The Holy See Search
back
riga

 

SYNODUS EPISCOPORUM
نشرة

الجمعيّة الخاصّة
من أجل الشرق الأوسط
لسينودس الأساقفة
10 – 24 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010

الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة و شهادة.
"وكان
جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة
" (أع 4: 32)


هذه النشرة هي فقط وثيقة عمل للاستعمال الصحافيّ.
ليس للترجمات عن الأصل صفة رسميّة.


الطبعة العربيّة

 

[26 - 2010/10/24]

مُلَخص

- الغداء الأخويّ

- الكابيلاّ البابويّة برئاسة الأب الأقدس بمناسبة اختتام الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة

- صلاة التبشير الملائكيّ

 الغداء الأخويّ

 خلال لقاء الغداء اﻷخويّ ﰲ ردهة قاعة بولس السادس، ﰲ الفاتيكان، قدّم الأمين العامّ لسينودس اﻷساقفة، سيادة المطران نيكوﻻ إتيروفيتش، لقداسة البابا البيانات الرئيسيّة  المُتعلّقة باﻷعمال التي اشترك فيها 173 أبًا سينودسيًّا.  عُقِدَت 14 جمعيّة عامّة و6 اجتماعات لحلقات العمل المُصَغرّة. ﰎﹼ تقدﱘ 10 بين تأمّلات وعِظات. وكانت هناك 125 مداخلة بالإضافة إﱃ 5 سُلِّمَت خطيًّا. كما قام بمُداخلاتٍ 12 من المندوبين الإخوة وﰎﹼ تقدﱘ 12 تقريرًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك 111 مداخلة حرّة بحضور البابا. شَكَرَ الرئيس المنتدب، غبطة البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، اﳊﱪ اﻷعظم من أجل الفرصة التي منحها للكنائس ﰲ الشرق اﻷوسط كي يُسمعوا صوتهم، مؤكِّدًا بأنّ رعاة الكنائس الشرقيّة سيعودون إﱃ أرضهم ليعلنوا، بدون خوف، الإنجيل ﰲ المحبة وفي الحقيقة، ويعيشوه كلّ يوم. وأهدى بطريرك الروم الملكيّين، صاحب الغبطة غريغوريوس الثالث لحّام، إلى اﻷب اﻷقدس ثوبًا ليتورجيًّا شرقيًّا جميلاً جدًا. قال اﻷب اﻷقدس أنﹼ العطيّة اﻷﲨل للجمعيّة السينودسيّة هي الشركة ﰲ تنوﹼع كنائس الشرق، شركة تُصبح شهادة:

 أصدقائي الأعزاء،

تبعًا لعادةٍ جميلة أدرجها البابا يوحنّا بولس الثاني، تُختَتَم السينودسات بوجبة غداء، هو عمل غداء أخوي يتماشى جيدًا أيضًا مع جوّ هذا السينودس، الذي يتحدّث عن الشركة: لم يتكلّم فقط عن الشركة، بل جعلنا نحقّقها أيضًا.

إنّه بالنسبة لي الوقت لأقول شكرًا. شكرًا للأمين العامّ لسينودس الأساقفة ولطاقم العاملين معه، الذين أعدّوا وما زالوا يُعِدّون أيضًا متابعة الأعمال. شكرًا إلى الرؤساء المنتدبين، شكرًا خاصّةً  للمُقرّر والسكرتير المساعد، الذين قاموا بعمل مُدهش. شكرًا! أنا أيضًا كنتُ يومًا المقرّر في السينودس حول العائلة وأستطيع أن أتخيّل قليلاً أيّ عملٍ قد قمتم به. شكرًا أيضًا لجميع الآباء الذين قدّموا صوت الكنيسة في الشرق، للمستمعين، للمندوبين الإخوة، للجميع!

