The Holy See Search
back
riga

 

SYNODUS EPISCOPORUM
نشرة

الجمعيّة الخاصّة
من أجل الشرق الأوسط
لسينودس الأساقفة
10 – 24 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010

الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة و شهادة.
"وكان
جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة
" (أع 4: 32)


هذه النشرة هي فقط وثيقة عمل للاستعمال الصحافيّ.
ليس للترجمات عن الأصل صفة رسميّة.


الطبعة العربيّة

 

[21 - 2010/10/21]

مُلَخص

- الجمعيّة العامّة الثانية عشرة (الخميس، 21 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر) - مُتابعة

- مداخلات آباء السينودس "المُسلّمة خطّيًّا"

الجمعيّة العامّة الثانية عشرة (الخميس، 21 تشرين الأول/أكتوبر 2010 – قبل الظهر) - مُتابعة

- مُداخلات المندوبين الإخوة (II)

مُداخلات المندوبين الإخوة (II)

خلال الجمعيّة العامّة الثانية عشرة قام بمداخلات المندوبون الإخوة التالية أسماؤهم والذين تمّ تسليم مداخلاتهم بعد اختتام النشرة السابقة:

  - سيادة المتروبوليت إمانويل أداماكيس، متروبوليت فرنسا السامي الاحترام (فرنسا)

 - سيادة المطران منيب يونان، أسقف الكنيسة اللوثريّة الإنجيليّة في الأردن والأرض المقدّسة، رئيس الاتحاد اللوثريّ العالميّ السامي الاحترام (إسرائيل)

 ننشر في ما يلي مُلخّص مداخلات المندوبين الإخوة:

- سيادة المتروبوليت إمانويل أداماكيس، متروبوليت فرنسا السامي الاحترام (فرنسا)

 إنّ غبطة البطريرك المسكونيّ برتولوميو طلب منّي أن أنقل إليكم، باسم البطريركيّة المسكونيّة في القسطنطينيّة والكنيسة الشقيقة، تمنّياته بالنجاح بمناسبة انعقاد سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط.

إنّ الشرق الأوسط يحيّر كما يسحر. إنّه ملْكُ الكلّ  ولا يقبل الحصريّة.

أرضٌ مقدّسة، ويزيد من قداستها بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين أنّه في هذه المنطقة من العالم، قد طاب لله أن يقدّم لنا وعدًا يستحيل تصديقه، الذي هو القيامة. هذه الأرض، الشاهدة الأولى عبر العصور على هذا العمل الخلاصيّ للمسيح، تشارك هي أيضًا بما كان يصفه المفكّر باسكال كنـزاعه عبر العصور. في الواقع، إنّ الأخبار اليوميّة لاتتوقّف عن تذكّيرنا بالإنقسامات والإنفصالات والآلام اليوميّة التي تخضع لها بعض شرائح الشعب، بدرجة أولى أولئك المسيحيّون منهم في المنطقة.

لا يمكننا إلاّ أن نبتهج بقيام هذه الجمعيّة الخاصّة لسينودس الأساقفة المخصّصة للشرق الأوسط. إنّ العالم ينتظر من هذا الإجتماع رسالة قويّة، أن توضع أعمال فعليّة قيد التنفيذ.يعود الأمر بالمسؤوليّة ليس فقط على الكنيسة الكاثوليكيّة بصفتها منظّمة هذا السينودس، بل على كلّ من الكنائس التي تشارك تحت اسم "المندوبين الأخوة"، في التعالي على خلافاتنا، والذين طلِب منهم بوضوح أن يأخذوا دورًا ناشطًا في المناقشة.

بناءً عليه، نودّ التركيز على محورَين قد نراهما أساسيّيْن.

الأوّل يخصّ الزوال التدريجيّ للمسيحيّة في الشرق الأوسط. كيف يمكن ادامة حضور المسيحيّين في هذه المنطقة، بالنظر إلى حواراتنا الثنائيّة؟ نودّ أن نذكّر بأنّ "ورقة العمل" كان قد أعلنها البابا بندكتوس السادس عشر إلى الرأي العامّ خلال زيارته الرسميّة إلى قبرص، في حزيران/يونيو 2010. يتعلّق الأمر إذًا بإشارة موجّهة ليس للكاثوليك الشرقيّين فحسب، بل أيضًا للكنيسة الأرثوذكسيّة ومؤمنيها. في هذا الصدد، ينبغي أن نذكّر بأهمّيّة الحضور الأرثوذكسيّ داخل المجتمعات الشرقيّة. هكذا، هل يجب على التعدّديّة المحليّة أن تكون على قدر دفع مبادراتنا المختلفة للحوار إلى الأمام، وأن تتجسّد في هذا العدد الكبير من مجالات التعاون الضروريّة والمفيدة من أجل الخير لعدد أكبر ومن أجل النقل الفعّال للشهادة الإنجيليّة.

 في الواقع، وبالتشديد على العلاقات الجيّدة حاليًّا بين كنائسنا، سيكون للأمل الملموس في اتحاد قريب مفعولٌ محفّزٌ. فالاتحاد يضمن ديمومة الحضور المسيحيّ المحلّيّ.

في مرحلة ثانية، نودّ أن نسلّط الضوء بشكل خاصّ على قدراتنا في مجال الحوار مع المكوّنات الدينيّة الأخرى في المنطقة، لاسيّما مع إخواننا المسلمين واليهود. إنّ التضخم  في المبادرات التي يعرفها في أيّامنا الحوار ما بين الأديان، يجب ألاّ يُغيّب عن نظرنا أنّ المبادرات المؤسّساتيّة لا تصحّ إلاّ عندما يجد المجتمع بأكمله نفسه مكلّفًا بضرورة العيش معًا في السلام. بالفعل، على الشرق الأوسط أن يُظهر خطأ أطروحة صراع الحضارات. أجل، لأنّ العيش معًا ممكن التحقيق، وفق أنماط لا يفرضها آخرون، بل أولئك الذين يعيشون فيه يومًا بعد يوم. هم الذين يشكّلون "ملح الأرض". وعليه فإنّ الشرط الأوّل الذي لا يمكن تجاوزه لكلّ عيش مشترك يبقى ضمان الحرّيّة الدينيّة للجميع. على هذه القاعدة فقط، تصبح العلاقات بين الأديان والشعوب والثقافات قادرة على تعزيز ظهور ما كان يسميه ليفي شتراوس: "تعايش الثقافات التي تقدّم في ما بينها أكثر ما يكون من التنوّع".

