The Holy See Search
back
riga

 

SYNODUS EPISCOPORUM
نشرة

الجمعيّة الخاصّة
من أجل الشرق الأوسط
لسينودس الأساقفة
10 – 24 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010

الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة و شهادة.
"وكان
جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة
" (أع 4: 32)


هذه النشرة هي فقط وثيقة عمل للاستعمال الصحافيّ.
ليس للترجمات عن الأصل صفة رسميّة.


الطبعة العربيّة

 

[14 - 2010/10/15]

مُلَخص

- مقابلات الأب الأقدس

- الجمعيّة العامّة التاسعة (الجمعة، 15 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر)

- الجمعيّة العامّة الثانية (الاثنين، 11 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر) - متابعة

- حفلة موسيقيّة على شرف الأب الأقدس

- تصحيح الأخطاء

مقابلات الأب الأقدس

التقى الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر في مقابلة:

- أثناء استراحة الجمعيّة العامّة الأولى يوم الأثنين 11 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010 الكرادلة البطاركة وبطاركة الشرق الأوسط: غبطة البطريرك الكاردينال نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكيا للموارنة، الرئيس المنتدب شرفًا، أسقف الجبّة، صربا وجونيه للموارنة الكلّيّ الطوبى (لبنان)؛ غبطة البطريرك الكاردينال أغناطيوس موسى الأوّل داوود، بطريرك انطاكيا للسريان المتقاعد، والرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقيّة الكلّيّ الطوبى (سوريا)؛ غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكلّيّ الطوبى، الرئيس المنتدب شرفًا (العراق)؛ غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكلّيّ الطوبى، المقرّر العامّ (مصر)؛ غبطة البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك انطاكيا للسريان الكلّيّ الطوبى، الرئيس المنتدب (لبنان)؛ غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، مخلّصيّ، بطريرك انطاكيا للروم الملكيّين، رئيس أساقفة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك الكلّيّ الطوبى (سوريا)، غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كليكيا للأرمن، رئيس أساقفة بيروت للأرمن الكلّيّ الطوبى (لبنان)؛ غبطة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك أورشليم للاتين الكلّيّ الطوبى (القدس)؛ غبطة البطريرك ميشال صبّاح، بطريرك القدس للاتين، المتقاعد السامي الاحترام (القدس).

- أثناء استراحة الجمعيّة العامّة الثالثة يوم الثلاثاء 12 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، أعضاء حلقات العمل المصغرّة بالإنجليزيّة "أ" و"ب" وبالعربيّة "أ" و"ب".

في ختام الجمعيّة العامّة الخامسة يوم الأربعاء 13 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، حضرة الرابّي الجزيل الاحترام دافيد روزن، مستشار الرابّي الأكبر لإسرائيل، مدير قسم شؤون ما بين الأديان للّجنة اليهوديّة الأمريكيّة ومعهد هايلبرنّ لتفاهم دوليّ بين الأديان (إسرائيل).

في ختام الجمعيّة العامّة السابعة يوم الخميس 14 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، حضرة السيّد محمد السمّاك، المستشار السياسيّ لُمفتي الجمهوريّة اللبنانيّة المحترم (لبنان)، وصاحب السماحة آية الله سيّد مصطفى موهاغيغ أحمدابادي، أستاذ في كلّيّة القانون في جامعة الشهيد بيهيشتي (طهران)، وعضو الأكاديميّة الإيرانيّة للعلوم، السامي الاحترام (إيران).

- أثناء استراحة الجمعيّة العامّة الثامنة يوم الجمعة 14 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، المندوبين الأخوة وأعضاء الحلقات المصغّرة بالفرنسيّة "أ"، "ب"، "ج" و"د".

 [00182-08.05] [NNNNN] [Testo originale: Italiano]

الجمعيّة العامّة التاسعة (الجمعة، 15 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر)

- مداخلات في القاعة (متابعة)

عند الساعة 16:30 من اليوم، الجمعة 15 تشرين الأوّل/أكتوبر 2010، مع تلاوة صلاة الأدسومس (Adsumus)، بدأت الجمعيّة العامّة التاسعة، لمتابعة المداخلات في القاعة حول موضوع السينودس "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة. ’وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدةً‘ (أع 4: 32)".

الرئيس الدوريّ المنتدب كان نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

استتبع المداخلات حول موضوع السينودس وقتٌ لمداخلات حرّة لآباء السينودس، بحضور الأب الأقدس.

حَضَرَ هذه الجمعيّة العامّة التي اختتمت عند الساعة 19:00، بصلاة التبشير الملائكيّ، 160 أبًا.

مداخلات في القاعة (متابعة)

قام بمداخلات الآباء التالية أسماؤهم:

 - نيافة الكاردينال وليم جوزيف ليفادا، رئيس مجمع عقيدة الإيمان السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 - سيادة المطران كريكور-أوكوسدينوس كوسا، أسقف الإسكندريةّ للأرمن السامي الاحترام (مصر)

 - سيادة المطران ياسر عيّاش، رئيس أساقفة البتراء وفيلادلفيا للروم الملكيّين في الأردن السامي الاحترام (الأردن)

 - سيادة المطران منصور حبيقة، أسقف زحلة للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 - حضرة الخورأسقف يوسف ساج، الإكسرخوس البطريركيّ لبطريركيّة أنطاكية للسريان في تركيا الجزيل الاحترام (تركيا)

 - سيادة المطران أنجلو أماتو، سالزيانيّ، رئيس أساقفة سيلا شرفًا، رئيس مجمع دعاوى القدّيسين السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 - حضرة المونسنيور ميخائيل موراديان، رئيس دير المعهد الإكليريكيّ البطريركيّ في بزمّار الجزيل الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران جوزيف سويف، رئيس أساقفة قبرص للموارنة السامي الاحترام (قبرص)

 - سيادة المطران سيريل فازيل، يسوعيّ، رئيس أساقفة بطولامايس ليبيا شرفًا، أمين سرّ مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 - سيادة المطران جوزيف عبسي، بولسيّ، رئيس أساقفة طرسوس شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد ونائب عامّ في دمشق السامي الاحترام (سوريا)

 - سيادة المطران جورج بكر، رئيس أساقفة بيلوزيو شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد والنائب العامّ للروم الملكيّين لمصر والسودان السامي الاحترام (مصر)

 - سيادة المطران سمعان عطاالله، أنطونيّ، أسقف بعلبك - دير الأحمر للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران جاك إسحاق، رئيس أساقفة نصيبين للكلدان شرفًا، أسقف كوريا بابل للكلدان السامي الاحترام (العراق)

 - سيادة المطران جان-كليمان جانبرت، رئيس أساقفة حلب للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

 - سيادة المطران ميشال أبرص، حلبيّ، رئيس أساقفة ميرا شرفًا للروم الملكيّين، أسقف كوريا لبطريركيّة أنطاكية للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

 - سيادة المطران كورت كوخ، رئيس أساقفة - أسقف متقاعد، بازيلايا، رئيس المجلس الحبريّ من أجل تعزيز وحدة المسيحيّين السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 - سيادة المطران عمّانوئيل دبَّغيان، رئيس أساقفة بابل للأرمن السامي الاحترام (العراق)

 - سيادة المطران أثناسيوس متّي شابا متوكا، رئيس أساقفة بابل للسريان السامي الاحترام (العراق)

 - سيادة المطران ديونيسيوس أنطوان شهدا، رئيس أساقفة حلب للسريان السامي الاحترام (سوريا)

 سننشر في ما يلي ملخّص المداخلات:

 - نيافة الكاردينال وليم جوزيف ليفادا، رئيس مجمع عقيدة الإيمان السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 تركز مداخلتي على مفهوم "التقليد الحيّ" في الكنيسة، كما علّم الدستور العقائدي "في الوحي الإلهي"Dei Verbum  في المجمع الفاتيكاني الثاني، وحول فهم دور البابا في التقليد الرسولي، مستندا على رقم 78 من وثيقة العمل.

في رقم 8 من "الوحي الإلهي" علّم المجمع بأنّ "هذا التقليد الذي تسلّمناه من الرسل يتقدّم في الكنيسة بمعونة الروح القدس، فإدراك الأمور والأقوال المنقولة ينمو". وكما علّم الطوباوي جون هنري نيومان، المطوّب في بريطانيا الشهر الماضي، فإنّ هذا التقليد الحيّ قد عرف تطوّرا في العقيدة، بهدف الإجابة على الأسئلة المطروحة على مدار ألفيّتين من تاريخ الكنيسة كشركة لتلاميذ المسيح. ومن دراسته لآباء الكنيسة، في عصر الآباء وفي المجامع المسكونيّة الأولى، قد وجد الكاردينال نيومان في التقليد الحيّ تحديدا، هاديا له لإعتناق ملء الإيمان في الكنيسة الكاثوليكيّة.

ولم تغب الأمثلة على هذا التطوّر عن نقاشاتنا في هذا السينودس. وأفكّر هنا بقرار "في عصرنا" Nostra Aetate لأنّه زوّدنا بأسس جديدة لعلاقاتنا اليوم مع اليهود والمسلمين. وكذلك أفكّر بنقاشات السينودس حول الحريّة الدينيّة، وحريّة الضمير، مستندين على ما جاء في بيان " الكرامة الإنسانيّة" حول الحريّة الدينيّةDignitatis Humanae . وقد قدّم البابا بندكتوس السادس عشر إسهامه الخاصّ لهذا التطوّر المستمرّ، بمداخلاته العديدة بإسم التفاعل الواجب بين العقل والإيمان، في الخطاب العام والسياسيّ، محاورا بقناعة، بأنّ الدولة العلمانيّة الحديثة تحتاج إلى صوت هام للدين لكي يؤكّد بوصلته الأخلاقيّة. وفي تطبيقه الثاقب لتعليم المجمع الفاتيكاني الثاني، قد ركّز البابا على الحاجة لاستمراريّة التقليد كشرط لفهم صحيح وأمين لتعليم المجمع، وبالتالي لتطوّر العقيدة.