شركة وشهادة. في هذا الوقت نشكر الربّ من أجل الشركة التي وهبنا وما زال يهبنا إياها. لقد شَهِدنا غنى، وتنوّع هذه الشركة. أنتم كنائس من طقوس مختلفة، تُشَكِّل، مع ذلك، جنبًا إلى جنب مع كلّ الطقوس الأخرى، الكنيسة الكاثوليكيّة الواحدة. جميلٌ أن نرى هذه "الكاثوليكيّة" (الجامعيّة والشموليّة) الحقيقيّة، التي هي غنيّة هكذا في التنوّع، غنيّة هكذا في الإمكانات، في تنوّع الثقافات؛ و، مع ذلك، هكذا فقط ينمو تَعَدُّد أصوات الإيمان الواحد، وشركة القلوب الحقيقيّة، التي يستطيع أن يعطيها الربّ فقط. من أجل خبرة الشركة هذه نشكر الربّ، وأشكركم أنتم جميعًا. يبدو لي أنها العطيّة الأهم للسينودس الذي عشناه وحقّقناه: الشركة التي تربطنا بالجميع والتي هي أيضًا شهادة بحدّ ذاتها.

شركة. الشركة الكاثوليكيّة، المسيحيّة، هي شركة مفتوحة، حواريّة. هكذا كُنّا أيضًا في حوارٍ دائم، داخليًّا وخارجيًّا، مع الإخوة الأرثوذكس ومع الجماعات الكنسيّة الأخرى. وقد شعرنا بأننا في هذه بالضبط متحدين – حتّى وإن كانت هناك انقسامات خارجيّة: شعرنا بالشركة العميقة في الربّ، في هبة كلمته وحياته، ونأمل بأن يقودنا الربّ لنتقدّم في هذه الشركة العميقة.

نحن مُتَحِدون مع الربّ وهكذا – نستطيع القول – إنّ الحقيقة "وَجَدَتنا". وهذه الحقيقة لا تُغلِق ولا تضع حدود ولكنها تفتح. ولهذا كنّا أيضًا في حوارٍ صريح ومفتوح مع الإخوة المسلمين، مع الإخوة اليهود، كلّنا معًا مسؤولون عن عطية السلام، عن السلام بالذات في هذه البقعة من الأرض التي باركها الربّ، مهد المسيحيّة ومهد الديانتين الأخرتين أيضًا. نريد أن نكمل على هذا الدرب بقوة، برقة وتواضع وبشجاعة الحقيقة التي هي محبّة وفي المحبّة تفتح ذاتها.

قُلتُ بأننا نختتم هذا السينودس بوجبة غداء. ولكن الاختتام الحقيقيّ غدًا هو الوليمة مع الربّ، الإحتفال الإفخارستيّ. في الحقيقة، ليست الإفخارستيا اختتامًا بل افتتاحًا. الربّ يسير معنا، هو معنا، الربّ يُحرِّكنا. وهكذا، بهذا المعنى، نحن في سينودس، أيّ في مسيرة تدوم حتّى وإن كنّا مُتفرّقين: نحن في سينودس، في مسيرة مشتركة. لنسأل الربّ أن يساعدنا. وشكرّا لكم جميعًا!

 الكابيلاّ البابويّة برئاسة الأب الأقدس بمناسبة اختتام الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة

- عِظة الأب الأقدس

 في الساعة 09:30 من صباح اليوم 24 تشرين الثاني/أكتوبر 2010، الأحد الثلاثين من الزمن العادي، في بازيليك القدّيس بطرس، قرب ضريح القدّيس بطرس، ترأّس الأب الأقدس بندكتوس السادس عشر الاحتفال المشترك بالإفخارستيّا مع آباء السينودس، لاختتام الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة، التي عُقِدَت في قاعة السينودس في الفاتيكان من 10 تشرين الثاني/أكتوبر 2010، حول الموضوع: الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة. "وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدةً" (أع 4: 32).

 

مع ترتيلة الـ"يوبيلاتِ دِيو"(Iubilate Deo)، على الساعة 09:15، بدأ الدخول إلى البازيليك. وَصلَ المشاركون في الاحتفال، بقيادة المسوؤلين عن الاحتفالات الحبريّة، إلى مقاعدهم الخاصّة حول "مذبح الشهادة". ثمّ شارك نيافة الكرادلة وأعضاء رئاسة الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة في زيّاح الدخول مع الأب الأقدس.