أخيرًا، نتمنى أن يقوّي هذا السينودس الروابط التي تجمع كلّ مسيحيّي المنطقة بوضوح وشجاعة ومحبّة. ولكنّنا نتمنّى أيضًا، بتلافينا كلّ أبويّة متطرفة إزاء مسيحيّي الشرق، أن نعرف نحن أيضًا، أن نتعلّم من واقعهم. أنّه من واجبنا إذًا، كي لا نقول من مسؤوليتنا، ألاّ يُدرج هذا السينودس في القائمة الطويلة للقاءاتنا التي لم يكن لها غدٌ، أقلّه احترامًا لأولئك الذين يتعذّبون والتزامًا بإيماننا.

نصلّي لكي يُلْهِم الربّ جميع المشاركين في هذا اللقاء ولكي يمنح في السلام: "جميع الذين آمنوا أن يكونوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32).

 [00205-08.05] [DF011] [Testo originale: Francese]

- سيادة المطران منيب يونان، أسقف الكنيسة اللوثريّة الإنجيليّة في الأردن والأرض المقدّسة، رئيس الاتحاد اللوثريّ العالميّ السامي الاحترام (إسرائيل)

 "فأناشدكم إذا، أنا السجين في الرب، أن تسيروا سيرة تليق بالدعوة التي دعيتم إليها، سيرة ملؤها التواضع والوداعة والصبر، محتملين بعضكم بعضا في المحبّة ومجتهدين في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام. فهناك جسد واحد وروح واحد، كما أنّكم دعيتم دعوة رجاؤها واحد. وهناك ربّ واحد وإيمان واحد ومعموديّة واحدة، وإله واحد أب لجميع الخلق وفوقهم جميعا، يعمل بهم جميعا وهو فيهم جميعا" (أفسس 4: 1-6).

صاحب القداسة، أصحاب النيافة، أصحاب السيادة، أحمل لكم التحيّات من القدس، مدينة آلام وموت ربّنا، ومدينة قيامته وصعوده، ومدينة العنصرة وميلاد الكنيسة. يدعونا الرسول بولس في أفسس 4: 3 لأن نجتهد "في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام"، لذا أقف اليوم أمامكم "بتواضع ووداعة"، لأتحدّث عن همومنا المشتركة في جسد المسيح.

في 21 أكتوبر عام 1999، كنّا معا في أووسبرغ في ألمانيا، للتوقيع على بيان مشترك حول عقيدة التبرير، وكان حدثا تاريخيّا أزالَ الإدانات السابقة، وكتب فصلا من مستقبلنا المشترك. ومن الجيّد أن نرى العلاقة بين اللوثريّين والكاثوليك قد تطوّرت بهذا الشكل، وهي مستمرّة في التقدّم. في صيف هذا العام، التأمت جمعيّة الإتّحاد اللوثري العالميّ في شتوتجارت في ألمانيا، وكان موضوعنا "أعطنا خبزنا كفاف يومنا". فنحن نتقاسم الرغيف ذاته، كما نتقاسم ذات المسؤوليّة تجاه الجياع إلى الخبز، في استئصال الفقر، ومحاربة الأمراض الفتّاكة.

وبشكل خاص، أود التأكيد على العلاقة الطيّبة، بين كنيسة المخلّص اللوثريّة الإنجيليّة في القدس والكنيسة الكاثوليكيّة في فلسطين وإسرائيل والأردن. أنا مغبوط بالعلاقات الجماعيّة والأخويّة مع الأساقفة الكاثوليك ورؤساء الأديرة في القدس. وعلى هذا أن يستمرّ لمصلحة شعبنا وشهادتنا المشتركة.

وأسطّر كلمة امتنان على مبادرتكم للإهتمام بمسيحيّي الشرق الأوسط عبر هذا السينودس. فالشرق الأوسط هو مهد المسيحيّة، وسيكون مأساويّا إنْ أشرفت هذه الشهادة على الإختفاء. وأنا اسألكم هنا: ماذا سيكون الشرق الأوسط بدون مسيحيّين؟

نحن نتقاسم هذا الهمّ المشترك. ومع هذا ، لا أودّ الخوض في المشاكل، إلاّ أنّني أرغب أن أذكر ثلاثا منها بإختصار: الحالة السياسيّة غير المستقرّة، نقص الوظائف بسبب الوضع الإقتصادي، ونموّ التطرّف- التطرّف السياسيّ والدينيّ- الذي يشوّش المنطقة ويقود إلى الهجرة. وبالنسبة لي، إنّ مستقبل المسيحيّة متعلّق بالسلام والعدالة في الشرق الأوسط. فكيف نقدّم شهادةً حيّة وديناميّة؟ من الأساسيّ ألاّ نركّز على الشهادة الطائفيّة، بل إنّنا نتكلّم بصوت واحد وبشهادة مشتركة.

إّن شعبَنا ينتظر أن يرانا نعمل معا، ونشهد معا، ونعيش معا، ونحبّ معا. لذا من الأساسيّ أنْ نقوّي علاقاتنا المسكونيّة في كل من إسرائيل وفلسطين وفي كلّ الشرق الأوسط.

كيف نحقّق ذلك؟ أوّلا إنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط هو الجسم الوحيد في العالم الذي يجمع عائلاتنا الأربعة: الكاثوليك والارثوذكس والكنائس المشرقيّة، والإنجيليّة. إلاّ أنّنا الآن لا نسير بنشاط كما يجب، إنّنا نعرج. لذا، أناشدكم أن تساعدونا على إحياء هذا الإطار المسكوني الذي بوسعنا فيه أن نعمل معا.