وتفيدنا هذه الملاحظات عندما نفكّر بتعليم الكنيسة حول الحبر الأعظم، أسقف روما. وقد مرّت هذه العقيدة أيضا في مسار متطوّر منذ أن أكّد يسوع: "أنت صخر وعلى هذا الصخر، سأبني كنيستي" (متى 16: 18). وقد عاد العديد من آباء السينودس إلى الإقتباس ممّا جاء في رسالة يوحنا بولس الثاني "نور الشرق" عام 1995، والتي تقول وثيقة العمل حولها: "يعترف قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني بمسؤوليّة أن نجد صيغة لممارسة الأوليّة، بحيث أنّها، وإن كانت لا تتخلّى بأيّ وجه عمّا هو أساسي في مسؤوليّتها، تنفتح لوضع جديد، آخذين في الإعتبار التقليد القانوني المزدوج اللاتيني والشرقي". (رقم 78).

 وبالتالي، إنّ مجمع العقيدة والإيمان عقد مؤتمرا لاهوتيّا للوقوف المفصّل على نواحي البابويّة اللازمة لإيمان الكنيسة. وبالإضافة إلى نشر أعمال ذلك المؤتمر، أصدر المجمع عام 1998 وثيقة حول هذه المسألة معنونة: " أوليّة بطرس في سرّ الكنيسة".

ومؤخّرا، ينظر المجمع لدعوة اللجان العقائديّة في السينودسات والمجالس الأسقفية في كنائس الشرق وفي الكنائس المشرقيّة ذات الوضع الخاصّ، لمناقشة القضايا العقائديّة ذات الإهتمام المشترك. وفي هذا الإطار، أتصوّر دراسة مفيدة وتبادل آراء حول ممارسة خدمة خليفة بطرس، بأشكال عدّة، مع نواحيها العقائديّة الأساسيّة، طبقا لحاجات الزمان والمكان المتعدّدة. ويبقى كلّ ذلك فصلا من علم الكنيسة Ecclesiology، وهو بحاجة إلى مزيد من التطوير والإكمال.

ولكن، مثل هذا التفكير اللاهوتي لا يحلّ مكان الشهادة الحيّة التي يقدّمها كاثوليك الشرق الأوسط، أمام إخوتهم الأرثوذكس والمسلمين، حول الكيفيّة التي تتطوّر فيها عقيدة الكنيسة، في التقليد الرسوليّ الحيّ، مستنيرة بعطيّة المسيح في الروح القدس، إلى تعليم الكنيسة في كلّ عصر. ويتضمّن هذا التعليم بالضرورة دور البابا كرأس للجامعيّة الأسقفيّة الرسوليّة، بمرافقة وصيّة المسيح له بأن "يثبّت إيمان إخوته" ( راجع لوقا 22: 32). وهكذا، "سيكونون بأجمعهم واحدا" (يو 17: 21).

 [00166-08.08] [IN106] [Testo originale: Inglese]

- سيادة المطران كريكور-أوكوسدينوس كوسا، أسقف الإسكندريةّ للأرمن السامي الاحترام (مصر)

 "ونفتخر بالرجاء لمجد الله، لا بل نفتخر بشدائدنا نفسها لعلمنا أنّ الشدّة تلدُ الثبات، والثبات يلدُ فضيلة الإختبار، وفضيلة الإختبار تلدُ الرجاء، والرجاء لا يُخيّبُ صاحبه، لأنّ محبّة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهِبَ لنا" (رومة 5: 2-5)

قداسة البابا

أصحاب الغبطة والنيافة

إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيّين

أتناول في مداخلتي هذه الأرقام 120 حتّى 123 والتي تتكلّم عن الرجاء.

" كونوا في الرجاء (رجائكم) فرحين، وفي الشّدة صابرين وعلى الصلاة مواظبين" (رومة 12:12)

في فرح الرجاء والصبر، في الشدّة والمواظبة على الصلاة، نتقاسم الخبرات والتفكير في التزاماتنا ضمن كنائسنا تراثيًّا وثقافيًّا وتاريخيًّا ولاهوتيًّا وليتورجيًّا وروحيًّا مميّزًا، نابعًا من مختلف تقاليدنا الطقسيّة لأنّنا مدعوّون أن نجعل من هذا التنوّع وسيلة لإغناء مجتمعاتنا على اختلافها، وتَمتين وحدة كنيسة المسيح وتأدية شهادة الإيمان والرجاء والخلاص.

في هذه المنطقة من العالم مشى ابراهيم أبونا في الإيمان ومعه كلّ ذريّته. ففي ابراهيم، كلّ مسيحيٍّ مدعو أن يلبّي نداء الربّ ويسلّم له أمره، لِيُصيبَ الحياة الحقيقيّة.

على هذه الأرض، حقّق الله قصدَ حُبّه، فأرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح الناصريّ ليخلّص العالم ويجمع شتات الناس. في المسيح تَمّت كلّ الوعود الإلهيّة، فانتصرت على الموت وثَبُتَ فينا الرجاء.

إذًا من الشرق أشرقت أنوار الإنجيل.

من الشرق، إنبثقت نَهضة التبشير والرسالة. لِذا من هذه الرسالة تعلّمنا أن نبنيَ كنائسنا وأديرتنا وبيوتنا ومدارسنا ومؤسّساتنا على الناس والشمس والهواء. لا نعيش في كهوفٍ ودهاليز منعزلين، لكي يرى كلّ إنسان مهما كان دينه وثقافته ما عندنا بوضوح. نوافذنا كبيرة وهي من الزجاج الشفّاف " والنور يشرق في الظلمات" (يوحنّا 5:1)

إنّ شهادتنا وشركتنا تتحقّقان في هذه البُقعة من الأرض حيث شاءت العناية الإلهيّة أن نعيشَ ونحيا دعوتنا وإيماننا ورسالتنا.

تتعرّض هذه المنطقة إلى أقوى الأخطار الجسيمة التي تواجهها. فهي تتأرجح بين الحرب والسلام، وبِها أيضًا يمكن التطلّع إلى نوعٍ جديدٍ من العلاقات الدوليّة أشدّ إحترامًا لحقوق الإنسان والشعوب وحرّيتهم. حبّذا العيش المشترك أن ينتصر على كافّة الخلافات للإلتقاء مع بعضنا البعض وسويّةً مع المسلمين وحتّى اليهود.

نشعر أحيانًا بأنّنا مهدّدين بالخوف واليأس والإضطهاد، وننسى أنّ وجودنا المسيحيّ مرتبط بمستوى إيماننا وعمقه. والتحدّي الأساسيّ لنا هو أن نحقّق ذواتنا أكثر فأكثر، كمعمّدين ومؤمنين بالمسيح، مدعوّين أن نشهد لـ"فادي البشر" في حياتنا وأقوالنا وأعمالنا أمام إخوتنا غير المسيحيّين.

من هنا نتساءل أي معنى لهذا الشرق إذا كنّا غائبين عنه؟ مداخلتي هي رسالة رجاء إلى المسيحيّين لكي يروا في الشرق ينبوع الرجاء بالمسيح الذي وُلد فيه وصُلِبَ وقام من بين الأموات.

سلاح المسيحيّة لا تصنعه المصانع ولا يخرج من الأرض فيتّخذُ شكلاً أو حجمًا أو لونًا معيّنًا.

المسيحيّة سلاحها في المحبّة، ومدّ الجسور بين الإنسان وأخيه الإنسان، حتّى لا يكون هناك واحدٌ بعيدٌ وآخر قريب. وإذا استطاع المرء اكتشاف هذا السلاح، فإنّما يكون قد اكتشف ذاته وعرف مكانته. فَمتى عرفَ أحبَّ، ومتى أحبَّ أعطى، ومتى أعطى إطمأنّ، ومتى إطمأنّ استقرّ، ومتى استقرّ سلُمَ من كلّ عيبٍ وآفه.

رجاؤنا أن نعيش بسلام، فلنمدّ أيادينا إلى المسلمين واليهود برجاءٍ مسيحيّ وحياةٍ جديدة، ولنقل إلى اليهود: " كفّوا عن قتل الأبرياء، ولا تنسوا ما يقول لكم التلمود: في كلّ إنسان أرى الله"

لنمدَّ يدنا إلى أخوتنا المسلمين برجاء عيش مشترك لبناء وطنٍ واحد ومجتمع واحد تسوده المحبّة والأخوّة والتفاهم والحوار.

الكنيسة تبشّر بالمحبّة وتحارب الظلم والتعصّب وتنشر العلم ولا تعمل لذاتِها بل لمجد الله الأعظم وتثبّت الرجاء.

نتمنّى من هذا السينودس أن نصل لتحقيق الأمنية وهي أن لا نكفّ عن العمل للرجاء المنشود رغم المحن والمصاعب التي تحوم بنا، فإنّ الشهادة والشركة لا تنضجان إلاّ بالمصائب والشدائد التي ثمرها المحبّة.

المطران كريكور أوغسطينوس كوسا

أسقف الإسكندريّة للأرمن

 [00167-08.03] [IN107] [Testo originale: Arabo]

 - سيادة المطران ياسر عيّاش، رئيس أساقفة البتراء وفيلادلفيا للروم الملكيّين في الأردن السامي الاحترام (الأردن)

 بدايةً، نقدّم جزيل الشكر إلى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذي جمعنا في هذا السينودس الخاص بالكنيسة الكاثوليكيّة للشرق الأوسط–شركة وشهادة. إنّه نعمة خاصّة للكنيسة الكاثوليكيّة ومسيحيّي الشرق الأوسط. يجتمع فيه الآباء ليدرسوا ويصلّوا ويحقّقوا آمال المؤمنين.

أريد ان ألفت إنتباهكم في هذه المداخلة إلى بعض الأمور التي تخصّ الكنيسة الكاثوليكيّة والمسيحيّين عامةً في الأردنّ. فبالرغم من الأوضاع الراهنة في بلدان الشرق الأوسط وبالأخصّ في فلسطين، فإنّ الأردنّ يتمتّع بقيادة جلال الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بالسلام والهدوء والإستقرار والوسطيّة. هذه تساعدنا في تأدية شهادتنا الحقيقيّة للمسيح. إنّنا نذكر في الأردنّ الزيارتَين التاريخيّتَين لقداسة البابا يوحنّا بولس الثاني والبابا بندكتوس السادس عشر والحفاوة التي استُقبِلَ بِها قداستَيهما إلى الأردنّ والأراضي المقدّسة، ونشكره على محبّته واهتمامه الخاص بكنيسة الشرق الأوسط وهو

ما يدعو المؤمنين إلى مزيد من الشهادة لإيمانهم في بلدانهم والثبات في الأراضي المقدّسة، أرض المحبّة والسلام.

