة الأولى، وغنى إرثهم الروحيّ والليتورجيّ لا يقدّر بثمن، ولا حاجة إلى تبيان إسهامهم في المسيحيّة ككلّ، وفي تقدّم البلدان التي يوجدون فيها، وأنّ مساهمتهم في التعايش وحوار الحضارات لم تعد بحاجة إلى بيان. وإنّ انفتاحهم على الشرق وعلى الغرب جعل منهم صلة الوصل المحوريّة لتعارف متبادل أنجع.

متعلّقون بحوار صادق ووفيّ مع العائلات الدينيّة الأخرى في المنطقة، يحترمون الاختلاف، ويحقّ لهم العيش بكرامة وأمان. ينبغي أن يتمكّنوا من الشهادة لإيمانهم بكلّ حريّة.

يعتمد تطوّر حوار الثقافات والديانات، لا سيّما العلاقات بين الغرب والشرق، على مصير المسيحيّين في الشرق بشكل كبير. نودّ أن نؤمن أنّه في هذا العالم الذي أصبح قرية عالميّة، وحيث، بشكل متناقض، تصبح الأصوليّات والطائفيّات أكثر عنفًا وتعنّتًا، للعدل والتعايش والحقوق الأساسيّة مكانها دائمًا.

 

[00140-08.04] [IN099] [Testo originale: Francese]

 

- سيادة المطران يوسف كلاّس، بولسيّ، رئيس أساقفة بيروت وجبيل للروم الملكيّين السامي الاحترام (لبنان)

 

عرف مسيحيّو الشرق الأوسط مصيرًا مختلفًا عن مصير جميع مسيحيّي العالم: لم يكن لهم قط دولتهم الخاصّة، ولكنهم بإنتمائهم إلى عائلات خاصّة، ظلّوا باستمرار في حالة من عدم الأمن بسبب الاضطهادات والمظالم. تحت تأثير الصدمة التي تلقوها من الإسلام وسيادته، عرفوا كيف يتكيّفون مع السلطة الإسلاميّة ويسهمون معها في بناء الحضارة. خضعوا لقوانين تمييزٍ أكثر وأقل ظلمًا خلال عصور، وعاشوا أحيانًا على هامش محيطهم، تعمّقوا بلاهوتهم الروحيّ الخاصّ وبثقافتهم الإنسانيّة، وقاموا بدور المترجمين من اليونانيّن إلى العرب وأنموا علوم الفلك والطب والرياضيات، إلخ.

هؤلاء المسيحيّون العائشون من الإيمان والمتشبّثون بمعرفة المسيح ومعرفة قوّة قيامته (رج في 3: 10)، زُجّوا على الرغم منهم في مناظرات اللاهوتيّين. من يوم إلى يوم يُكتشف أنّهم على الإيمان نفسه مع الكاثوليك وأنّهم تبعوا دائمًا رعاتهم، ورثة الرسل. لا يليق أبدًا أن يُصنَّفوا بين التيارات اللاهوتيّة المتطرّفة، كعاملي هرطقات أو انشقاقات.

يجمعهم جميعًا الإيمان المعيوش في أعمال كلّ الأيّام، في رجاء الخلاص وفي الأمانة للمسيح. بذلك هم متحدّون ويستحقّون أن يدخلوا في الشركة عينها. إنقسامهم، في رأيي، مسألة سلطة مؤسساتيّة. لا يمكن أن نطبّق عليهم صرامة الغرب العقائديّة أو القانونيّة، بل التدبير الرعويّ للقدّيس بولس (في 3: 13-16).

 

[00141-08.03] [IN100] [Testo originale: Francese]

 

- سيادة المطران باتريك ألثام كلّي، رئيس أساقفة ليفربول، ممثّل مجالس الأساقفة للتنسيق الدوليّ لدعم الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة في الأرض المقدّسة (بريطانيا العُظمى)

 

مع بداية السينودس، أشركنا الأب الأقدس بإلهام وقيادة التعليم المقدّم لهذا السينودس، من مجمع افسس عام 431، مريم أم الله ، ثيوتوكس.

وهذه القناعة، التي يحقّقها الروح القدس، تتطلب أشكالاً جديدة من التفكير. واللقاء مع أحداث الشخص، الكلمة الذي صار جسدا، قد  حطّم أشكالا قديمة من الملاحظة والفهم والحكم والقرار.

أمّا الهموم الناشئة من هذا السينودس، فهي معروفة بتأكيد أكبر، ومفهومة بشكل متماسك، ومحكوم عليها بشكل عادل، وبالتالي تقود إلى أعمال واسعة باستدعاء تعاليم مجمع خلقيدونية في عام 451.

 

[00142-08.04] [IN101] [Testo originale: Inglese]

 

 

- سيادة المطران توماس أوسمان، كبّوشيّ، أسقف بارنتو السامي الاحترام (إريتريا)

 

نعيش نحن أيضًا في أوضاعٍ شديدة الصعوبة بفعل سلسلةٍ من المشاكل البيئيّة والاقتصاديّة والسياسيّة العاجلة. وبلا شكّ، تشكّل خبرة الشركة الأخويّة التي سُمِح لنا بعيشها هذه الأيّام، نحن المجتمعين حول الأب الأقدس، هبةً من الروح المعزّي لكلّ جماعاتنا في إريتريا.

إنّ لحضور كنيسةٍ إفريقيّة ككنيستنا، إثيوبيّة وإريتريّة، في إطار سينودسٍ بموضوع "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط"، الكثيرَ من المعاني.

نحن نشكّلُ جغرافيًّا نقطةَ وصلٍ بين أفريقيا وآسيا، ولهذا السبب كانت مناطقنا خلال آلاف السنين مكان لقاءاتٍ خصبةٍ بين جماعاتٍ بشريّة، وثقافاتٍ ودياناتٍ تمّت بين ضفّتيّ البحر الأحمر.

إنّ المقوّمة الثقافيّة الساميّة التي التحمت بالثقافة النيليّة-الصحراويّة والكوشيّة السابقة للعصر المسيحيّ وخلال العصر المسيحيّ القديم، قد شكّلت الأرض التي التحمت بها بشارة الإنجيل وجُملة الثقافات اليهوديّة-المسيحيّة التي كانت جزءًا لا يتجزّأ من المسيحيّة التي نمت في أرضنا. لم يكن المقصود بذلك مجرّدَ تبديلٍ للنماذج الثقافيّة، بل اتّحادًا وثيقًا حقيقيًّا منثقفًا سمحَ للمسيحيّة، كما اعترف سينودس الأساقفة من أجل إفريقيا سنة 1994، بالتجذّرِ في الـ "mens" (العقل) والـ "humus" (التربة) الثقافيّة لشعبنا. إن التقاليد الليتورجيّة والروحيّة-الرهبانيّة والأدبيّة التي منذ البدء وضعتها معًا الكنائسُ القبطيّةُ والسريانيّة، تشكّلُ جزءًا أساسيًّا من هذا الاتّحاد الوثيق، وكانت قد تطوّرت لاحقًا إلى "خاصّةٍ" طوال قرون عزلة بلدنا بعد زوال مملكة أكسوم، وأعطت ثمارًا خصبةً في الحياة الداخليّة للجماعات المسيحيّة وفي نشر الإنجيل.