ثانيا، علينا أن نعمل معاً لتوفير الوظائف، وفي تزويد السكن الآمن واللائق، وفي تحسين المدارس وتقوية المؤسّسات المسيحيّة لأنّها تخدم كلّ شخص ، بغضّ النظر عن جنسه أو أصله أو سياساته أو ديانته. مدارسنا اللوثريّة، على سبيل المثال، تعلّم عددا متساويّا من المسيحيّين والمسلمين، الأولاد والبنات، جنبا إلى جنب، ساعين إلى خلق مناخ من الإحترام المتبادل. هذه هي قوّتنا، وعلينا أن نواصل الجهود لكي يبقى المسيحيّون ثابتين في أوطانهم، كعنصر كامل من نسيج مجتمعاتهم، عاملين من أجل خير الجميع.

ثالثا، شهادتنا المشتركة في الكنيسة، مع تناقص أعدادنا، ضروريّة لبناء مجتمع مدنيّ حديث، وديمقراطيّ، ويحترم حقوق الإنسان، وينمّي الحريّة الدينيّة، ويكون ضميرا للشرق الأوسط كلّه، للإسرائيليّين كما للفلسطينيّين، وللعالمين العربي والإسلامي.

على مدار ألفي عام، لم تلعب المسيحيّة دورا مسيطرا في حكم المنطقة، لكنّا قدّمنا على الدوام شهادة حيّة كخمير في عجينة مجتمعاتنا. فالكنيسة ليست خجولة أو مختبئة ولا خائفة من أجل البقاء حيّة، لكنّها واثقة بالقوّة التي يزوّدها الروح بها، لتكون نبويّة وناطقة بالحقّ أمام القوّة، ولتنمّي العدالة مع السلام والمصالحة والمسامحة.

رابعا، إنّ شهادتنا المسكونيّة تظهر ذاتها بالحوار النشط بين الأديان. وهذا يتم بعدّة مسارات: الأول في السعي إلى حوار إسلامي مسيحيّ أفضل. وإنّنا لنقدّر ما جاء في رسالة القادة المسلمين الموقّعة عام 2007، بعنوان "كلمة سواء"، والتي بيّنت أنّ جوهر الديانة هو في "محبّة الله ومحبّة القريب". كما نقدّر رسالة عمّان التي أطلقها الملك عبدالله الثاني في الأردن عام 2005. وعلينا أن ندعم من يجسّدون الإسلام الحقيقي ويحاربون التطرّف. وأصادق هنا على دعوة الملك عبدالله الثاني أيضا التي أطلقها في الأمم المتحدة، الشهر الماضي، داعيا إلى "أسبوع سنويّ للوئام بين الأديان". وهل أفضل من القدس لتقديم نموذج للعيش والحوار مع المسلمين؟

المسار الثاني في الحوار  الديني، يمرّ عبر تنمية العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة اليهوديّة. إنّ مجلس المؤسّسات الدينيّة في الأرض المقدّسة، ليجمع قادة الديانات الثلاثة في القدس لتعزيز العيش المشترك، والتصدّي معا للأصوليّة، والبحث عن حلول للمشكلات الإجتماعيّة. وحاليا، يعكف مستشارون أكاديميّون على دراسة المناهج الدراسيّة في المدارس الإسرائيليّة والفلسطينيّة، لكشف وأزالة ما تحتويه من تمييز وازدراء للآخر. وهذا المشروع هو الأفضل للعدالة والسلام والمصالحة. كما أنّ المجلس ذاته يحضّر وثيقة أساسيّة للنقاش بين الأديان في المستقبل. وهو بيان مبسّط حول البيت الروحي للأديان الثلاثة. والسؤال هو: لماذا القدس مقدّسة بالنسبة لليهود والمسيحيّين والمسلمين؟

فالتحدّي الأكبر ليس سوى في أن نحبّ القريب، حبّنا لأنفسنا. وفيما يعلن الكثير من الناس حبّهم لله، فكيف يحبّون الله الذي لا يرونه، بينما لا يحبّون أخاهم أو أختهم اللذين لا يرونهما. (1 يو 4: 20).

نحن اللوثريّين، ملتزمون بالعمل سويّة معكم أنتم الكاثوليك، كما مع الكنائس الأرثوذكسيّة، والكنائس الإنجيليّة، من أجل شهادة مشتركة في الشرق الأوسط.

وهكذا، نلزم انفسنا "في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام".

 [00206-08.14] [DF012] [Testo originale: Inglese]

 استقبل الأب الأقدس هذا الصباح في مقابلة خاصّة المندوبين الإخوة الأربعة الذين قاموا بمداخلات خلال الجمعيّة العامّة الثانية عشرة.

 مداخلات آباء السينودس "المُسلّمة خطّيًّا"

المُداخلات "المُسلّمة خطّيًّا" لآباء السينودس التالية أسماؤهم:

 - صاحب النيافة الكاردينال لوبومير هوسر، ستوديتي، رئيس الأساقفة الأكبر كييف-هاليتش (أوكرانيا)

 - سيادة المطران أنطونيو ماريّا فيليو، رئيس أساقفة إكلانو شرفًا، رئيس المجلس الحبريّ لرعوية المهاجرين والرُحّل السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

-  سيادة المطران ربّولا أنطوان بيلوني، رئيس أساقفة ماردين للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السام الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران فلابيانوس جوزف ملكيّ، أسقف دارا للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السامي الاحترام (لبنان)

 - سيادة المطران منجد الهاشم، رئيس أساقفة دارنيس شرفًا، سفير بابويّ السامي الاحترام (لبنان)

 

ننشر في ما يلي ملخّص المداخلات التي لم يتمّ تقديمها في القاعة، ولكن سُلِّمَت خطّيًّا من قِبَل آباء السينودس:

 

- صاحب النيافة الكاردينال لوبومير هوسر، ستوديتي، رئيس الأساقفة الأكبر كييف-هاليتش (أوكرانيا)

 أودّ أن أقوم بمداخلةٍ حول موضوعين، من بين مواضيع عديدة أخرى مذكورة في ورقة العمل، يُشكّلان عنصرين يستحقّان اهتمامًا عميقًا، بحسب رأيي، ويُمثّلان قلقًا مستمرًا بما أنّهما يُحرّكاننا ككنائس شرقيّة ويتخطّيان حدودنا الجغراقيّة والتاريخيّة. ثمّ اختم باقتراحين عمليّين.