 

شارك في الاحتفال مع البابا 177 أبًا سينودسيًّا (من بينهم 19 كردينالاً، 9 بطاركة، 72 رئيس أساقفة، 67 أسقفًا و10 كهنة) و69 معاونًا.

 

صعِد إلى المذبح للصلاة الإفخارستيّة الرؤساء المندوبون صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية للموارنة، أسقف الجبّة وصربا وجونيه للموارنة الكليّ الطوبى (لبنان)، فخريًّا، غبطة البطريرك الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل للكلدان الكليّ الطوبى (العراق)، فخريًّا، نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السامي الاحترام (حاضرة الفاتيكان)، صاحب الغبطة إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكية للسريان الكليّ الطوبى (لبنان)، المُقرّر العامّ صاحب الغبطة أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكلّيّ الطوبى (مصر)، الأمين العامّ سيادة المطران نيكولا إتيروفيتش، رئيس أساقفة سيبال شرفًا (حاضرة الفاتيكان)، السكرتير الخاصّ سيادة المطران جوزيف سويف، رئيس أساقفة قبرص للموارنة السامي الاحترام (قبرص).

 

تُليت القراءة الأولى باللغة الفرنسيّة، المزمور باللّغة اللاتينيّة والقراءة الثانيّة باللّغة الإنجليزيّة. تُلِيَ الإنجيل باللغتين اللاتينيّة واليونانيّة. أمّا صلاة المؤمنين فقُرِئت باللّغات العربيّة، الإنجليزيّة، الفارسيّة ، التركيّة والعبريّة. رافقت تقدمة القرابين ترتيلتا "مايور إست كاريتاس" (Maior est Caristas) باللّغة اللاتينيّة، وترتيلة "إنّو دِيي كِروبيني" (Inno dei Cherubini) باللغة اليونانيّة؛ ورافقت المُناولة ترتيلتا "بونوس باستور" (Bonus Pastor) باللغة اللاتينيّة، و"نرفعُ التسبيح" باللغة العربيّة. في ختام الاحتفال، أُنشِدَ النشيد المريميّ "أفيه ريجينا تشِلوروم" (Ave Regina Caelorum) ".

 خلال الطقس المقدّس، بعد تلاوة الإنجيل، ألقى الأب الأقدس العِظة التي ننشرها في ما يلي.

عِظة الأب الأقدس

الأخوة الكرام،

السادة والسيّدات الموقّرون،

الأخوة والأخوات الأعزّاء!

بعد أسبوعين من الإحتفال الافتتاحيّ، ها نحن نجتمع من جديد في يوم الربّ، حول "مذبح الشهادة" في بازيليك القدّيس بطرس، لإختتام الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة. ونحمل في قلوبنا عرفان جميل عميق لله الذي منحنا هذه الخبرة الفائقة حقًّا، ليس فقط لنا ولكن لخير الكنيسة وشعب الله الذي يعيش في الأراضي بين البحر الأبيض المتوسّط وبلاد ما بين النهرين. وكأسقف روما، أرغب أيّها الآباء السينودسيّون الأجلاّء، أن أشاطركم هذا الامتنان: كرادلة وبطاركة ورؤساء الأساقفة والأساقفة. وأشكر بشكل خاصّ الأمين العام والرؤساء الأربعة المنتدبين والمقرّر العامّ والسكرتير الخاصّ وجميع المعاونين، الذين عملوا في هذه الأيّام بدون كلل. لقد تركنا هذا الصباح قاعة السينودس وأتينا إلى "الهيكل للصلاة"؛ لذلك، يعنينا وبشكلٍ مباشر مَثَلُ الفرّيسيّ والعشّار الذي أورده يسوع وأوصله لنا الإنجيليّ لوقا (رج 18: 9-14). نحن أيضًا عرضة للتجربة، مثل الفرّيسيّ، بأن نذكّر الله بأفضالنا، ربّما إن فكّرنا بما قمنا به في هذه الأيّام. ولكن من أجل أن تصعد إلى السماء، على الصلاة أن تنبع من قلبٍ متواضعٍ، فقير. إذًا نحن أيضًا، في ختام هذا الحدث الكنسيّ، نريد قبل كلّ شيء أن نشكرَ الله، لا على استحقاقاتنا بل على الهبة التي صنعها هو لنا. نحن ندرك بأنّنا صغار ومحتاجون للخلاص، للرحمة؛ ندرك بأنّ منه يأتي كلّ شيء، وبنعمته فقط سيتحقّق كلّ ما قاله لنا الروح القدس. هكذا فقط نستطيع "العودة إلى البيت" مُغتنين فعلاً، أكثر برًّا وأكثر قدرة على السير في دروب الربّ.