إنّنا لمقتنعون بأنّ منطقتنا اليوم ما زالت تستطيع، ويجب عليها، أن تستمرّ في عيش رسالتها كـ"جسرِ" لقاءات بين إفريقيا والشرق الأوسط في تبادلٍ مُغنٍ للقيم الروحيّة والثقافيّة، للخبرات واللقاءات، كما يحصل الآن في هذا السينودس. يمكن تسهيل ذلك، بين جملة الأمور، من خلال إنشاء هيكليّاتٍ ثقافيّةٍ، وأنماط دراساتٍ شكليّةٍ وغير شكليّة، ولقاءٍ وتفكيرٍ، ويمكن تحقيق كلّ ذلك بوساطة مجمع الكنائس الشرقيّة. حتّى نتمكّن معًا من تقديم شهادة فعّالة من جديد لـ"وحدة القلوب والنفوس" في وجه تهديد غياب السلام وفي وجه مختلف القوى المُفكِّكَة التي تهدّد قارّاتنا.

إنّ إمكانيّة جعل منطقتيّ البحر الأحمر مُختَبَرًا للسلام ولحوار ما بين الثقافات ومابين الديانات، تتوقّف بالواقع على قدرة جماعاتنا المسيحيّة على أن تضع في أسس الدبلوماسيّة الشكليّة، دبلوماسيّة الروح والقلب هذه التي هي قبل كلّ شيء هبةٌ من روح يسوع المسيح، روح السلام والمحبّة.

 

[00143-08.04] [IN102] [Testo originale: Italiano]

 

 

- قدس الأرشمندريت جان فرج، مخلّصيّ، الرئيس العامّ للرهبنة الباسيليّة المخلصيّة للملكيّين السامي الاحترام (إتحاد الرؤساء العامّين) (لبنان)

 

أكتفي بأن أنقل إليكم الخبرة الصغيرة لرهبانيّة المخلّص الباسيليّة؛ يقع ديرها الأم، وهو، بعمر 300 سنة، في الشوف في منطقة تعرف بتعدّديتها الطائفيّة (يسكنها دروز، مسلمون ومسيحيّون). إليكم في بعض كلمات، المبادئ التي ألهمت عملنا:

المحبّة: محبّة القريب، وإن كان مختلفًا، فتحت لنا الكثير من الأبواب المغلقة، وضمِنت لنا الاستمرار خلال 300 سنة.

المغفرة: ستّ مرّات نُهبنا، دمرّنا، قذفنا بالقنابل، وهُجّرنا من أديارنا، من رعايانا ومن منطقتنا. أكثر من 25 كاهنًا وراهبًا عُذّبوا بضراوة حتّى الاستشهاد. مع ذلك، المغفرة تبدو لنا الطريق الوحيدة للاستمرار والبقاء.

الإيمان: نحن سفراء المسيح حيث نحن موجودون. إيماننا بربّنا يعلّمنا العيش، ليس فقط لأجل ذواتنا، بل لأجل الآخرين. رسالتنا هي قبول الآخر كما هو، وخصوصًّا قبول الصليب الذي هو علامة خلاصنا.

الشهادة: نمط الحياة أكثر بلاغة من الخطابات. والناس من كلّ قوميّة ومن كلّ ديانة يشعرون  بأنّ القدّيسين يجذبونهم. لذلك يأتون ويصلّون لهم ويطلبون شفاعتهم. ديرنا، مثل أدياركم، يشكّل مكانًا لجذب الناس الذين يسعون إلى السلام والشفاعة الإلهيّة. إذًا، المثل هو ضمانة النجاح والاستمرار.

التربية: واجبنا الأوّلي تربيّة الجيل الجديد على الانفتاح، والمحبّة وقبول الآخر، وأكثر من ذلك، على الغوص إلى الاعماق لرؤية صورة الله في كلّ كائن بشريّ، وعلى تربية الشبّان على اكتشاف هذه الصورة في ذواتهم وفي الآخرين. حتّى إنّي استطيع القول إنّ البعض من إخواننا وأخواتنا المنتسبين إلى ديانات أخرى قد ثقّفونا: علّمونا الأمانة، الكرم، التفاني والاحترام...

أوّد أن أختم بالقول: لئن كانت كنيسة الشرق الأوسط تعيش أوضاع صعبة جدًّا ومؤلمة، فهي مميّزة بعيش سرّ الصليب، مشاركةً هكذا بآلام المسيح التي سوف تقودها إلى القيامة.

 

[00144-08.03] [IN103] [Testo originale: Francese]

 

- سيادة المطران جوزبّي ناتسارو، فرنسيسكانيّ، أسقف فورما شرفًا، النائب الرسوليّ في حلب السامي الاحترام (سوريا)

 

إنّ النيابة الرسوليّة في حلب تعتني رعويًّا بالمؤمنين ذوي الطقس اللاتينيّ الذين يعيشون في الجمهوريّة العربيّة السوريّة. ترجع أصول هؤلاء المؤمنين إلى عهد الجمهوريات البحريّة الإيطاليّة: البندقيّة، جنوا، بيزا وأمالفي. كان تُجّار هذه الجمهوريّات قد أقاموا في حلب، المدينة الاستراتيجيّة الواقعة على طريق الحرير التي كانت تقود إلى الشرق الأقصى، محطّاتهم التجاريّة، ومع الزمن استقرّوا في هذه المدينة بطريقة ثابتة. واهتمّ الفرنسيسكانيّون، الحاضرون في حلب منذ 1238، برعايتهم الروحيّة.

واليوم، يبلغ عدد المؤمنين ذوي الطقس اللاتينيّ الموجودين في الأراضي السوريّة قرابة 12000. يُضاف إلى هؤلاء مؤمنون غرباء ينتمون إلى عديد السفارات، تقنيّون وعمّال منتسبون إلى فئات مختلفة. يعيش في نيابة حلب حوالى 40 كاهنًا، القسم الأكبر منهم من الإخوة الصغار في حراسة الأراضي المقدّسة والذين إئتمنوا بطريقة دائمة على العناية الرعويّة بالمؤمنين.

أنعم الله علينا في النيابة بوجود ديرين للراهبات المتأمّلات: دير الأخوات الكرمليّات في حلب ودير الراهبات السيسترسيانيات ذوات التقيّد الصارم (المدعوّات عادةً بالترابيست)، والذي افتتح منذ شهرين فقط في منطقة تلّ كَلَخْ. يُضاف إليهما 80 راهبة أخرى منتسبات إلى 12 جمعيّة مختلفة واللواتي في، معظمهنّ، يقدّمن خدماتهن ومساعدتهن لكهنة الكنائس الشرقيّة المتنوّعة الحاضرين في الأراضي السوريّة.

تودّ النيابة الرسوليّة خدمة المؤمنين ذوي الطقس اللاتينيّ وفي الوقت عينه تمدّ يدها لكلّ شخص يطلب أن تساعده في خدمة كنيسة سوريا بمجملها ولمجد الله.

أرغب في تشجيع العمل الذي تحقّقه جمعيّة الهيرارشيّة الكاثوليكيّة في سوريا. ولكن، أتمنّى مزيدًا من التعاون. فقط إذا كنّا متّحدين، إذا عرفنا أن نحترم واحدنا الآخر، نُعطي الكنيسة في سوريا الشجاعة لقبول الصعوبات التي سوف تلاقيها.