1- النقطة الأولى التي أطرحها هي عالم الهجرة بكامله. نحن بصفتنا رومًا كاثوليكيّين أوكرانيّين نتقاسم مع إخوتنا في الشرق الأوسط مأساة هجرة مؤمنينا، بالرغم من أنّها مفروضة لأسبابٍ متعدّدة. إنّ الإحصاءات قد أظهرت أنّه في الآونة الأخيرة، هاجر نحو العالم كلّه، و خصوصًا نحو أوروبّا الغربّية، خمسة ملايين أوكرانيّ، نصفهم من المناطق التي يوجد فيها أغلبيّة مؤمنينا.

علينا أن نعترف بأنّه في البلدان التي حلّوا فيها، لقوا بشكلٍ عامّ إستقبالاً جيدًا من قِبَل الأبرشيّات اللاتينيّة، ولكن هذا لا يعفينا من مسؤوليّتنا الجسيمة بأن نحافظ على إيمانهم حسب التقليد الشرقيّ الذي ينتمون إليه والذي فيه يجب أن نوفّر لهم ضمانة العناية الرعويّة الملائمة والخاصّة بطائفتهم، تِبعًا لما ينُصُّ عليه الحقّ القانوني، بحزم.

يُعترفُ في ورقة العمل بهذا الحقّ-الواجب علينا، حيثُ تَنُصُّ الفقرة 6 ما يلي:"إن أعضاء الكنائس ذات الحكم الذاتي هم المؤمنون، بصفتهم أشخاصًا فرديّين وبصفتهم أعضاء فى جماعاتهم الخاصة." يبدو بديهيًّا أنّه يجب أن يتوّفر، حتّى وإن خارج بلادهم، لهم وضعٌ يستطيعون فيه ممارسة إنتمائهم الأصليّ هذا مع ضمان جميع الوسائل التي بحوزة كنيستهم من أجل العناية الرعويّة: كهنة خاصّين، طقسٍ خاصّ، روحانيّة خاصّة، حياة جماعيّة خاصّة.

قد يُثار إعتراض أن هذا الضمان يمكن أن يُشكّل عائقًا أمام الإندماج في الوقائع الجديدة حيث قرّر مؤمنونا أن يعيشوا.

إنّ خبرتنا طويلة الأمد تعلّمنا أن هذا الأمر غير صحيحٍ البتّة: إنّ مؤمنينا في الأميركيّتين وفي أستراليا، بالإضافة إلى بلدان أوروبّا المتعدّدة، هم مندمجون إندماجًا كاملاً مع حفاظهم على تراثهم سليمًا ويمارسون إنتماءهم كاملاً إلى الكنيسة الروم الكاثوليكيّة الأوكرانيّة.

واسمحوا لي أن أقدّم ملاحظة بهذا الخصوص: أحد آباء الكنيسة قد حدّدها بـ "circumdata varietate" أي أنّ وحدة الكنيسة لا تتماهى مع الشكل الواحد، ولكنّها تُعبّر عن غنى الله الخالق في تناغم التنوّع أوالكثرة، إذا أردنا استعمال الكلمة المختارة والمستعملة في ورقة العمل. كما شرح القدّيس إغناطيوس الإنطاكي جيدًا باستعماله صورة الأوتار المتّحدة في القيثارة والسينفونيّة التي تنشدها الجوقة، إنّ التنوّع لا يشكّل خطرًا، بل هو كنزٌ لا يمكن للكنيسة الجامعة أن تتخلّى عنه، آخذين بعين الإعتبار طبيعيًّا أنّ خليفة بطرس يملك المهمّة الإلهيّة بإدارة الجوقة كي لا يحصل نشازٌ وبهذا تبقى سينفونيّة الحقيقة والمحبّة مضمونتين.

علينا أن نجد الشجاعة، في الروح القدس، لنعيش الإنسجام ضمن التعدّديّة أو التنوّع في كافة المناطق التي، حتّى بضع عقود خلت، كانت تتميّز، ولأسبابٍ تاريخيّة، بوجود طقسٍ واحد، مُعتادةً هكذا على نوعٍ من الإحتكار. للملاحظة، ليست الأرض اليوم كالسابق، في مواجهة تحدٍّ للهجرة متنامٍ حسب المفهوم الجغرافي، بل حسب مفهومٍ أنتروبولوجيّ. بتطبيق المبدأ المنصوص عليه في الاستشهاد المذكور أعلاه من ورقة العمل ، يبدو لي بأنّه من الواجب أن أستخلص أنَّ أرض هذه الكنائس ذات الحقّ الخاصّ تتكوّن من أشخاص المؤمنين الذين، تِبعًا لضروراتٍ مختلفة، قرّروا أن يعيشوا فيها. لذلك يجب إعادة النظر ومراجعة الأدوات حتّى القضائيّة لضمان تطبيق هذا المبدأ عمليًّا، لتأمين خلاص نفوس مؤمنينا الذين نحن مسؤولون عنهم في كلّ مكان، بصفتنا رعاة، ومن أجل تخطّي خطر الذوبان المحتمل الذي قد يضعف البنية الطبيعيّة للكنيسة كما ارادها ربّنا يسوع المسيح.