إنّ شهادتنا المسيحيّة تظهر من خلال:

المدارس والمستشفيات والمؤسّسات الخيريّة التي تقدّم الخدمة بكلّ محبّة وبدون أي تمييز وبالتساوي، مسلمين ومسيحيّين، تربويًّا وأخلاقيًّا وعلميًّا.

نحتفل بصلواتنا وطقوسنا كاملةً في كنائسنا ورعايانا بدون أيّة صعوبة، وضمن القانون نستطيع أن نشتري ونتملّك ونبني الكنائس والمدارس وغيرها من المنشآت.

يحتفل المسيحيّون معًا الكاثوليك وغيرهم منذ أكثر من أربعين عامًا بعيد الفصح حسب التقويم الشرقي وبعيد الميلاد بحسب التقويم الغربي.

التعليم المسيحيّ يُدرَّس في المدارس المسيحيّة وبعض المدارس الأهليّة ولا يُدرّس في المدارس الحكوميّة، بالرغم من المحاولات الكثيرة.  يوجد أكثر من منهاج، أتمنّى أن يكون يكون منهاج موحّد لأبناء الكنيسة الكاثوليكيّة والأفضل أن يكون لجميع المسيحيّين.

يشارك المسيحيّون في الحياة العمليّة في مختلف المجالات ودورهم فعّال وقويّ ومشهود له.

تبقى الهجرة مشكلة قويّة ولها نتائجها السلبيّة والإيجابيّة. هجرة داخليّة وهجرة إلى بلاد الإنتشار وأيضًا القادمون إلى الأردنّ من أجل العمل أو بسبب الحروب المتتالية. وقدّمت الكنيسة المحليّة خدمةً رعويّة وإنسانيّة على قدر المستطاع. وتبقى أسباب الهجرة متشابهة: سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة والبحث عن مستقبل أفضل...ولكن من النادر أن نسمع أن يكون السبب (إضطهاد ديني).

لا يوجد حوار إسلاميّ مسيحيّ رسميّ على المستوى الوطنيّ. هناك اللقاء الذي يتمّ بشكل دوريّ بين الأردنّ والفاتيكان. نأمل أن يتخطّى مجلس الشرق الأوسط المحنة التي يمرّ بِها خدمةً للشهادة والوحدة المسيحيّة.

توجد حالات إرتداد إلى الدين الإسلاميّ والأسباب مختلفة ولا علاقة لها بالإيمان، وقليلةٌ هي حالات الإرتداد إلى الدين المسيحي.

إنّ مزيدًا من التعاون المتبادل وتوحيد الجهود المشتركة والمحبّة الصادقة تمدّنا بالشجاعة والقوّة وتكون شهادتنا مثمرة تمجّد الله وتثبّت المسيحيّ في أرضه وإيمانه. وشكرًا.

 [00168-08.04] [IN108] [Testo originale: Arabo]

 - سيادة المطران منصور حبيقة، أسقف زحلة للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 أودّ التركيز في مداخلتي  فقط على الأسئلة العمليّة المحضة، بغية وجود حلول عمليّة، كما يتمنّى مؤمنونا.

منذ هجرة المسيحيّين الكثيفة من الشرق الأوسط طوعًا أو كرهًا،لم تعد مشكلتهم مجرّد ممارسة بعض الحقوق، بل التمتّع بالحقّ في العيش في أرضهم الأم. هدف السينودس يجب أن يكون أوّلاً بمساعدتِهم على الحفاظ على هذا الحقّ. يجب مساءلة القوى العظمى باسم حقوق الإنسان لصالحهم، والبلدان حيث يعيشون باسم الإسلام.

إنّ شبّاننا مجبرون أغلب الاحيان على السفر إلى الخارج من أجل تأمين لقمة عيشهم. إنّ الكنيسة في لبنان التي أنجزت الكثير من الأعمال، يجب أن تتحرّك أكثر فأكثر من أجل التخفيف، على قدر الإمكان، من حدّة هذه الأزمة. إنّ الحلّ يمكن أن يكون بإعطاء هؤلاء الشبّان قطعًا من الأراضي بشكل عقودٍ طويلة الأمد لمدّة تسعةٍ وتسعين عامًّا. على هذه العقارات المفروزة، يمكنهم بناء إمّا بيوت، إمّا معامل إمّا أيّ مشروع تجاريّ.

يعتبر لبنان كمدرسة الشرق الأوسط، جامعة الشرق الأوسط ومستشفى الشرق الأوسط. ولكن لا يزال هذا القطاع الخاصّ  الذي تتولّى معظمه الكنيسة، مكلفًا جدًّا.

إنّ الكنيسة، خاصّةً التي تهتمّ بتشجيع الولادات، يمكنها أن تلتزم مع مؤسّساتها بتخفيف كلفة التعليم للولد الثالث والرابع في نفس العائلة، وذلك بايجاد رصيدٍ للمساعدة على هذه الغاية، أو الطلب من الدولة بالمزيد من الإلحاحٍ أن تأخذ على عاتق موازنتها الرسميّة، كلفة التعليم الخاصّ، كليًّا أو جزئيًّا.

من ناحية أخرى، في ما يتعلّق بالمستشفيات، يجب إيجاد بوالص تأمين للعائلات بكلفة منخفضة تُطلب من شركات التأمين المثبتة من قِبل الكنيسة أو التي تديرها هي بنفسها. 

 في ما يخصّ فرص العمل للشبّان، شرط أساسيّ لا بدّ منه لإبقائهم في لبنان، سيكون من الضروريّ تحريك الإنتشار المسيحيّ اللبنانيّ الأصل في كلّ أنحاء العالم وتشجيعه على الإستثمار في لبنان لخلق فرص عمل.

هناك بعض الإختيارات السياسيّة السيّئة التي سبّبت موجات من الهجرة كان بالإمكان تجنّبها. كي لا تتكرّر هذه الأخطاء الجسيمة، على السلطات الكنسيّة أن تلعب معًا دورًا أكبر لمنع إتخاذ مثل هذه المواقف المجازفة بدون ضرورة.

هذه المقاييس، بقدر ما هي متواضعة، سوف تساهم طبعًا بتقوية الحضور المسيحيّ في لبنان، أيضًا بمضاعفة مقاومة العائلات في الظروف الإقتصاديّة الصعبة، وبتشجيع الشبّان على الزواج وعلى بناء الأسر.

 [00169-08.05] [IN109] [Testo originale: Francese]

 - حضرة الخورأسقف يوسف ساج، الإكسرخوس البطريركيّ لبطريركيّة أنطاكية للسريان في تركيا الجزيل الاحترام (تركيا)

 يشرّفنّي بصفتي النائب العام على طائفة السريان الكاثوليك في تركيّا أن أقدّم لكم واقع جمال كنيستنا وأبناء طائفتنا التي يربو عددها على ألفٍ وخمسمائة نسمة تقريبًا في مدينة اسطنبول حيث تجمّع فيها أبناؤها قادمين من مدينة مارديني، المقرّ البطريركيّ سابقًا حتّى نِهاية الحرب العالميّة الأولى. ومن ديار بكر والرها واسكندرون وجبال طور عابدين و إنطاكية.

إلى هذا العدد ينضمّ إليه لا أقلّ من ثلاثمئة نسمة موزّعين في عدّة محافظات وقد أتوا إليها من العراق منذ الحرب العراقيّة الإيرانيّة سنة  1980 حتّى اليوم وهم في قدومٍ وترحال إلى بلاد المهجر.

وكون أبنائنا وافدين جدد على مدينة اسطنبول طلبًا للرزق والأمان، فقد استحصلنا بمؤازرة الكنيسة اللاتينيّة على كنيسة ومقرّ في دير الآباء اليسوعيّين بعد أن توصّلنا مع الدولة التركيّة إلى الحصول عليها لمدّة تسعة وتسعين سنة فنقوم بذلك بكلّ الواجبات الرعائيّة الدينيّة لأبنائنا من نشاطٍ في مركز التعليم المسيحي والأخويّات المختلفة ولجنة رعائيّة خيريّة تهتمّ بالمحتاجين وخاصّةً منهم المهجّرين العراقيّين.

إلى جانب ذلك لا نزال نَهتمّ في كنائسنا في مارديني ونرعى أوقافها وهي المقرّ البطريركي السابق ولو بشقّ النفس لأننا لا نستطيع أن نتصرّف بمواردها إلاّ لحاجات الترميم والتصليحات وهذا لا ينفع غليلاً لحبس وارداتها وحبسها لدى موارد الدولة. ومؤخّرًا استرجعنا كنيسة مدينة اسكندرون ودشّنها غبطة أبينا البطريرك بُعَيدَ الشهيد أسقف المدينة، بادوفيزي

في مدينة اسطنبول نتعاون مع كلّ الطوائف الكاثوليكيّة من لاتين وأرمن كاثوليك وكلدان تحت توجيهات مجلس الأساقفة الكاثوليك حيث أشغل منصب رئيس لجنة حوار الطوائف والمذاهب، وعلاقتنا مع بطريركيّة الفنار وطائفة الأرمن الأرتوذكس والسريان الأرتوذكس على ما فيه خير الجميع وهذا ما حدا بالبطريرك المسكوني برتولوميو أن يكرّمني بصليبي الراعي الصالح تقديرًا وتشجيعًا لتعاوننا المثمر.

نسأل صلواتكم ودعاءكم لثبات رسالتنا وتقدّمها وشكرًا لإصغائكم الكريم.

المونسنيور يوسف صاغ.