تتألّف كنيسة سوريا من جماعات صغيرة. لا يستطيع أحد أن يعتبر نفسه أكبر أو أصغر من الآخر. نحن كلّنا في وضع هشّ. هذا يجعل من السير يدًا بيد أمرًا ضروريًّا للغاية. علينا أن نوحّد قوانا ونتغلّب على المشاعر الفئويّة بحيث ينتصر الخير العامّ فقط في البلاد التي شهدت ولادة الرسول بولس.

 

[00158-08.03] [IN104] [Testo originale: Italiano]

 

مداخلات المستمعين (III)

 

وأخيرًا، قام بالمداخلات المُستمعون والمُستمعات التالية أسماؤهم:

 

 - ضرة الدكتور إبيفان بيرنارز. سابيلاّ، أستاذ مُشارك لعلم الاجتماع في جامعة بيت لحم المحترم (القدس وفلسطين)

 - البروفيسور أغوسطينو بورُّمِيو، الحاكم العامّ لمنظمة فرسان القبر المقدّس في أورشليم المحترم (إيطاليا)

 - حضرة السيّدة جوسلين خويري المحترمة، عضو مؤسّس ورئيسة الحركة المريميّة "اللبنانيّة إمرأة 31 أيار" (لبنان)

-  حضرة السيّد حوزيف بطرس فرح، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مونا) في "كاريتاس الدوليّة" المحترم (لبنان)

- حضرة السيّد طانيوس شهوان، عضو في المجلس الحبريّ للعلمانيّين، رئيس المجلس الوطنيّ للعلمانيّين في لبنان المحترم (لبنان)

 - حضرة السيّد حنّا ألمسّو، عضو في الطاقم الوطنيّ للمسؤولين عن الشبيبة العاملة المسيحيّة في دبي المحترم (الإمارات العربيّة المتّحدة)

-  حضرة المونسنيور ميشال عون، النائب الأسقفيّ لرئاسة أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة الجزيل الاحترام (لبنان)

 - حضرة السيّد رينو روسيّ، مدير "الدوموس جاليليه" المحترم (إسرائيل)

-  حضرة السيّد أنطون ر. أصفر، عضو مجلس الإكسرخوسيّة البطريركيّة للسريان الكاثوليك في القدس المحترم (إسرائيل)

 - حضرة الدكتور حُسام ج. وهّاب، رئيس العمل الكاثوليكيّ في بيت لحم المحترم (القدس وفلسطين)

 - حضرة السيّدة المحترمة عنان ج. لويس، أستاذة الشعر الإنجليزيّ الفيكتوريّ والمعاصر، القسم الإنجليزيّ، جامعة بغداد (العراق)

 

ننشر في ما يلي ملخّص مداخلات المُستمعين والمُستمعات:

 

- حضرة الدكتور إبيفان بيرنارز. سابيلاّ، أستاذ مُشارك لعلم الاجتماع في جامعة بيت لحم المحترم (القدس وفلسطين)

 

بوسع مثال رسل السيّد المسيح الإثني عشر المنطلقين لإعلان البشرى السارّة أن يكون مثالنا في كنائس الشرق الأوسط. فقد كانت "خطّة عملهم" أن يشهدوا لحياة وموت وقيامة يسوع المسيح. وهذا بالضبط "خطّة عملنا " نحن اليوم . فالكنيسة في الشرق الأوسط مكوّنة من جماعة ذات تقاليد متعدّدة وغنيّة، وطقوس وإمكانيّات، وكلّنا معا مدعوون لنكوّن خطة مشتركة من العمل ، وتهدف إلى:

1) صنع سلام في المنطقة وسلام عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يحقّق دولة فلسطينيّة ، عاصمتها القدس الشرقيّة، وتعيش بسلام مع نفسها ومع جيرانها. وعلينا العمل أيضا للسلام داخل مجتمعاتنا.

2) المظالم الإجتماعية والإقتصادية والثقافية الناجمة عن الفقر والبطالة ويأس الملايين من مواطنينا. وإنّنا نؤسّس مداخلتنا على تعليم الكنيسة الإجتماعي مع ربطه بجهود "أهداف التنمية للألفية" في الأمم المتحّدة. لقد حذّرنا البابا بندكتس السادس عشر من الأصنام ومنها الرأسمالية المتحرّرة مع أهدافها الربحّية. إنّ منطقتنا هي في ذات الوقت أغنى وأفقر منطقة في العالم.

3) الهجرة والوفادة: حيث يجب التنبّه إلى مجموعات خاصّة وشباب مهرة يبحثون عن وظائف في أسواق العالم ومرشّحون بجدارة للهجرة. نريدهم أن ينعشوا الكنيسة وعلينا العمل من اجل إشراكهم في العمل. وفي ذات الوقت، علينا احترام حقوق الإنسان وكرامة الوافدين  إلى الشرق الأوسط بهدف العمل.

4) رؤية لمستقبلنا ولمنطقتنا، مبنيّة على المواطنة المتساوية، والفرص المتشابهة، وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعيّة.

على الكنائس أنْ توفر قيادة مثاليّة تقوّي ذات الجماعات الكنسيّة ومجتمعاتها. علينا جميعا أن نعود من هنا متقوّين بالأب الأقدس لتطوير استراتيجيّات تضع نفسها في خدمة الكنيسة وفي خدمة المجتمعات الجديرة بالإحترام. وإنّ مثال الرسل الأوّلين ليمدّنا بالرجاء وأيضا بدعم الكنيسة الجامعة.

 

[00127-08.06] [UD010] [Testo originale: Inglese]

 

- البروفيسور أغوسطينو بورُّمِيو، الحاكم العامّ لمنظمة فرسان القبر المقدّس في أورشليم المحترم (إيطاليا)

 

سوف تتركّز مداخلتي على موضوع الهجرة ("ورقة العمل"، فقرة 43-48). من البديهي أن تكون ظاهرة الهجرة من بلدان الشرق الأوسط محدّدة بعوامل لا تستطيع حتّى الكنيسة –كما يُشَدّد على ذلك في الفقرة 44- التدخّل بفعاليّة في ما يتعلّق بها. أبعد من المساعدات التقليديّة للكنائس، هناك إستراتيجيّات جديدة قد يمكن وضعها في العمل لتحسين شروط الحياة لمصلحة المسيحيّين.

أذكر بعض أمثلة:

1-            بناء مساكن اجتماعيّة؛

2-            ايجاد عيادات طبيّة متنقّلة في الأماكن البعيدة عن المراكز الاستشفائيّة؛

3-            منح قروض صغيرة خصوصًا لتمويل نشاطات قد يمكنها ايجاد مصادر مداخيل جديدة وقد يمكنها زيادة تلك التي سبق وتمّ الحصول عليها؛

4-            بلورة نظام تأمينات صغيرة خصوصًا في ما يتعلّق بقطاع تأمينات الصحة؛

5-            الاتصال مع شركات غربيّة للتأكد من إمكان اهتمامها بنقل بعض مجموعات الانتاج إلى الشرق الأوسط.

 

طبعًا، لا بدّ من وضع هذه المبادرات في حيّز التنفيذ بتعاون وثيق مع السلطات الكنسيّة المحلّيّة وتحت رقابة الكنائس. حتّى وإن كانت النتائج متواضعة، فإنّها تشكّل شهادة فعليّة لقرب مسيحيّي العالم الأجمع من مشاكل وآلام إخوتنا وأخواتنا في الشرق الأوسط.