2. إنّ الموضوع الثاني الذي أودّ أن أوّجه تأمّلنا الجماعيّ إليه موجود في الفقرة 20 من ورقة العمل التي موضوعها "الأصل الرسولي والدعوة الإرساليّة". يُؤكَّدُ في هذه الفقرة: "حيث أنّها رسوليّة، تقع على عاتق كنائسنا رسالة خاصّة، في حمل الإنجيل إلى العالم أجمع، كما كان الحال طوال التاريخ". عليّ ان أوافق الرأي بألم كلّّ الانتقادات التي أتت في ما بعد، بالرجوع إلى انغلاقٍ سائدٍ في ذهنيّة الذي يشعر أنّه محاصر أو الذي عاش في داخل الحدود العرقيّة او الإيديولوجيّة المطلقة، كما كان الحال بالنسبة إلينا على مدى سبعين عامًا في ظلّ نظام الحكم الشيوعي السوفياتي. صحيحٌ أنّ الإندفاع الإنجيليّ قد تراجع. أتساءل: أليست المحن الحاليّة التي تعيشها كنائسنا ذات الحقّ الخاصّ – حتّى إنّ الكنيسة الأوكرانيّة بدأت تشعر بمؤشّرات مصاعب جديدة- والظاهرة الفريدة التي تُصيبُنا بهذا العُمق من جرّاء هجرة مؤمنينا الكثيفة، أليست هي علامة أرسلها لنا الروح القدس لكي نتخلّى، كما فعل إبراهيم، عن يقينيّات أور الكلدان، فنقوم بسفرٍ إلى العالم أجمع؟ ولا أخاف أن أقول للعالم أجمع، ما يعني أيضًا حيث عرفت الكنيسة حتّى اليوم أو حتّى البارحة أوضاعًا يمكن أن أحدّدها بالامتلاك السلميّ الذي هو حاليًّا في أزمة عميقة بسبب الخلل أو السطحيّة أو تناقضات أشخاص وثقافات معادية للمسيحيّة. إنّني أتساءل: إن كانت الكنيسة الجامعة رسوليّة، أليس هذا الوضع مُحَفِّزًا لنا، نحن أبناء التقليد الشرقيّ، لنقرّر الانطلاق إلى الأمم، حيث تحتاج تلك الأمم إلى الكلمة التي تخلّص أو تنتظرها؟ إنّ غنى روحانيّتنا وليتورجيّاتنا هي تراثٌ علينا أن نتشارك به لا أن نحتفظ به بغيرة، أو، أسوأ من ذلك، أن نخبّئه ضمن جماعاتنا. صحيح أنّنا فقراء بالنسبة إلى العديد من إخوتنا الآخرين، ولكن علينا إلاّ ننسى أبدًا أنّ الله يختار دائمًا المتواضعين والفقراء ليتمّم أعماله المُدهشة، كما فعل، على سبيل المثال السامي، مع مريم، الـ"ثيوتوكوس" (والدة الإله).

3. إنّ الموضوعيّن اللذَين لفتّ الانتباه الجماعيّ إليهما، هما فقط جزء صغير من التحدّيات الكبرى التي يجب أن نواجهها يوميًّا والتي أمامها غالبًا ما نشعر بأننا مُعدَمون وغير ملائمين أو ضعفاء، وفي أي حالٍ في مأزقٍ صعب. نحن بحاجة إلى عون بطرس.

وهذا هو الاقتراح-النداء الذي أقدّمه بكلّ بساطة وثقةٍ عميقة: إنشاء هيئة مؤلّفة من البطاركة ورؤساء الأساقفة الكبار للكنائس الشرقيّة في شركةٍ مع روما على مثال السينودس الدائم للتقليد الشرقيّ، الذي من خلاله يستطيع خليفة بطرس أن يؤاسينا ويدعمنا ويسدي لنا النصائح مانحًا الطابع الإنجيليّ التامّ لخدمتنا ورسالتنا.

4. تباعًا للاقتراح الأوّل هذا، أقدّم الثاني. أطلب من المشاركين في هذا السينودس أن يسألوا الأب الأقدس أن يكرّس قريبًا جدًا سينودسًا آخر للموضوع العامّ في طبيعة الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة ودورها.

[00192-08.08] [IS001] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران أنطونيو ماريّا فيليو، رئيس أساقفة إكلانو شرفًا، رئيس المجلس الحبريّ لرعوية المهاجرين والرُحّل السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)

منذ بعض العقود يغادر المسيحيّون، لا سيّما الشبّان، أوطانهم بكثافة، في بلدان عديدة من منطقة الشرق الأوسط. اللافت أنّ المسيحيّين في الشرق الأوسط يعيشون، معظمهم، في أوضاع صعبة وأنّهم قليلو العدد ويبدون غالبًا عاجزين ومستسلمين. في قلب هذه الجمعيّة السامية، تبرز عفويًّا مشاعر قربٍ روحيّ ودعم وتشجيع إزاء مسيحيّي الشرق الأوسط، مذكّرةً، بين أمور عديدة، بالتضحيّة بالحياة التي قدّمها للعالم المنسينيور فرج راحو، المنسينيور لويجي بادوفيزي، دون أندريا سانتورو وكهنة آخرون، فضلاً عن العديد من الرجال والنساء الذين تعرفهم جيّدًّا الجماعات المسيحيّة المحلّيّة وتُعجَب بهم.

تتضمّن ظاهرة الهجرة أيضًا وجوهًا إيجابيّة؛ بالفعل لقد زادت، في المنطقة، عدد الكاثوليكيّين الذين يصبّون في بعض مناطق الشرق الأوسط، إلى درجةٍ أنّه لم يعد نادرًا إيجاد جماعات مسيحيّة تتألّف حصرًا من وافدين، وهي على إتصال أكثر فأكثر مع السكّان الأمينين لديانات أخرى، لا سيّما المسلمين.

في هذا السياق، أنّه أساسيّ أن يُطلَب إلتزام سياسيّ على المستوى العالميّ لمواجهة أسباب هذا النـزف من الرجال والنساء الذي يُفرغ كنائس الشرق الأوسط والأماكن التي ولِدَت فيها المسيحيّة ونمت. إنّه لرهيبٌ أن تصبح الأرض المقدّسة والبلدان المجاورة، مهدّ المسيحيّة ووطنّ أمير السلام، متحفًا من الحجارة، ذكرى عزيزةً لماضٍ عبر! إنّ الإلتزام الروحيّ هو أيضًا ضروريّ، أي التنشئة على احترام مركزيّة كلّ شخص وكرامته، المعارضة لكره الأجانب، التي تشجّع عليها أحيانًا وسائل الإتصالات، والدعم لاندماج ينقذ هويّة الأشخاص.

مع رؤية بروزمشاكل اجتماعيّة، بقلق، ألاحظ أيضًا خطر إنطواء كلّ كنيسة شرقيّة كاثوليكيّة على ذاتها. يجب تشجيع الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط على أن يكون لها معرفة أفضل الواحدة منها بالأخرى، لتستطيع أن تتبادل مزيدًا من الاحترام والتقدير، وتتعاون وتعمل معًا لتكسب مزيدًا من الأهمّيّة.