 [00170-08.04] [IN110] [Testo originale: Arabo]

 - سيادة المطران أنجلو أماتو، سالزيانيّ، رئيس أساقفة سيلا شرفًا، رئيس مجمع دعاوى القدّيسين السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 دعا السيد المسيح جميع تلاميذه وكلاّ منهم إلى قداسة الحياة: "كونوا كاملين، كما أنّ أباكم السماويّ هو كامل" (متى 5:48). وقد حثّ الرسول بولس المسيحيّين على أن يكونوا في المسيح "قدّيسين بلا عيب في المحبّة" (راجع أفسس 1: 4). والمجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني قد أكّد على الدعوة الشاملة للمسيحيّين إلى القداسة: "إنّ الكلّ في الكنيسة مدعوّون إلى القداسة، سواء أكانوا في السلطة، أو من تسوسهم، على ما جاء في كلام الرسول: "فإنّ مشيئة الله، إنّما هي تقديس نفوسكم" (1 تسا 4:3)". (نور الأمم 39).
وقداسة المؤمنين هي عطيّة الروح القدس، ومحبّة الثالوث الإلهيّة، في الكنيسة الواحدة، الجامعة، المقدّسة، الرسوليّة. ومنذ نشأة المسيحيّة، نبت في الكنائس الشرقيّة عدد من القديسين والمعترفين والشهداء. وفي العام الماضي، جرى حفلا تطويب في كلّ من الناصرة وكفيفيان (لبنان). ففي
21\11\2009 ، جرى في الناصرة تطويب الراهبة ماري ألفونسين دانيال غطّاس، المولودة في القدس، ومؤسّسة الجمعيّة الرهبانيّة، العربيّة بالكامل، لراهبات الورديّة، اللواتي  يعملن بشكل إرسالي في كثير من بلدان الشرق الأوسط. وفي كفيفان، شمال بيروت، جرى في حزيران الماضي، تطويب الأخ اسطفان نعمة، الراهب في الجمعيّة المارونيّة اللبنانيّة. وشارك في الإحتفال أكثر من مئة ألف شخص.

وبالإضافة إلى كونهم شهودا للإيمان والشركة في الكنيسة، فإنّ للطوباويين والقدّيسين وظائف مثلثّة: فوق كلّ شيء، هم فعلة التثاقف الأصيل للإنجيل، وبحضورهم يبيّنون أنّه من الممكن أن يعيش تلاميذ المسيح الكمال، فوق أرضهم وفي ثقافتهم. وثانيا: هم شهود لانتصار الحوار بين الأديان، فحياتهم، مطبوعة بممارسة بطوليّة للمحبّة، وهذه هي اللغة الشاملة للإنسانيّة، المفهومة والمقدّرة، حتّى من قبل غير المسيحيّين.

وثالثا: هم مرسلون مصدّقون لإنجيل السيّد المسيح، لأنّهم يعيشون بتناغم ما بين الأقوال والأفعال.

[00171-08.04] [IN111] [Testo originale: Italiano]

 - حضرة المونسنيور ميخائيل موراديان، رئيس دير المعهد الإكليريكيّ البطريركيّ في بزمّار الجزيل الاحترام (لبنان)

 صحيح أن الشرق الأوسط هو الأرض المقدّسة وأرض القدّيسين، أمرٌ مثبتٌ بفعل التقديسات والتطويبات التي تمّت مرارًا في السنوات الأخيرة: مار شربل، نعمة الله الحردينيّ، رفقا، أبونا يعقوب، أغناطيوس مالويان، الأخ إسطفان، الخ. ولكن يجب ألاّ يحجب ذلك أعيننا عن الحقيقة بأنّنا نعيش أيضًا في الشرق الأوسط أزمة دعوات.

الإحصاءات التي تمّت خلال دورة تنشئة للرهبان والتي شارك فيها 129 راهبًا وراهبة هي البرهان الأبلغ على ذلك. لقد أجابوا على السؤال التالي: ما هي أسباب انحدار عدد الدعوات الرهبانيّة، وما هي نتائجها على الأمد القريب والمتوسّط والبعيد، وما هي الحلول الممكنة؟ أعرض هنا خلاصة الأجوبة:

1. الأسباب الرئيسة: انخفاض الولادات في العائلات المسيحيّة. المشاكل المادّيّة والأخلاقيّة التي تواجهها العائلة. أزمة القيم. صعوبة الالتزام لأمدٍ بعيد. تحرّر المرأة. أزمة الإيمان. الشهادة الخاطئة التي يؤدّيها المكرّسون والمكرّسات.

2. حلولٌ ممكنة: مساعدة العائلة. التربية على القيم الصحيحة. أن يؤديَ المكرّسون والمكرّسات شهادة صادقة لأمانتهم للمسيح ولتكرّسهم... تأمين تمييز جيّد للدعوات. إعطاء الأولويّة للنوعيّة على حساب الكمّيّة. السهر على مرافقةٍ روحيّة جيّدة للدعوات. التزويد بتنشئة أوّليّة ودائمة مناسبة.

وخلال تحليل الأجوبة لاحظنا أن هؤلاء الرهبان والراهبات الـ 129، سواء كان في أسباب انحدار عدد الدعوات الرهبانيّة أو في الحلول الممكنة، قد أعطوا المركز الأوّل للعائلة. وذلك لأنّ العائلة هي نواة المجتمع. وفيها يتلقّى الشخص تربيته الإنسانيّة والدينيّة الأولى. تولَد الدعوات داخل العائلات المؤمنة والممارِسة.

"والكنيسة، إذ تدرك أن الزواج والعائلة يشكّلان إحدى أغلى القيم الإنسانيّة، تريد أن تُسمع صوتها فتساعد أولئك الذين يدركون قيمة الزواج والعائلة وقدرهما ويسعون إلى أن يعيشوا بمقتضى هذه القيمة بأمانة، وأولئك الذين يبحثون في حيرة وقلق عن الحقيقة، وأولئك الذين يُمنعون ظلمًا من أن يعيشوا بحرّيّة عيشة العائلة" ("وظائف العائلة المسيحيّة"، 1).

الحديث عن "رعويّة الدعوات" يعني "رعويّة العائلة". وأرى أنّ "ورقة العمل"لم تولِ موضوع العائلة الأهمّيّة التي يستحقّها، لذا أقترح أن يُؤخذ ذلك بعين الاعتبار في الـ"رسالة المعتادة" (Nuntio).

 [00172-08.04] [IN112] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران جوزيف سويف، رئيس أساقفة قبرص للموارنة السامي الاحترام (قبرص)

 سينودس الشرق الأوسط هو مكان لتجديد الكنيسة من الداخل في خبرة الشركة والشهادة "لكي يؤمن العالم" (يو 17: 21). والشركة في الواقع هي نقطة الإنطلاق لوجود جماعة المؤمنين، وهي تتقوّى وتتطوّر من اللقاء الشخصي مع الرب يسوع، في كلمته وفي الإفخارستيا. ومنها ننطلق إلى الشهادة عبر تعاوننا وهو الخيار الإستراتيجي اليوم. فبالصدق والتواضع والمسؤولية والمحبّة، نريد أن نقرأ العناصر السلبيّة التي تمنع الشركة، وستكون الروح المسكونيّة هي المنهجيّة في المقام الأول. ومن محبّة المسيح ننطلق إلى حوار الحياة، بإحترام الحوار عقائدي الذي هو عمل الروح القدس.

إنّا بحاجة إلى قوّة الحضور في الشرق الأوسط، حضور نوعي، ديناميكي، إرسالي وخدَمي، وقد كان هكذا على الدوام وسيبقى كذلك في الشرق وفي الغرب.

هنالك تحديّات تفرضها الأوضاع السياسيّة والصراعات واشكاليّة الحريّة الدينيّة وحريّة الضمير، والكنيسة هي ضامنة الحريّة، وحضورها هو ربح ليس فقط للمسيحيّين، بل للجميع، وبخاصّة الذين يؤمنون بالقيم الإنسانيّة والروحيّة، ومن يلتقون بشكل مباشر أو غير مباشر، مع المواقف  الكنسيّة. وأيضا إنّ الحضور المسيحي هو حقا علامة، وعليه أن يكون مسنوداً من الكنيسة العامّة، ومن الأسرة الدولية. للمساعدة على تخطّي الأكثريّة الشعبيّة، والأنظمة الإجتماعيّة والدينيّة، السائرة عكس القيم الإنسانيّة، قيم الحريّة، وقيم الحوار واللقاء بين الثقافات المتعدّدة. فنحن نعيش اليوم صراعاً حقيقيّاً بين الثقافات وصراعا بين العقليّات وصراع التقارب والرؤى، حتى داخل الديانة نفسها، حيث تستطيع المسيحية أن تقوم بالكثير وأن تقول الكثير، وأيضا أن تقدّم حلولا. فلنأخذ المبادرات معاً من أجل صياغة مشاريع تربويّة وإجتماعيّة تساعد على تغيير العقليّات، وعلى التربية على تقبّل الإختلافات وحقوق الإنسان. إنّ المنطقة تنتظر من المسيحييّن إسهاماً واضحاً لبناء حضارة المسامحة والسلام. وغيابنا خسارة لنا وللجميع. وعلى الهجرة أنْ تصبح انتشارا إرساليّا، ينقل روحانيّة الشرق، عن طريق الليترجيّا التي لها أبعاد قوّية جدّا في حياة المؤمنين، وعن طريق مواقف متعدّدة دينيّا وإنسانيّا وتجعل من عائلاتنا خميرة وملحا بين المجتمعات المتعلمنة. فالهجرة لمسيحيّي المنطقة هي علامة نبويّة لشهادة لا أحد منّا يستطيع التكهّن بنتائجها . يخبرنا التاريخ أن المسيحيّين السريان قد وصلوا إلى الهند والصين، وسط ظروف إجتماعيّة وإنسانيّة، ونشروا الإيمان. فلنطلب من أخوتنا أن يقوّوا عمل التضامن، ومن أنفسنا القيام بمشاريع رعويّة وروحيّة وإجتماعيّة تظهر الشركة وتعيد ثقة الشعب بنا.
إنّ خبرة قبرص، في أبرشيّتي، تبيّن أنّ بمستطاع الديانات أن تعيش معا، بالرغم من الجروحات. ونحن الموارنة، نعيش في الجزيرة منذ
1200 سنة وتاريخنا حافل بالقدّيسين والشهداء. ومع أخوتنا المواطنين ، ننشد السلام، في العدالة والمحبة المؤسّسة على الحقيقة والحريّة. نريد أن يفتح الجامع والكنيسة أبوابهما للجميع، وأن يكونا مساحة لقاء ومغفرة، ومكاناً لتنقية الذاكرة، نحن الموارنة نرغب بالعودة إلى قرانا، بالرغم من الصعوبات. نريد أن نشهد في الجزيرة التي تشكّل جسرا بين الشرق والغرب، لقيم الحوار والعيش المشترك لبناء ثقافة السلام والمحبّة.

 [00173-08.06] [IN113] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران سيريل فازيل، يسوعيّ، رئيس أساقفة بطولامايس ليبيا شرفًا، أمين سرّ مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 أودّ، بالاتفاق مع نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام، أن أقدّم في هذه الجمعيّة بعض الاعتبارات المُتعَلِّقة بعددٍ من أوجه حياة الكنائس في الشرق الأوسط التي طرحها المُراقب الخاصّ ألا وهو "مجمعنا". أشار الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر خلال زيارته التاريخيّة بمناسبة مرور 90 عامًا على تأسيس مجمعنا، في 9 حزيران/يونيو 2007، إلى أنّه يجب تفضيل بعض المواضيع لأنها مُهمّة ومُلحّة: السينودسيّة، التنشئة، الهجرة والمسكونيّة.