 

[00128-08.02] [UD011] [Testo originale: Italiano]

 

- حضرة السيّدة جوسلين خويري المحترمة، عضو مؤسّس ورئيسة الحركة المريميّة "اللبنانيّة إمرأة 31 أيار" (لبنان)

 

أرغب في التوقّف على مفهوم الـ"حضور" كما يشار إليه في ختام الخطوط العريضة. بصفتي امرأة تنتمي إلى الكنيسة في العالم العربيّ والشرق أوسطيّ أعتبر أنّه بنوعيّةِ حضورنا كمسيحيّين ترتبط إلى حدٍّ كبير استمراريّةُ حضورنا أمام الربّ مخلّصنا وأمام أخوتنا في المنطقة. تؤكّد خاتمة النصّ على أنّه يمكن لهذا الحضور أن يصبح هامًّا وذا شأنٍ تبعاً لتصرّفنا.

أعتقد بأنّنا مدعوّون لأن نكون (ليس فقط بالتعبير) إجابةً واقعيّة، إنسانيّة وثقافيّة على الكثير من الأسئلة المطروحة من قبل أبناء جيلنا. إجابة تعكس معنى الإنسان الجديد وقيمة حياته المقدّسة. علينا أن نمنح الفرصة للمرأة، للشبّان، للأزواج وخصوصًا للأشخاص المصابين بإعاقة في كنيستنا، فيستطيعوا اتخاذ خيارات حياة بما يتّفق مع الإنجيل واكتشاف رسالتهم الخاصّة في قلب الكنيسة والمجتمع العربيّ والشرق أوسطيّ. آمل أن نتمكّن من إيلاء اهتمامٍ خاصٍّ للنواحي الأخلاقيّة والاجتماعيّة والمختصّة بعلم أخلاقيّات الحياة المتعلّقة بجوهر شهادتنا، خصوصًا وأنّ مجتمعنا لم يعد بمنأىً عن التصرّفات السيّئة التي تمسّ كرامة الزواج والإنجاب والجنين البشريّ. لا بدّ من إدماج التحضير البعيد للزواج وللقيم العائليّة في أولويّات برامجنا التربويّة والرعويّة من أجل المساهمة في المجابهة الواعية والمسؤولة لشذوذ المجتمع الاستهلاكيّ الذي يجتاحنا على الرغم من الصعوبات الوجوديّة التي نعيش. أن تستطيع المرأة المسيحيّة التعبير والشهادة لبهاء الإيمان وللمعنى الحقيقيّ للكرامة، هي شهادةٌ عاجلة أخرى تستوقف المرأة المسلمة وتفتح مسارات جديدة للحوار. وليس بالأمر الثانويّ بوجه تهديد الهجرة الدائم أن تكون عائلاتنا مدعومةً ومرافَقَة من قبل كنيستها، الأمّ والمعلّمة، من أجل أن تكون وبطريقة حسيّة واختياريّة، معابدَ منفتحةً على عطاء الحياة، خصوصًا عندما تكون هذه الأخيرة مجروحةً بالإعاقة أو بالصعوبات الاجتماعيّة الاقتصاديّة. ويبرز الارتداد على مستوى سلّمنا للقيم وطريقة عيشنا، حاجةً عاجلة جدًّا. فنحن مدعوّون إلى أن نصير، مع مريم، خدّام الرجاء في هذه المنطقة المجروحة والضحيّة للكثير من الظلم. وما يمنع من أن نعهد إليها أو حتّى أن نكرّس لها كامل الشرق الأوسط المهدّد بالكثير من المخاطر القاضية؟

 

[00129-08.04] [UD012] [Testo originale: Francese]

 

- حضرة السيّد حوزيف بطرس فرح، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مونا) في "كاريتاس الدوليّة" المحترم (لبنان)

 

باسم كاريتاس لبنان، أشكر دعوتي للمشاركة في هذا السينودس، وأجد فيها تعبيرًا واضحًا من خليفة بطرس عن ثقته وعن تقديره لعمل كاريتاس الرعوي الإجتماعي، الذي انتدبتها له الكنيسة، ونأمل في أن تتمكّن كاريتاس، المتواجدة بشكلٍ فاعلٍ في كلّ دول الشرق الأوسط، من رفع عملها وتفعيله وتطويره، بوحي من تعاليم الكنيسة الإجتماعيّة، ومن خلال التفاعل والتنسيق والتضامن بين جميع أعضائها في العالم، ومع جميع مؤسّسات الكنسيّة، فتقوم البشارة الجديدة، بالعمل والمثل الصالح والقدوة، من أجل إرساء الحقّ والعدالة والسلام لجميع دول المنطقة، ولشعوبها وإنسانِها.

تحمل كاريتاس هذا الإلتزام بمسؤوليّة، وترى بصدقٍ وتواضعٍ، أنّ سبب هجرة المسيحيّين وتناقص عددهم في بلدان الشرق الأوسط هو:

حالة الخصام والحرب السائدة في المنطقة منذ عشرات السنين، والحاصلة بنوعٍ خاصّ في فلسطين والأراضي المقدّسة، وهي حالة تتّخذ دومًا وجهًا دينيًّا ومذهبيًّا مثير للعصبيّات، فتجعل المسيحيّين في كلّ بلدان المنطقة مهدّدين قلقين على سلامتهم وغير مطمئنّين إلى مستقبلهم ومعتقدهم.

حالة الإنعزال التي تصيب المسيحيّين، المتوجّسين توجّسًا حقًّا بشأن كيانهم الشخصيّ والجماعيّ فيتقاعصون عن الإتناجيّة والنهوض والتطوّر، الأمر الذي يُرّدي وضعهم الإقتصادي والإجتماعيّ فيهاجرون.

تبدو معالجة هذَين السببين ممكنة من خلال العمل الجاد، على المستوى الدوليّ والمحلّي، من أجل السلام بين الإسرائليّين والفلسطينيّين والعرب عن طريق دعم الجهود الدوليّة وجهود المجتمع المدني في اتجاه حوار الثقافات والحضارات المتنوّعة ونهج المصالحة، إنّ الكنيسة الجامعة قادرةٌ على المساهمة في هذه الجهود التي تنبع أصلاً من عقيدة إيمانها.

وبموازاة التوجّه إلى السلام، لا بدّ من قيام ورشة إنمائيّة على الصعيد الإقتصاديّ والإجتماعيّ، للأفراد والجماعات المسيحيّة، بالتناغم الفكريّ والعمليّ مع منظّمات المجتمع المدنيّ المعنيّة، ورشة تقودها الكنيسة الجامعة والمحليّة، تنسيقٍ عمليّ تكامليّ شامل بين جميع مؤسّساتها، التربويّة والصحيّة والإجتماعيّة والتنمويّة، لإنعاش الرجاء الحقيقيّ لدى المواطن والجماعة في حاضرٍ ومستقبلٍ آمنٍ وسليم يرضي الطموحات.