 ستبدي هذه الجمعيّة، بكلّ تأكيد، تضامنها ودعمها لمسيحيّي الشرق الأوسط حتّى يتشجّعوا على البقاء في أوطانهم للتمكّن من القيام برسالتهم التي تكمن في أن يكونوا "الخمير"، بعيشهم وشهادتهم للشركة، وإذا أمكن لإعلان يسوع المسيح،  بصراحة، الربّ الوحيد والمخلّص.

 أخيرًا، أودّ أن أبوح لكم بسرّ: أنا مسرور جدًّا بهذا السينودس الذي سوف يتيح لكم تعميق معرفتكم المتبادلة مع الكنائس الشرقيّة الأخرى ومع الكنيسة اللاتينيّة. وإذا تعارفنا، سوف نحبّ بعضنا البعض ونساعد بعضنا البعض أكثر.

 [00193-08.03] [IS002] [Testo originale: Italiano]

 - سيادة المطران ربّولا أنطوان بيلوني، رئيس أساقفة ماردين للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السام الاحترام (لبنان)

 

لدينا في لبنان، ومنذ عدّة سنوات، لجنة وطنيّة للحوار الإسلامي المسيحي. وكان هنالك أيضا لجنة أسقفية تابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وكان من اختصاصها الحوار الإسلامي المسيحيّ، لكنّها توقّفت في الفترة الأخيرة، لكي تعطي الأهمية للجنة الأولى، فضلا عن أنّها لم تقدّم ثمارا ملموسة.

ينشأ حوار هنا أو هناك، في بلدان عربيّة، كما يحدث في قطر، ويدعو فيها الأمير نفسه، وعلى حسابه الخاصّ، شخصيّات من الديانات الثلاثة: مسيحيّين ومسلمين ويهود. وفي لبنان، وعلى تلفزيون تيليلوميار وقناة النورسات الفضائية، وعلى قنوات تلفزيونيّة أخرى، تقدّم برامج حول الحوار الإسلامي المسيحيّ. وغالبا ما يتمّ اختيار الموضوع، ويقدّم كلّ محاور تفسيره وشرحه الخاص، بما يتلاءم مع تعليم ديانته. وتكون هذه البرامج عادة تعليميّة.

وددت من هذه المداخلة، أن أوجّه الانتباه إلى نقاط تجعل من هذه اللقاءات صعبة وأحيانا غير مجدية. ومن الواضح أنّنا لا نناقش موضوع العقائد. بيد أنّ المواضيع العمليّة والإجتماعيّة الأخرى هي صعبة المعالجة أيضا، لأنّ القرآن والسنّة قد عالجاها. وإليكم بعض الصعوبات التي نواجهها: يغرس القرآن في عقل المسلم الفخر بأنّه الديانة الوحيدة الصحيحة والكاملة، وهي معلّمة من النبيّ الأعظم، وهو خاتم الأنبياء. والمسلم هو جزء من الأمّة المفضلّة، ويتكلّم لغة الله، وهي لغة الفردوس، أي اللغة العربيّة. لهذا ، يأتي إلى الحوار بهذه الكبرياء، وبتأكيد أنّه منتصر.

أمّا القرآن، المفترض بأنّه مكتوب من الله، من ألفه إلى يائه، فيعطي القيمة ذاتها، لكلّ ما هو مكتوب: للعقيدة، كما لكلّ الشرائع العمليّة مهما كانت.

وفي القرآن، لا مساواة بين المرأة والرجل، لا في الزواج، حيث بمستطاع الرجل أن يأخذ عدّة نساء، وأن يطلقهنّ على كيفه. ولا في الميراث، حيث للرجل حصّة مضاعفة عن حصّة المرأة، ولا في الشهادة في المحاكم، أمام القضاة، حيث لصوت الرجل قيمة لصوتين من النساء، إلخ...

ويتيح القرآن للمسلم بأن يخبّئ الحقيقة على المسيحيّ، وبأن يتكلّم ويعمل بما يتعارض مع ما يؤمن أو يفكّر به.

وفي القرآن آيات متناقضة أو منسوخة من الأخرى، بشكل يجعل المسلم يستخدم هذه الآية دون الأخرى، بحسب مصلحته، لذلك يستطيع أن يقول بأنّ المسيحيّ متواضع وتقيّ ومؤمن بالله، أو أن ينعته بالكفر والردّة وعبادة الأصنام. ويعطي القرآن المسلم الحق بأن يحكم على المسيحيّين وأن يقتلهم بالجهاد (الحرب المقدّسة). ويأمر بأن يفرض الدين بالقوّة، وبالسيف. وتاريخ الغزوات شاهد على ذلك. لذلك لا يقرّ المسلمون بالحريّة الدينيّة، لا بالنسبة لهم ولا لغيرهم. لذلك ليس غريبا أن نرى كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة ترفض تطبيقا كاملا  "لحقوق الإنسان" المقرّة في الأمم المتحّدة.

وأمام هذه الممنوعات وغيرها الشبيهة بها، هل يجب أن نحذف الحوار؟ بالتأكيد لا. لكن علينا أن نختار المواضيع المطروحة، وأن نختار محاوِرين مسيحيّين قادرين ومؤهّلين، شجعان وأتقياء، حكماء وحذرين... ممّن يقولون الحقيقة بوضوح وقناعة.