تُشَدّد القراءة الأولى والمزمور على موضوع الصلاة، مركّزَين على أنّ هذه الأخيرة أقوى فعاليّةً في قلب الله كلّما كان المصلّي في حالة عوز وحزن أكبر. "صلاة المتواضع تنفذُ الغيوم"، يؤكّد سفر يشوع بن سيراخ (35: 17)، ويضيف صاحب المزامير قائلاً: "الرب قريبٌ من منكسري القلوب / ويخلّص منسحقي الأرواح " (34: 19). يذهب بنا الفكر إلى الكثير من إخوتنا وأخواتنا الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط والذين يعانون من أوضاعٍ صعبة، ثقيلة بعض المرّات، أكان بسبب عدم توفّر الإمكانيّات الماديّة أو بسبب الإحباط وحالة التوتّر وأحيانًا الخوف. تقدّم لنا كلمة الله اليوم أيضًا نور رجاءٍ معزٍّ، إذ تعرضُ لنا الصلاةَ، "مُشخصَنة"، والتي "لا يكفّ [صاحبها] حتى يفتقده العليّ وينصف الأبرار ويجري القضاء" (سي 35: 18). وهذا الرابط أيضًا، بين الصلاة والبرّ، يجعلنا نفكّر بأوضاع كثيرة في العالم، وبخاصّة في الشرق الأوسط. تجد صرخة الفقير والمظلوم صداها مباشرة في الله، الذي يريد التدخّل من أجل فتح طريق مخرجٍ، لإعادة مستقبل من الحريّة، أفقَ رجاء.

هذه الثقة بالله القريب، الذي يحرّر أحبّاءه، هي ما يشهد له الرسول بولس في رسالة اليوم، المأخوذة من الرسالة الثانية إلى تيموتاوس. فعندما شعر بقرب انتهاء حياته الأرضيّة، أجرى تقييمًا لها: "جاهدت جهادًا حسنًا وأتممت شوطي وحافظت على الإيمان" (2 تم 4: 7). وهو لكلّ واحد منّا، أيّها الأخوة الأعزّاء في الأسقفيّة، مثال يحتذى به، فلتمنحنا الطيبة الإلهيّة أن نأخُذَ بمثل هذا التقييم نحن أيضًا! ولكنّ الربّ، كما يتابع الرسول،"كان معي وقوّاني لتعلن البشارة عن يدي على أحسن وجه ويسمعها جميع الوثنيّين" (2 تم 4 : 17). وتترّدّد أصداء هذه الكلمة بقوّة خاصّة في هذا الأحد الذي نحتفل فيه باليوم العالميّ للرسالات. شركة مع يسوع المصلوب والقائم، شهادة لمحبّته. إنّ خبرة الرسول هي نموذجيّة لكلّ مسيحيّ، وبخاصّة لنا نحن الرعاة. لقد تقاسمنا لحظة قويّة من الشركة الكنسيّة، والآن نفترق لكي يعود كلّ واحد إلى مكان رسالته، ولكنّنا نعرف بأنّنا نبقى متحدّين، ونبقى في محبّته. فالجمعيّة السينودسيّة التي تختتم اليوم قد استحضرت دائمًا أيقونة الجماعة المسيحيّة الأولى والموصوفة في سفر أعمال الرسل: "وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة " (أع 4: 32). وهي حقيقة اختبرناها في الأيّام السابقة، حيث تشاركنا أفراح وآلام وهموم وآمال مسيحيّي الشرق الأوسط، وعشنا وحدة الكنيسة في تعدديّة الكنائس الحاضرة في تلك المنطقة. وأصبحنا، بقيادة الروح القدس، "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" في الإيمان وفي الرجاء وفي المحبّة، لا سيّما خلال الإحتفالات الإفخارستيّة، ينبوع الشركة الكنسيّة وقمّتها، كما أيضًا في ليتورجيّة الساعات، المحتفل بها كلّ صباح بواحدة من الطقوس السبعة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط. وهكذا، قدّرنا الغنى الليتورجيّ، الروحيّ، واللاهوتيّ للكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، كما للكنيسة اللاتينيّة. كان الأمرُ متعلِّقًا بتبادل عطايا ثمينة، استفاد منها كلّ آباء السينودس. ومن المأمول أن تتكرّر مثل هذه التجربة الإيجابيّة أيضًا في كلٍّ من جماعات الشرق الأوسط، بتشجيع مشاركة جميع المؤمنين في الإحتفالات الليتورجيّة للطقوس الكاثوليكيّة الأخرى وبالتالي الإنفتاح على أبعاد الكنيسة الجامعة.