تُعاهد كاريتاس، أن تبقى في خندق الخدمة، جهازًا رعويًّا إجتماعيًّا للكنيسة، ناشطًا للحبّ بهديها وتعاليمها، من خلال آلاف العاملين والمتطوّعين فيها ضمن منطقة الشرق الأوسط، لا بل عشرات الآلاف في العالم أجمع، وبأسلوبٍ معتمدٍ نابعٍ من ثقافة التضامن والمشاركة و" حوار الأعمال"، لتتحقّق المصالحة.. فيقوم السلام وينهض الإنماء وتسود العدالة الإجتماعيّة لكلّ المواطنين وخاصةٍ المسيحيّين، وتعود منطقة الشرق الأوسط إلى سابق عهدها من التآخي والوفاق، ويبقى المسيحيّيون في أوطانهم رسلاً لثقافتهم وقيمهم وحضارتهم ومعتقدهم.

 

[00130-08.03] [UD013] [Testo originale: Arabo]

 
- حضرة السيّد طانيوس شهوان،
عضو في المجلس الحبريّ للعلمانيّين، رئيس المجلس الوطنيّ للعلمانيّين في لبنان المحترم (لبنان)
 

 تبرز صياغة الحداثة في العالم العربيّ المسلم إشكاليّة مأساويّة ومعقّدة على السواء: مأساويّة، لأنّ هذه الصياغة مصابة بإعاقة بالغة، ومعقّدة، لأنّ فهمها لا يتعلّق بعامل واحد، بل بالأحرى بعدّة عوامل ذات طبيعة داخليّة المنشأ وخارجيّة المنشأ، والتي تتشابك ويرتبط الواحد منها بالآخر. تعمل انطلاقًا من محتوىً محدّد جيّدًا وتصبح مرئيّةً في إطار ديناميكيّة متشعّبة، من خلال أنماط أفعال وردّات فعلٍ.

في الواقع، إنّ حركة التاريخ بين الإسلام والغرب هي حركة متأرجحة بين مدٍّ وجزر. وفي إثر المحطّات التاريخيّة، إنّ هذه العوامل –التي هي ذات طابع تاريخيّ، إيديولوجيّ، دينيّ، اجتماعيّ، سيكولوجيّ، نفسيٌّ-اجتماعيّ وثقافيّ- تشكلّت وتضخّمت من هذا الجانب والآخر.

من العوامل الداخليّة المنشأ، أعتبر:

- "نظرة العرب إلى ماضيهم، المتعدّد حتّى الآن، والذي يميل إلى أن يُقدّم كساترٍ خلاصيّ مقابل الأنواع العديدة من الجنوح الثقافيّ".

- تمجيد التاريخ.

- عقدة نقص العرب تجاه الغرب.

- القضيّة الفلسطينيّة.

- النـزاع حول الإسلام بين مكوّنات الإسلام.

- المقدّس في الإسلام.

- علاقة الإسلام بالتراث .

أمّا العوامل الخارجيّة فأميّز من بينها:

- "خطاب الغرب حول القيم العربيّة الإسلاميّة الذي هو غامض أحيانًا وغالبًا ما يكون عدائيًّا".

- عقدة الغرب البروميثيانيّة.

- خوف الغرب من مغيبه.

- أطماع الغرب في العالم العربيّ الإسلاميّ.

إنّ الجمعيّة السينودسيّة هذه مدعوّةٌ إلى مساعدة مسيحيّي الشرق على الالتزام من جديد مع شراكائهم في الوطن وفي إعطاء أجوبة رجاء تحفّز تطوّر مسارٍ ديناميكيٍّ للتجدّد ولنهضة العروبة، مسارٌ يتوقّع:

- فهم الواقع الاجتماعيّ للعالم العربيّ وإدراكه من أجل تحويله؛

- التوفيق الثقافيّ بين الشرق والغرب بهدف جعل منطق الصراع والمعارضة بينهما أقل حتميّة، ذلك المنطق الذي يبشّر به غالبًا منطقُ حركة التاريخ.

 

[00135-08.04] [UN015] [Testo originale: Francese]

 

- حضرة السيّد حنّا ألمسّو، عضو في الطاقم الوطنيّ للمسؤولين عن الشبيبة العاملة المسيحيّة في دبي المحترم (الإمارات العربيّة المتّحدة)

 

إسمحوا لي أن أعود بكم في الذاكرة إلى الوراء للتأمل بأعمال وبتاريخ الذي نأمل يومًا أن يصبح معلّمًا الكنيسة، الكاردينال جوزيف كارجين. لقد استطاع وبنجاح أن يربط بين عمل "الشباب العاملين" العائشين وسط الثورة الصناعيّة وبين رسالة إيماننا وفي كنائسنا ومجتمعاتنا من خلال طريقته (منهجيّته) " أُنظر- أحكم – إعمل" المستعملة في مراجعة الحياة وفي حملات التحرّك. عبر هذه الطريقة، يتعلّم الشباب العاملون أن يطوّروا حياتهم في ضوء الإنجيل فأمسوا ملتزمين في العمل والشروع ببناء الملكوت هنا على الأرض. وهؤلاء القادة الشباب المنشأون بإمكانهم أن يصبحوا معلّمي التربية المسيحيّة لأقرانهم الشباب، وهذا ما نحتاج إليه بالضبط اليوم وما دعت إليه ورقة العمل في المقاطع 53، 62 و 108.

إنّ ظروف العمل في الشرق الأوسط، بسبب الثورة التقنيّة، قد جعلت الكثيرين يبدّلون طرق عملهم، لكنّ مظهر شباب اليوم وقلبهم ما زالا كما كانا بالأمس، والكثير من المشاكل لم تختفِ بعد من مجتمعاتنا. إنّهم بحاجة إلى ذات الروحانيّة ليبقوا قريبين من المسيح ولمساعدتهم على أن يَروا الكنيسة حاضرة  لدعمهم.

إنّ منهجيّة "كارجين" هي متوفّرة اليوم في معظم بلدان الشرق الأوسط، من خلال عمل بعض الجمعيّات الكاثوليكيّة مثل ال CIJOC، ومع ذلك، كما اختبرنا، وكما هو مطلوب في المقطعيْن 21 و22 من ورقة العمل، إنّ هذه الجماعات العلمانيّة بحاجة إلى دعم وتشجيع بشتّى الوسائل. نطلب دعما دائما ومتزايدا من الكنيسة تجاه الجماعات العلمانيّة، وهنا يكمن وعد الوحدة لكنائس الشرق الأوسط، من خلال عمل الشباب أنفسهم.

 

[00134-08.04] [UD014] [Testo originale: Inglese]

 

- حضرة المونسنيور ميشال عون، النائب الأسقفيّ لرئاسة أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة الجزيل الاحترام (لبنان)

 

اعتقد بثبات أنّ هذا السينودس قد يعطي جوابًا على توقّعات مؤمنينا إن اقترح طرقًا رعويّة قوية للراشدين تستطيع أن تقود مسيحيينا إلى إيمان راشد، وتستطيع أن تساعد العائلات على أن تكون مدرسة الإيمان الأولى.

صحيح أن كلّ إنسان يحتاج إلى أمنٍ على كلّ المستويات، لكنه لا يستطيع أن يتعلّق بأرضه، ما لم يكن له قضية سامية ترتبط بإيمانه وبوجوده كمسيحيّ.