نستنكر أحيانا بعض الحوارات على التلفزيون، حين يكون المحاور المسيحي ليس على مستوى المسؤولية، ولا يصل إلى تقديم جمال وروحانيّة الديانة المسيحيّة، بشكل يشكك السامعين. والأسوأ من ذلك، حيث يكون المحاورون من رجال الدين، الذين يعمدون بالحوار إلى كسب تعاطف المسلم كأن يسموّا محمّدا نبيّا، وأن يضيفوا الدعاء الإسلامي المعروف والمردّد دائما: "صلّى الله عليه وسلّم".
ولكي أختم، أقدّم المقترحات التالية:

كما تحدّث القرآن عن مريم العذراء بطريقة جيّدة، مؤكّدا بتوليّتها الدائمة، وحبلها العجائبي والفريد لكي تعطينا المسيح، وبما أنّ المسلمين يحترمونها كثيرا ويطلبون شفاعتها، علينا التوجه إليها في كلّ حوار وفي كلّ لقاء مع المسلمين. ولأنّها أمّ الكلّ، سوف تقودُنا في علاقاتنا مع المسلمين، وستبيّن لهم الوجه الحقيقيّ لإبنها يسوع، مخلّص الجنس البشريّ.

ليت عيد البشارة الذي أعلن في لبنان عيدا وطنيّا، للمسيحيّين كما للمسلمين، يصبح عيدا وطنيّا في بلدان عربيّة أخرى.

[00194-08.16] [IS003] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران فلابيانوس جوزف ملكيّ، أسقف دارا للسريان شرفًا، أسقف كوريا بطريركيّة أنطاكية للسريان السامي الاحترام (لبنان)

تدعو الفقرة 25 من ورقة العمل مسيحيّي الشرق الأوسط إلى بذل كامل الجهود، مع المسلمين المعتدلين والمتنوّرين، من أجل التوصّل إلى إنشاء "علمانيّة إيجابيّة" في الدول الإسلاميّة التي يعيشون فيها، علمانيّة قد تضمن المساواة بين جميع المواطنين وتقرّ بدور الديانات الناجع. فلا شكّ في أنّ هذا الإصلاح للنظام السياسيّ والتيوقراطيّ في بلداننا "يسهّل تعزيز ديمقراطيّة سليمة".

لكن، هل إنّ هذه الاقتراحات، مهما كانت مرجوّة وشرعيّة، تحظى بفرص لتطبيقها؟ هل يمكن تصوّر أنّ البلدان العربيّة في الشرق الأوسط، حيث الأصوليّة آخذة في التصلّب، ستقبل في المستقبل القريب أن تتخلّى عن أنظمتها التيوقراطيّة المبنيّة على القرآن والشريعة اللذين يحويان تمييزًا لافتًا إزاء غير المسلمين؟ يبدو لي أنّ ذلك يبقى نوعًا من ضروب اليوطوبيا والخيال على مدى القرون الآتية.

باستثناء لبنان، يخضع مسيحيّو الشرق الأوسط منذ 14 قرنًا، ويرتفع عددهم إلى حوالي 15000000، إلى أشكال مختلفة من الاضطهاد والمذابح والقتل والتمييز والابتزاز والإهانة. ولا زلنا نشهد إلى اليوم، في الألفيّة الثالثة، بعجز وقلب ممزّق، معاناة إخواننا في العراق وهجرتهم الكثيفة.

هل ينبغي انتظار اختفاء المسيحيّين من الشرق الأوسط لرفع الصوت والمطالبة بقوّة بالحريّة والمساواة والعدالة لتلك الأقليّات الدينيّة المهدّدة في وجودها. هل سيشهد العالم المتحضّر بلا مبالاة زوالهم؟

العمل بلا تأخّر ولا تلكّؤ واجب من أجل إصلاح تلك الأنظمة الإسلاميّة. إنّ مسيحيّي الشرق الأوسط لن يتمكّنوا وحدهم من بلوغ هذا الهدف. ينبغي أن تعينهم الكنيسة الجامعة والبلدان الديمقراطيّة.

1- قد يستطيع الكرسي الرسوليّ التدخّل في هذا المجال لدى البلدان التي يرتبط بعلاقات دبلوماسيّة معها.

2- ينبغي على البلدان الأوروبيّة والولايات المتحدة والبلدان التي تحترم حقوق الإنسان أن تمارس الضغط، على مختلف الأصعدة، على الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان غير القابلة للانتهاك، من أجل دفعها إلى إصلاح قوانينها، تلك المستندة إلى الشريعة الإسلاميّة والتي تعامل الأقليّات الدينيّة كمواطنين من الدرجة الثانية.

لمَ لا تجري مطالبة الهيئات الدوليّة بالدفاع عن قضيّة المسيحيّين، ضحايا التمييز، وأن تفرض هذه الهيئات على البلدان الإسلاميّة معاملة مواطنيها المسيحيّين على غرار البلدان الأوروبيّة التي تمنح المسلمين من الأقليّة، والذين أصبحوا مواطنين، الحقوق عينها التي يتمتّع بها السكّان الأصليّون.

عبر حشد الرأي العامّ الدوليّ بهذه الطريقة، قد يستعيد المسيحيّون دوافع للأمل وكرامتهم كمواطنين مكتملي الحقوق والواجبات، ما قد يمنعهم من الهجرة والتغرّب.

ينبغي علينا أن نطالب من دون توقّف بحقوقنا المنتهكة وبكرامتنا المنكَرة، وأن نعمل من غير كلل على تحسين هذا الوضع غير الطبيعيّ، وفقًا لكلام المسيح: "أطلبوا تعطوا، اقرعوا يُفتَح لكم". أو بعد، اتّباع مثال الأرملة الفقيرة في الإنجيل، الأرملة التي من دون حيلة والتي تمكّنت بفعل الإلحاح من الحصول على العدالة، من قاضٍ ظالم بلا إيمان ولا قلب.

[00196-08.04] [IS004] [Testo originale: Francese]

 - سيادة المطران منجد الهاشم، رئيس أساقفة دارنيس شرفًا، سفير بابويّ السامي الاحترام (لبنان)

 يتضمنّ القرآن آيات تفرض التسامح، لا سيّما إزاء المسيحيّين. لجأ الخلفاء الأوّلون وحكّام المناطق إلى المسيحيّين ليساعدوهم في الحكم. وقد شغل المسيحيّون المكانة الأولى خصوصًّا في مجالات الثقافة والعناية الطبيّة.

ساءت العلاقات مع الحملات الصليبيّة وخصوصًّا في عهد المماليك.