إنّ الصلاة المشتركة ساعدتنا أيضًا على مواجهة تحديّات الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط، وإحداها هي الشركة داخل كلّ كنيسة ذات الحقّ الخاصّ، وكذلك في العلاقات بين مختلف الكنائس الكاثوليكيّة ذات التقاليد المختلفة. وكما ذكّرتنا صفحة الإنجيل لهذا اليوم (رج لو 18: 9-14)، نحن بحاجة للتواضع لنعترف بمحدوديّتنا وأخطائنا وإغفالاتنا، لكي نستطيع أن نشكّل فعلاً " قلبًا واحدًا وروحًا واحدة". فشركة أكثر اكتمالاً داخل الكنيسة الكاثوليكيّة تعزّز أيضًا الحوار المسكونيّ مع الكنائس والجماعات الكنسيّة الأخرى. لقد أكّدت الكنيسة الكاثوليكيّة في هذه الجمعيّة السينودسيّة على قناعتها العميقة في متابعة هذا الحوار، حتّى تتحقّق بشكل كامل صلاة الربّ يسوع و"ليكونوا بأجمعهم واحدًا" (يو 17: 21).

قد تنطبق على المسيحيّين في الشرق الأوسط كلمات الربّ يسوع: "لا تخف أيّها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت" (لو 12: 32). بالفعل، حتّى لو كانوا قلّة عدديّة، لكنّهم حاملو البشرى السارّة لمحبّةّ الله للإنسان، محبّة تجلّت بالذات في الأرض المقدّسة في شخص يسوع المسيح. وتتردّد أصداء كلمة الخلاص هذه، والمعزّزة بنعمة الأسرار، بفعاليّة فريدة، في الأماكن التي، بعناية إلهيّة، كتبت فيها، وهي الكلمة الوحيدة القادرة على كسر دوّامة الثأر والكراهيّة والعنف. فانطلاقًا من قلب نقيّ، وفي سلام مع الله والقريب، يمكن أن تنشأ نوايا ومبادرات سلام على الصعيد المحليّ والوطنيّ والدوليّ. في مثل هذا العمل، والذي تُدعى إلى تحقيقه كلّ الجماعة الدوليّةّ، يتمكّن المسيحيّون، المواطنون الكاملو الحقوق، ويتعيّن عليهم أيضاً، أن يقدّموا إسهامهم بروح التطويبات، فيصبحوا هكذا بناة سلام ورسل مصالحة لخير المجتمع بأكمله.