السينودسيّة: تتعلّق بشكل خاصّ بآليّة اختيار المُرَشحين للأسقفيّة. إنّ التحقّق من مُلاءمة المُرشحين هو من مَهَمَة الأساقفة والسينودس، ولا بدَّ من إجرائه بشكل أكثر دقّة مما هو عليه الحال الآن، وذلك من أجل تسهيل وتسريع عملية الحصول على الموافقة الحبريّة.

التنشئة: في المقام الأول يجب تقييم الوضع الحالي للمؤسّسات الأكاديميّة ومؤسّسات التنشئة باستمرار، مستوى التعليم الثقافي والروحي الذي تُقَدِّمه. يجب ألاّ نُهمل المشاكل التي يواجهها طُلاب التعليم العالي خارج السياق الشرقيّ، مثلاً في روما، ولا جدوى من إخفائها. ونتساءل أنّه إذا كان قد حان الوقت لكي نفتتح أخيرًا دورة أولى من الدراسات اللاهوتيّة الشرقيّة هنا في روما، في كليّة لاهوتيّة شرقيّة؟

ظاهرة الهجرة: يعمل مجمعنا على تنظيم الدوائر الكنسيّة الشرقيّة خارج الأراضي التقليديّة. أما في ما يتعلّق بالمؤمنين الذين ينتقلون إلى خارج الشرق الأوسط، ففي بعض الأحيان يتمّ طلب تمديد "كونيّ" لسلطة البطاركة – كما لو كان هذا حقًّا وحلاًّ عالميًّا لمشاكل راعويّة المهاجرين. من المهم التذكير بأنّه هناك فرق كبير بين الحقّ العالميّ المزعوم وبين الطلب الظرفيّ والمُعَلّل.

المسكونيّة: إنّ المجمع الفاتيكانيّ الثاني يُذَكِّر الشرقيّين بالمَهَمَة الخاصة التي عُهِدَت إليهم [...]، تعزيز وحدة جميع المسيحيّين، وخصوصًا الشرقيّين منهم ... مع ... أمانة دقيقة للتقاليد الشرقيّة القديمة. ولكي لا نتوقّف عند المسائل الأكثر سهولة ووضوحًا، مثل نمط الزيّ الإكليريكيّ، يتوجّب علينا التحقّق من المعرفة المتعمقة والامتثال للعناصر الأكثر لاهوتيّة وراعويّة. ما هو الوضع، في كنائسنا، المتعلّق بالمنح المشترك لأسرار التنشئة المسيحيّة الثلاثة، المناولة الإفخارستيّة للأطفال، العماد بالغطس – فقط لذكر بضع أوجه مطلوبة من قِبَل القواعد الكنسيّة الحاليّة ومِن قِبَل تعليم مجمع الكنائس الشرقيّة آنفة الذكر من أجل تطبيق التوجيهات الليتورجيّة للمجمع؟

 [00174-08062] [IN114] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران جوزيف عبسي، بولسيّ، رئيس أساقفة طرسوس شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد ونائب عامّ في دمشق السامي الاحترام (سوريا)

 منذ تأسيس المجالس الأسقفيّة في بلدان الشرق الأوسط، ومنذ تأسيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، نلاحظ أنّ التفاهم والتكافل والتعاون تطوّرت بين الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة.

بالرغم من ذلك، ما زالت كنائسنا بحاجة إلى الانفتاح على بعضها البعض.

إنّ المنافسات بين كنائس شرقيّة كاثوليكيّة أو داخل الكنيسة الواحدة هي مصدر إضعاف وشهادة باطلة. نفكّر هنا بالأخصّ في ازدواجيّة المؤسّسات والأعمال.

إنّ كنائسنا، في سبيل تعزيز شركتها وشهادتها، مدعوّة للتفكير في الاستراتيجيّات التالية:

اعتماد تنشئة، على جميع المستويات، تسمح بتشجيع الانفتاح والتضامن والعمل المشترك.

توعية مسيحيّي الشرق على أنّهم يركبون جميعًا السفينة نفسها، وأنّهم يواجهون المصير نفسه. لا يمكنهم إهمال أحدهم الآخر. اللقاء والتفاهم المتبادلان ضروريان.

لهذه الغاية، من الجيّد أن تجتمع كلّ المجالس الأسقفيّة من مختلف البلدان من حين إلى آخر.

السماح بثنائيّة الطقس وتوسيعه لكي لا تبقى رعيّة من دون خدمة، مهما كانت الكنيسة التي تنتمي إليها تلك الرعيّة.

نلاحظ أنّ محرّري النصّ يستخدمون دائمًا تقريبًا عبارات أمريّة كـ"من الضروريّ"، "يجب"، "من الواضح"، "من المهمّ"، "من المؤكّد"، "ينبغي"، "علينا أن". نودّ، في ختام هذا السينودس، أن يتحوّل، كلّ ما هو ضروريّ وواجب وواضح ومهمّ ومؤكّد وملزم إلى أفعال. فلاّ نغادر السينودس من غير اتّخاذ إجراءات تسمح بتحقيق هذه الضرورات. ولنحوّل الأوامر إلى استراتيجيّات واضحة ومحدّدة، ونشكّل لجانًا لمتابعة ما يتحقّق عبر خطط ملائمة.

 [00175-08.05] [IN115] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران جورج بكر، رئيس أساقفة بيلوزيو شرفًا للروم الملكيّين، أسقف مساعد والنائب العامّ للروم الملكيّين لمصر والسودان السامي الاحترام (مصر)

 إنّ التربية المبنيّة على الحرّيّة هي مسألة أساسيّة من أجل التوصّل إلى التعايش المتناغم في مجتمع يتألّف من ديانات كثيرة.

تتطلّب هذه الحياة المشتركة بين الأفراد والمجتمعات الحكمة والمثابرة.

لن يتحقّق ذلك أبدًا، طالما لا يقوم أي إنسان يتمتّع بحرّيّته الخاصّة، باحترام حرّيّة الآخر. علينا أن نقبل أنّ حرّيّتنا الخاصّة وحرّيّة القريب متلازمتان لا تنفصلان.

ينبغي أن تكون تنشئة الأجيال المستقبليّة مركّزة حول احترام معتقدات الآخرين وإيمانهم، بالإضافة إلى احترام فرائض الضمير العادلة. ذلك جوهريّ من أجل أن يكون الحوار بنّاءً والعمل فعّالاً. يصبح عندها الجهد جماعيًّا، بالعمل معًا في كلّ ما يجمعنا، كالمبادئ الاخلاقيّة والقيم الإنسانيّة.

على مستوى المبادئ والقيم الإنسانيّة المشتركة، نذكّر، من بين أمور أخرى، بأهمّيّة أن نكون مسؤولين عن بعضنا البعض. نشدّد على نوعيّة هذه المسؤوليّة الفرديّة والجماعيّة، الهادفة إلى التحقيق الأصيل للعائلة الإنسانيّة الكبرى.

انطلاقًا من هذا السياق، نقبل بضرورة خطاب دينيّ وإنسانيّ جديد، فضلاً عن خطاب تعليميّ جديد لدى مؤسّساتنا التربويّة، يدعو إذًا إلى الانفتاح على القريب.

تسعى الديانات جميعها إلى تحقيق الإنسان. فهي تهدف إلى دفع الإنسان نحو مسار الفضيلة الصالح والمبادئ الأخلاقيّة السامية.

في حياتنا المسيحيّة، تحكم علاقاتنا توصية واحدة: توصية الحبّ المتبادل. لقد تلقّينا من الربّ وصيّته الجديدة: "أحبّوا بعضكم كما أنا أحببتكم" (يو 13: 34).

نسعى، عندنا، أن ننشئ الأجيال الجديدة عبر مدارسنا الكاثوليكيّة، ويرتفع عددها إلى 168 مدرسة موزّعة في كلّ أنحاء مصر. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المؤسّسات التربويّة مفتوحة للمسيحيّين والمسلمين على حدّ سواء، وهي تعمل بوعي منها أنّ المسيحيّة والإسلام يوفّران توازنًا للإنسان في إيمانه وعلاقته مع الله، طالما أنّ كلّ واحد منفتح على الآخر.

 [00176-08.04] [IN116] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران سمعان عطاالله، أنطونيّ، أسقف بعلبك - دير الأحمر للموارنة السامي الاحترام (لبنان)

 إنّ مسألة وحدة المسيحيّين، وصيّة سيّدنا يسوع المسيح هذه، تطورت كثيرًا عبر العصور. بالفعل، عرفت وحدة الكنيسة أزمات عديدة منها عقائديّة، وأخرى إكليزيولوجيّة مع تدخّلات سياسيّة واعتبارات إنسانيّة.

كان القرن العشرون خلافًا لذلك ولحسن الحظ، قرن الحركة المسكونيّة على أكمل وجه. بالفعل، إلتقى كبار رعاة الكنائس، البابا يوحنّا الثالث والعشرون والبطريرك أثيناغوراس وذلّلت العقبات. ومحت مبادرات الحبّ والسلام والأخوّة كلّ أحقاد القرون الماضيّة، أُزيلت الحرمات من هذه الناحية أو تلك. المجمع الفاتيكانيّ الثاني وحركات، على غرار عمل مريم لوحدة المسيحيّين المدعوّة فوكولاري وغيرها قامت بدور حاسم في التطوّر الإيجابيّ لحركة الوحدة التي شاءها الربّ.