يدور الحديث غالبًا حول الجماعة الأولى حيث كان يُرى بوضوح جسدٌ موحد ليس إلاّ جسد يسوع السرّيّ. ألم يعد ممكنًا اليوم تشجيع رعويّة قد تستطيع أن تساعد مؤمنينا على فهم ذواتهم كأعضاء لهذا الجسد الوحيد حيث يستطيعون أن يسلكوا مسيرة إيمان مرتكز على كلمة الله والأسرار واختبار ذهنيّة أخويّة بينهم؟

الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر لا يكفّ عن تشجيع المواهب التي يحرّكها الروح القدس في الجماعات الكنسيّة الجديدة حيث الثمار بيّنةٌ. بعض الأحيان يبرز اعتراض بأنّ هذه الجماعات قد تسبّب خطرًا بإثارتها انقسامًا ما  في الجسد الوحيدِ الأبرشيّ أو الرعويّ. إزاء هذا الاعتراض، ليس عليّ إلا إبراز الشركة كشرط لكلّ رعوية ناجحة. الأساقفة والكهنة هم، قبل أي شيء، ضامنو الشركة، وباسم هذه الشركة، أوّد أن يشجّعهم هذا السينودس على تبيّن الثمار التي تجيء بها هذه المواهب إلى الكنيسة وعلى قبولها كربيع جديد. على هذا القبول، أن يتمّ بروح أبويّة وروح شريكة من أجل مساعدة مؤمني هذه الجماعات على الاندماج في الرعويّة الأبرشيّة أو التابعة للأبرشيّة وعلى أن يشعروا بأنّهم كلّيًّا أعضاء ناشطون في جسد المسيح الواحد الحاضر في الكنيسة الخاصّة.

 

[00154-08.03] [UD016] [Testo originale: Francese]

 

- حضرة السيّد رينو روسيّ، مدير "الدوموس جاليليه" المحترم (إسرائيل)

 

في الفصل الأوّل من ورقة العمل، بالإشارة إلى الأصل الرسوليّ والدعوة الإرساليّة، يُذكر: "وحيث أنّها رسوليّة، تقع على عاتق كنائسنا رسالة خاصّة، في حمل الإنجيل إلى العالم أجمع". أنا كاهن في أبرشيّة روما ورسالتي في المركز الدوليّ "دوموس غاليليي" الواقع على الجزء الأعلى من جبل التطويبات. برفقة الطلاّب الإكليريكيّين والشبّان العاملين في مركزنا، زرنا عددًا كبيرًا من العائلات من طقوس مختلفة في الأرض المقدّسة والأردن وقبرص. وقد شهدنا آلامًا كثيرة، وهي المشاكل عينها الموجودة في الكنائس في أجزاء أخرى من العالم: الأزمة داخل العديد من العائلات، ابتعاد الشبّان عن الممارسة الدينيّة، مشكلة الإجهاض، الانغلاق على الحياة، القمار والميسر الذي يدمّر عائلات بأكملها، وحلم الرحيل إلى الخارج سعيًا وراء حياة أكثر راحة. وذلك، ناهيك عن المخدّرات، الإباحيّة وتقدّم البدع.

عند افتتاح مركز "دوموس غاليليي"، شرع العديد من اليهود في زيارتنا، وكانوا أكثر من 100000 في السنة الماضية فقط. تجذبهم الضيافة وتشدّهم جماليّة البيت. كثيرون منهم لا يعرفون لا الكنيسة ولا يسوع المسيح. يطرحون علينا أسئلة عديدة حول إيماننا. غالبًا ما يعودون. نشعر بأنّ علينا استقبالهم وخدمتهم كإخواننا.

أعتقد أنّ الروح القدس الذي ابتهلنا إليها في بداية هذا السينودس يحبّ بقلب رحبٍ مؤمنينا ويريد إنقاذهم من هجمات الشيطان الذي يغويهم، كما يعرف أن يبرع في ذلك. أنّه هو العدوّ الحقيقيّ. لكنّ للمسيح قوّة وسلطة على الشيطان، وقد أعطى هذه السلطة إلى الكنيسة، إليكم أنتم أيّها الرعاة. فنحن نضطلع بمسؤوليّة هائلة إزاء الخراف الضّالة في رعايانا. ويلٌ لي إذا لم أبشّرهم بالإنجيل! إنّ الآباء الشرقيّين في القرون الأولى، ولمواجهة تحدّيات أزمنتهم في عالم وثنيّ، بلوروا مسار تنشئة مسيحيّة هو مرحلة تعليم الموعوظين. والكنيسة كأمّ، في مسار بطيء موسوم بمراحل، كانت تلد أولادها في أوقاتهم في الحياة الأبديّة. أمّا اليوم، فمن الضروريّ توفير كرازة موعوظين لمسيحيّينا تكون متأقلمةً ووضعهم كمعمّدين.

إنّ رعاة الأرض المقدّسة واعون للتحديّات التي تنتظرنا اليوم، ويمكنني أن أشهد أيضًا على ذلك عبر مبادرة بطريرك اللاتين في القدس، الذي أسّس، بالتعاون مع رئيسَيْ الأساقفة الروم الملكيّين والموارنة، الإكليريكيّة الإرساليّة "أمّ الفادي"، من أجل إعداد الكهنة المرسلين للتبشير الجديد.

 

[00155-08.06] [UD017] [Testo originale: Italiano]

 

- حضرة السيّد أنطون ر. أصفر، عضو مجلس الإكسرخوسيّة البطريركيّة للسريان الكاثوليك في القدس المحترم (إسرائيل)

 

أن أكون مسيحيّ يعيش في الأراضي المقدّسة لهو شرفٌ عظيمٌ وهو دعوة وشهادة لكلّ مسيحي لوجود المسيح. إنّ الله منحنا نعمة كبيرة بوجودنا في الأراضي المقدّسة وفيها حكمة كبيرة يمكن أن تكون جليّة للبعض، والبعض الآخر لا قدرة لديه على فهمها أو تفسيرها. إنّنا مسيحيّي الأراضي المقدّسة لموجودين في مناخ لا يمكن أن يتوفّر في أيّ بلد من العالم، مناخٌ فيه تعدُّد الديانات من المسيحيّ والمسلم واليهوديّ من جهة والعربيّ والإسرائيليّ من جهةٍ أخرى. مَن يقول بأنّنا لا نستطيع العيش أو التعايش في هذا المناخ، فليهجر هذه الأرض لأنّه لا يستحقّ أن يكون شاهدًا للمسيح، نعم نحن نستطيع أن نعيش في هذه الرقعة المقدّسة من الأرض لأنّه حيث يوجد ألمٌ يوجد حياة ويوجد شهادة. كما قال أحد الأباء يومًا : "نحن موجودون في مختبر للتعايش فإذا نجحنا، نجح العالم بأسره".

إنّ الشباب المسيحيّ في الأراضي المقدّسة لهو شباب فعّال في بناء المجتمع ولكنّه بحاجة إلى الدعم الدائم والمتواصل من الكنيسة المحليّة والعالميّة على حدٍّ سواء. إنّ الشباب المسيحيّ في الأراضي المقدّسة ليثمن عاليًا دور الكنيسة في العالم في تدعيم وجوده واتّصاله في الأرض.

إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة عملت وتعمل وستعمل على تخفيف ألم مسيحيّي الأراضي المقدّسة سواء عن طريق تأمين مؤسّسات تعليميّة صحيّة ورعائيّة وأماكن للسكن وبرامج تنمويّة. ولكنّ الكنيسة وعلى الرغم من جميع فعاليّتها وبرامجها ومشاريعها لتثبيت المسيحيّين في الأرض المقدّسة لتفتقر إلى الكثير من الموارد كي تغيّر الواقع الذي تفرضه السلطات الإسرائيليّة لتغيير معالم الأرض وخاصةً في القدس. وأشكر هنا الكاردينال فولي على وعيه وتنبّهه التامَّيين لهذه النقطة حيث أشار إليها في مقتضب حديثه حيث قال "Israeli Controlled Infrastructure makes it difficult" . إنّ الأراضي في منطقة القدس لهي شحيحة جدًّا وكثيرٌ منها مهدّد إمّا بالمصادرة أو البيع ولا قدرة للكنيسة على شراء الأراضي التي تعرض عليها كلّ يوم، ممّا يقلّل الفرص لتوفير السكن في القدس للأجيال القادمة وتثبيتهم في القدس. وإنّ الجميع يثمن عاليًا ما تفعله البطريركيّة اللاتينيّة وحراسة الأراضي المقدّسة في هذا الشأن وما فعلته كنائس أخرى، ولكنّ الأرقام تتحدّث عن طلب كبير من المسيحيّين للسكن في القدس من أجل الحفاظ على الهويّة المقدّسة. وهذا يحبط شبابنا ويزيد من أعبائهم وخصوصًا الإقتصاديّة مما يجعلهم ينجبون عدد أقل من الأطفال حيث نلاحظ في الآونة الأخيرة صغر حجم العائلات المسيحيّة.

أصحاب السيادة، إليكم بعض أمنياتي:

فتح صندوق من أجل الأراضي المقدّسة ويسمّى صندوق دعم الوجود المسيحي في الأراضي المقدّسة بحيث يوضع هذا الصندوق تحت تصرّف مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدّسة مع وضع آليّات خاصّة بالصندوق وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية:

شراء أكبر عدد من الأراضي في منطقة القدس خاصةً وبيت لحم عامةً لقدسيّة المكانَين وضرورة الحفاظ على الوجود المسيحيّ فيهما.

تشجيع الشباب على الزواج بالدعم الأوّلي لتكوين عائلة مسيحيّة.

توفير أكبر عدد من المساكن.

من أجل التقليل من العبء الإقتصاديّ على مؤمني المنطقتَين القدس وبيت لحم، العمل على الإعفاء الكامل للسكان المسيحيّين لهاتَين المنطقتَين من جميع الأقساط المدرسيّة والجامعيّة على حدٍّ سواء مما يدعم وجودهم في المنطقة ويشجّعهم على إنجاب عدد أكبر من الأطفال.

في النهاية أشكر قداسة البابا على دعوتي إلى هذا السينودس الحيويّ لمنطقتنا، كما أشكر جميع القائمين عليه.

 [00156-08.03] [UD018] [Testo originale: Arabo]

 - حضرة الدكتور حُسام ج. وهّاب، رئيس العمل الكاثوليكيّ في بيت لحم المحترم (القدس وفلسطين)

كشاهد مسيحيّ في الأرض المقدّسة، أرى أنّ الحضور المسيحيّ في الأرض المقدّسة أساسيّ ويعطي الحياة للأماكن المقدّسة. بهذا الحضور، نواجه العديد من الصعاب التي تجعل الحضور المسيحيّ على المحكّ. ومن هذه الصعاب، انقسام الكنيسة والهجرة والإنعزال وعدم الإستقرار السياسيّ والإحتلال.
وإلى جانب انقسام الكنيسة والهجرة، علينا التنبّه إلى خطر إبعاد المسيحيّ الفلسطينيّ عن مجتمعه. لذلك، إنّ قلقنا إزاء هذه المسألة يهدف في المنزلة الأولى إلى النأي بعيدا عن القلق الداخلي والإنعزال، فلا يشعر الفلسطينيّ المسيحيّ بأنّه يعامَل معاملة ظالمة. ولذا، نطلب الوقوف إلى جانبه وأن نعمل لكي يشعر بأنّه جزء من مجتمعه.

إنّ مبدأ الفصل بين الدين والدولة في الشرق الأوسط غير موجود، لأنّ غالبية القوانين والشرائع مستلهمة من الدين. وعلينا أن نصبّ جهودنا للتأثير على المشرّعين لكي يحترموا خصوصيّة المواطنين المسيحيّين في المجتمع.

المجتمع المسيحي يحترم ما قامت به الكنيسة على مدار السنوات السابقة ، وكذلك الدعم الذي تقدّمه المؤسسّات المسيحيّة المحليّة. فضلا عن أنّ المجتمع العربي المحيط يقدّر عاليا الحضور المسيحيّ عبر المؤسّسات وبخاصّة المدارس المسيحيّة، وجامعة بيت لحم، والمستشفيات، وكلّها تبني جسورا من الفهم والإحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين.

على الأساقفة والكهنة والعلمانيين، أن يعملوا من أجل خلق بيئة تنشئ ثقافة سلام وعدالة. وهذه البيئة من شأنها أن تحثّ شباب المستقبل والأجيال المقبلة على البقاء فوق أراضيها.

من الحيويّ ان تعمل الكنيسة مع العلمانيّين، في حقول التربية وبخاصّة مع الأطفال والشباب لكي ينموا معًا في الشركة. من أجل ذلك، تقدّم مؤسّسة "العمل الكاثوليكي" وغيرها من المؤسسات، إستعدادها للعمل مع العلمانيين ومع الكنيسة، في سبيل تعميق الوحدة والسلام الداخلي.

على الكنيسة أن تفتح أبوابًا واسعة من العلاقات الدولية، عبر كنائس ومجتمعات العالم، وتحفيزها على الحج إلى الأرض المقدّسة، فينشأ مزيد من التضامن مع الحضور المسيحيّ. إنّ هدفنا هو العمل على استمراريّة الحضور في الشرق الأوسط، وتنمية برامج جذب الناس نحو الشهادة للسيّد المسيح لنشر كلمة الله في مجتمعنا ولعيش حياتنا المسيحيّة بفخر وتقديم المثال المسيحي للأجيال المقبلة.

 [00157-08.07] [UD019] [Testo originale: Inglese]

 - حضرة السيّدة المحترمة عنان ج. لويس، أستاذة الشعر الإنجليزيّ الفيكتوريّ والمعاصر، القسم الإنجليزيّ، جامعة بغداد (العراق)

أتحدّث كمكرّسة علمانيّة (Ordo Virginum) في العراق وأستاذة جامعيّة ومسؤولة الأنشطة الشبابيّة في كنيسة اللاتين، لأمثّل أمامكم العلمانيين في العراق. وأؤكّد لكم، أنّه إلى جانب الإستقرار الأمني والسياسيّ والإجتماعيّ، لا شيء بوسعه أن يقدّم للمسيحيّين أسبابا للبقاء والتجذّر في أرضهم وإيمانهم، إلاّ عبر الشروع بإهتمام رعويّ وروحيّ صادقَين، من قبل الآباء في الكنيسة. إنّ العراقيّين المسيحيّين اليوم بأمسّ الحاجة إلى تغذيتهم بالمحبّة والسند الروحيّ من كهنة مؤهّلين ومحبّين. فعظات الأحد وحصص التعليم المسيحيّ ليست بكافية لتشجيع العلمانيّين على البقاء. وعوضا عن جلب الأموال لتجديد الكنائس ولشراء الأبنية الفارغة، والأبواب المزيّنة، دعونا نبني الحجارة الحيّة، ونؤسّس مشاريع صغيرة للشباب، من الجنسين، ليكتشفوا مقدراتهم اليدويّة ومهاراتهم المهنيّة. وأيضا عبر تنظيم اجتماعات بأوقات ثابتة، لهم ولعائلاتهم، وتنويرهم على دورهم المقدّس كعلمانيّين مكرّسين في العراق، هو أيضا مهمّ. وإلاّ فانتقاد الجماعات البروتستنتيّة في التأثير على الكاثوليك لترك إيمانهم هو غير مجدٍ. وإذا كانت هذه الأمور صعبة، فزيارة البيوت هنا إيجابيّة.