منذ زمن بعيد يستمرّ في الشرق الأوسط النـزاعات، الحروب، العنف والارهاب. السلام، الذي هو عطيّة من الله، هو أيضًا نتيجة جهود البشر ذوي الارادة الحسنة، والمؤسّسات الوطنيّة والدوليّة، وخصوصًا الدول الأكثر مشاركة في البحث عن حلّ للنـزاعات. يجبُ ألاّ نرضخ أبدًا أمام غياب السلام. السلام ممكن. السلام ملّح. السلام شرطٌ لا بدّ منه لحياة كريمة للشخص البشريّ وللمجتمع. السلام هو أيضًا الدواء الأنجع لتلافي الهجرة من الشرق الأوسط. "أطلبوا السلام لأورشليم" يقول لنا المزمور (122: 6). لِنصلِّ من أجل السلام في الأرض المقدّسة. لنصلِّ من أجل السلام في الشرق الأوسط، ملتزمين حتّى تنتشر عطيّة الله هذه المقدمة للبشر ذوي الارادة الحسنة، في العالم بكامله.

مساهمة أخرى يستطيع المسيحيّون تقديمها للمجتمع هي تعزيز حرّيّة دينيّة وضميريّة حقيقيّة، وهي حقٌّ من الحقوق الأساسيّة للشخص البشريّ، على كلّ دولةٍ أن تحترمه دائمًا. في بلدان عديدة من الشرق الأوسط، توجد حرّيّة العبادة، فيما مساحة الحرّيّة هي غالبًا محدودة إلى درجةٍ كبيرة. توسيع مساحة الحرّيّة هذه يُصبحُ ضرورةً ليضمن لكلّ المنتمين إلى الجماعات الدينيّة المختلفة، الحرِّيّةَ الحقيقيّة للعيش والتعبير عن إيمانهم. مِثلُ هذا الموضوع يمكن أن يُصبِحَ موضوع حوارٍ بين المسيحيّين والمسلمين، حوارٍ أكّدَ آباء السينودس على ضرورته وفائدته.

خلال أعمال الجمعيّة، غالبًا ما تمَّ التشديدُ على ضرورة إعادة عرض الإنجيل على الأشخاص الذين يعرفونه قليلاً أو، أسوأ من ذلك، الذين قد ابتعدوا عن الكنيسة. غالبًا ما ذُكِرَت الحاجة المُلِّحَة لتبشيرٍ جديد بالإنجيل حتّى في الشرق الأوسط. يتعلّق الأمر بموضوعٍ منتشرٍ إلى درجةٍ كبيرة، لا سيما في البلدان التي اعتنقت المسيحيّة منذ القِدَم. كما أنّ الإنشاء الحديث العهد للمجلس الحبريّ من أجل تعزيز التبشير الجديد بالإنجيل يستجيب لهذه الضرورة العميقة. لذلك، بعد استشارة أساقفة العالم بأسره وبعد الإصغاء إلى المجلس العادي لأمانة السرّ العامّة لسينودس الأساقفة، قرّرتُ تكريس الجمعيّة العامّة العاديّة القادمة، عام 2012، للموضوع الآتي: "التبشير الجديد بالإنجيل من أجل نقلِ الإيمان المسيحيّ".

إيُّها الإخوة والأخوات الأعزاء من الشرق الأوسط! إنّ تجربة هذه الأيام تؤكِّدُ لكم أنّكم لستم أبدًا وحدكم، بل يُرافقُكم دائمًا الكرسيّ الرسوليّ والكنيسة جمعاء، التي وُلِدَت في أورشليم، وانتشرت في الشرق الأوسط ومن ثَمَّ في العالم بكامله. لنَكِل تطبيق نتائج الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط، وكذلك التحضير للجمعيّة العامّة العاديّة المُقبِلة، إلى شفاعة الطوباويّة مريم العذراء، أم الكنيسة وملكة السلام. آمين.

 

[00210-08.03] [NNNNN] [Testo originale: Italiano]

صلاة التبشير الملائكيّ

عند اختتام الاحتفال المشترك بالإفخارستيا ﰲ بازيليك القدّيس بطرس، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ ﰲ ساحة القدّيس بطرس، قال اﻷب الأقدس:

 إخوتي وأخواﰐ اﻷعزاء!