هل يكون القرن الواحد والعشرون، الذي دشّنه رسميًّا البابا يوحنّا بولس الثاني محتفلاً في السنة الألفين بيوبيل خلاص الجنس البشريّ، استمرارًا لتجارب القرن العشرين المسكونيّة السعيدة، أو إنّه يدخل في المتاهات المعتمة للقرن التاسع عشر أو قبله للقرنين الحادي عشر والسادس عشر؟

لا بدّ للصلاة من أجل وحدة المسيحيّين من أن تعكس ذهنيّة ورؤية. وهاتان الأخيرتان يجب أن تُنتجا أعمالاً مسكونيّةً عينيّة، مثل:

 -العودة إلى مطالب دعوتنا التي تُتيح لنا أن نتحرّر من كلّ عقدة مشاعر أقليّة، وبالتالي من الخوف. بالفعل، انطلاقًا من دعوتنا، لا يسعنا أن نقع في تجربة مشاعر الأقليّة. في بيئتنا الشرق أوسطيّة، نحن المسيحيّون، لا يسعنا الكلام عن أقليّة وأكثريّة. لم يقل المسيح لنا أنّنا أقليّة. بل قال لنا: أنتم الخمير في العجين. من هذا المنظار ، نحن المسيحيّون، مع المسيح، نشكّل أكثريّة.

 -إلتزام إعطاء تربية ثقافة مسكونيّة لجميع مؤمنينا، لا سيما شبّاننا، في الرعايا، في إبتدائيّات معاهد الحياة الرهبانيّة، في كلّيّات ومراكز التنشئة المسيحيّة، إلخ.

خاتمة: هذه التربيّة على المسكونيّة تفتح واسعًا باب الحوار بين الأديان، مشروعين قد يبني تحقيقهما السلام بين الشعوب.

 [00177-08.03] [IN117] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران جاك إسحاق، رئيس أساقفة نصيبين للكلدان شرفًا، أسقف كوريا بابل للكلدان السامي الاحترام (العراق)

 إنّ هدف المؤسسات الثقافيّة والجامعات الكاثوليكيّة هو تنشئة شهود ليسوع المسيح، وهذا ما تعمله بروعة في الشرق الأوسط عشرات كلّيّات اللاهوت والإكليريكيّات ومعاهد العلوم الدينيّة للتعليم المسيحيّ.

 أُبرز مثالاً على ذلك كلّيّة اللاهوت والفلسفة، "معهد بابل"، التي هي الكلّيّة الوحيدة للاّهوت والفلسفة التابعة للجامعة الأوربانيّة في العراق، الذي يحتوي على كلّيّة الفلسفة واللاهوت ومؤسستين للعلوم الدينيّة من أجل إعداد مدرسيّ التعليم المسيحيّ.

يرتاد هذه الكلّيّة إكليريكيّون من جميع الكنائس في العراق، أي الكنيسة الكلدانيّة، السريانيّة الكطاثوليكيّة والأرثوذوكسيّة، مبتدئون من جمعيّات دينيّة مختلفة: كلدانيّة، سريانيّة، مخلّصيّة، دومينيكانيّة، كرمليّة، إلخ.

إنّ ثمار معهد بابل للكنائس في العراق خلال السنوات 1991-2010 هي الآتيّة:

-   391 طالبًا حصلوا على دبلوم في اللاهوت والفلسفة؛ بينهم 126 طالبًا حصلوا على البكالوريوس في اللاهوت من الجامعة الأوربانيّة في روما.

-   344  طالبًا حصلوا على دبلوم في العلوم الدينيّة وقد تابعوا الدراسة خلال 3 سنوات. هكذا أعطى معهد بابل 735 فاعلاً للعمل في حقل الربّ في العراق، وبعضهم خارج العراق.

 [00184-08.02] [IN118] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران جان-كليمان جانبرت، رئيس أساقفة حلب للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

 الهجرة ظاهرة شاملة تجد في كلّ مجتمع مبرّرات وجودها وانعكاساتها.

لعلّ وسائل الاتصال الخارقة تسمح بتلاقي الأشخاص أكثر فأكثر في أفكارهم، وبازدهار ثقافة حرّيّة التعبير، التي تشقّ طريقها حاليًّا إلى المجتمعات الأكثر انغلاقًا، من أجل تطوير ثقافة حرّيّة الخيارات الشخصيّة، فضلاً عن تقبّل الآخر باختلافه والتعدّديّة.

عمليًّا، أقترح أن نعمل وفقًا  للمحاور الستّة التالية:

1) نشر التفاؤل ما بين جماعة المؤمنين لجهة مستقبلهم في بلدهم. فبلداننا غير مجرّدة من الخيرات والقيم.

2) تعلّم العيش بصداقة مع إخواننا المسلمين، ومساعدتهم على الانفتاح علينا، من خلال حوار مفصّل مبين ومتنوّع، باستخدام كلّ الوسائل المتاحة.

3) الالتزام بالحياة العامّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة في بلداننا، ما يساهم في مساعدة المؤمنين على إعادة توثيق تعلّقهم ببلدهم وبشركائهم في الوطن.

4) مدّ شبّاننا، فضلاً عن خطبنا، بالحدّ الأدنى اللازم الذي يسمح لهم بالعيش اللائق، بالانطلاق في الحياة وبتجذّرهم في بلدهم بفضل تأسيس أسرة.

5) تقبّل وضع كلّ أملاكنا في خدمتهم، وتوحيد جهودنا مع الجماعات المحليّة المختلفة، والعمل بكدّ على إيجاد الأموال الضروريّة لهذه الغاية حيث يمكن أن نجدها.

6) من المجدي للغاية تأسيس مركز دراسات وبحوث في هذا المجال، والسعي إلى تعميق تأمّلنا في المسألة، من أجل رسم الطريق المرتقب ووضع الاستراتيجيّات الناجعة والمنتجة التي تسمح بمواجهة آفة الهجرة والتخفيف من الضرر اللاحق.

 [00181-08.04] [IN119] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران ميشال أبرص، حلبيّ، رئيس أساقفة ميرا شرفًا للروم الملكيّين، أسقف كوريا لبطريركيّة أنطاكية للروم الملكيّين السامي الاحترام (سوريا)

 أمّا مشاكلنا في لبنان فهي أيضًا متعدّدة ومعقّدة. إذا ما تركنا جانبًا المشاكل السياسيّة، نكتفي بلفت النظر إلى ثلاث مشاكل، ألا وهي تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين، المحاكم الكنسيّة والعلمانيّة الإيجابيّة.

في شأن تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين نجد أوّلاً مشكلة الاختيار. من غير المفيد أن نسلك طرقًا جانبيّة فالأكثريّة حاليًّا تختار "الوظيفة" الكنسيّة وليس الدعوة، ويتمّ ذلك من أجل الوصول إلى مكانة اجتماعيّة مرموقة أو من أجل اعتباراتٍ اقتصاديّة.

للمحاكم الطائفيّة طبيعتان مختلفتان؛ إنّ بعضها هو من محاكم الدولة بينما تنبثق الأخرى من سلطة كلٍّ من الجماعات التي هي نفسها تعيّن أعضاء تلك المحاكم.

خلال تطبيق نظريّة شخصيّة القوانين، كانت المحاكم السنّيّة تطبّق بذاتها "شريعةَ" أبي حنيفا التي كانت تشكّل "الجسم القضائيّ" ("Corpus Juris") للإمبراطورية العثمانيّة. وكانت تضاف إليها شرائع مُصوَّتٌ عليها في البرلمان أو منشورة بإرادة سَنِيَّة إن بفتوىً أو بفرمانٍ إمبراطوريّين. وتطوّرت لاحقًا هذه الظاهرة الأولى، خصوصًا بعد فرمان "غولخانه"، المنشور سنة 1836. وكانت محاكم الدولة تجعل من نفسها "المُطبِّقة المتحمّسة" لهذا القانون.

أمّا مشاكل اختيار "النظام" الذي يمكن تطبيقه في لبنان فتَطرح نفسها بحدّة على علمانيّي اليوم. في الواقع، يتسائل عدد كبير من العلمانيّين بما ستؤول إليه حياتهم فيما لو أعلنوا عن كونهم مسيحيّين بدون إنزال فوارق بسيطة في مواقفهم بجرعة من العلمانيّة المتعلّقة بدرجة تَحرُّر المُحاوِر الغير المسيحي، الذي غالبًا ما يكون في الشرق الأوسط من الديانة المحمّديّة.

يحتاج هؤلاء المسيحيّون إلى "علمانيّة إيجابيّة ما".

أين سيجدونها؟

حاليًّا، ينكرُ أبناؤنا العلمانيّون أنفسهم. المقصود بذلك إعطاؤهم شرعيّةً يستطيع الإكليريكيّون وحدهم إعطاءها شريطة أن يكونوا قد حصلوا عليها بالحالة التي تخصّهم.

نعتقد أنه قد يكون من الواجب أن نسمح للراغبين من المسيحيّين أن يتبنّوا حالة علمانيّة من دون خيانة العقائد ولا تعاليم الكنائس، آخذين بعين الاعتبار أنّنا لسنا على أراضٍ كلّها مسيحيّة.

 [00183-08.04] [IN120] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران كورت كوخ، رئيس أساقفة - أسقف متقاعد، بازيلايا، رئيس المجلس الحبريّ من أجل تعزيز وحدة المسيحيّين السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

 شركة وشهادة: يوجد أيضًا في عنوان سينودس الأساقفة مفهومان أساسيّان للحركة المسكونيّة المسيحيّة واللذان رجع إليهما تذكاران سنويّان احتُفِل بهما هذه السنة.

في اسكتلندا، في أدنبره، حيث ذهب الأب الأقدس البابا بندكتوس السادس عشر في أيلول/سبتمبر الماضي، كان قد جرى فيها لمائة سنة خلت، أوّل مؤتمرٍ عالميٍّ حول الرسالة. وكان هدفه الأوّليّ وعي فضيحة من أجل إيجاد حلٍّ لها: وكانت الفضيحة أن الكنائس المختلفة والجماعات المسيحيّة تتسابق في الرسالة بطريقة مسيئة إلى مصداقيّة البشارة بإنجيل يسوع المسيح، خصوصًا في القارّات الأكثر بعدًا. ومنذ ذلك الوقت، الحركةُ المسكونيّةُ والرسالةُ أصبحتا شقيقتين توأمين تتناديان وتتساندان الواحدة الأخرى. تتوافق هذه الثنائيّة أيضًا مع إرادة يسوع الذي صلّى من أجل الوحدة "ليؤمن العالم بأنّك أنت أرسلتني" (يو 17: 21). في نظر يسوع، ليست الوحدة المسكونيّة الحقيقيّة غايةً بحدّ ذاتها، ولكنّها تضع نفسها في خدمة الإعلان ذات المصداقيّة للإنجيل الوحيد ليسوع المسيح في عالم اليوم. يجب أن يكون لشهادتنا نغمٌ مسكونيٌّ واحدٌ من أجل ألاّ يكون لحنها ذات أصوات متنافرة بل سمفونيّة متناغمة. وعلى هذا النغم أن يكون قابلاً للادراك في الإنضاج المتجدّد يوميًّا لما هو جوهريّ، نعني بذلك الإيمان الوحيد الذي يعمل في المحبّة وعبرها.