في آخر القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين، كان العالم العربيّ والمسلمون يواجهون صعوبات هائلة: كانت بلدان أفريقيا الشماليّة تحت الاستعمار؛ واللغة العربيّة كانت شبه ميتة، وبدأت السلطنة العثمانيّة تُصبِح "الرجل المريض". هاجر العديد من المفكّرين المسيحيّين، لا سيّما اللبنانيّين والسوريّين، إلى مصر وحقّقوا نهضة اللغة والثقافة العربيّتين.

واليوم، خصوصًّا بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمر 2001، يواجه العالم الإسلاميّ تحديّات كبيرة، على الرغم من ثرواته، وخصوصًّا مخزونه الضخم من النفط والغاز. لنذكّر ببعض هذه التحديّات:

-       علاقاته الصعبة مع الغرب، خصوصًّا مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكيّة؛

-       أنظمته السياسيّة: دكتاتوريّات عسكريّة  وأنظمة ملكيّة وراثيّة؛

-       غياب الديمقراطيّة، وحرّيّات (الرأي، والتعبير، والتجمّع، والدين...)؛

-       احترام حقوق الإنسان على الرغم من توقيعهم على معاهدة 1948؛

-       وضع المرأة ومساواتها مع الرجل؛

-       التوتّر بين السنّة والشيعة؛

-       حرب ونـزاعات: فلسطين، العراق، اليمن...؛

-       الخلط بين الروحيّ والزمنيّ، الدين والدولة.

عديدون هم المسيحيّون والجمعيّات، الذين يهتمّون بالحوار المسيحيّ-الإسلاميّ بدءًا من قسم الإسلام داخل المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان.

بعض الاقتراحات العمليّة من أجل تعاون فعليّ:

1-              تشجيع معرفة دقيقة، حتّى وإن كانت بدائيّة، من الجهتين: "الإنسان عدوّ ما يجهل". لا بدّ لهذا التعليم من أن يتمّ على كلّ المستويات: من الحضانة إلى الجامعة؛

2-              تأليف كُتبٍ مدرسيّة تعطي تعليمًا دقيقًا عن الديانتين؛

3-              تشجيع المدارس المختلطة، التبادل بين المدارس المسيحيّة والإسلاميّة، وهذا يتمّ أكثر فأكثر في لبنان؛

4-              تنظيم مخيّمات مشتركة حيث يعيش معًا شبّان مسيحيّون ومسلمون؛

5-              تحقيق نشاطات اجتماعيّة، خيريّة وإنسانيّة معًا.

يؤمَل أن يتّخذ الرؤساء الدينيّون، في نفس البلد، مبادرات تشجّع على التعاون ما بين مؤمنيّ الديانتين: في لبنان مثلاً، الهيئة الوطنيّة للحوار الإسلاميّ المسيحيّ التي أنشأها رؤساء الطوائف الدينيّة الأكثر أهمّيّةً الستّ والتي تقوم بعمل ملحوظ. أصدرت الدولة كتابين مشتركين للتاريخ وللتربية المدنيّة لكلّ التلاميذ. يجب الوصول إلى الجماهير وعدم الإكتفاء بالنُخب.

حوار الحياة هذا، هو تطبيق لموضوع هذا السينودس: "شركة وشهادة".

 [00198-08.02] [IS005] [Testo originale: Francese]

 تنبيه للقرّاء

القواعد المطبّقة في الكتابة

يرجى الملاحظة بأنّه في الطبعة العربيّة لنشرة سينودوس الأساقفة طُبِّقت قواعد الكتابة التالية، منذ ورود قائمة المشاركين في النسخة المتعدّدة اللغات.

في ما يتعلّق بإستخدام حروف الرموز إلى (Sigle) للرهبانيات الدينيّة: إن ّ إستخدام الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة في اللغة العربيّة تُبرز بعض الصعوبات ولذلك في النشرة –التي ليست طبعةً رسميّة، بل أداة عمل للإستخدام الصحافيّ- تمّ إختيار الحلّ الأقل مشقةً والأكثر بساطة. ليس من المعتاد الإشارة إلى الانتسابات إلى الرهبانيّات الدينيّة في العمل الاكاديميّ، لكنّ هذا الحلّ لم يؤخذ به كملائمٍ للنشرة. قد يكون الحلّ بتحديد أسماء الرهبانيّات الدينيّة كاملةً، لكنّ هذه الممارسة قد تكون بعيدةً جدًّا عن الطبعات اللغويّة الأخرى. وعليه، للطبعة العربيّة تقرّر الإستعاضة عن الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة بالإسم المستخدم عامةً (يسوعيّون، ساليزيانيّون، فرنسيسكانيّون، إلخ).

في ما يتعلّق بأسماء المشاركين وعناوينهم: لأسماء المشاركين غير العربيّة إتَّبَع تحرير النشرة الطريقة المعتادة في النقل الكتابيّ وفق اللفظ. للأسماءِ ذات الأصل العربيّ  للمشاركين، في غياب النسخة العربيّة لقائمة المشاركين، أُجري بحث منهجيّ من قبل تحرير النشرة. لحوالي 5% من الأسماء العربيّة، التي لم يتمّ الحصول على الإسم الأصلي في العربيّة في حينه، تقرّر إعادة نقل الإسم بالأحرف العربيّة حسب قائمة المشاركين المودعة في النسخة المتعدّدة اللغات بالأحرف اللاتينيّة، للحفاظ على النمط الخطيّ الواحد للطبعة العربيّة.

في غياب النص باللفظ العربيّ، تمّ النقل الحرفيّ (أو إعادة النقل الحرفيّ) لعناوين المشاركين جميعهم، حتى وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء.

تصحيح الأخطاء

في حال تمّ اكتشاف الأخطاء، يُرجى من المعنيّين أن يشيروا إلى تحرير النشرة بالأسماء و/أو العناوين الخاطئة وكتابتها الصحيحة عبر خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) إلى: fungogenerale@pressva-fungo.va

يمكن استخدام عنوان البريد الإلكتروني عينه للإشارة إلى الأخطاء المتعقلة بمحتوى النشرة بكامله.

 

 

العودة لِـ:

- فهرس نشرة سينودس الأساقفة – الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط – 2010
[متعدّد اللغات، العربيّة، الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top