مع الاحتفال الرسميّ لهذا الصباح ﰲ بازيليك الفاتيكان اختُتِمَت الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة، حول الموضوع: "الكنيسة الكاثوليكيّة ﰲ الشرق اﻷوسط: شركة وشهادة". ﰲ هذا اﻷحد، أيضًا، يُحتَفَل باليوم العالميّ للرسالة، والتي شعارها: "بناء الشركة الكنسيّة هو مفتاح الرسالة". إنﹼ التشابه بين موضوعيّ هذين الحدَثين الكنسيَّيَن مؤثر جدًا. كلاهما يدعوان إﱃ النظر للكنيسة كسرّ شركة هو، بطبيعته، موجَّه إﱃ كلّ الإنسان ولكلّ البشر. و هكذا كان يؤكّد خادم اﷲ البابا بولس السادس: "إنّ الكنيسة موجودة لكي تُبَشِّر بالإنجيل، إي لكي تَعِظ وتُعَلِّم، لكي تكون قناة عطية النعمة، لتصاﱀ الخطأة مع اﷲ، ﻹدامة ذبيحة المسيح ﰲ القدّاس الإلهي الذي هو ذكرى موته وقيامته  المجيدة (اﻹرشاد الرسوليّ، إعلان الإنجيل، 8  كانون اﻷول 1975، 14: أعمال الكرسيّ الرسوليّ 68، [1976]، ص 13). ﳍذا ستكون الجمعيّة العامّة العاديّة المُقبلة لسينودس الأساقفة، عام 2012،  مُكرَّسَة للموضوع "التبشير الجديد بالإنجيل لنقل الإيمان المسيحيّ. ﰲ كلّ زمان ومكان –  وأيضًا اليوم ﰲ الشرق اﻷوسط –  الكنيسة موجودة وتعمل ﻻستقبال كل إنسان وتزويده بالمسيح ملء الحياة. كما كان يكتب اللاهوتيّ الإيطاليّ-الألمانيّ رومانو غوارديني: "إنّ الواقع ’الكنيسة‘ يُخاطب كليَّة ملء الكائن المسيحيّ الذي يتطور ﰲ التاريخ، من حيث هي تعانق ملء البشريّة التي هي في علاقة مع الله" (التنشئة الليتورجيّة، بريشيا 2008، 106-107).

أصدقائي اﻷعزّاء، ﰲ ليتورجيّة اليوم نقرأ شهادة القديس بولس المُتعلِّقة بالجزاء النهائيّ الذي سيُسلِّمه الربّ إلى"جميع الذين اشتاقوا ظهوره" (2 4، 8). لا يتعلّق الأمر بانتظار خامل ومُتَوَحِّد، بالعكس! عاش الرسول بشركة مع المسيح القائم من اﳌوت "لتُعلَن البشارة" بحيث "يسمعها جميع الوثنيّين" (2 4، 17). ليست مهمة الرسالة أن تُقيم

ثورة ﰲ العاﱂ بل أن تجعله يتجلى ( أن تُغيّر مظهره)، مستمدّة القوة من يسوع المسيح الذي "يدعونا إﱃ مائدة كلمته وإلى مائدة الإفخارستيا ، لنتذوّق عطية حضوره، لننشأ ﰲ مدرسته ولنعيش دائمًا مُتحدين به بوعيّ أكبر، هو المعلّم والربّ) "رسالة من أجل يوم الرسالة العالميّ الـ84). مسيحيّو اليوم أيضًا – كما هو مكتوب ﰲ الرسالة إﱃ ديونيتو – "يُظهرون كم هي مدهشة و ... استثنائيّة حياتهم المترابطة. يقضون وجودهم على اﻷرض، ولكنهم مواطنو السماء. يطيعون القوانين الموضوعة، ولكن بطريقة عيشهم يتخطون القوانين ... محكوم عليهم بالموت، ومنه يستمدّون الحياة. مع أنهم يفعلون الخير، هم ... مُضطَهَدون ويزدادون عددًا كلّ يوم".