لخمسين سنة خلت، أُنشِئت الأمانة العامّة التي تسمّى اليوم المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين. ولا يزال يضطلع هذا الأخير بخدمة الهدف المسكونيّ لوحدة مرئيّة في الإيمان، في الأسرار وفي الخدمة الكنسيّة. وها إنّ المفهوم الأساسيّ الثاني يعود إلى الصفّ الأوّل، وأعني بذلك الشركة المتجذّرة في السرّ الثالوثيّ لله كما أبرزه يوحنّا في رسالته الأولى بهذه الكلمات المعبّرة: "ذاك الذي رأيناه وسمعناه، نبشّركم به أنتم أيضًا لتكون لكم أيضًا مشاركة معنا ومشاركتنا هي مشاركة للآب ولابنه يسوع المسيح" (1 يو 1: 3). إنّ اللقاء بيسوع المسيح كابنٍ للّه متجسّد هو نقطة الانطلاق الحاسمة في كلّ شركة. من هذا اللقاء تنبع الشركة بين البشر المؤسَّسة على الشركة مع الله الثالوث. الشركة الكنسيّة مرتكزت إذًا على الشركة الثالوثيّة: الكنيسة أيقونة الثالوث.

يظهر مّما سبق الرابطُ بين الحقيقتَين، بين الشركة والشهادة: إنّ محتوى شهادتنا هو سرّ الله الذي كشف لنا عن ذاته في كلمته (الـ"لوغوس")، تمامًا كما هو كائن وكما يحيا في ذاته. تستطيع هذه الشهادة أن تكون ذات مصداقيّة في العالم الحاليّ فقط إذا أصبح كِلا شركة الحياة والبحث الشغوف عن شركةٍ أرحب، أيقونات مرئيّة للسرّ الإلهيّ، أو كما يقوله بولس، "رسائل توصية": "أنتم رسالتنا كتبت في قلوبنا، يعرفها ويقرأها جميع الناس" (2 كو 3: 2). يمكن أن يُقصَد إذًا بالحركة المسكونيّة كمسارٍ تنمو فيه الحياة الكنسيّة نحو الشركة: ويعني ذلك أنّ شركة الحياة في الكنيسة الخاصّة بالمرء تصبح شهادةً ظاهرة وتشعّ في الشركة المسكونيّة الأكثر اتّساعًا.

تتطلّب الشركة والشهادة في هذا السينودس أيضًا طوعيّةً مسكونيّةً ننتظرها خصوصًا من الكنائس الشرقيّة في الشرق الأوسط. في الواقع، إنّها مدعوّة بطريقةٍ خاصّة إلى أن تتنفّس برئتين. لذلك أرغب أن أختم في هذه الدعوة المليئة بالرجاء: ساعدونا، نحن جميعًا والكنيسة الجامعة، على التنفّس هكذا، بروحٍ مسكونيّة!

 [00178-08.06] [IN121] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران عمّانوئيل دبَّغيان، رئيس أساقفة بابل للأرمن السامي الاحترام (العراق)

 أرجو منكم أن تعتبروا أن جميع المشاكل التي تحصل في الشرق الأوسط هي بمثابة "علامات أزمنة" أرادها وسمح بِها الربّ. إنّ الربّ قد قال: لا يسقط واحد من العصافير إلى الأرض بغير علم أبيكم، وشعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. فأنتم أثمن من العصافير جميعًا.

يقول القدّيس بولس أنّ جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبون الله.

إليكم بعض الأمثلة لعلامات الأزمنة:

لقد سمعنا عن المشاكل في الأرض المقدّسة، الهجرة، الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، الظلم، عدم إحترام حقوق الإنسان، إلخ. لكن هذا كلّه سمح به الربّ لأسبابٍ عميقة. لأنّ الأرض المقدّسة هي بلد حجّ، وفي هذه الأرض "الكلمة صار بشرًا وسكن بيننا" (يو 1 :14). إنّ الربّ يرغب بأن نزوره، نحبّه، نستشيره... بِما أنّ الحجّ هو استجابة لحاجةٍ روحيّة عند الإنسان، كما هو الحال في الفاتيكان بالرغم من أنّه لا يوجد سكانٌ فيه، لكنّه يعجّ دائمًا بالحجّاج. هكذا يجب أن تكون بالأحرى الأرض المقدّسة التي تضمّ على أرضها هذا المعبد الوحيد والإلهيّ، مكانًا يكتظّ بالحجّاج.  أقترح إذًا على حضرات آباء السينودس أن يطلبوا من جميع الأساقفة في العالم أجمع (شرقيّين كانوا أم غربييّن)، وبواسطة الأب الأقدس الذي لديه السلطة والكاريسما، بأن يأخذوا على عاتقهم (أتوجّه بالطبع إلى الذين لديهم الإمكانيّة) بأن ينظم كلٍّ منهم حجًّا سنويًّا، بتحديد موعد ثابت لهذا الحجّ بحيث تُشغَل كلّ أيّام السنة فتكون الأرض المقدّسة ملأى بالحجّاج الذين يصبحون بعد اغتنائهم بنِعَم الربّ، هم بدورهم مثل "السامريّة" شهودًا للمسيح. جدير بالذكر أيضًا أنّ تدفّق الحجّاج إلى الأرض المقدّسة، سيكون الحافز لإقناع المهاجرين بالعودة إلى وطنهم.

كعلامة من علامات الأزمنة، يبقى عامل هجرة قسم من مؤمنينا إلى أوروبا، إلى أميركا لإحياء إيمانهم.

وكعلامة من علامات الأزمنة أيضًا، يبقى عامل هجرة الملايين من المهاجرين إلى الخليج الذين يطلبون مساعدتنا الروحيّة. في النهاية، لنتذكّر ما قاله الربّ القائم من بين الأموات: اجعلوا من جميع الأمم (سنّةً، شيعةً ويهودًا) تلاميذَ واجعلوا كنائسكم آهلةً بالسكان.

أشكر الربّ لأنّ آباء السينودس الكثر لديهم قلبٌ واحدٌ، روحٌ واحدة، وبِما أنّهم خلفاء الرسل سوف يغيّرون طبعًا العالم، بالرغم من الصعوبات المتعدّدة. شكرًا.

 [00179-08.04] [IN122] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران أثناسيوس متّي شابا متوكا، رئيس أساقفة بابل للسريان السامي الاحترام (العراق)

 العراق، بلاد ما بين النهرين Mesopotamie، بلد الحضارات، بلد ابراهيم، أور وبابل ونينوى، بلاد الكتاب المقدّس، بلاد الإيمان والشهداء. منذ انتشار المسيحيّة فيه من الأجيال الأولى، عرفَ إضطهاد حكّام الفرس وسالت فيه دماء الشهداء وغطّاه المدّ الإسلامي.

واليوم، ومنذ ثورة عبد الكريم قاسم لا يزال العراق يعيش حالة من عدم الإستقرار والمعاناة والحروب. وكان آخرها الإحتلال الأمريكيّ.

كان للمسيحيّين دومًا حصّةً في التضحيات والمعاناة: الشهداء في الحروب، وأنواع المعاناة. فمنذ سنة 2003، يعيش المسيحيّون في أوضاع صعبةٍ جدًّا ممّا تسبّب في هجرة كبيرة إلى خارج العراق. ورغم أنّه لا يوجد إحصائيّة أكيدة، ولكنّ المؤشّرات تدلّ على أنّ نصف المسيحيّين قد تركوا العراق، وربّما لم يبقَ هناك سوى نحو أربعة ماية ألف مسيحيّ من أصل نحو ثمانِمائة ألفٍ.

إجتياح العراق من قبل أمريكا وحلفائها جَلبَ على العراق عمومًا وعلى المسيحيّين خاصّةً الخراب والدمار على كلّ الأصعدة. فقد فُجّرت الكنائس، وقُتِلَ مطارنة وكهنة وعلمانيّين واعتُدِيَ على كثيرين، وخُطفَ أطبّاء ورجال أعمال وهُدِّد آخرون ونُهبَت محلاّت وبيوت.

ربّما خفّت بعض الشيء حدّة استهداف المسيحيّة في السنتَين الأخيرتَين، ولكن لا زال هناك الخوف من المجهول وعدم الأمن والإستقرار، واستمرار الهجرة مِمّا يثير دومًا هذا السؤال: ما هو مستقبل الوجود المسيحّي في هذه البلاد إذا استمرّت هذه الحال، لا سيّما وإنّ السلطة المدنيّة ضعيفة والتحدّيات مستمرّة بين مختلف المكوّنات الدينيّة والسياسيّة، علاوةً على المؤثّرات الخارجيّة من قِبَل القوى الخارجيّة ولا سيّما دول الجوار.

هذه سبع سنوات مرّت في العراق والمسيحيّة في حالة نزفٍ مستمرّ. فأين الضمير العالميّ والكلّ واقفون في وضع المتفرّج على ما يجري في العراق وعلى المسيحيّين خاصّةً.

إنّنا نريد أن نقرع ناقوس الخطر. ونسأل الدول العظمى: هل صحيح ما يقال بأنّ هنالك مخطّطًا لإفراغ الشرق الأوسط من المسيحيّين؟ وإنّ العراق جزء من هذا العمل الإجراميّ؟

أظنّ أنّ على السينودس أن يدرس بعناية هذا الموضوع ويرى ما يمكن للكنيسة أن تقوم به لمعالجة هذه الحالة السائدة في الشرق الأوسط.

 [00187-08.06] [IN123] [Testo originale: Arabo]

 - سيادة المطران ديونيسيوس أنطوان شهدا، رئيس أساقفة حلب للسريان السامي الاحترام (سوريا)

 إنّ المجتمع الذي نعيش فيه، في هذا العصر من العولمة الكاملة، هو مجتمعٌ بأغلبيّته ماديّ، غير مبالٍ بوجود الله وبكلّ ما هو روحانيّ، يطبع في أذهان البشر أنّه بإمكانهم أن يجدوا سعادتهم من خلال المال، السلطة ومن خلال الملذّات على كافّة أنواعها.