بالرغم من ذلك، إنّ العلمانييّن المسيحيّين في العراق واعون إلى أنّ الكنيسة تبذل مساعٍ كبيرة، لتعميق إيمانهم وتطوير أوضاعهم الإجتماعيّة والإقتصاديّة، قدرَ الإمكان. وهم يعرفون أيضا بأنّ هذا العبء ليس على كتفي الكنيسة فحسب، لأنّه أيضا مسؤولية الحكومة العراقيّة والأسرة الدولية ، لتتشارك في هذا الحمل، ولكنّها تبقى صامتة. وبالتالي، إنّ العيش كمسيحيّين وسط ظروف صعبة، يجعل كلّ دقيقة أمن تمرّ عزيزة وغالية. فالعلمانيّون في العراق، وبخاصّة أولئك الذين يدركون أهميّة الشهادة للإيمان، سواء في أوقات السلم أو الحرب، مستمرّون في البقاء شاهدين أصيلين، ومقوّين شركتهم في الكنيسة، لأنّهم جزء لا يتجزّأ منها. وتقوم أدوارهم، التي أصبحت أقوى من أدوار بعض رجال الدين في بعض الأوقات، في مساعدة الفقراء والمرضى، وتنظيم نشاطات إجتماعيّة وروحيّة للمسنّين والشباب، وإقامة مجموعات صلاة، وفرق الخدمات الإجتماعيّة والصحيّة للمحتاجين، كما هو الحال في برامج الكاريتاس، وأيضا مساعدة كهنة الرعايا في حقول التعليم المسيحيّ والإحتفالات الليترجيّة. ويدرك أولئك المسيحيّون الملتزمون، من رجال ونساء العراق، أنّ أدوارهم تلك لا يمكن تبديلها. وبالرغم من أنّهم يواجهون الموت يوميّا، حيث تهمّهم كلّ دقيقة من الأمن، لكنّه ماضون في بناء مجتمعهم العراقي، ومخلصون في العمل بإسم كلّ المسيحيّين المهجّرين ويعانون التمييز ومهزوزي الإيمان، محاولين أن يزرعوا الحبّ والحضور السلميّ وسط العراقيّين ، بغضّ النظر عن دينهم أو جنسهم.

 [00160-08.07] [UD020] [Testo originale: Inglese]

مداخلة غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكليّ الطوبى (العراق)، الرئيس المنتدب فخريًّا

 عند اختتام الجمعيّة تكلّم غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكليّ الطوبى (العراق)، الرئيس المُنتدب فخريًّا، والذي شَكَرَ كلّ الذين أظهروا تعاطفهم مع العراق، مهد مسيحيّي الكنيسة الكلدانيّة، وبشكل عامّ مهد الكنائس الشرقيّة في منطقة الخليج الفارسيّ. وذكّرَ البطريرك أن 78 بالمئة من مسيحيّي بلاد ما بين النهرين هم كلدان كاثوليك يعيشون بسلام مع مسلمي المنطقة. بالرغم من الأوضاع السياسيّة والهجرة، أكّد البطريرك على وجود الحرّية الدينيّة، الاحترام الحقيقي تجاه السلطات الكنسيّة والتقدير للمؤسّسات والأعمال الكنسيّة في هذا البلد.

تصحيح الأخطاء

إنّ التصحيحات التي نُشِرَت تحت عنوان "تصحيح الأخطاء" في النشرة رقم 13، قد تمّ نقلُها أيضًا في النشرات المعنيّة.

تنبيه للقرّاء

القواعد المطبّقة في الكتابة

يرجى الملاحظة بأنّه في الطبعة العربيّة لنشرة سينودوس الأساقفة طُبِّقت قواعد الكتابة التالية، منذ ورود قائمة المشاركين في النسخة المتعدّدة اللغات.

في ما يتعلّق بإستخدام حروف الرموز إلى (Sigle) للرهبانيات الدينيّة: إن ّ إستخدام الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة في اللغة العربيّة تُبرز بعض الصعوبات ولذلك في النشرة –التي ليست طبعةً رسميّة، بل أداة عمل للإستخدام الصحافيّ- تمّ إختيار الحلّ الأقل مشقةً والأكثر بساطة. ليس من المعتاد الإشارة إلى الانتسابات إلى الرهبانيّات الدينيّة في العمل الاكاديميّ، لكنّ هذا الحلّ لم يؤخذ به كملائمٍ للنشرة. قد يكون الحلّ بتحديد أسماء الرهبانيّات الدينيّة كاملةً، لكنّ هذه الممارسة قد تكون بعيدةً جدًّا عن الطبعات اللغويّة الأخرى. وعليه، للطبعة العربيّة تقرّر الإستعاضة عن الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة بالإسم المستخدم عامةً (يسوعيّون، ساليزيانيّون، فرنسيسكانيّون، إلخ).

في ما يتعلّق بأسماء المشاركين وعناوينهم: لأسماء المشاركين غير العربيّة إتَّبَع تحرير النشرة الطريقة المعتادة في النقل الكتابيّ وفق اللفظ. للأسماءِ ذات الأصل العربيّ  للمشاركين، في غياب النسخة العربيّة لقائمة المشاركين، أُجري بحث منهجيّ من قبل تحرير النشرة. لحوالي 5% من الأسماء العربيّة، التي لم يتمّ الحصول على الإسم الأصلي في العربيّة في حينه، تقرّر إعادة نقل الإسم بالأحرف العربيّة حسب قائمة المشاركين المودعة في النسخة المتعدّدة اللغات بالأحرف اللاتينيّة، للحفاظ على النمط الخطيّ الواحد للطبعة العربيّة.

في غياب النص باللفظ العربيّ، تمّ النقل الحرفيّ (أو إعادة النقل الحرفيّ) لعناوين المشاركين جميعهم، حتى وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء.

تصحيح الأخطاء

في حال تمّ اكتشاف الأخطاء، يُرجى من المعنيّين أن يشيروا إلى تحرير النشرة بالأسماء و/أو العناوين الخاطئة وكتابتها الصحيحة عبر خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) إلى: fungogenerale@pressva-fungo.va

يمكن استخدام عنوان البريد الإلكتروني عينه للإشارة إلى الأخطاء المتعقلة بمحتوى النشرة بكامله.

 

 

العودة لِـ:

- فهرس نشرة سينودس الأساقفة – الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط – 2010
[متعدّد اللغات، العربيّة، الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top