(V, 4.9.12.16; VI, 9 [SC 33], Paris 1951, 62-66)

إﱃ العذراء مرﱘ، التي تَلَقّت من يسوع المسيح الرسالة الجديدة بأن تكون أمّ جميع الذين يريدون أن يؤمنوا به وأن يتبعوه، نوكِل الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط وكل المُبَشرين بالإنجيل.

 بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ، قال البابا:

[بالفرنسيّة] في هذا اليوم تنتهي أيضًا الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة. أدعوكم للصلاة من أجل جميع شعوب هذه المنطقة، سائلين الربّ أن يَستَحِث في كلّ أرجاء العالم رجال ونساء سلام ومصالحة.

[بالإنجليزيّة] نشكر الله من أجل البركات التي حصلنا عليها خلال الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة والتي اختتمت هذا الصباح في بازيليك القدّيس بطرس.


تنبيه للقرّاء

القواعد المطبّقة في الكتابة

يرجى الملاحظة بأنّه في الطبعة العربيّة لنشرة سينودوس الأساقفة طُبِّقت قواعد الكتابة التالية، منذ ورود قائمة المشاركين في النسخة المتعدّدة اللغات.

في ما يتعلّق بإستخدام حروف الرموز إلى (Sigle) للرهبانيات الدينيّة: إن ّ إستخدام الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة في اللغة العربيّة تُبرز بعض الصعوبات ولذلك في النشرة –التي ليست طبعةً رسميّة، بل أداة عمل للإستخدام الصحافيّ- تمّ إختيار الحلّ الأقل مشقةً والأكثر بساطة. ليس من المعتاد الإشارة إلى الانتسابات إلى الرهبانيّات الدينيّة في العمل الاكاديميّ، لكنّ هذا الحلّ لم يؤخذ به كملائمٍ للنشرة. قد يكون الحلّ بتحديد أسماء الرهبانيّات الدينيّة كاملةً، لكنّ هذه الممارسة قد تكون بعيدةً جدًّا عن الطبعات اللغويّة الأخرى. وعليه، للطبعة العربيّة تقرّر الإستعاضة عن الحروف التي ترمز إلى الرهبانيّات الدينيّة بالإسم المستخدم عامةً (يسوعيّون، ساليزيانيّون، فرنسيسكانيّون، إلخ).

في ما يتعلّق بأسماء المشاركين وعناوينهم: لأسماء المشاركين غير العربيّة إتَّبَع تحرير النشرة الطريقة المعتادة في النقل الكتابيّ وفق اللفظ. للأسماءِ ذات الأصل العربيّ  للمشاركين، في غياب النسخة العربيّة لقائمة المشاركين، أُجري بحث منهجيّ من قبل تحرير النشرة. لحوالي 5% من الأسماء العربيّة، التي لم يتمّ الحصول على الإسم الأصلي في العربيّة في حينه، تقرّر إعادة نقل الإسم بالأحرف العربيّة حسب قائمة المشاركين المودعة في النسخة المتعدّدة اللغات بالأحرف اللاتينيّة، للحفاظ على النمط الخطيّ الواحد للطبعة العربيّة.

في غياب النص باللفظ العربيّ، تمّ النقل الحرفيّ (أو إعادة النقل الحرفيّ) لعناوين المشاركين جميعهم، حتى وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء.

تصحيح الأخطاء

في حال تمّ اكتشاف الأخطاء، يُرجى من المعنيّين أن يشيروا إلى تحرير النشرة بالأسماء و/أو العناوين الخاطئة وكتابتها الصحيحة عبر خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) إلى: fungogenerale@pressva-fungo.va

يمكن استخدام عنوان البريد الإلكتروني عينه للإشارة إلى الأخطاء المتعقلة بمحتوى النشرة بكامله.

 

 

العودة لِـ:

- فهرس نشرة سينودس الأساقفة – الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط – 2010
[متعدّد اللغات، العربيّة، الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة]

- فهرس المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ
[الإنجليزيّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، البرتغاليّة، الإسبانيّة]

 

top