الكنيسة الجامعة بكلّ مكوّناتِها، وبالتالي كنائس الشرق الأوسط، قد مسّها روح هذا العالم. لقد فقدت قليلاً من قدرتها على جذبِ الناس إليها، ولذلك، ألفت انتباه آباء السينودس إلى التشديد، قبل كلّ شيء، على روح التجدّد لكلّ المعمّدين.

1- تجدّد الكنيسة وكنائسنا بالروح:

عودة جميع المعمّدين إلى الرّب بالتخلّي عن روح العالم وبِحماسة في إعلان البشرى السارّة بالحبّ والإحترام للذين لا يشاركوننا إيماننا. نحن مدعوّون جميعًا بدون استثناء على أن نكون على مثال يوحنّا المعمدان "صوتٌ منادٍ في البريّة: أعدّوا طريق الربّ " (مت 3: 3). نحن مدعوّون على أن نكون مرسلين حقيقيّين يتغذّون من كلمة الله.

2- وحدة جميع الكنائس: 

إنّ المسيح يدعو جميع المعمّدين إلى أن يكونوا واحدًا كما هو والآب واحدٌ. كان قد طلب هذه الوحدة من تلاميذه ليكونوا علامةً يجذبون البشر لمعرفة الآب والإيمان به. لقد أراد أن تكون وحدتهم علامةً للأمم، "علامة بين الأمم"، نورًا يجذب البشر إلى الآب الذي يدعوهم إلى الإيمان به. لأنّ الإنقسام في الكنيسة هو خيانة لمؤسّسها وهو فضيحة لغير المؤمنين بيسوع.

أنا أعتقد أنّ ما يفصلنا عن إخوتنا الأرثوذكس هو مفهومنا لأسبقيّة بطرس. على اللاهوتيّين أن يجدوا تفسيرًا جديدًا. لماذا لا نصل إلى الوحدة في الإيمان، ولكنّ مع التنوّع؟ إنّ سينودس أورشليم عام 49 قد يكون مفتاحًا لإيجاد حلٍّ لإنقسام الكنائس. من المهمّ أن نصغي إلى الروح

إذًا، في حال تجدّدنا بالروح ووحدتنا في الإيمان، سوف تكون الكنيسة "ذات معنى"، سوف تكون علامةً بين الأمم، وستجذب البشر إلى حضنها ليكونوا جزءًا من ملكوت الله.

 [00188-08.04] [IN124] [Testo originale: Francese]

الجمعيّة العامّة الثانية (الاثنين، 11 تشرين الأّول/أكتوبر 2010 – بعد الظهر) - متابعة

 خلال الجمعيّة العامّة الثانية، قام بالمداخلة الأب السينودسيّ التالي:

 - سيادة المطران كليمان-جوزيف حنّوش، أسقف القاهرة للسريان، نائب عامّ لكنيسة أنطاكية للسريان الكاثوليك في السودان السامي الاحترام (مصر)

 ننشر في ما يلي ملخّص المداخلة:

سيادة المطران كليمان-جوزيف حنّوش، أسقف القاهرة للسريان، نائب عامّ لكنيسة أنطاكية للسريان الكاثوليك في السودان السامي الاحترام (مصر)

المقدّمة: العالم يتقدّم ويتطوّر بسرعة هائلة بسبب عالم التكنولوجيا الحديث. فمن خلال هذا التقدّم حصلت ظاهرة الإنفتاح التي جعلت العالم في تناقض شديد بين التقدّم والتأخّر، بين القبول والرفض. أمّا الشرق الأوسط فَلم يكن مهيّئًا ولا مستعدًّا لمواجهة هذه الثورة الجديدة. ونتجت عن ذلك مشاكل كثيرة في حياة الأسرة وانْهيارات عديدة والبعد عن الإيمان. فأفاقت الكنيسة على أنّ هناك صراعًا عند البشر بين حياتهم الإيمانيّة وعالم اليوم.

اكتشفت الكنيسة أنّ هناك فجوة عميقة بين متطلّبات الحياة الروحيّة وبين متطلّبات الحياة العمليّة. إكتشفت أنّ المشكلة تبدأ من الأسرة لعدم توجيهها لأطفالها نحو حياة الصلاة والإلتزام بالذهاب إلى الكنيسة والإرتباط بالأنشطة الكنسيّة، بل تزرع فيهم الميل نحو الكسب السريع وبأيّ طرق، والسعي وراء حياة رفاهيّة مع فقداهم القيم الأخلاقيّة المسيحيّة. وبالطبع دخلت الكنيسة في هذه الدوّامة. فما كان موقفها وما هو دورها تجاه هذه العولمة؟ فهل تواجهها مشاكل وما هي؟ وهل استطاعت أن تواجهها أم واجهتها صعوبات؟ وما موقف المؤمنين تجاه هذه العولمة؟ لذلك كان على الكنيسة الناضجة، والتي فهمت رسالتها الحقيقيّة –أنّها عروس المسيح- أن تستعمل لغة الحبّ، أي لغة الربّ وبدأت بالفعل الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة استفادةً إيجابيّة وبنّاءة لكي تستخدمها لخير الإنسانيّة، فتخرج وتبحث عن الخراف الضالّة، ذاهبةً إليهم بصبرٍ ومثابرة وبكلّ حبٍّ، وتعطي الثقة للمؤمنين العلمانيّين وتقبل مشاركتهم لكي يساهموا في العمل في حقل الربّ.

 [00028-08.04] [IN007] [Testo originale: Arabo]

حفلة موسيقيّة على شرف الأب الأقدس

إنّ "القدّاس الجنازيّ" لجوزيبي فردي (Giuseppe Verdi) سوف يؤدّى خلال الحفل السانفونيّ المعلن عنه في برنامج الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة. الموعد السبت 16 تشرين الأوّل/أكتوبر عند الساعة 18:00 في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، بحضور الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر. سوف يدير المايسترو إينوخ تسو غوتنبرج الفرقة الموسيقيّة كورجينمايشافة نوبورن (Chorgemeinschaft Neubeuern)، والأوركسترا داي كلانج فيرفاولتنج (Die Klang Vherwaultung)، سوف يغني أيضًا للأب الأقدس السوبرانو (الندي) سوزان برنهارد (Susanne Bernhard) الميزوسوبرانو (الندي المعتدل) جرهيل روميبورج (Gerhil Romeberger)، التينور (الصادح) (Tenor) ريتو روزين (Reto Rosin)، الباس (العميق والخفيض) (le Basse) يورك فليكس سبير (Yorck Felix Speer).

إنّ تأليف هذه الموسيقى المقدّسة يعود إلى سنة 1874 وقد أهداها فردي (Verdi) إلى مدينة ميلانو وقد تمّت تأدية موسيقى قدّاس الموتى في مناسبة الذكرى السنويّة الأولى لوفاة ألكساندرو مانزوني (Alessandro Manzoni)، في 22 أيّار/مايو 1874، في كنيسة القدّيس مرقس، دائمًا في ميلانو. كان النجاح رائعًا وذاعت شهرة التأليف بسرعة خارج الحدود الوطنيّة. سنة 1875، أعاد فردي (Verdi) النظر بليبر سكريبتوس (Liber scriptus) وبدّل فوغاتو الجوقة بنغم ميزوسوبرانو (mezzo-soprano).

 [00180-08.03] [NNNNN] [Testo originale: Italiano]

تصحيح الأخطاء

إنّ التصحيحات التي نُشِرَت تحت عنوان "تصحيح الأخطاء" في النشرة رقم 14، قد تمّ نقلُها أيضًا في النشرات المعنيّة.

تنبيه للقرّاء

القواعد المطبّقة في الكتابة

يرجى الملاحظة بأنّه في الطبعة العربيّة لنشرة سينودوس الأساقفة طُبِّقت قواعد الكتابة التالية، منذ ورود قائمة المشاركين في النسخة المتعدّدة اللغات.

في ما يتعلّق بإستخدام حروف الرموز إلى (Sigle) للرهبانيات الدينيّة: إن ّ إستخدام الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة في اللغة العربيّة تُبرز بعض الصعوبات ولذلك في النشرة –التي ليست طبعةً رسميّة، بل أداة عمل للإستخدام الصحافيّ- تمّ إختيار الحلّ الأقل مشقةً والأكثر بساطة. ليس من المعتاد الإشارة إلى الانتسابات إلى الرهبانيّات الدينيّة في العمل الاكاديميّ، لكنّ هذا الحلّ لم يؤخذ به كملائمٍ للنشرة. قد يكون الحلّ بتحديد أسماء الرهبانيّات الدينيّة كاملةً، لكنّ هذه الممارسة قد تكون بعيدةً جدًّا عن الطبعات اللغويّة الأخرى. وعليه، للطبعة العربيّة تقرّر الإستعاضة عن الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة بالإسم المستخدم عامةً (يسوعيّون، ساليزيانيّون، فرنسيسكانيّون، إلخ).

في ما يتعلّق بأسماء المشاركين وعناوينهم: لأسماء المشاركين غير العربيّة إتَّبَع تحرير النشرة الطريقة المعتادة في النقل الكتابيّ وفق اللفظ. للأسماءِ ذات الأصل العربيّ  للمشاركين، في غياب النسخة العربيّة لقائمة المشاركين، أُجري بحث منهجيّ من قبل تحرير النشرة. لحوالي 5% من الأسماء العربيّة، التي لم يتمّ الحصول على الإسم الأصلي في العربيّة في حينه، تقرّر إعادة نقل الإسم بالأحرف العربيّة حسب قائمة المشاركين المودعة في النسخة المتعدّدة اللغات بالأحرف اللاتينيّة، للحفاظ على النمط الخطيّ الواحد للطبعة العربيّة.

في غياب النص باللفظ العربيّ، تمّ النقل الحرفيّ (أو إعادة النقل الحرفيّ) لعناوين المشاركين جميعهم، حتى وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء.

تصحيح الأخطاء

في حال تمّ اكتشاف الأخطاء، يُرجى من المعنيّين أن يشيروا إلى تحرير النشرة بالأسماء و/أو العناوين الخاطئة وكتابتها الصحيحة عبر خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) إلى: fungogenerale@pressva-fungo.va

يمكن استخدام عنوان البريد الإلكتروني عينه للإشارة إلى الأخطاء المتعقلة بمحتوى النشرة بكامله.

 

 

العودة لِـ:

- فهرس نشرة سينودس الأساقفة – الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط – 2010
[متعدّد اللغات، العربيّة، الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top